منتديات نور الشيعه
يا هلا وغلا بل الجميع

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات نور الشيعه
يا هلا وغلا بل الجميع
منتديات نور الشيعه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لبيك يارسول الله

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

لبيك يارسول  الله Empty لبيك يارسول الله

مُساهمة من طرف sun الأحد يناير 22, 2012 11:24 am

يقول شاعر اهل البيت الشّيخ الاُزري رحمه الله مادحا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قصيدته الشهيرة::

اِنَّ تِلْكَ الْقُلُوبَ اَقْلَقَها الْوَجْـــــدُ وَاَدْمى تِلْكَ الْعُيُونَ بُكاهـــــــــــــا

كانَ اَنْكَى الْخُطُوبِ لَمْ يُبْكِ مِنّي مُقْلَةً لكِنِ الْهَوى اَبْكاهـــــــــــــــا

كُلَّ يَوْم لِلْحادِثاتِ عَــــــــــــــواد لَيْسَ يَقْوى رَضْوى عَلى مُلْتَقاها

كَيْفَ يُرْجَى الْخَلاصُ مِنْـهُنَّ إلاّ بِذِمام مِنْ سَيِّدِ الرُّسـْـــــــــــلِ طه

مَعْقِلُ الْخائِفِــــينَ مِنْ كُلِّ خَوْف اَوْفَرُ الْعُرْبِ ذِمَّةً اَوْفاهـــــــــــــا

مَصْدَرُ الْعِلْمِ لَيْسَ إلاّ لَدَيْــــــــهِ خَبَرُ الْكائِــــنــــــــاتِ مِنْ مُبْتَداها

فاضَ لِلْخَلْقِ مِنْهُ عِلْــــــمٌ وَحِلْمٌ اَخَذَتْ مِنْهُمَا الْعُقُــــــــولُ نُهاها

نَوَّهَتْ بِاسْمِهِ السَّمــاواتُ وَالاَْرْ ضُ كَما نَوَّهَتْ بِصُبْـــح ذُكاها

وَغَدَتْ تَنْشُرُ الْفَضائِلَ عَنْــــــــهُ كُلُّ قَوْم عَلَى اخْتِلافِ لُــــــغاها

طَرِبَتْ لاِسْمِهِ الثَّرى فَاسْتَطالَتْ فَوْقَ عُلْوِيَّةِ السَّما سُفْلاهــــــا

جازَ مِنْ جَوْهَرِ التَّقَدُّسِ ذاتـــــاً تاهَتِ الاَْنْبِياءُ في مَعْناهـــــــــا

لا تُجِلْ في صِفاتِ اَحْمَدَ فِكْــــراً فَهِيَ الصُّورَةُ الَّتي لَنْ تَـــراها

اَىُّ خَلْق للهِ اَعْظَـــــــــــــمُ مِنْهُ وَهُوَ الْغايَةُ الَّتِي اسْتَقْصاهــــا

قَلَّبَ الْخافِقَيْنِ ظَهْـــــــــراً لِبَطْن فَرَآى ذاتَ اَحْمَد فَاجْتَباهــــــا

لَسْتُ اَنْسى لَهُ مَنازِلَ قُـــــــدْس قَدْ بَناها التُّقى فَاَعْلا بِناهــــا

وَرِجــــــــــــــالاً اَعِزَّةً في بُيُوت اَذِنَ اللهُ اَنْ يُعَزَّ حِمــــــــاها

سادَةٌ لا تــــــــُريدُ إلاّ رِضَى اللهِ كَما لا يُريدُ إلاّ رِضـــــــــاها

خَصَّها مِنْ كَمالــــــــِهِ بِالْمَعاني وَبِاَعْلى اَسْمائِهِ سَمّاهـــــا

لَمْ يَكُونُوا لِلْعَــــــرْشِ إلاّ كُنُوزاً خافِيات سُبْحانَ مَنْ اَبْداهـا

كَمْ لَهُمْ أَلْسُنٌ عَــــــنِ اللهِ تُنْبي هِيَ اَقْلامُ حِكْمَة قَدْ بَراهــــا

وَهُمُ الاْعْيُنُ الصَّحيـحـاتُ تَهْدي كُلَّ عَيْن مَكْفُوفَة عَيْناهـــــا

عُلَماءٌ اَئِمَّةٌ حُكَمــــــــــــــــــاءٌ يَهْتَدِى النَّجْمُ بِاِتِّباعِ هُداهـــا

قادَةٌ عِلْمُهُــــــــم وَرَأىُ حِجاهُم مَسْمَعا كُلِّ حِكْمَة مَنْظَراهــا

ما اُبالي وَلَوْ اُهــيلَتْ عَلَى الاْرْ ضِ السَّماواتُ بَعْدَ نَيْلِ وِلاها

sun

انثى تاريخ التسجيل : 09/10/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

لبيك يارسول  الله Empty رد: لبيك يارسول الله

مُساهمة من طرف خادم الحسين الثلاثاء سبتمبر 26, 2023 11:58 am

سفن النجاة
مُموَّل ·
ذكرى زواج النبي صلى الله عليه واله وسلم من السيدة خديجة الكبرى عليها السلام في العاشر من ربيع الاول
-------------------
لمّا عرفت السيدة خديجة مقام الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)واطمأنت بأنه نبي آخر الزمان بذلت كل ما لديها كي تنال شرف الزواج منه.
ففي التاريخ أنّها (عليها السلام) عرضت نفسها عليه(صلى الله عليه وآله وسلم)وقالت له: قم إلى عمومتك وقل لهم يخطبوني لك من أبي، ولا تخش من كثرة المهر فهو عندي.
فخرج النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)من عندها ودخل على عمّه أبي طالب (عليه السلام) والسرور في وجهه، فوجد أعمامه مجتمعين
فنظر إليه أبو طالب (عليه السلام) وقال: يا بن أخي يهنؤك ما أعطتك خديجة وأظنّها قد غمرتك من عطاياها؟
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا عم لي إليك حاجة.
قال: وما هي؟
قال: تنهض أنت وأعمامي هذه الساعة إلى خويلد وتخطبون لي منه خديجة.
فاختلف أعمام النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)بين مؤيّد ومخالف.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يا معشر الأعمام قد أطلتم الكلام فيما لا فائدة فيه، قوموا واخطبوا لي خديجة من أبيها فما عندكم من العلم مثل ما عندي منها.
السيّدة صفية تخطب للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
ولمّا علمت السيّدة صفية عمّة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)برغبة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)في الزواج من السيدة خديجة (عليها السلام) وبعد أن اطّلعت أنّ السيّدة خديجة هي التي عرضت نفسها عليه(صلى الله عليه وآله وسلم)أرادت أن تطمأن لصدق الخبر، لعلمها أنّ السيدة خديجة (عليها السلام) كانت قد ردّت الكثير من أسياد قريش وخشيت أن تكون السيدة خديجة (عليها السلام) غير جادّة في رغبتها، ولذا فإنّها (رضوان الله عليها) قالت لأعمام النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): سأذهب إليها واُبيّن لكم الأمر.
فسارت إلى دار خديجة، فلقيتها بعض جواريها في الطريق فسبقتها إلى الدار وأخبرت السيّدة خديجة بقدومها.
وكانت السيدة خديجة تريد النوم فنهضت وهيّأت لها المكان.
فطرقت صفيّة الباب، ففتح وجاءت إلى السيّدة خديجة، فرحّبت بها كثيراً.
فقالت السيّدة صفيّة: يا خديجة جئت أسألك عن كلام أهو صحيح أم لا؟
فقالت خديجة: بل هو صحيح إن شئت تخفيه أو شئت تبديه، وأنا قد خطبت محمداً(صلى الله عليه وآله وسلم)لنفسي وتحمّلت عنه مهري وإنّي قد علمت أنه مؤيّد من ربّ السماء.
فتبسّمت صفية من كلامها واسترّت منه.
ولمّا عزمت السيّدة صفيّة على الخروج من الدار، قالت لها السيّدة خديجة: انتظري قليلاً، وقالت: يا صفية بالله عليك إلاّ ما أعنتيني على حاجتي.
فرجعت صفية إلى أعمام النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)فقالت: يا إخوتي قوموا إن كنتم قائمين فو الله إنّ لها في ابن أخيكم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)رغبة، ففرحوا بذلك.
أعمام النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)يقصدون خويلد
وعندما عادت السيّدة صفيّة وأخبرت أعمام النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)برغبة السيّدة خديجة في الزواج منه(صلى الله عليه وآله وسلم)عمد أبو طالب إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وألبسه أحسن الثياب وأفخرها وقلّده سيفاً وأركبه على جواده وأحدق به عمومته من كل جانب، ثمّ ساروا حتّى وصلوا منزل خويلد فسبقتهم الجواري إليه.
فلمّا نظر خويلد إلى بني هاشم قام لهم ورحّب بهم.
فقال أبو طالب (عليه السلام) له: يا خويلد ما جئنا إلاّ لحاجة وأنت تعلم قربنا منكم ونحن في هذا الحرم أبنا أب واحد وقد جئنا خاطبين ابنتك خديجة لسيدنا ونحن لها راغبون.
فقال خويلد: ومن الخاطب منك؟ ومن المخطوبة منّي؟
فقال أبو طالب: الخاطب منّا محمّد ابن أخي والمخطوبة خديجة.
فلمّا سمع ذلك خويلد تغيّر لونه وقال: والله إنّ فيكم الكفاية وأنتم أعزّ الخلق علينا ولكن خديجة قد ملكت نفسها وعقلها أوفر من عقلي.
مهر السيدة خديجة (عليها السلام)
لقد كانت السيّدة خديجة (عليها السلام) عظيمة الشأن، عارفة بقداسة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)مطّلعة على جلالة قدره وارتفاع مقامه الشامخ، ولذا فإنّها(عليها السلام) كانت تبذل الغالي والنفيس حتّى تحظى بزواجها منه (صلى الله عليه وآله وسلم).
فقد دفعت مبلغ المهر للرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)مع أنّها (عليها السلام) رفضت الزواج من أسياد العرب وزعمائهم.
وهذا إنما يدل على غور معرفتها ومدى رغبتها في النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
ولذا فإنّ عمّها ورقة لمّا قال: نريد مهرها وهو كذا وكذا، أجابه أبو طالب(عليه السلام) قائلاً: رضينا بذلك.
فقال خويلد: قد زوّجت خديجة بمحمد على ذلك.
فقبل النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)عقد النكاح.
فنهض حمزة وكان معه دراهم فنثرها على الحاضرين.
وفي نفس الوقت قام أحد الحاضرين وقال: يا قوم رأينا الرجال يمهرون النساء، ولم نر النساء يمهرن الرجال؟
فنهض أبو طالب (عليه السلام) وأجابه قائلاً: مثل محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)يحمل إليه ويٌعطى ومثلك من يهدي ولا يقبل منه.
ثم إنّه سمع الناس منادياً ينادي من السماء: إنّ الله تعالى قد زوّج بالطاهر الطاهرة وبالصادق الصادقة.
وأمر الله عزّوجلّ جبرئيل أن يرسل على الناس الطيّب على البرّ والفاجر.
ثمّ إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ذهب إلى منزل عمّه أبي طالب (عليه السلام) وقد أحدق به أعمامه من كل حدب وصوب فاجتمعوا في دار خديجة (عليها السلام).
وقد بعثت السيّدة خديجة (عليها السلام) أربعة آلاف دينار إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وقالت: ابعثها إلى عمّك العباس ليرسلها إلى أبي، وأرسلت مع المال خلعة سنيّة، فسار بها كل من العباس وأبو طالب إلى منزل خويلد وألبساه الخلعة.
فقام خويلد من ساعته إلى دار ابنته السيّدة خديجة وقال: يا بنية ما الانتظار بالدخول؟ جهّزي نفسك فهذا مهرك أرسلوه إليّ وأعطوني هذه الخلعة.
آنذاك التفتت السيّدة خديجة (عليها السلام)إلى عمّها ورقة وقالت: خذ هذه الأموال إلى محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)وقل لـه: هذه هدية لك تصرّف فيها كيف تشاء، وقل لـه: إنّ مالي وعبيدي وجميع ما أملك وما هو تحت يدي فقد وهبته لـه(صلى الله عليه وآله وسلم)إجلالاً وإعظاماً.
فوقف ورقة بين زمزم والمقام ونادى بأعلى صوته: يا معاشر العرب إنّ خديجة تشهدكم على أنّها قد وهبت نفسها ومالها وعبيدها وخدمها وجميع ما ملكت يمينها والصداق والهدايا لمحمد(صلى الله عليه وآله وسلم)وجميع ما بذل لها مقبول منه وهو هدية منها إليه إجلالاً لـه وإعظاماً ورغبة فيه، فكونوا عليها من الشاهدين.
وبعد ذلك قصد ورقة منزل أبي طالب (عليه السلام) وكانت خديجة (عليها السلام) قد بعثت جارية ومعها خلعة سنية وقالت: أدخليها إلى محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)فإذا دخل عليه عمّي ورقة يخلعها عليه ليزداد عمّي فيه حبّاً.
فلمّا دخل ورقة عليهم قدّم المال إليهم وقال الذي قالته خديجة، فقام النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وكساه الخلعة وزاده خلعة اُخرى.
فلمّا خرج ورقة تعجّب الناس من حسنه وجماله.
ثم إنّ السيّدة خديجة أخذت في جهازها، فلمّا كانت الليلة الثالثة دخل عليها عمّات النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)واجتمع السادات والأكابر في اليوم الثالث كعادتهم.
خطب في عقد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
من عادة العرب أنّهم إذا أشرفوا على أمر مهم أن يقدّموا الخطابة ويتفاخروا بفضائلهم وخصالهم أمام الآخرين.
ففي الزواج مثلاً كانوا يتباهون بأنسابهم وأحسابهم ويؤكّدون على محاسنهم ومزاياهم الخيّرة التي ترفع من شأنهم لدى الملأ العام.
وهذا ما حصل تماماً لدى خطبة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)للسيدة خديجة، فقد أخذ الطرفان يتفاخران ولكن بفضائل الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)وخصاله الحميدة التي أقرّها المؤالف والمخالف.
فقد أخذ والد السيّدة خديجة «خويلد» يفتخر بالنبي(صلى الله عليه وآله وسلم)منادياً بأعلى صوته: يا معاشر العرب، والله ما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء بأفضل من محمد ولقد رضيته لابنتي بعلاً وكفواً فكونوا على ذلك من الشاهدين.
ثم قام العباس وقال: يا معاشر العرب لِمَ تنكرون الفضل لأهله، هل سقيتم الغيث إلاّ بابن أخي؟ وهل اخضرّ زرعكم إلاّ به؟ وكم لـه عليكم من إياد كتمتموها ولزمتم لـه الحسد والعناد؟ وبالله أقسم ما فيكم من يعادل صيانته ولا أمانته واعلموا أنّ محمداً(صلى الله عليه وآله وسلم)لم يخطب خديجة لمالها ولا جمالها، إنّ المال زائل...
ولمّا خطب الجميع أقبل خويلد وجلس إلى جانب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وأمسك الناس عن الكلام حتى يسمعوا ما يقول خويلد، فقال خويلد: يا أبا طالب ما الانتظار عمّا طلبتم اقضوا الأمر فإنّ الحكم لكم وأنتم الرؤساء والخطباء والبلغاء والفصحاء فليخطب خطيبكم ويكون العقد لنا ولكم.
فنهض أبو طالب (عليه السلام) وخطب خطبة جميلة نقلها المؤرخون في مصنّفاتهم.
وهكذا تم هذا الزواج المبارك.
عمر الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)حين الزواج
قيل: كان عمر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)حين تزوّج بالسيّدة خديجة (عليها السلام) إحدى وعشرين سنة.
وقيل: إن عمره(صلى الله عليه وآله وسلم)كان خمساً وعشرين سنة.
وقد أقامت معه أربعاً وعشرين سنة وشهراً. ولم يتزوّج عليها غيرها، إلاّ بعد أن توفيت (عليها السلام).
والظاهر أن السيدة خديجة (عليها السلام) لم تتزوج بغير رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)حيث إنها قد بشرت بزواجها من الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)فلم تقبل أي واحد كزوج لها.
هذا وقد ذكر جماعة من المؤرخّين أنه(صلى الله عليه وآله وسلم)لم يتزوّج بكراً غير عائشة، ولكن خالفهم في ذلك جمهرة منهم: أبو القاسم الكوفي وأحمد البلاذري في كتابيهما، وعلم الهدى في الشافي، وأبو جعفر في التلخيص، على ما حكاه عنهم في البحار، فقالوا: أنّها كانت عندما تزوّجها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)عذراء. وإنه لم يبق من أشراف قريش ومن ساداتهم وذوي الجدة منهم إلاّ وخطب السيّدة خديجة ورام تزويجها فامتنعت على جميعهم من ذلك.
فلمّا تزوّج بها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)غضبن عليها نساء قريش وهجرنها وقلن لها: خطبك أشراف قريش واُمرائهم فما تزوّجت أحداً منهم وتزوّجت محمداً يتيم أبي طالب فقيراً لا مال لـه؟
فكيف يجوز في نظرهم أن تكون خديجة يتزوّجها يتيم لا مال لـه وتمتنع من سادات قريش وأشرافها على أموالهم الكثيرة.
المهر القليل
المهر القليل مما أكد عليه الإسلام، وذلك تسهيلاً لأمر الزواج، وقد ورد أن خير نسائكم أقلهن مهراً، وهكذا كان زواج رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وأهل البيت (عليهم السلام)بمهر قليل.
فإن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)تزوج خديجة (عليها السلام) ومهرها ـ حسب بعض الروايات ـ اثنتا عشرة أوقية ونش.
عن حماد بن عيسى قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «قال أبي: ما زوج رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)شيئاً من بناته ولا تزوج شيئاً من نسائه على أكثر من اثنتي عشرة أوقية ونش، يعني نصف أوقية».
وفي حديث آخر: «ما تزوج رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)شيئاً من نسائه، ولا زوج شيئاً من بناته على أكثر من اثنتي عشرة أوقية ونش، والأوقية أربعون درهما والنش عشرون درهما».
من مقامات السيدة خديجة (عليها السلام)
من الاُمور المتَفق عليها عند الجميع أنَ السيدة خديجة(عليها السلام) كانت خير نساء النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وذلك بتصريح من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)أكثر من مرَة، وهذا إنما يدل على علو مقامها وجلالة قدرها (سلام الله عليها).
فعن عائشة قالت: كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)إذا ذكر خديجة لم يسأم من ثناء عليها واستغفار لها، فذكرها ذات يوم فحملتني الغيرة، فقلت: لقد عوَّضك الله من كبيرة السن!.
قالت: فرأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)غضب غضباً شديداً، فسقطت في يدي فقلت: اللهمَ إنَك إن أذهبت بغضب رسولك(صلى الله عليه وآله وسلم)لم أعد بذكرها بسوء ما بقيت.
قالت: فلمَا رأى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ما لقيت قال: كيف قلت؟ والله لقد آمنت بي إذ كفر الناس، وآوتني إذ رفضني الناس، وصدَّقتني إذ كذَّبني الناس، ورزقت منّي الولد حيث حرمتموه.
قالت: فغدا وراح عليّ بها شهراً.
وفضلاً عن ذلك كله، فهناك العديد مما يدل على علو مقام السيدة خديجة(عليها السلام) نشير إلى بعضها:
1: اصطفاء الباري تعالى لها، حيث جعلها من النساء المختارات.
عن أبي الحسن الأول(عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّ الله اختار من النساء أربعاً: مريم وآسية وخديجة وفاطمة».
2: إنها (عليها السلام) أوّل من أسلمت من النساء وآمنت برسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)منهن، وأوّل من صلّت خلفه(صلى الله عليه وآله وسلم).
عن عفيف قال: كنت امرأ تاجراً فقدمت منى أيام الحج وكان العباس بن عبد المطلب امرأ تاجرا فأتيته أبتاع منه وأبيعه، قال: فبينا نحن إذا خرج رجل من خبأ يصلي فقام تجاه الكعبة، ثم خرجت امرأة فقامت تصلي وخرج غلام يصلي معه، فقلت: يا عباس ما هذا الدين، إن هذا الدين ما ندري ما هو؟
فقال: هذا محمد بن عبد الله يزعم أن الله أرسله وأن كنوز كسرى وقيصر يستفتح عليه، وهذه امرأته خديجة بنت خويلد آمنت به، وهذا الغلام ابن عمه علي بن أبي طالب آمن به.
وروى السيد بن طاوس عن كتاب الوصية لعيسى بن المستفاد عن الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام) قال: سألت عن بدء الإسلام كيف أسلم علي(عليه السلام) وكيف أسلمت خديجة؟
فقال: «تأبى إلا أن تطلب أصول العلم ومبتدأه، أما والله إنك لتسأل تفقها».
ثم قال: «سألت أبي (عليه السلام) عن ذلك فقال لي: لما دعاهما رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)قال: يا علي ويا خديجة أسلمتما لله وسلمتما له، وقال: إن جبرئيل عندي يدعوكما إلى بيعة الإسلام فأسلما تسلما وأطيعا تهديا».
فقالا: «فعلنا وأطعنا يا رسول الله».
فقال: «إن جبرئيل عندي يقول لكما: إن للإسلام شروطا وعهودا ومواثيق فابتدئاه بما شرط الله عليكما لنفسه ولرسوله أن تقولا: نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه في ملكه، لم يتخذ ولدا ولم يتخذ صاحبة، إلهاً واحداً مخلصاً، وأن محمداً عبده ورسوله، أرسله إلى الناس كافة بين يدي الساعة، ونشهد أن الله يحيي ويميت ويرفع ويضع ويغني ويفقر ويفعل ما يشاء ويَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ».
قالا: «شهدنا» الحديث.
3: تخصيص الباري لها بالسلام، فقد بلغ من قداسة السيدة خديجة (عليها السلام) عند الله تعالى أنّه عزّوجلّ كان يخصّها بالسلام.
ففي الحديث أنّ جبرئيل أتى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)فسأل عن خديجة فلم يجدها، فقال: إذا جاءت فأخبرها أنّ ربّها يقرؤها السلام.
وروي أنه أتى جبرئيل النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)فقال: هذه خديجة قد أتتك معها إناء مغطّى فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربّها ومنّي وبشّرها ببيت في الجنّة من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
4: بشارة الله وجبرائيل لها ببيت عظيم في الجنة، كما مر في الحديث الشريف السابق.
5: كثرة ثناء النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)على السيدة خديجة (عليها السلام) كما مر في الحديث عن عائشة.
وبالإضافة إلى ذلك فقد كانت السيدة خديجة (عليها السلام) عزيزة عند النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وتتمتع بمكانة خاصة في قلبه، حيث كان(صلى الله عليه وآله وسلم)يحبّها حبّاً جمّاً، ويعتزّ بها، ويقدر مواقفها المشرفة، والشواهد على ذلك كثيرة، منها:
إنّ عجوزاً دخلت على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)فألطفها، فلمّا خرجت سألته عائشة، فقال: «إنّها كانت تأتينا في زمن خديجة وإنّ حسن العهد من الإيمان».
وعن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قال: «ذكر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)خديجة يوماً وهو عند نسائه، فبكى، فقالت عائشة: ما يبكيك على عجوز حمراء من عجائز بني أسد؟
فقال: صدّقتني إذ كذبتم، وآمنت بي إذ كفرتم، وولدت لي إذ عقمتم.
قالت عائشة: فما زلت أتقرّب إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)بذكرها».
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «لمّا توفّيت خديجة (عليها السلام) جعلت فاطمة (عليها السلام) تلوذ برسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وتدور حوله وتقول: يا أبت أين اُمّي؟
قال: فنزل جبرئيل (عليه السلام) فقال له: ربّك يأمرك أن تقرأ فاطمة السلام وتقول لها: إنّ اُمّك في بيت من قصب، كعابه من ذهب، وعمده ياقوت أحمر، بين آسية ومريم بنت عمران.
فقالت فاطمة (عليها السلام): إنّ الله هو السلام ومنه السلام وإليه السلام».
وعن عبد الرحمن بن ميمون عن أبيه قال: سمعت ابن عباس يقول: (أول من آمن برسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)من الرجال علي (عليه السلام) ومن النساء خديجة(عليها السلام)).
بل إنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)ـ وكما في التاريخ ـ أطلق على العام الذي توفّيت فيه السيّدة خديجة وأبو طالب (عليهما السلام) «عام الحزن»، وهذا خير دليل على معزّته (صلى الله عليه وآله وسلم)لهما.
المصدر: كتاب امهات المعصومين

خادم الحسين

ذكر تاريخ التسجيل : 03/12/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى