فضل الله: لا يجوز زواج مرضى السكلر.. السيستاني «يجوز والأولى اجتنابه»

رداً على أسئلة لـ «البحرينية لرعاية مرضى السكلر»
فضل الله: لا يجوز زواج مرضى السكلر.. السيستاني «يجوز والأولى اجتنابه»


الوقت - أحلام معيوف:
أفتى المرجع الديني المعروف محمد حسين فضل الله بعدم جواز زواج مرضى السكلر من المصابين والحاملين، وجاء في نص الفتوى <>يجب القيام بالفحص المذكور قبل الزواج، حرصاً على توقي الضرر المحتمل، وفي الحالات المذكورة التي يكون فيها الضرر المعتد به مؤكداً أو مظنوناً، لا يجوز فعل ما يؤدي إلى الإصابة بالمرض في الأولاد>>، أكد المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني أن <>الزواج جائز وإن كان الأولى اجتنابه واختيار شخص سالم من المرض>>، بحسب ما أعلنته الجمعية البحرينية لرعاية مرضى السكلر التي أرسلت كذلك طلب الاستفتاء إلى عدد من العلماء في السعودية والأزهر الشريف.
وجاءت فتوى فضل الله بناء على الأسئلة التي وجهتها له الجمعية والمتمثلة في أن <>حكومة البحرين أدخلت في الجهاز الصحي الفحص قبل الزواج (وهو اخذ عينات دم من جسم الرجل والمرأة وعرضها في المختبر ومعرفة ما هي الأمراض المصاب بها الزوج والزوجة) والمراد منه مدى صلاحية توافق الزوج والزوجة صحياً وتفادياً لولادات مصابه بهذا المرض، فهل يصل هذا الفحص (فحص قبل الزواج) إلى التكليف الشرعي أي إلى الوجوب مع وجود هذا المرض؟ وهل يجوز لي أنا كزوج مصاب بالمرض إن أتزوج بنت مصابه بالمرض وأنجب أولاد مصابين بالمرض، علما أن هؤلاء الأولاد قطعاً (وهذا القطع أتينا به من الدراسات الطبية) سيتضررون جراء هذا المرض ومضاعفاته وبالتالي عرضنا حياة الإنسان إلى التهلكة أو وقوع ضرر مؤكد عليه كما أخبرني الطبيب به وفقا للنتائج الطبية والمختبرية، وفي حال إني أحب فتاة وهي أيضا تقابلني بنفس الشعور وأعلم بالمرض ومضاعفاته الفتاكة المؤلمة، وأخبرني الطبيب بعدم الزواج من بعض لأنه يسبب للأولاد ضررا مؤكدا أو ربما إلى موت محتم كما تشير النتائج الطبية والمختبرية، وفي هذه الحالة هل يجوز لي إن أتزوج من البنت المذكورة وأنجب أبناء مصابين بالمرض وأعرض حياة أبنائي للخطر؟>>.
وأوضحت الجمعية في رسالتها أنه <>إذا كان الزوج والزوجة مصابين بالمرض، فالنتيجة جميع الأبناء مصابين بالمرض، وإذا كان الزوج والزوجة حاملين للمرض فالنتيجة نصف الأبناء مصابين والنصف الآخر حاملين للمرض، وإذا كان الزوج مصاب والزوجة حامل فالنتيجة الأبناء بين مصاب وحامل، وإذا كان الزوج مصاب والزوجة سليمة فالنتيجة 25% من الأبناء حاملين للمرض>>.
وينتج مرض السكلر وبصورة مبسطة جداً عن خلل في الأحماض الأمينية يجعل الهموغلوبين في الدم غير مستقر، فعندما يتعرض المريض لأي ضغط، أو نقص في الأوكسجين أو ارتفاع الحموضة أو درجة الحرارة فإن كرات الدم الحمراء الدائرية في الأساس تأخذ شكل المنجل وبما أن كرات الدم يجب أن تكون انسيابية لكي ينتقل الدم من الرئة إلى الأنسجة بطريقة سليمة ونتيجة لهذا <>التمنجل>> فإن خلية الدم لن تكون لديها قابلية لنقل الأوكسجين، وبالتالي، يحصل تكسر مستمر لدى المريض في كرات الدم الحمراء لأنها غير مستقرة وغير سليمة فيؤثر ذلك على النخاع الشوكي الذي ينشط بصورة اكبر لإنتاج كرات دم جديدة فتحدث عملية تكسر وإنتاجية، ويؤدي التكسر إلى الكثير من الأعراض كفقر الدم المزمن وصفار في العين، كما أن نقص الهيموغلوبين يؤثر على النمو الجسماني لدى المريض ولذلك نلاحظ أن معظم مرضى السكلر ضعيفي البنية.
وأثبتت بعض الدراسات أن مرضى السكلر يحدث لديهم خلل في جهاز المناعة، ما يؤدي إلى تقبلهم للالتهابات البكتيرية بصورة كبيرة، وعادة قد تكون هذه الالتهابات قاتلة، وتسبب تسمماً في الدم وإن لم يتم علاجهم في الوقت المناسب فمن الممكن أن تستفحل الحالة مما يؤدي إلى الوفاة بصورة سريعة.