قصة تحرك جنكيزخان نحو الشرق واسقاط الامارات الاسلامية

من طرف **sun** السبت يناير 28, 2012 8:20 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد

( ويل لهم مماكتبت الايديهم وويل لهم ممايكسبون )

كتب شيوخ الوهابية الحا قدون على مذهب اهل البيت التاريخ حسب اهوائهموحسب مايمليه ضميرهم الميت وبصيرتهم العمياء حيث قال رب العزة
( انها لا تعمى الابصار وانما تعمى القلوب التي في الصدور )

ابن تيمية وبن خلدون وغيرهم من اشباه الرجال

كتبوا عن اسباب انطلاق جنكيزخان نحو الشرق وتخريب الامارات الاسلامة

واتهموا الشيعة في الخيانة وانكروا الحقيقة حفاظا على ماء وجه الوهابية القبيح

ولم يقل أيٌّ من المؤرخين أن الشيعة هم الذين كانوا السبب في اجتياح جنكيزخان للبلاد

الإسلامية، فالسبب في اجتياحه ذاك كما مرَّ بنا كان جشع السلطان محمد خوارزم شاه وطمعه في أموال 450تاجراً مسلماً ممن أمر بقتلهم ربما في لحظة سُكْر.وكانت المذاهب السائدة في بلاده

والمناطق المجاورة لها هي الكِرَاميّ والحنفيّ والشافعيّ، وقد عاش السلطان محمد ومات ولا علاقة له إطلاقاً بالمذهب الشيعي، فقد كان أبوه حنفياً وعلى ((معرفة بمذهب أبي حنيفة، وبنى بخوارزم مدرسة للحنفية))(9)، وكان هو أيضاً حنفياً، وهو الذي اختار ((مجد الدين مسعود بن صالح الفراوي لرئاسة الحنفية والخطابة ببخارى))(10)،وكان السكاكي الخوارزمي الذي أقنعه بفكرته الساذجة بأنَّ أَخْذَه العملَ السحريَّ الذي صنعه له سيمكِّنه من الاستيلاء على بغداد، حنفياً(11).كما كان على

علاقة وثيقة بالشافعية حيث كان واحد من أهم مستشاريه وهو شهاب الدين أبو سعد بن عمران، شافعياً، و ((كان يشاوره في الأمور العظام، ويفاوضه في جلائل الأمور))(12).بل إن الإمام فخر الدين الرازي الذي أفتى له بعدم صلاحية بني العباس للخلافة كان من مشاهير الشافعية، اتصل به

((وحظي عنده ونال أسمى المراتب، ولم يبلغ أحدٌ منزلتَه))(13).ثم إن ما قام به محمد خوارزم شاه كان عملاً شائناً وجريمة يدينها كل مسلم من أي مذهب كان، الجريمة التي جرَّأت المغول على المسلمين وأدت إلى أن يفكِّروا لأول مرة في تأريخهم باجتياح العالم الإسلامي.

المصدر \ كتاب الحوادث، 345.
(22) كتاب الحوادث، 347.

----------------------

بالخليفة العباسي الناصر لدين الله (حكم خلال السنوات من 575 إلى 622هـ) الذي يقول الباحث هارولد لام إنه أرسل رسولاً إلى جنكيز خان ((عَرَضَ عليه استعداده لمهاجمة الدولة الخوارزمشاهية من الغرب إذا هو هاجمها من الشرق.وأما طريقة إرسال هذه الرسالة فهي من الطرافة بمكان، إذ إنه لما كان لابدَّ لرسول الخليفة من أن يمر في البلاد الخوارزمية قبل أن يصل إلى حضرة جنكيزخان فقد كان على الخليفة أن يحتاط للأمر، لذلك يقال عن هذه الرسالة وُشِمَتْ على رأس الرسول بعد أن حُلِقَ شعرُ رأسه، وبعد كتابتها تُرِكَ الشعرُ حتى نما، وفضلاً عن ذلك استظهرَ الرسولُ الرسالةَ، ولما وصل على حضرة جنكيزخان ردَّدها، ولكي يبرهن على أن ما قاله صحيح أخبرهم بقصته، فحُلِقَ رأسه وقُرِئت الرسالة على الحاضرين))(37).
ويهمنا بهذا الصدد تعليق غرينالد الذي يقول فيه Sad

(إن جنكيزخان ردَّ على الخليفة الناصر رداً لطيفاً معتذراً بوجود صداقة بينه وبين علاء الدين خوارزم شاه. على أنه إذا كان هناك ثمة أثر لهذه الرسالة فهو أنها نبَّهت ذهن جنكيزخان على الأقل إلى انحلال القوة الإسلامية وتفككها وانقسامها بعضها على بعض، وصوَّرت ما كان عليه العالَم الإسلامي من ضعف))(38).
ويجدر بنا هنا أن نميِّز بين مراسلة الناصر لدين الله لجنكيزخان محرَّضاً إياه على قتال السلطان محمد خوارزم شاه وهي حقيقة واقعة لدى كثير من المؤرخين والباحثين، وبين الطريقة الأسطورية التي قيل إن الرسالة كتبت بها وأرسلت إليه، يقول الباحث حافظ أحمد حمدي عن هذه الرسالة Sad

(وقد أيَّد أبو الفداء هذه الرواية أيضاً، كما أيَّدها المقريزي(39) بقوله: وفي خلافته (الناصر) خرَّب التترُ بلاد المشرق حتى وصلوا إلى همذان، وكان هو السبب في ذلك فإنه كتبَ إليهم بالعبور إلى البلاد خوفاً من السلطان علاء الدين محمد بن خوارزم شاه لما همَّ بالاستيلاء على بغداد وأن يجعلها دار مُلكه كما كانت السلجوقية(40).وقد جاءت هذه الرواية أيضاً في كثير من الكتب الأوروبية التي عالجت هذا الموضوع، فأيَّدها كلٌّ من دوسون وهيورث وبراون وكيرتن وميور وغرينار وهارولد لام))(41). ونزيد على ذلك أن المؤرخ مير خواند المتوفى سنة 903هـ قد ذكرها في تأريخه الضخم روضة الصفاء كما نصَّ على ذلك محمد الرمزي، الذي كتب في هامش كتابه تلفيق الأخبار يقول: ((قال المؤرخون في كيفية إرساله (الرسالة) أنه أمر بحلق شعر رأس شخص ثم كتب على رأسه بالنِّيل(42)رسالته إلى جنكيزخان وجعل الشخص المذكور في زي درويش فأرسله، وذلك خوفاً من وقوع كتابه بيد الخوارزمشاهيين، فإن الطريق إنما هو من بلادهم))(43)، لكنه لم يذكر المصدر الذي استند إليه مما يجعل شكوكنا تزداد حول صحة هذه الوسيلة التي تكرَّر ذكرها لدى الحديث عن ابن العلقمي لكنها طُوِّرت لدى السبكي كما مرَّ بنا بأن جُعِلَت الكتابة حفراً ــ بواسطة آلة حادة حتماً ــ لكي يكون أثرُ كلِّ حرفٍ كالحفرة في الجمجمة.
والحقيقة هي أن الخليفة الناصر كان لديه من الوسائل ما يستطيع أن يوصل به الرسائل إلى جنكيزخان غير هذه الطريقة الأسطورية، ذلك أنه كان ذا عقلية استخباراتية خارقة ((وكان له أصحابُ أخبارٍ يطالعونه بأخبار الناس الجليلة والحقيرة اقتداءً بالمأمون؛ فإنه كان له ألف وسبع مئة عجوز يطالعونه كل ليلة بأخبار البلد، حتى كان الرجل يخشى أن يتحدث هو وزوجته مخافة أن يُنقَل له))(44).ونقرأ في مختصر أخبار الخلفاء عن عهد الناصر Sad

(وكان من العادة ببغداد أن الحارس يتجسس أحوال الناس في كل درب ويكتب إلى الخليفة مطالعةً بما تجدَّدَ بالدرب من اجتماع الأصدقاء وما سوى ذلك من صغير وكبير؛ فلما أفضت الخلافة إلى الظاهر جزاه الله خيراً، أبطلَ هذه العادة))(