سماحة المفكر الشيخ سعيد النوري: نريد أن يكون 14 مايو يوما للدفاع عن الهوية

مسجد الغدير المبارك

الشيخ سعيد النوري

21 أبريل 2010م

قرية سند

بسم الله الرحمن الرحيم . وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين. تقبل الله أعمالكم أيها المؤمنون.

عنوان الكلمة: نريد أن يكون تاريخ 14 – مايو يوما للدفاع عن الهوية الوطنية الأصيلة للشيعة والسنة .



إن الحديث حول فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو حديث عن قضية لازمة وواجبة ، وهناك إثم يترتب على تركها . وكل ما كبر حجم هذا المنكر كان لزوم النهي عنه أكبر وأشد وكان ترك النهي عنه أكبر إثماً وأشد. ولذلك من المهم جداً أن تتوفر عند المؤمنين القدرة على تشخيص المنكر وحجمه لترتب آثار شرعية عليه . ولتحديد حجم المنكر هناك معياران:

الأول : هو حجم الضرر الذي يوقعه المنكر ضد القضايا الدينية، كمنكر التعدي على رسول الله (ص) أو على عقيدة التوحيد أو التعدي على مقام الإمامة، ويندرج أيضاً ضمن ذلك التعدي على الأحكام الشرعية ، و كمسألة الخمور والمخدرات وهذه قضايا ترتبط بالدين والأخلاق.

والمعيارالثاني : هو حجم الضرر الذي يوقعه المنكر على حياة الناس سياسياً وإجتماعياً وإقتصادياً. والمنكر الذي يكون له إضرار بهذين الجانبين معاً يكون منكر كبير وجوهري.

وهنا أريد الحديث عن التجنيس السياسي أو ما يسمى بمشروع التغيير السكان أو مشروع الإبادة الجماعية . وهذه كلها مصطلحات تستخدمها المعارضة لوصف هذه القضية. ونحاول تأسيس رؤية شرعية حول مشروع التغيير السكاني ، وهو مخطط تعمل السلطة من خلاله لإستبدال شعب البحرين الأصيل سنة وشيعة بشعب آخر أجنبي مستجلب .

فلو أردنا أن نعرف حجم المنكر الذي يوقعه هذا المشروع، هل هو كبير أو متوسط أو من الدرجة البسيطة ؟ وهذا ضروري جداً لأنه سيحدد درجة لزوم مواجهته كما أنه سيحدد حجم الإثم الذي يترتب على ترك النهي عنه. لذا نحن أمام مسألة شرعية وليست سياسية فقط.



إن المنكر التغيير السكاني هو منكر كبير أي يقع ضرره على الدين – سأوضح ذلك لاحقاً- كما أنه منكر مزدوج بمعنى أنه منكر سياسي وديني في نفس الوقت. فهذا المنكر يؤسس لعدة أمورهي :



أولاً: يحول سكان البحرين الأصليين سنة وشيعة إلى أقلية في بلادهم، وهذا من أكبر المنكرات لأنه يأتى بشعب آخر بديل للشعب الأصلي لإغتصاب الأرض.

ثانياً: إنه يحول السكان الأصليين إلى أقلية مهمشة مقصية عن الوظائف المؤثرة ومراكز القرار في الدولة.

ثالثاً: تحويل السكان الأصليين لأقلية فقيرة ومتخلفة، فالمجنس يعطى بيت وراتب يصل لألف دينار أحياناً فيما ينتظر المواطن 17 عاماً قبل أن يحصل على بيت ويوظف براتب 200 دينار! كما أنه يحرم السكان الأصليين من الحقوق الخدمية ويحرمهم من الحصول على البعثات في الدراسات العليا . فالتفضيل والأولوية يكون للمجنس على حساب أبن البلد وهذه الأمور علنية وواضحة.

أقول، إن استطاعت السلطة وهي نجحت لحد الآن في إتمام هذا المشروع والمخطط الجهنمي، وتحويلنا لأقلية ضعيفة ومهمشة ومتخلفة فكيف سنحمي قيمنا الدينية؟ كيف سنحمي الشريعة الإسلامية من التحريف ؟ كيف سنحمي مساجدنا ومآتمنا ومواكبنا ؟؟ سيفرضون علينا الهيمنة على كل شؤوننا الدينية ، في عاشوراء قاموا بإنتهاك السواد هذه المرة، وقد قاومهم الناس وهذا الشيئ حدث هنا في قرية سند أيضاً ولكن ماذا لو تحولنا لأقلية ضعيفة ؟ هل سنستطيع أن نوقف ذلك؟


وإن هذه المنكرات ستتحول فيما بعد إلى منكرات دينية ترتبط بالدين والأخلاق. لذلك نحن اليوم نواجه أكبر المنكرات. فإن كان كذلك فهل مستوى ردود أفعالنا بمستوى هذا المنكر؟ الجواب: لا.

ماذا سنقول لله سبحانه ؟ ماذا سنقول للأجيال القادمة؟ إن سؤلنا لماذا لم تواجهوا هذا المشروع ؟ وأنا أوضحت في الأسبوع الماضي بأن المظلوم على قسمين، مظلوم شارك في ظلم نفسه أي رأى الظلم يقع عليه ولم يقم بصده عن نفسه ، و مظلوم قام بمواجهة هذا الظلم، فنحن لا نريد أن نكون شركاء في ظلم أنفسنا. لانريد للأجيال القادمة أن تلعننا!، البكاء على اللبن المسكوب غير نافع، وهو فعل الضعيف وأن أي تأخير في التصدي لهذا المنكر سيضيعنا كل شيئ.



ولقد قامت حركة حق وحركة أحرار البحرين و تيار الوفاء بتدشين حملة شعبية لمواجهة هذا المشروع، ولهذه الحملة مساران:

خارجي دولي، ويتمثل في مخاطبة ورفع شكاوى إلى المؤسسات الدولية ، و قد قمنا أخيراً بإرسال رسالة علنية لحاكم السعودية صريحة وواضحة ، و لم تمدح الحاكم لأننا لانرضى بأن نمدح حاكماً ، وجاء في الرسالة تحميل للسعودية بالمسؤولية التي تتحملها في المساهمة في هذا المخطط ( التجنيس). حيث أن آلاف السعوديين من القبائل يحصلون على الجنسية البحرينية لتنفيذ مخططات السلطة في البحرين.

و داخلي، هناك عدد من الفعاليات التي سيتم الإعلان عنها، وسيكون هناك إعتصام جماهيري في الرابع عشر من مايو أمام مجمع جيان من أجل مقاومة هذا المخطط التدميري، و على المؤمنين دعم هذا الإعتصام بالمستوى اللائق بهكذا مشروع .



ختاماً: نحن تأخرنا كثيراً في دفع هذا الظلم الواقع علينا ، ونحن الآن أمام مسؤولية دينية وليست سياسية فحسب . وعلينا أن نواجه هذا الأمر دون تأخير. هناك من الأخوة من هو محبط أو من هو سلبي تجاه المشاركة في هذه الفعاليات. ولا ينبغي للمؤمن أن يكون سلبياً في أداء تكليفه، فلو أفترضنا أننا لم نحقق شيئ، على الأقل قد أدينا تكليفنا، والله سيقبل هذا الأداء منا، وكل من يقصر وهو قادر على أن يقدم شيئ هو مقصر أمام الله. والإنسان المؤمن حتى لو قصر في أداء التكليف في كل عمره ، فإنه يستطيع تدراك التكليف حتى النفس الأخير ، وسوف يقبل عمله إن شاء الله تعالى . من الواضح أن مشروع التغيير السكاني يحتاج لحزمة من الفعاليات الخارجية والداخلية المتواصلة والفاعلة ، ونحتاج لاصرار ونفس طويل وتفاعل كبير وجاد من الجماهير فعلى الجميع أن يؤدي مسؤوليته الشرعية والسياسية ، ومن يقصر من الشخصيات أو الجمهور فيتحمل هو المسؤولية .

مشكوووووووووووووور