غزة تحت النار ومشعل يطلب من "الناتو" التدخل في سورية..؟!

**خادم الحسين** تاريخ التسجيل : 03/12/2010

|

جهينة نيوز- كفاح نصر:

بالأمس القريب حاول السفير الصهيوني في الأردن اغتيال خالد مشعل، وعوضاً عن طرد السفير الصهيوني طُرد خالد مشعل، ولم يكن أمامه طريق سوى الدول التي لازالت في حال حرب مع العدو الصهيوني، (لبنان وسورية)، واستقر في سورية إلى جانب باقي فصائل المقاومة الفلسطينية، ولم تتدخل سورية بشؤونه كما لم تتدخل بشؤون غيره، وما غدر خالد مشعل بالقيادة السورية إلا دليل على أن سورية لم تتدخل لا بالشأن الفلسطيني ولا بالشأن الحمساوي، في حين كل الفصائل الفلسطينية بما فيها المختلفة مع سورية لم تتدخل في الشأن السوري إبان الأزمة باستثناء خالد مشعل.

ومشعل الذي كان يقول إنه ليس طرفاً في الأزمة السورية اليوم، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: "اختلفنا مع إيران بشأن الأزمة السورية وهذا ليس سراً"، لكن خالد مشعل لم يتجرأ ولن يتجرأ على القول بماذا اختلف مع إيران، فإذا كان يعتبر إيران تدعم الرئيس بشار الأسد بشكل شخصي، فهذا يعني أن خالد مشعل يدعو لإسقاط النظام في سورية، في تدخل سافر بشؤون السوريين، ولكن كلنا يعلم أن إيران لم تدعم الرئيس الأسد بشكل شخصي، بل كانت سباقة بالحديث عن عملية إصلاح سياسي تقود إلى تغيير سلمي في سورية منذ مطلع الأزمة السورية، وكانت أول من طالب القيادة السورية بالبدء بعملية إصلاح قبل أن ينطق أي معارض بشعار إسقاط النظام، وخلاف إيران مع حلفاء خالد مشعل (قطر وتركيا ومصر) الذين يقيمون علاقات مع الكيان الصهيوني أن حمد وأردوغان ومرسي بشكل مباشر وغير مباشر طلبوا الفصل السابع لسورية وطلبوا تدخل "الناتو" ورفضوا أي حل سياسي في سورية، بل رفضوا خطة كوفي عنان التي تقضي بالانتقال السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع وبإشراف دولي، وهذا يوضح بشكل حقيقي أن الخلاف بين إيران وخالد مشعل هو خلاف التدخل الخارجي، ولو كان مشعل رجلاً وصادقاً لنطق بنقاط خلافه مع إيران وإثبات بأن هناك نقاط خلاف غير نقطة التدخل الخارجي في سورية.

خالد مشعل ودون أن يدري كشف عن أن إيران وسورية وهما من يقاتل بسلاحهما الآن لفرض تهدئة لم يتدخلا في قرارات حماس، ودليل ذلك أن خالد مشعل يقول علانية بأنه مختلف مع إيران التي ترفض التدخل الخارجي في سورية، في حين يشكر قطر وتركيا ومصر كونهم وسطاء مع الصهاينة، وقال خالد مشعل متناسياً جهد المقاومين بأن هناك "جهد مصري تركي قطري لوقف العدوان ولا نتحدث عما يجري في الإعلام"، لأن هذا الجهد أعلنه أوباما وفضح حلفاء مشعل، فهو إذاً جهد الضغط على غزة للقبول بالشروط الصهيونية.

خالد مشعل الذي تجرأ على الخلاف مع سورية وإيران وهو من كان يعتبره الصهيوني العدو الإيراني السوري، هل يتجرأ على الخلاف مع محمد مرسي والطلب منه إلغاء اتفاقية الذل "كامب ديفيد"؟! ويثبت استقلاله كما أثبت استقلاله عن سورية وإيران.

هل يتجرأ خالد مشعل على سؤال أمير قطر متى عاد السفير الصهيوني إلى الدوحة؟؟.. ومتى زارت تسيبي ليفني الدوحة وفي أي ظروف طلب أمير قطر من المصورين ألا يفضحوه؟!!..

هل يتجرأ خالد مشعل أن ينصح أردوغان مجرد نصيحة باستيراد طائرات من دون طيار من طهران عوضاً عن تل أبيب، وقد أثبتت الطائرات الإيرانية قدرتها على خرق القبة الورقية الصهيونية في حين أردوغان نفسه أقرّ بفشل الطائرات الصهيونية؟!.

هل يتجرأ خالد مشعل على أن يطلب من تركيا وقطر ومصر دعم مهمة الأخضر الإبراهيمي وفق نتائج مؤتمر جنيف؟؟..

يا خالد مشعل.. سورية لا منّة لها على فلسطين ولا تريد منك أن تعترف بأنك تقاتل بسلاح الجيش العربي السوري كي لا تحرج روسيا، بالنسبة للمضادات الجوية ومضادات الدروع، وإيران لم تطلب منك أن تعترف بأنك تقاتل بصواريخها لأنها دعمت فلسطين كواجب لها، ولم تتوقع شكراً من أحد بل مثلها مثل سورية تحمّلت عقوبات لعشرات السنوات بسبب مواقفها، ولكن من العار أن تقول الجهاد الإسلامي بأنها تقاتل بالصواريخ الإيرانية، بينما مشعل لا يغدر بسورية وإيران فحسب، بل بدماء الشهداء الذين سيفرضون التهدئة.

نعم يا خالد مشعل من سيفرض التهدئة دماء الشهداء وليس جهود الوسطاء القطريين والمصريين والأتراك، بل وأتحدى قطر وتركيا ومصر أن يكون لديهم الجرأة على دعم المقاومة بطلقة واحدة أو بصاروخ (ستنينغر) الذي وصل من مخازن الجيش الصهيوني ليد العصابات في شمال سورية!!.

نعم يا خالد مشعل.. قبل أن تبدأ إسرائيل بقصف غزة كانت مدافع الهاون تدك مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، وحركتك لم تتجرأ على إدانة قصف "الجيش الحر" للاجئين الفلسطينيين، بل كان أحد المجرمين الذين وجهوا المدافع إلى مخيم اليرموك من حركة حماس الخارج، وقبل العدوان على غزة كانت هيلاري كلينتون تحل "مجلس إسطنبول" وتؤسس مجلس هيلاري الدوحة، وقبل قصف غزة كان العرب يتسابقون لإرسال السلاح والمسلحين إلى سورية وطلب الفصل السابع وإحالة ملف سورية إلى مجلس الأمن ومنح سورية إنذارات، وخرسوا جميعاً حين بدأ قصف غزة ولم يتجرأ أي من هؤلاء النعاج على الدعوة للجهاد في غزة ولا إرسال السلاح إلى غزة، ولا إحالة الكيان الصهيوني إلى مجلس الأمن، ولم يدن أيّ منهم الموقف الأمريكي كما أدان الموقف الروسي الذي منع "الناتو" من التدخل في سورية، بل جلّ ما قاله صديقك يا خالد مشعل حمد بن جاسم آل ثاني أنه نعجة بينما الصهاينة ليسوا ذئاباً!!.