توجيهات الامام السيد السيستاني

السلام عليكم

خلال لقاء سماحته مع احد المؤمنين

تم توجيهه بما يلي

وأجاب لمن سأله كيف نتعامل ياسيدنا مع من يسيئ إلينا بالقول والفعل فقال :عليكم اولا إرشادهم ونصيحتهم وتوجيههم بالقول اللين (وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً) وثانيا الصفح عنهم عملا بقوله تعالى (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) .كما اكد على نشر ثقافة المودة والمحبة بين المسلمين حتى لمن أساء إليكم فان قولك لأخيك المسلم أني أحبك ينبت في قلبه المحبة وهكذا كان النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم والائمة الهداة من آله ،هذه هي سيرتهم ومنهجهم، ولذلك سادوا العالم وبقي تاريخهم منهجا ودستورها للبشرية جميعا.

وكان يؤكد للوفود الزائرة له من الخارج بذل مزيد من الاهتمام لتربية أبنائهم تربية إسلامية تضمن لهم سعادة دنياهم وآخرتهم وقال : انهم أمانة في رقابكم فلا تفرطوا بها فانتم محاسبون ومسؤولون عنها يوم القيامة.

و كان مد ظله يختتم حديثه: باني ادعو كل صباح لجميع المؤمنين بان يوحد الله كلمتهم ويؤلف ما بين قلوبهم و يحل مشاكلهم ويزيل همومهم و يدفع عنه كل سوء و ضر.

وقد سالت سماحتهم مالنا نراكم تستشهدون كثيرا بسيرة الشيخ الأنصاري ق.س. فاجاب مد ظله:بان كل مراجعنا العظام قدوة يقتدى بهم وفي مقدمتهم الشيخ الأنصاري, لزهده وانقطاعه عن الدنيا فضلا عن مقامه العلمي ولذلك اراد سماحة السيد مد ظله ان تبقى المرجعية كما هي كانت على عهد الشيخ الانصاري ق.س. لتبقى هيبتها محفوظة ومصانة, باعتبارها القيادة النائبة للامام المعصوم عليه السلام, ولذا من رايه مد ظله, ان يبقى اهل العلم بمنئى عن المناصب الرسمية لان موقعهم اسمى من ذلك ووظيفتهم التوجيه والتربية والنصيحة لجميع المؤمنين, و ما كان تدخل سماحة السيد في وضع العراق السياسي, الا لعلمه بمعانات العراقيين واظطهادهم وحرمانهم من ابسط حقوقهم لعقود, فراى من واجبه الشرعي ان يبذل كل ما يحتاجون اليه لتوفير الحياة الكريمة لهم والعيش الرغيد واستقلالهم وحريتهم, لذا رأيناه يذكر دائما: آنا خادم للعراقيين وسعيد بخدمتهم,لا افرق بين هذا وذاك فكلهم اولادي بكل طوائفهم وقومياتهم ،فكما ادافع عن حق الكردي، ادافع عن حق البصري و الانباري و قد قلت مرارا وتكرارا لاتقولوا اخواننا السنة بل قولوا انفسنا، فانهم جميعا شعب واحد وامة واحدة من جنوبه الى شماله ووسطه بل وكل فرد من افراده، فلهذا لم يرد في قاموس ذهني يوما ما تقسيم العراق الى دويلات كما يخطط له الأعداء، وسأقف امام هذه الخطة معارضا بكل حزم انشاء الله. نعم, لقد لاحظت جل اهتمام سماحته وتفكيره المتواصل لوضع العراق والعراقيين ومتابعة شؤونه لحظة بلحظة, حتى لا تفلت الأمور من الزمام عملا بسيرة جده الذي كان يقول: اللهم انك تعلم انه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان، ولا التماس شئ من فضول الحطام، ولكن لنرد المعالم من دينك، ونظهر الاصلاح في بلادك، فيامن المظلومون من عبادك، وتقام المعطلة من حدودك

ومن ما يميز سماحة السيد مد ظله في حياته الشخصية , انه لم يملك بيتا له ولا لأولاده, في الوقت الذي بنى فيه عشرات البيوت لطلبة الحوزة العلمية والايتام وذوي الدخل المحدود, في النجف وخارجها ,واسس المدارس العلمية وسماها باسامي اكابر العلماء والمجتهدين تخليدا لذكرهم, وتقديرا لخدماتهم الدينية, دون ان ينسبها لنفسه. مضافا الى هذا , فقد لاحظته لايصرف على نفسه الحق الشرعي بل يدير اموره, من بقايا الهبات والهدايا بعد ان يساعد بها الارامل واليتامى وعموم المحتاجين, وحدثني بعض تجار افريقيا (دار السلام), عندما زاره ورأى بساطة مسكنه, فوقع صكا مفتوحا, وقال ضع ما تشاء من مبلغ, واشتري به لنفسك بيتا جيدا..فتبسم السيد في وجهه وشكره على موقفه, ثم قال: لوفكرت بشراء بيوت لمن لايملك بيت من الفقراء في النجف, فنحن آخر من تفكر بهم , لأني لا ابتغي من حطام الدنيا لنفسي شيئا, بل ارجو ما عند الله, فان ما عنده خير وابقى, علما بان البيت الذي يسكنه و ماحواليه, هو وقف للمرجعية.

وقد اوصاني سماحته بالاهتمام بشؤون المؤمنين بالخارج وبذل مزيد الخدمة لهم ولتربية ابنائهم تربية دينية تحصنهم من الوقوع في الانحراف عن دينهم وعقيدتهم وتلك هي مسؤوليتك ومسؤولية ابائهم، فارجو ان لايكونوا مصداق الحديث (ويل لأبناء آخر الزمان من آبائهم قالوا : من آبائهم المشركين؟ قال : من آبائهم المسلمين، لا يعلِّمونهم شيئاً من الفرائض وإذا تعلّم أبناؤهم منعوهم، ورضوا منهم بعرض يسير من الدنيا فأنا منهم بريء وهم مني براء) هذا واكد مد ظله على نشرعلوم آل محمد وثقافتهم في تلك البلدان حتى يعرف ساكينها عظمة الاسلام وعلو مقامه ، وقال:عرفوهم بمحاسنه وتسامحه ونشره للمحبة والسلم والسلام وكونوا مبشرين ومقربين لامنفرين ومبعدين ،كونوا رسلا للاسلام ودعاة له باخلاقكم وامانتكم وتقواكم وورعكم واذكروا الله يذكركم هذا (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ).






نص اللقاء


http://www.shafaqna.com/arabic/marjeiats/item/21745-توصيات-المرجعية-العليا-لسماحة-السيد-الكشميري-للمؤمنين-في-بلاد-المهجر.html