منتديات نور الشيعه
يا هلا وغلا بل الجميع

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات نور الشيعه
يا هلا وغلا بل الجميع
منتديات نور الشيعه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فريضة الحج عند المسلمين

اذهب الى الأسفل

فريضة الحج عند المسلمين Empty فريضة الحج عند المسلمين

مُساهمة من طرف sun الإثنين نوفمبر 29, 2010 6:58 am



الحج... اجتماع الأمم التي عجزت سياسات العالم المختلفة أن تجمعهم

2010-11-28



بثياب بيضاء وقلوب أنصع بياضاً، تنساب جموعهم، ويسرعون بخطاهم، يفرون إلى الله رب الورى، وأرواحهم مشتاقة، وأفئدتهم خفاقة، ونفوسهم للقاء ربهم تواقة، فما أرحب القدوم، وما أكرم المضيف, هو الحج ذلك الركن الذي يضم أروع الأسرار، وتتلألأ منه الأنوار، ويقف المرء من جلال الموقف مشدوها وهو محتار من لدن إبراهيم عليه السلام، يتوالى النداء: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) )الحج: (27, يتدفقون من كل الدروب، تاركين المشاكل والخطوب، مشمرين عن سواعد الاجتهاد، طائعين لله لرب العباد, فعباد الله يطوفون بيته الحرام، ملبين مهللين مكبرين مستغفرين، سائلين الله من فضله الكبير، كل بلسانه، عربي وأعجمي، كلها ترقى إلى السماء، ليتقبلها مجيب الدعاء، ثم تسعى الأرجل بين الصفا والمروة، ولكن النفوس تسعى خلف كل خير وبر ورحمة, ثم يأتي اليوم المشهود، يوم عرفة حين تقف ملايين القلوب المؤمنة على جبل الرحمة، ويضج المشعر بأصوات الداعين والملبين، وتتجلى رحمة رب العالمين، وتسكب العبرات، وترتفع الآهات، وتعلو الأكف بالضراعة، ترجو رحمة ساعة، ومغفرة وشفاعة.

ويتم الاستعداد لحج لبيت الله الحرام، وشدِّ الرحال إلى المسجد الحرام، وينطلق فيها وفد الله إلى بيت الله، متوكلين على الله، تاركين الأهل والأوطان، يحدوهم الإخلاص والإيمان، مستجيبين لنداء خليل الرحمن الذي نادى قبل آلاف الأعوام، فأسمع من في الأصلاب والأرحام فياله من ركن يختزل كل معاني الإنسانية والرفعة والسمو، ويجرد الناس من كل عوالق الطين، ليغسل القلوب والعقول بخير معين, فهاهم الرجال والنساء يؤدون المناسك معا دون حواجز فلا وجه المرأة يغري ولا جسد الرجل يلهي، فالأبصار والقلوب ترنو إلى السماء، مستشعرة عظمة الخالق، فما عادت الأرض وتوابعها تعنيها بشيء، وإبليس مقيد هناك في المرمى، فأي أمن وأي طهر وأي رفعة, فإنك لو طفت العالم بأسره ما رأيت اجتماعاً كهذا من كل الأعراق والألوان والألسنة، خليط من كل من خلق الله، ذكر وأنثى، أبيض وأسود، غني وفقير، سيد وعبد، متعلم وجاهل، عاص وطائع، موفق وضائع، الكل اكتسى البياض وصدع بلا إله إلاّ الله, وهل أغنى عن تلك الملايين لبسها للبياض؟ نعم وألف نعم فقد رجعوا كيوم ولدتهم أمهاتهم أنقياء من الذنوب، وصفت منهم القلوب ورضي الله عنهم ورضوا عنه, هو اجتماع الأمة التي عجزت أن تجمعها السياسات والحادثات، وتشتتت بين كل الأيدلوجيات، فجمعتها الطاعات ووحدتها العبادات.

والحج المبرور هو الذي لا رفث فيه ولا فسوق كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه), والرفث هو الجماع قبل التحلل من الإحرام، ويلحق بذلك كل كلام مستفحش مما يتعلق بالنساء، أما الفسوق فهو العصيان، ويدخل في ذلك جميع المعاصي من الظلم والسب وإيذاء المسلمين بغير حق والسخرية والكذب والغيبة والنميمة وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم وأكل الربا،والظلم للناس في دمائهم وأعراضهم وأموالهم وسائر ما نهى الله عنه ورسوله، ويدخل في الفسوق أيضاً إيذاء المسلمين بالقول أو بالعمل في المشاعر والطرقات، وفي الطواف والسعي وحين رمي الجمار، وفي غير ذلك من الأماكن, كما يدخل في ذلك أيضاً التظاهرات، والهتافات بالدعاء لقوم، والدعاء على آخرين، ويخرج بذلك عما شرع الله فيه من إقامة ذكره والدعوة إلى سبيله والتناصح بين المسلمين وتعاونهم على البر والتقوى، وأداء المناسك في غاية الإخلاص والهدوء والطمأنينة، والرغبة فيما عند الله، والحذر من عقابه، فيا معشر حجاج بيت الله الحرام إتقوا الله وأطيعوه وعظموا أمره ولا تعصوه، وإعتصوا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واجتهدوا في أداء المناسك كما شرعها الله، وسابقوا إلى الطاعات والأعمال الصالحات، وأكثروا من الصلوات في المسجد الحرام، ومن الطواف حيث تيسر ذلك، ومن قراءة القرآن، ومن التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير، ومن الدعاء والإستغفار، ومن الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتفقهوا في دينكم، واستفيدوا من الحلقات العلمية في المسجد الحرام والمسجد النبوي، واسألوا أهل العلم عما أشكل عليكم، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (من سلك طريقاُ يلتمس فيه علماُ سلك الله به طريقاُ إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده). وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (إقرأوا القرآن فإنّه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة), يعني بذلك الذين عملوا به واستقاموا على تعاليمه, وأبشر بيوم عظيم تقال فيه العثرة وتغفر فيه الزلة, فقد قال صلى الله عليه وسلم (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة), فلتهنأ نفسك ولتقر عينك واستعد للقاء الله عز وجل واستثمر أوقاتك فيما يعود عليك نفعها في الآخرة فإنها ستفرحك يوم لا ينفع مال ولا بنون, يوم تتطاير الصحف, وترتجف القلوب, وتتقلب الأفئدة, وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد.

أخيراً أقول اعمل للدنيا بقدر بقائك فيها وللآخرة بقدر بقائك فيها, ولا تسوف فالموت أمامك والمرض يطرقك والأشغال تتابعك ولكن هرباً من كل ذلك استعن بالله وتوكل عليه وكن من الملبين المكبرين هذا العام, وعلى كل واحد منكم أن يُرشد أخاه بما لديه من العلم، ويوجهه إلى الخير، ويعينه عليه عملاً بالآيات والأحاديث السابقات، وابشروا بالأجر الجزيل، والثواب العظيم، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (من دل على خير فله مثل أجر فاعـله), وثبت عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه لما بعثه إلى اليهود في خيبر (ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من الحق فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمُر النَّعَم) . وقال عليه الصلاة والسلام (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه), والله المسؤول أن يوفقنا وإيّاكم لما يرضيه، وأن يسلك بنا وبكم صراطه المستقيم، وأن يعينكم على أداء المناسك على الوجه الذي يرضيه، وأن يتقبل منّا ومنكم جميعاً، وأن يردّكم إلى بلادكم سالمين غانمين إنّه سبحانه جواد كريم, وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعهم بإحسان.



د. سامي سلمان جياد

sun

انثى تاريخ التسجيل : 09/10/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى