قالها باقر الصدر .دنيا هارون .....( والمالكي)

من منّا لم يسمع بمقولة الشهيد محمد باقر الصدر والتي يقول فيها(من منّا اُعطيَ دنيا هارون الرشيد ولم يفعل فعله؟)؟؟؟،لا شك إن هذه الكلمات قد طرقت مسامع الجميع لا سيّما الذين يميلون مع الرياح الإسلامية..خاصّة ً وان قائلها كان قد أطلقها أيام الدكتاتورية البعثية موجها كلماته هذه وبواقعيه الى مريديه من الإسلاميين المنتقدين سلوك النظام البعثي المتعلّق بحبال السلطة.



...لقد ضرب المفكر الشهيد الصدر للإسلاميين مثلاً ب؟؟(دنيا) الخليفة هارون الرشيد او (العباسي) اذ كان ملكه عظيما واسعاً وسطوته على الناس وسلطته على رعيّته لا حدود لها وهو الذي تمادى بسبب نفوذه الشديد حتّى خاطب الغيمة بكلماته الشهيرة بانّ خراجك وخيرك عائد إلي أينما تذهبين!
..لقد كان الصدر الأول بعيد النظر حادّ الذكاء وهو يستشرف ملامح مستقبل أولئك الذين ينتقدون السلطات الظالمة والذين يرفعون شعارات الرفض والتصدي لسلوك هارون ويزيد وصدام ..القائم على حب السلطة والتضحية في سبيلها بكل غال وليس هناك ما هو اغلى منها كما عبّر هارون نفسه مخاطباً ولده المأمون(لو نازعتني فيه لأخذت الذي فيه عيناك)!!!.
....الحقيقة التي يغفل عنها الكثير هي ان معادن الناس وحقائق ذواتهم لا يصح تقييمها وهم بمعزل عن المحك الكاشف(السلطة والمال)...فالناس عادةً يتحدّثون بطيبة ويظهرون في التعامل بعضها طالما هم بعيدون عن موقع القيادة(على اختلاف درجاتها)..لكن ما ان يتذوقون حلاوة السلطة ويستمتعون بملذّاتها حتّى تتّضح وجوههم الحقيقية التي كانت تختفي وراء أقنعة البساطة والتواضع وشعارات التضحية وكراريس الحكمة والعبرة و
الإيثار وغيرها من كلمات الذين لم يكونوا حالمين بالحكم والسلطة!.
.....هنا استذكر شهيد العراق والأمة الإسلامية الصدر الأول وأتمنى أن لا يتهستر المتشبثون بالسلطة ويتهموني بسائر الاتهامات الجاهزة المحفوظة،واقول:هل خاطب السيد الصدر هؤلاء الناس قبل اكثر من عشرين عاماً ليأتي اليوم الذي ينطبق وصفه عليهم؟هل تخلّى البعض عن ذاكرته وأرشيفه وشعاراته طمعاً بالاستمرار اكبر زمن ممكن في السلطة وارضاءً لشهواتها ووقوعا في حبائلها،ولعل البعض في ذاك الزمان كان يقول (لا،حتى لو عرضت علينا دنيا هارون الرشيد ومغرياتها فأننا لن نتمسك بمناصب لن نستطع من خلالها إرضاء الشعب وتقديم الخدمات له)
والآن وبعد انقضاء أربعة أشهر على الانتخابات ...لا زال رجال من حزب الدعوة الذي كان قد اسسه الصدر الأول (قد) ومن ثم تبرأ منه ...متمسكين بالسلطة ولو كره الشعب هذا التدهور ..ولو كره الدستور هذا الفراغ...ولو كره الحلفاء هذا التشبث...وحتى لو كره الصدر الأول في قبره الشريف هذا الاستسلام الهاروني الدنيوي لملذّات الحكم.
...وتستمر معانات الشعب الواقع تحت ضغط من يرفعون شعار التضحية الكاظمية وهم من أهل دنيا هارون....وهل يستطيع احدهم ان تعرض عليه دنيا هارون ولا يفعل فعله؟؟
فتمسّكوا بمناصبكم أيها الإخوة وضيّعوا الوقت في حوارات تقاسم الغنيمة وأما الشعب فليذهب الى الجحيم.
منقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول