مراسيم عاشوراء

تعتبر الشعائر الحسينية عن عمق تأريخي ثري يبين واقعة الطف ، وبواسطتها تتجدد ذكراها عبر الازمنة ، فتبدأ المراسيم بالتشابيه التي تصور خروج الامام الحسين مع رحله الى ارض كربلاء منذ بدأ


انتشار خبر خروج الامام الحسين " عليه السلام" بين الناس على سفره الى العراق

وانه يريد الكوفةِ لطلب شيعته منه ، فكان هناك استفهام ونصح ومنع من قبل رجال عشيرته ، ومنهم أتاه ابن عباس فقال:


يا ابن عم قد أرجف الناس أنك سائر إلى العراق، فبيّن لي ما أنت صانع؟ قال:

«إنّي قد أجمعت المسير في أحد يومي هذين إن شاء الله تعالى»1


وأيضاً أجاب ابن الزبير (فقال له ابن الزبير : اما لو كان لي بها مثل شيعتك ما عدلت بها : قال :

ثم انه خشى ان يتهمه فقال : اما انك لو اقمت بالحجاز ثم اردت هذا الامر هيهنا ما خولف عليك ان شاء الله ، ثم قام فخرج من عنده .


فقال الحسين :

(ها ان هذا ليس شئ يؤتاه من الدنيا احب اليه من ان اخرج من الحجاز إلى العراق ، وقد علم انه ليس له من الامر معي شئ وان الناس لم لا يعدلوه بي ، فودأني خرجت منها لتخلو له )2.


وايضاً أجاب اخوه محمد بن الحنفية الذي طلب منه السفر الى اليمن او الى شعاب الجبال :

فقال له الامام الحسين" عليه السلام" ( انظر فيما قلت) لكن تحرك الركب منذ السحر وجاء محمد بن الحنفية مسرعا وامسك بزمام ناقة الامام الحسين"

عليه السلام" وقال له يا أخي، ألم تعدني النظر فيما سألتك؟ قال: «بلى، ولكن أتاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعدما فارقتك، فقال:


يا حسين أخرج، فان الله قد شاء أن يراك قتيلاً»، فقال ابن الحنفية: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، فما معنى حملك هذه النسوة وأنت تخرج على مثل هذه الحال؟

فقال له:

«قال لي: إنّ الله شاء أن يراهن سبايا»(3).


المصدر:

1- مقتل أبي مخنف للمورخ الشهير / ج1 ص47 .
2 - مقتل أبي مخنف للمورخ الشهير / ج1 ص47 .
3 - الملهوف على قتلى الطفوف ، ابن طاوس : 128.