منتديات نور الشيعه
يا هلا وغلا بل الجميع

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات نور الشيعه
يا هلا وغلا بل الجميع
منتديات نور الشيعه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تاريخ الامام علي الهادي عليه السلام (الجزء الثالث )

اذهب الى الأسفل

تاريخ الامام علي الهادي عليه السلام   (الجزء الثالث  ) Empty تاريخ الامام علي الهادي عليه السلام (الجزء الثالث )

مُساهمة من طرف يحيى الأربعاء أغسطس 24, 2011 10:52 am

تاريخ الإمام علي بن محمد الهادي (ع)
كانت سامراء عاصمة الدولة العباسية في أوج عزها وعمرانها ، وكان المتوكل هو تسنم كرسي الخلافة جاء به جماعة من الموالى والاتراك عام 232هـ . وكان قد تسلم الخلافة حاقداً على أئمتنا (ع) وعلى اصحابهم حذراً منهم كل الحذر . وهذا واضح لمن يراجع التاريخ كل الوضوح (1) بلغ في آل ابي طالب ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله ، وكان من ذلك ان كرب قرب الحسين السلام وعفى آثاره .
وفكر المتوكل ان يستقدم الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام إلى سامراء من المدينة ، آخذاً بالاسلوب الذي اخترعه المأمون العباسي وسار عليه من بعده تجاه الامام الجواد محمد بين علي عليه السلام ، ومن بعده الأئمة (ع) . فان المأمون حين زوج ابنته أم الفضل للامام الجواد عليه السلام ، كان قد وضع الحجر الأساسي للمراقبة الشديدة والحذر التام من الامام عليه السلام من الداخل ، مضافاً إلى مراقبته من الخارج .
_________________
(1) انظر الكامل جـ ، ص 304 ، ص 287 جـ 4 ص 51 ومقاتل الطالبين جـ 3 ص 424 .


وكان هذا الزواج وتقريبه إلى البلاط ، أسلوب ناجح الوصول إلى هذه النتيجة التي يراد بها جعل الامام عليه السلام بين سمع الخليفة وبصره ، وعزله عن قواعده الشعبية الموالية له ، وكفكفة نشاطه.
وإذ توفي الامام الجواد عليه السلام ، وتولى الامام الهادي عليه السلام الامامة بعده ، لم يكن ليفوت المتوكل ضرورة تطبيق نفس هذا الاسلوب عليه ، فهو يرى ان الامام حال وجوده في المدينة ، بعيداً عنه ، يشكل خطراً على الدولة لا محالة ، اذن فلا بد من استقدامه إلى سامرا حتى يأمن خطره ويهدأ باله ، ويضعه تحت الرقابة المباشرة منفصلاً عن قواعده الشعبية .
ومن ثم كانت الوشاية به – وهي ناقوس الخطر – كافيه لحفز المتوكل على ضعضعة حياة الامام الهادي عليه السلام ، ونقله من موطنه وداره في المدينة ، إلى العاصمة سامراء ، لكي يبدأ تاريخاً جديداً حافلاً في موطنه الجديد .
الاتجاه العام للامام الهادي (ع) :
في استقدام المتوكل اياه :لم يكن من المصلحة في نظر الامام عليه السلام ، اعلان الخلاف ضد المتوكل ، وكذلك كانت سياسة ابيه وابنائه عليهم السلام بالنسبة إلى الخلافة العباسية ، حتى تكللت هذه السلبية بغيبة الامام المهدي عليه السلام
ولعلنا في غنى عن اعطاء الفكرة الكاملة عن سبب هذه السلبية ، بعد وضوح ان ما يستهدفه الأئمة (ع) انما هو تأسيس المجتمع الاسلامي العادل الواعي الذي يطبق تعاليم الاسلام بتفاصيلها ، ويتعاون افراده في انجاح التجربة الاسلامية .


وهذا انما يتوفر بعد وجود عنصرين :اولهما: وجود الخلافة الاسلامية بالشكل الذي كان يؤمن به الأئمة عليهم السلام ، وهو توليهم بانفسهم منصب الامامة ورئاسة الدولة الاسلامية ، أو من يعينونه ويختارونه لذلك .
ثانيهما : وجود المجتمع الذي يملك اكثرية كبيرة أو مئة بالمئة ، لو تحقق ، من الافراد الواعين المتشبعين بفهم الاسلام نصاً وروحاً ، ومستعدين للتضحية في سبيله ، ولقول الحق ولو على أنفسهم ، ورفض مصالحهم الضيقة تجاهه . والذين يبذلون – نتيجة لذلك – الطاعة المطلقة للحاكم الاسلامي الحق .
ولعلنا نستطيع ان نستوضح أهمية انضمام هذين العنصرين في تكوين الدولة الدولة الاسلامية ، اذا تصورنا تخلى بعضها عن بعض . في صورة ما إذا تولى الامام الحق منصب الرئاسة في مجتمع متضارب الآراء مختلف الاهواء ، يعيش افراده على اللذاذة الآنية والمصلحة الشخصية ، بعيدين عن الاسلام وعن الاستعداد للتضحية في سبيله باقل القليل . هل يستطيع الامام ان يقدم الخدمات الاسلامية المطلوبة ، لمثل هذا المجتمع .
كلا ، فان تطبيق العدل الكامل ، يحتاج إلى العمل الدائب والتضحيات الكبيرة والطاعة المطلقة للرئيس العادل ، وكل ذلك مما لا يمكن توفره في المجتمع المنحرف وغير الواعي.

ومن الأئمة عليهم السلام ، يرون المصلحة في تولي رئاسة الدولة الاسلامية في المجتمع المنحرف ، الذي أدى بمن تولى هذا المنصب منهم إلى المتاعب المضاعفة وإلى القتل في نهاية المطاف. وهم : جدهم الأعلى امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ، ومن بعده ابنه الامام الحسن المجتبى عليه السلام ، إذ لو كان المجتمع واعياً ومضحياً في سبيل دينه في عصرهما (ع) لكان لهما خاصة وللامة الاسلامية عامة تاريخ غير هذا التاريخ .
ولم يكن المتجتمع في خلال عصور الأئمة جميعهم بأحسن حالاً من المجتمع الأول الذي قتل امير المؤمنين وخذل ابنه الحسن وقاتل ابنه الحسين عليهم السلام . ان لم يكن قد تزايد لهوه وبطره وحرصه على المصالح واللذاذات ، نتيجة لانكباب الخلفاء انفسهم على ذلك ، فان الناس بدين ملوكهم ، مع انعدام أو ضآلة المد الكافي لتوعية المجتمع وارجاعه إلى فهم دينه الحنيف .
ومن ثم لم يكن لهم في الخلافة مطمع، لانهم لم يكونوا يريدون السير على الخط (الأموي – العباسي) للخلافة، ذلك الخط المنحرف الذي يؤمن للناس اطماعهم ويقسم المجتمع إلى نعمة موفورة وإلى حق مضيع.
فكان الهدف الأساسي للأئمة عليهم السلام ينقسم إلى أمرين مترابطين :
أحدهما : حفظ المجتمع من التفسخ والانهيار الكلى ، أو بتعبير آخر : حفظ الثمالة المشعة من الحق ، المتمثلة بهم وبمواليهم وقواعدهم الشعبية. ثانيها: السعي إلى تأسيس المجتمع الاسلامي الواعي ، ورفع المستوى الايماني في نفوس افراده ، تمهيداً لنيل الخلافة الحقة وتطبيق المنصب الالهي الذي يعتقدون استحقاقه.


وكانوا يعملون على تنفيذ ذلك ، في حدود الامكان الذي يناسب مع الحذر من الجهاز الحاكم وتجنب شره . إذ لم يكن من المصلحة، ان يقوم الامام عليه السلام بحركة ثورية عشوائية بجماعة قليلة تؤدي به وبجميع أصحابه إلى الاستئصال التام ، ولا يتحقق شيء من ذينك الغرضين.
فهذا هو السر الاساسي للسلبية التي سار عليها الأئمة عليهم السلام تجاه السلطات الحاكمة ، وهو الذي يفسر لنا – على تفصيل وتحقيق لا مجال له هنا – اعلان الامام الحسن عليه السلام الصلح مع معاوية.
ورفض الامام الرضا عليه السلام ولاية العهد التي عرضها عليه المأمون.
وهوالسبب الذي ادى إلى الموقف السلبي للامامين العسكريين عليهما السلام اللذين نورخ لهما وهو الذي ادى – في نهاية المطاف – إلى غيبة الامام المهدي عليه السلام ، على ما سنعرف .


سفره إلى سامراء :وشى عبد الله بن محمد الذي كان يتولى الحرب والصلاة بمدينة الرسول المنورة ، بالامام المهدي عليه السلام، وكان يقصده بالاذى. فبلغ إلى الامام خبر وشايته ، فكتب إلى المتوكل يذكر تحامل عبد الله بن محمد عليه السلام ، وكذبه فيما سعى به (1) .
فنرى كيف ان عبد الله بن محمد يمثل الخط العام للدولة ، في الفزع من نشاط الامام وتصرفاته ، وكيف وصل به الحال إلى ان يرسل إلى المتوكل بخبره ، باعتباره حريصاً على مصالح الدولة ، ومنتبهاً على مواطن الخطر ؟! ولعله التفت إلى بعض النشاطات المهمة التي كان يقوم بها الامام بعيداً عن السلطات ، فاوجس منها خيفة حدت به إلى هذه الوشاية.
الا ان المتوكل كان يعلم بكل وضوح ، عدم امكان الحصول على أي مستند ضد الامام عليه السلام ، فان للأئمة عليهم السلام ، كما سبق ان قلنا اساليباً من الرمزية والاخفاء يمكنهم خلالها القيام بجملة من جلائل الأعمال .
_________________
(1) انظر الارشاد 313 .

لعل أهم دلائل الاخفاء ، هو تصديه إلى تكذيب الخبر برسالة يرسلها إلى المتوكل نفسه ، يكذب فيها التهمة ، وينفي عن نفسه صفة التأمر على الدولة . فان نشاطه كان مقتصراً في الدفاع عن قواعده الشعبية وتدبير أمورهم ، وليس له ضد الدولة أي عمل ، وان كان قد أوجب عمله توهم عبد الله بن محمد لذلك .
والمتوكل هو من عرفناه بموقفه المتزمت ضد الامام عليه السلام وكل من يمت اليه بنسب أو عقيدة . ولكنه يتلقى رسالة الامام (ع) بصدر رحب ، ويرسل له رسالة مفصلة كلها اجلال له واعظام لمحله ومنزلته.
يعترف بها ببرائته وصدق نيته ويوعز بعزل عبد الله بن محمد عن منصبه بالمدينة ، ويدعى الاشتياق اليه ويدعوه ان يشخص إلى سامراء مع من اختار من أهل بيته ومواليه (1) .
وهذا الطلب، وان صاغه المتوكل بصيغة الرجاء ، الا انه هو الالزام بعينه ، فان الامام عليه السلام ان لم يذهب حيث امره يكون قد اثبت تلك التهمة على نفسه واعلن العصيان على الخلافة ، وكلاهما مما لا تقتضيه سياسة الامام (ع) .
واما عام سفره هذا ، فقد ذكر في الارشاد (2) : ان الرسالة مؤرخة بجمادى الآخرة سنة ثلاث واربعين ومأتين وليس في هذا ما يلفت النظر لولا ما ذكره ابن شهر اشوب من ان مدة مقام الامام الهادي عليه السلام في سامراء من حين دخوله إلى وفاته ، عشرون سنة (3) .
_______________________________
(1) انظر نص الرسالة في الارشاد . الصفحة السابقة وما بعدها .
(2) انظر ص 314 .
(3) المناقب جـ 3 ص 505 .


واذ نعرف انه عليه السلام توفى عام 254هـ (1) ، تكون سفرته هذه قبل عشرين عاماً من هذا التاريخ أي سنة 234هـ . وهذا انسب بالاعتبار السياسي ، باعتبار كونه بعد مجيء المتوكل إلى الخلافة بعامين ، فيكون المتوكل قد طبق منهجه في الرقابة على الامام في الاعوام الأولى من خلافته بخلافه على الرواية الثانية ، التي تبعد بالتاريخ عن استخلاف المتوكل أحد عشر عاماً . والله العالم بحقائق الأمور.
اعطى المتوكل رسالته إلى احد صنائعه ، يحيى بن هرثمة ، ليسلمها إلى الامام في المدينة ، وامره باستقدامه إلى سامراء . فأسمعه يقول في روايته للحادثة(2) : فلما صرت اليها – يعني المدينة المنورة – ضج أهلها وعجوا ضجيجاً وعجيجاً ما سمعت مثله . فجعلت اسكنهم واحلف لهم اني لم أؤمر فيه بمكروه ، وفتشت بيته ، فلم أجد فيه إلا مصحفاً ودعاء وما أشبه ذلك .
فنعرف من ذلك، مدى اخلاص اهل المدينة لامامهم عليه السلام ، وحرصهم عليه ، ومدى تأثيره الحسن فيهم، ولم يكن هذا الضجيج الكبير منهم ، إلا لمعرفتهم بوضوح سوء نية السلطات تجاه الامام وابتغائها الدوائر ضده.
_________________________
(1) انظر الارشاد ص 307 وابن الوردي جـ 1 ص 232 وابن خلكان ص 435 جـ 2 والطبري جـ 11 ص 157 والعبر جـ 2 ص 5 وابو الفداء جـ ص 254
(2) انظر المروج جـ 4 ص 84 وما بعدها


فكان تأسفهم وتأوههم ناشئاً من امرين :احدهما: انقطاعهم عن الامام عليه السلام ، وحرمانهم من ارشاداته والطافه ونشاطه الاسلامي البناء . وهذا ما اراده المتوكل ، وقد حصل بالفعل بمقر الامام ، فانه لم يعد إلى المدينة بعد ذلك .
الثاني: مخافتهم على حياته ، لاحتمال قتله عند وصوله إلى العاصمة العباسية. وهذا هو الذي فهمه يحيى بن هرثمة من الضجيج – وحاول ان لا يفهم غيره – فحلف لهم انه لم يؤمر فيه بمكروه.
ولم يثن الضجيج هذا الرجل عن غرضه السياسي في التجسس ففتش دار الامام ، بالمقدار الذي حلا له ، فلم يجد فيه أي وثيقة تدل على التمرد أو الخروج على النظام العباسي . وبذلك يكون المتوكل قد فقد أي مستمسك يؤيد ما سمعه عنه أو خافه منه . واستطاع الامام عليه السلام ان يحافظ على مسلكه العام في السلبية .
وخرج الامام الهادي عليه السلام ، مصاحباً لولده الامام العسكري وهو وصي ، مع ابن هرثمة متوجهاً إلى سامراء . وحاول ابن هرثمة في الطريق اكرام الامام واحسان عشرته . وكان يرى منه الكرامات والحجج التي تدل على توليه طرق الحق ، وتوضح لهذا الرجل جريمته في ازعاج الامام وزعزعته والتجسس عليه ، وجريمة من امره بذلك أيضاً .

ويمر الركب ببغداد – في طريقه إلى سامراء – فيقابل ابن هرثمة واليها – بعد انتقال الخلافة عنها – وهو يومئذ اسحاق بن ابراهيم الطاهري . وهو ، بمقتضى منصبه ، محل الثقة الكبرى من قبل المتوكل ، بحيث جعله والياً على عاصمته الثانية وقائماً مقامه فيها . فنرى اسحاقاً الطاهري يوصى بن هرثمة بالامام مستوثقاً من حياته قائلاً له : يا يحيى ان هذا الرجل قد ولده رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمتوكل من تعلم وان حرضته على قتله ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خصمك .
فيجيبه يحيى : والله ما وقفت له الا على كل امر جميل (1) .
ونحن حين نسمع هذا الحوار بين الرجلين اللذين يمثلان السلطات نفسها ويعيشان على موائدها ، نعرف كم وصل الحقد والتمرد على النظام القائم يؤمئذ ، وكيف أنه تجاوز القواعد الشعبية إلى الطبقة العليا الخاصة من الحكام ، مواضع ثقة الخليفة ومنفذي اوامره. كما نعرف مدى اتساع الذكر الحسن والصدى الجميل لافعال الامام وأقواله بين جميع الطبقات ، حتى بين الحكام انفسهم .
وحين يصل الركب إلى سامراء ، يبدأ ابن هرثمة بمقابلة وصيف التركي ، وقد عرفناه قائداً من القواد الاتراك المنتفعين بالوضع القائم ، ممن كان يشارك في تنصيب الخليفة وعزله ومناقشته في اعماله ويظهر من التاريخ ان وصيفاً كان هو الآمر رسمياً على ابن هرثمة ، ومن هنا قال له وصيف : والله لئن سقطت من رأس هذا الرجل شعرة ، لا يكون المطالب بها غيري .
______________________
(1) مروج الذهب جـ 4 ص 85 .


يقول ابن هرثمة : فعجبت من قولهما ، وعرفت المتوكل ما وقفت عليه وما سمعته من الثناء عليه ، فاحسن جائزته واظهر برّه وتكرمته (1) . وقد عرفنا مما سبق ان كل هذا الكرم الحاتمي ، على الامام عليه السلام ، لم يكن من أجل حفظ حق الامام ، وانما كان تغطية للمنهج السياسي الذي يريد المتوكل اتباعه ، وهو عزل الامام عن نشاطه وقواعده الشعبية والحذر مما قد يصدر منه من قول أو فعل .
ومن هنا نرى ، ان المتوكل أمر ان يحجب عنه الامام (2) في يوم وروده الأول إلى العاصمة العباسية. ونزل الامام في مكان متواضع يدعى بخان الصعاليك ، فقام فيه يومه (3) .
ومر عليه ، وهو في هذا الخان احد محبيه مقدري فضله ، صالح بن سعيد ، فاحزنه حال الامام عليه السلام ، فقال له : جعلت فداك في كل الامور ارادوا اطفاء نورك والتقصير بك حتى انزلوك في هذا الخان الأشنع ، خان الصعاليك .
ويسمع الامام (ع) ما قال ، فيجيب وكأنه قد التفت بعد استغراق تفكير ونشغال بال : ههنا انت يا ابن سعيد .
ثم يريد الامام (ع) ان يفهم هذا المشفق بان الحال الدينوية ، وان إلا أن حدوث مثل ذلك ، في ذلك الظرف العصيب ، لم يكن ليصل إلينا أكثر مما وصل منه فعلاً .
________________________
(1) المصدر والصفحة .
(2) الارشاد ص 314 .
(3) اعلام الورى ص 348 وانظر الارشاد أيضاً نفس الصفحة السابقة .


مضافاً ، إلى أن جملة من الأحداث ، كان في مستطاع أصحاب الإمام عليه السلام وأعدائه ، كما في مستطاع المؤرخ اليوم، استنتاج رأيه فيها، بصفته الوجود الممتد لرسول الله (ص) والممثل للقواعد الإسلامية الصحيحة. فنحن لا نحتاج إلا مزيد تفكير حين نريد معرفة رأيه باشخاص الخلفاء أو سلوكهم المنحرف أو الوزراء أو القواد ، ونشاطهم غير القائم على أساس العدل الإسلامي ، أو رأيه في الخوارج أو في هدم قبر جده الحسين عليه السلام ومنع الزوار عنه. فإن كل ذلك مما يرفضه رفضاً باتاً ويستنكره أشد الاستنكار . وكذلك الحروب والمناوشات التي كانت تقع في داخل البلاد الإسلامية ، قائمة على الطمع والتوسع . وكذلك تنصيب القضاة غير الاكفاء بنظر الإمام (ع) وجميع ما يصدرون من أحكام .
أما بالنسبة إلى حروب المسلمين مع الاغيار في الحدود الإسلامية ، فمن المستطاع القول بموافقته عليها ، باعتبارها القضية التي تخص الإسلام ، الذي يمثل الإمام حقيقته وجوهره . ولو كان الجهاد في ذلك الزمان في سبيل الله محضاً ـ كما كان على عهد رسول الله (ص) ـ لكان الإمام أول المبادرين إلى تأييده ، ولكننا أسلفنا في التاريخ العام أن فكرة الجهاد انحدرت في الأزمان المتأخرة إلى التجارة والمساومة .
يحيى
يحيى

ذكر تاريخ التسجيل : 18/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى