منتديات نور الشيعه
يا هلا وغلا بل الجميع

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات نور الشيعه
يا هلا وغلا بل الجميع
منتديات نور الشيعه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الامام محمد الجواد حفيد رسول الله (ص )

اذهب الى الأسفل

الامام محمد الجواد حفيد رسول الله (ص ) Empty الامام محمد الجواد حفيد رسول الله (ص )

مُساهمة من طرف sun الإثنين نوفمبر 08, 2010 11:23 am

ملفات: ذكرى شهادة الإمام الجواد (ع): محنة الوحدة تبحث عن روح الولاية



م.غريبي مراد عبد الملك / ورد عن الإمام السجاد عليه السلام Sadأحبونا حب الإسلام)، هذه الكلمة و أخواتها الواردة من مشكاة واحدة ، تلك المشكاة التي نعبر عنها بتعبير

القرآن العظيم و النبي الأعظم (ص) ، أهل البيت عليهم السلام... جاءت كلها لتتركز في عقولنا و تتراص في وجداننا كقوة عقيدية تهذب إرادة الولاية الإسلامية فينا، و عمقا هي خطاب مزدوج فيه نصح وإرشاد، نصح لمن تنكر للتشيع و إرشاد لمن تشيع ثم تعصب، وحتى لا نهلك كما حصل في التاريخ الديني لعلاقات الناس بالقدوات... لقد وردت هذه الكلمة الإسلامية العظيمة لتأصيل عنوان الولاية في داخلنا و في حياتنا كلها، ولترفع اللبس و تصد الغلو و ترتفع بعنوان ( الولاية) كأساس في مسؤولية الإنسان المسلم، في الحياة لتجعلها وعيا رساليا متكاملا يشمل كل مفردات الحياة الإنسانية. ولا شك أن ذكريات أهل البيت عليهم السلام، تشكل ثروة عرفانية علمية -إسلامية بأتم معنى الكلمة- بالغة الأهمية ، لما تتركه من أثر إيجابي و قوة إيمانية عميقة، وهذه الحقيقة رغم سطوعها كالشمس إلا أنها قد تستشكل لدى المرء الناقص ثقافة إسلامية أو المقهور ثقافيا أو ذاك الضعيف منطقا، وهذه الحال في مجتمعاتنا الإسلامية عامة التي تتناول المواضيع الإسلامية بأساليب بدائية ، ولدت صراعات شديدة و ظنون و شكوك خطيرة، نشأت من القصور الإعلامي في تفعيل التفكير النقدي بمنهج قرآني رصين من شأنه النهوض بالوعي الإسلامي لسفينة النجاة التي من ركبها نجا و من تخلف عنها هلك. و تتفاوت المجتمعات الإسلامية في مستوى ثقافتها حول سير أهل البيت عليهم السلام و في قدرتها على استثمار الثروات و المعارف الإسلامية و الآداب العرفانية في إستراتيجيتها الإصلاحية، مع فقدان المقياس المطلوب لإدراك موقعية تراث أهل البيت عليهم السلام في المنظومة الثقافية الإسلامية ، بل المؤسف أن المطلب الحضاري لا يزال يتراوح بين الكنتونات الثقافية المذهبية الضيقة بعيدا عن عنوان الحوار الإسلامي - الإسلامي. في ظل هذا الواقع الإسلامي ، علينا أن ننهج التعمق في دراسته، للتمكن من رفع الغموض عن العديد من المعوقات و المثبطات و الأمراض النفسية و النقائص الموضوعية و الإختلالات المنهجية في تعاطينا مع مسألة القدوة سواءا النبوية أو الإمامية أو غيرها مما نلحظه لدى إخواننا السنة عموما، داخل منظومتنا الثقافية الإسلامية، ومن خلال هذا كله نفهم أنه لابد من البحث عن حقيقة الروح الولائية في كلمات المعصومين لكي نسد كل المنافذ على الزهو و العجب الذاتيين، الضاغطة على النفس و الموجهة لها نحو التهرب من المسؤولية بكل عناوينها و التي اعتادت الاحتماء بالظنون و العقل الجمعي السلبي الذي يعطل آلية العلم و المعرفة و النقد البناء في حركة الإنسان، حيث تصطبغ المسؤولية بصبغة الغلو و التعصب والرأي الأحادي و ما هنالك من عناوين ضعف المسؤولية... وفي نفس السياق أيضا هناك أزمة الحتمية الاجتماعية كامتداد لمأزق العقل الجمعي السلبي، حيث الأغلب الأعم من الناس يبرر رأيه برأي محيطه الاجتماعي، فمؤخرا بالعديد من الدول الإسلامية سمعنا نداءات متوجسة من التثاقف الإسلامي بين المذاهب الإسلامية ، تركز في خطاباتها و بياناتها الرسمية و غيرها على تاريخية المذهب في البلد الفلاني و الوحدة المذهبية كمطلب أساسي و عقلائي و أخرى بإحتواء الحوارات الإسلامية في إطار المذهب التاريخي للبلد... وهذا الواقع جد حساس و مصيري بالنسبة للمستقبل الإسلامي ككل و ليس الشيعي فقط، لأن علماء الدين هم القدوات الحية و القريبة عموما و التي من شأنها تحرير الإنسان من الطاغوت و تفتح عقله و قلبه على هدى الله فيبني علاقاته على أساس الاستماع المسؤول، و هذا كله يلتقي بالحديث الشريف: "عن الفضل عن الإمام موسى الكاظم عليه السلام قال: قال لي: أبلغ خيرا و قل خيرا و لا تكن إمعة، قلت : و ما الإمعة؟ قال: لا تقولن أنا مع الناس و أنا كواحد من الناس"(1) و حديث آخر: "ورد عن الإمام الصادق عليه السلام عن نبي الله المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام قال: كونوا نقاد الكلام" وهذا نستوحيه في العديد من آيي القرآن العظيم:" وَالَّذِينَ اجْتَنَبُواْ الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُواْ إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ* الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُو الألْبَابِ" لكن بعض الناس في واقعنا الإسلامي، يعشق صناعة طاغوت يستبد به إما فكريا أو ثقافيا أو مذهبيا أو سياسيا من حيث لا يدري و لا يشعر، و الشيعي في هذا المضمار هو على خطر عظيم لحضور الثقلين في وجوده، لكن إذا كان حضورا انتحابيا و احتفاليا و شكليا هو تشيع بلا تفكر و لا يقين... و قد استفاضت كلمات النبي الأكرم (ص) و أئمة الهدى عليهم السلام بهذا الخصوص و كانت جامعة و مثيرة لمعنى أصيل في العمق الإسلامي ألا و هو الصدق ، حتى لا يصبح النقد افتراءا و كذبا و زورا و بهتانا عظيما أو استهتارا ، لان بعض الناس و للأسف من المحسوبين على الحوزات العلمية و المرجعيات الرشيدة ينقد ليسقط شخصا يبغضه أو يحسده أو لينتقم منه وإلا جهة تزاحم جهته أو حزبا ينافس حزبه أو مذهبا يحرج مذهبه أو مرجعا يرى غير ما يرى مرجعه...و يبقى كل هؤلاء من أشخاص بسطاء و خطباء و أساتذة في حوزات و أطياف و أقوام و أحزاب ومذاهب يتوسلون النقد بروح الحقد و التعصب و الجهل و الغلو والسباب و الإسقاط ، حتى يحرقوا كل ثقافات الحوار و التسامح و اللقاء و الوحدة واللاعنف و وعي الإختلاف و الأخوة الإسلامية، بنار الغرور و الزهو و دعاوى ملكية الحقيقة المطلقة... وقد روي عن أمر المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: قال رسول الله (ص): إن أدناكم مني و أوجبكم علي شفاعة ، أصدقكم حديثا نستفيد من هذا الحديث الشريف ، أن الصدق وسام عظيم يجعل صاحبه و محصله أقرب ما يكون من النبي الأكرم (ص) و أحق بشفاعته، وكما يقال اللبيب بالإشارة يفهم... و على حد قول العلامة السيد محمد تقي المدرسي في احدى كلماته الخاصة بمناهج و مقاصد التشريع الإسلامي : "ينبغي على المسلم أن يكون دائم الحذر من عمى القلب، كما هو شديد الحذر من عمى العين" ويكون دائم النباهة لدور العقل كما هو شديد النباهة للجاه و المال ، و عليه أن يكون باحثا عن نور الهدى بأدب و ورع و صبر و تقوى و عزم و جدية و حرية... كانت هذه ورقة استقصائية مقتضبة لها شواهدها العديدة من واقع محنة الوحدة الإسلامية والثقافة الصادقة الأمينة و الإنسانية السمحة الكريمة التي ترفع شعار "من أجل الإسلام" عبر الزمن الإسلامي كله، فضمن التواصل التحليلي الهادف للتراث الرسالي هناك مدخل أساسي: تفعيل التفكير النقدي الإسلامي من قبل المثقفين الدينيين و العلماء و الخطباء من خلال الدراسات و البحوث و الحوارات الرسالية الدقيقة و كذا الإعلام الرسالي الحر المنفتح، حتى لا نحصد في المستقبل مجتمعا مغرورا متوهما أنه فوق النقد مآله لصراعات بدائية وغير انسانية... و تبقى الرسالية توجهنا لنداء القرآن :" يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ* وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ* وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأرضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ. و عودا لكلمة الإمام السجاد سلام الله عليه كجوهر لهذا المقال: في ظل الحب الإسلامي الحقيقي و وعيه الوعي السليم، تتبلور منظومة ثقافية إسلامية متكاملة تلم الشتات الثقافي الحاصل و تحرر الساحة الإسلامية من الاحتقانات المذهبية المتخلفة الغير واعية لمعنى الإختلاف في الإسلام، وكما هو معلوم ليس الصعب بالمستحيل، إذا ما تراصت القلوب الطاهرة و العقول النيرة خصوصا في رحاب الفريضة الخامسة المقبلة علينا بكل روحانيتها الإسلامية لترشد المسلمين عمقا بتجاوز بعض التباينات و تجميد أخرى مع استثمار الإجتهادات و الحوارت في إطار الوعي الإسلامي الكبير بولاية الله و رسوله و المؤمنين، ذلك الوعي الذي يخدم الهدف الأوحد و المصير الواحد و يتصدى للتحديات الواحدة و الأعداء المتربصين و الناقمين منا على نعمة الإسلام... بالمختصر الوحيد، إن إيصال صوت الولاية للعالم ككل بحاجة لهمة إيمانية و تقوى رسالية و عطاء ثقافي و صلة رحم إسلامية، خاصة في الحج المؤتمر العالمي الإسلامي الحر والمنفتح على كل الإسلام بمذاهبه ... هنا تحديدا أحبتي، ليكن التشيع صدقا و عدلا و حقا كما نقرأه في كلمات الأطهار عليهم السلام، جنة المسلمين في الدنيا و الشيعة خدام الإسلام النبلاء المخلصين، لأن هذا هو صميم الإسلام الذي يجعل التائه يستشعر الصفاء و الطهر و يلتحق بالسفينة لاكتساب الورع والتقوى في كل خلجاته و حركاته و تطلعاته و النجاة في معاده ... و نحن هذه الأيام في ذكرى شهادة الإمام الجواد سلام الله عليه، نستحضر بعض روائعه الإسلامية روعة الولاية الإسلامية التي تنفح و تنضح بالإيمان العلمي و الخلق العظيم و التقوى المستقيمة. قال(ع): "لن يستكمل العبد حقيقة الإيمان حتى يؤثر دينه على شهوته، ولن يهلك حتى يؤثر هواه وشهوته على دينه". و قال أيضا عليه السلام: "تأخير التوبة اغترار، وطول التسويف حيرة، والاعتلال على الله هلكة، والإصرار على الذنب أمنٌ لمكر الله، ولا يأمن من مكر الله إلا القوم الخاسرون". إنّ هذه الكلمات الجوادية كلها ككلمات أهل البيت عليهم السلام قاطبة تؤكد قواعد و أصول إسلاميةً ثقافية في حياة الإنسان ككل و المسلم خاصة في موقع المسؤوليات الإنسانية، فلا بدّ أن نكون ممن يملك العدل في التشيع لأهل البيت عليهم السلام وثقافة الحق و الصدق فيما نحركه في حياة الناس. السلام عليك يا سيدي و مولاي يوم ولدت و يوم استشهدت و يوم تبعث حيا و نلقاك شفيعا لنا مع آبائك ، راضيا عنا بحقك و حق جدكم المصطفى (ص) و حق امكم الزهراء الصديقة الطاهرة و حقكم يا أئمة الهدى... وتبقى ولايتنا لأهل البيت عليهم السلام هي الولاية التي تنشر الحب الإسلامي و هي صميم حب الإسلام...و الحمد لله رب العالمين قالوا في الإمام الجواد عليه السلام 1- قال محمد بن طلحة الشافعي: (وإن كان صغير السنّ فهو كبير القدر، رفيع الذكر) 2- قال سبط ابن الجوزي : (وكان على منهاج أبيه في العلم والتقى والزهد، والجود( 3- قال ابن الصبّاغ المالكي: (وإن كان صغير السنّ فهو كبير القدر، رفيع الذّكر، القائم بالإمامة بعد علي بن موسى الرضا ولده، أبو جعفر محمد الجواد للنصّ عليه والإرشاد له بها من أبيه كما أخبر بذلك جماعةٌ من الثّقات العدول) 4- قال الشيخ محمود الشيخاني: (وكان محمد الجواد (رضي الله عنه) جليل القدر، عظيم المنزلة... قالوا: إنّ كراماته ومكاشفاته كثيرة لا يحمله الدفاتر ومن كمال علمه أنه غلب في طفوليّته قاضي المأمون وهو يحيى بن أكثم) 5 - قال ابن حجر الهيتمي: (أجلّهم ـ يعني أولاد الرضا ـ محمد الجواد لكنّه لم تطل حياته( 6 - قال ابن خلكان: أبو جعفر محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر... المعروف بالجواد أحد الأئمّة الاثني عشر( 7 - قال الحضرمي: (ومن مواعظ محمد يعني الجواد بن علي بن موسى الكاظم أنه قال: كيف يضيع من الله كافله؟ وكيف ينجو من الله طالبه؟ ومن انقطع إلى غير الله وكله الله إليه ومن عمل على غير علم أفسد أكثر ممّا يصلح. وقال (عليه السلام) ـ في جواب رجل قال له: أوصني بوصيّة جامعة مختصرة ـ فقال (عليه السلام) له: صُن نفسك عن عار العاجلة ونار الآجلة( من أقوال الإمام أبو جعفر محمد الجواد عليه أفضل الصلاة والسلام قال الإمام الجواد عليه السلام: من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله، وإن كان الناطق ينطق عن لسان إبليس فقد عبد إبليس. قال الإمام الجواد عليه السلام: نعمة لا تُشكر، كسيئة لا تُغفر. قال الإمام الجواد عليه السلام: كيف يضيع من الله كافله ؟!.. وكيف ينجو من الله طالبه؟!.. ومَن انقطع إلى غير الله وكله الله إليه. قال الإمام الجواد عليه السلام: إظهار الشيء قبل أن يستحكم مفسدة له. قال أحدهم إلى الإمام الجواد عليه السلام: علّمني شيئاً إذا أنا قلته كنت معكم في الدنيا والآخرة، فكتب بخطّه أعرفه: أكثر من تلاوة {إنّا أنزلناه}، ورطّب شفتيك بالاستغفار. قال الإمام الجواد عليه السلام: إذا دخل شهر ٌجديدٌ فصلِّ أوّل يومٍ منه ركعتين: تقرأ في الأولى بعد الحمد التوحيد ثلاثين مرَّة، وفي الثانية بعد الحمد القدر ثلاثين مرَّة ثمّ تتصدق بما تيسّر، فتشتري به سلامة ذلك الشهر كلّه. علم الإمام الجواد : إنّ الإمام الجواد ( عليه السلام ) انتهت إليه الإمامة وهو ابن سبع ، ونهض بأعبائها ، وقام بما قام به آباؤه من التعليم والإرشاد ، وأخذ منه العلماء خاضعين مستفيدين ، وما وجدت فيه نقصاً عن علوم آياته ، وهذا علي بن جعفر ـ شيخ العلويين في عهده سنّاً وفضلاً ـ إذا أقبل الجواد ( عليه السلام ) يقوم فيقبّل يده ، وإِذا خرج يسوّي له نعله . وسئل عن الناطق بعد الإمام الرضا ( عليه السلام ) فقال : أبو جعفر ابنه ، فقيل له : أنت في سنّك وقدرك وأبوك جعفر بن محمّد تقول هذا القول في هذا الغلام ، فقال : ما أراك إِلاّ شيطاناً ، ثمّ أخذ بلحيته ، وقال : فما حيلتي إِن كان الله رآه أهلاً لهذا ، ولم ير هذه الشيبة لها أهلاً . هذا ، وعلي بن جعفر أخ الكاظم ( عليه السلام ) ، والكاظم جدّ الجواد ، فماذا ترى بينهما من السن ، وعلي أخذ العلم من أبيه الصادق وأخيه الكاظم وابن أخيه الرضا ( عليهم السلام ) ، فلو كان علمهم بالتحصيل لكان علي أكثر تحصيلاً ، أو الإمامة بالسنّ ، لكان علي أكبر العلويين سنّاً . على أنّ الإمام الجواد ( عليه السلام ) قد فارقه أبوه يوم سافر إلى خراسان وهو ابن خمس ، فمن الذي كان يؤدّبه ويثقّفه بعد أبيه حتّى جعله بتلك المنزلة العالية لو كان ما عندهم عن تعلّم وتأدّب ؟ ولم لا يكون المعلّم والمثقف هو صاحب المنزلة دونه . و استشهد الإمام الجواد ( عليه السلام ) وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وأنت تعلم أن ابن هذا السنّ لم يبلغ شيئاً من العلم لو أنفق عمره هذا كلّه في الطلب ، فكيف يكون عالم الأُمّة ومرشدها ، ومعلّم العلماء ومثقّفهم ، وقد رجعت إِليه الشيعة وعلماؤها من يوم وفاة أبيه الإمام الرضا ( عليه السلام ) . فالجواد ( عليه السلام ) كسائر الأئمّة ( عليهم السلام ) ، لم يكن علمه كسبياً وأخذاً من أفواه الرجال ومدارستهم ، ولو كان فممّن أخذ وعلى مَن تخرّج ؟ وليس في تأريخ واحد من الأئمّة ( عليهم السلام ) أنّه تتلمذ أو قرأ على واحد من الناس حتّى في سنّ الطفولة ، فلم يذكر في تأريخ طفولتهم أنّه دخلوا الكتاتيب ، أو تعلّموا القرآن على المقرئين ، كسائر الأطفال من الناس ، فما عِلمُ الإمام إِلاّ وراثة عن أبيه عن جدّه عن الرسول عن جبرائيل عن الجليل تعالى من كرامات الإمام الجواد ( عليه السلام( إن الله تعالى قد منح أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) من الكرامات والمعاجز ما لا يُحصى ، كما منح جدهم الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ليؤمن بهم الناس ، ويلتجئوا إليهم في السَرَّاء والضَرَّاء ، فيجعلوا منهم ( عليهم السلام ) وسائط إلى الله تعالى . وقد أجمع المؤرخون والرواة على أن الإمام الجواد ( عليه السلام ) لما خرج من بغداد متوجهاً إلى المدينة المنورة جرت له في أثناء الطريق كرامة ، ولنترك الشيخ المفيد ( قدس سره ) يحدِّثُنا عنها ليقول : لما توجَّهَ أبو جعفر الجواد ( عليه السلام ) من بغداد إلى المدينة ومعه أمُّ الفضل ، خرج الناس يُشيِّعونه . ولمَّا صار ( عليه السلام ) إلى شارع باب الكوفة انتهى إلى دار المُسَيَّب عند مغيب الشمس ، فنزل ودخل المسجد وكان في صحنه ( عليه السلام ) شجرة نَبْق لم تَحمِل ثَمَراً بَعد ، فَدَعَا ( عليه السلام ) بِكُوزٍ فيه ماء فتوضَّأ في أصل النبقة ، وقام ( عليه السلام ) فصلَّى بالناس صلاة المغرب . فقرأ ( عليه السلام ) في الركعة الأولى منها سورة ( الحَمْد ) و( الفَتْح ) ، وقرأ في الركعة الثانية سورة ( الحَمْد ) و( التَوحِيد ) ، وقَنَتَ قبل ركوعه ، وصَلَّى الثالثة ، وتشهَّدَ وَسَلَّم ، ثم جلس ( عليه السلام ) هُنَيئَةً يذكر الله جلَّ اسمُه . وقام من غير أن يُعَقِّبَ فَصلَّى النوافل أربع ركعات ، وعَقَّب تعقيبَهَا ، وسَجد سَجدَتَي الشكر ، ثمَّ خرج ( عليه السلام ) . فلمّا انتهى ( عليه السلام ) إلى شجرة النبق رآها الناس وقد حَمِلَتْ حَمْلاً حسناً بسبب بَرَكات الإمام ( عليه السلام ) ، فتعجَّبُوا من ذلك وأكلوا منها ، فوجدوا نبقاً حلواً لا عجم له ، وَودَّعُوه ( عليه السلام ) وَمَضَى من وقته.



sun

انثى تاريخ التسجيل : 09/10/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى