كذبة "الربيع العربي

**بنت الرافدين** تاريخ التسجيل : 14/11/2010

السلام عليكم

مع دخول كذبة "الربيع العربي" عامها الثاني، برزت إلى العلن حقيقة هذا الربيع المزعوم، والتي تمثلت بأجواء توتر ديني جعلته أقرب إلى "الخريف الإسلامي المتطرّف"، وأفضت إلى ظواهر يدينها الإسلام الحقيقي الحنيف، مثل تدنيس المقابر في تونس، وهدم الأضرحة والقبور في ليبيا، وسيطرة "القاعدة" على الأجزاء الجنوبية من اليمن وسط اشتباكات متصاعدة مع عناصر الجيش، تثير تساؤلات حول مستقبل هذه الدول.

فتونس تشهد اليوم اعتداءات متتالية على المقدسات الدينية في البلاد، ويرفع سلفيون سقف مطالبهم، بالدعوة إلى إقامة "دولة الخلافة"، ويرى مراقبون أن ما تشهده تونس ينذر بفتنة طائفية وشيكة من شأنها تهديد استقرار البلاد، حيث أسفرت تلك الأحداث عن اتهامات سياسيّة بين جميع القوى حول من يقف وراء الفتنة في تونس. وتحت شعار "التصدي لكل أشكال التوظيف السياسي للدين" وغيرها من الشعارات السياسية شكلت 5 أحزاب قومية ويسارية، الأحد، ائتلافاً تحت اسم "الجبهة الشعبية 14 يناير" لمواصلة النضال الثوري، واتهمت الجبهة الائتلاف الحاكم بقيادة حركة "النهضة الإسلامية" بالالتفاف على المسار الثوري للشعب التونسي. في المقابل، جدّد السلفيون مطالبهم خلال الأسبوع الماضي بإدراج الشريعة الإسلامية كمصدر أساسي للتشريع في الدستور التونسي الجديد، وذلك بعد أيام من إنزال بعض السلفيين العلم التونسي من فوق مبنى بجامعة منوبة واستبداله براية الخلافة الإسلامية!!.

كما شهدت تونس تصعيداً للتوتر الديني، بعد تمزيق نسخ من القرآن الكريم، وإلقائها في دورات المياه، بالإضافة إلى تدنيس عدد من المساجد الخميس الماضي، مما أثار غضب التونسيين الذين خرجوا في تظاهرات احتجاجاً على الاعتداء على مقدسات الشعب. وأعربت الرئاسة التونسية، عن بالغ القلق والاستياء إزاء أعمال تدنيس استهدفت مساجد في العاصمة وفي بن قردان جنوب البلاد، وحذّرت في بيان من محاولة لبث الفتنة ودفع المجتمع إلى الانقسام. وعُثر الخميس الماضي على مصاحف ممزقة في عدة مساجد في بن قردان القريبة من الحدود مع ليبيا وعلى بيض أُلقي على جدران المساجد. ورسمت نجمة داوود على جدران جامع الفتح الذي تنطلق منه عادة تظاهرات السلفيين!!.

وفي ليبيا، أثارت مسألة هدم الأضرحة ضيق وغضب الكثيرين الذين رفضوا ما وصفوه بالتطرف الديني، في الوقت الذي اعتبرت فيه جماعات سلفية التبرك بالأضرحة والقبور شكلاً من أشكال الشرك. وفي خطوة جديدة تعكس التطرف الديني الذي يمكن أن تنجرف إليه ليبيا، أقدم بعض السلفيين على هدم أضرحة بعض المشايخ في مدينة الزنتان وقرى مجاورة. وأثارت هذه الحادثة غضب أهل المدينة. فيما يرى محللون أن مثل هذه الأفعال من شأنها أن تؤدي إلى صراع دموي بين السلفيين والصوفيين، خاصة في ظل امتلاك الجانبين كميات كبيرة من الأسلحة!!.

وفي اليمن، لم يجد تنظيم "القاعدة" وقتاً أنسب من ذلك حتى يتمكّن من السيطرة على المدن اليمنية التى تنتشر فيها الفوضى والغياب الأمني، مما نتج عنه مؤشرات تصعيد بين أطراف العملية السياسية في اليمن، وذلك مع تزايد حدّة الاتهامات بين حزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأحزاب اللقاء المشترك على خلفية توسّع نشاطات "القاعدة".

إذاً.. كذبة "الربيع العربي" التي روّجت لها واشنطن وأعرابها في الخليج، ليست إلا الوجه القبيح للفوضى الخلاقة التي دعت إليها قبل سنوات وزيرة الخارجية كونداليزا رايس بهدف تشويه صورة الإسلام الحقيقي وإقامة الشرق الأوسط الجديد على أنقاض "الربيع المزعوم" والذي يضمّ دويلات وكانتونات ضعيفة ممزقة متناحرة!!.