منتديات نور الشيعه
يا هلا وغلا بل الجميع

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات نور الشيعه
يا هلا وغلا بل الجميع
منتديات نور الشيعه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدونات عن تاريخ العراق

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

مدونات  عن  تاريخ  العراق Empty مدونات عن تاريخ العراق

مُساهمة من طرف خادم الحسين الثلاثاء أغسطس 13, 2019 4:18 am




Saif Mohammad
‏١٠ أغسطس‏، الساعة ‏٨:٤٨ م‏ ·
من مذكرات القائد الشيوعي عزيز الحاج
سيف الدين الدوري


يتناول عزيز الحاج في مذكراته بعنوان(شهادة للتاريخ ،أوراق في السيرة الذاتية السياسية) الصادر عن منشورات دار الرافد في لندن مساهة متميزة في تدوين تاريخ الحركة الشيوعية العراقية فقد تدرج الحاج في مختلف مناصب الحزب الشيوعي العراقي حتي أصبح عضوا في لجنة الحزب المركزية ثم تزعم اكبر حركة انشقاق في الحزب المذكور حيث ايدت اغلبية اعضاء الحزب وكوادره الافكار التي دعا اليها والمتمحورة حول استخدام السلاح لاسقاط نظام الرئيس العراقي الاسبق عبد الرحمن عارف بالسلاح تمهيدا لوصول الحزب للسلطة.



يتناول الحاج في مذكراته تفاصيل تلك المرحلة التاريخية، فان اهم ما يميز الكتاب الجديد هو الروح النقدية التي كتب بها سواء في التعامل مع الذات وتوجيه النقد الي الآخر، وهو أمر تفتقر اليه كتب المذكرات العراقية خاصة تلك التي صدرت عن زعامات شيوعية.
ويجذب الحاج نظر القاريء الي هذه النقطة فهو يقول في مقدمة الكتاب ان دراسة اخطاء الامس هي لخدمة التوثيق التاريخي ولغرض الاستصبار وتوظيف دروس الاخفاقات والكبوات لصالح الحركة الوطنية العراقية..ا

اكدت تفاصيل الحياة الحزبية والممارسات القيادية طوال 1964 ــ 1967 اصرار القادة المتنفذين علي التشبث بمواقعهم، والاستهانة القصوي بالقاعدة الحزبية.
لقد كان اعضاء اللجنة المركزية يتوزعون في ما بينهم الي شلل ومراكز قوي متضاربة، يأخذ بعضها بتلابيب بعضهم الآخر، وكانت المطامح والخصومات الشخصية ضاربة اطنابها بينهم،. فالحزب الذي اخذوا يبكون علي وحدته لم يكن حزباً واحداً. لا فكرياً ولا سياسياً، ولا فعليا، فلا وحدة داخلية ولا ضبطاً ولا تماسكاً، بل شللية .ان عددا غير قليل من القياديين الذين ساهموا في قمع الرأي وغلق سبل الحوار البناء والنقاش المفتوح، صاروا هم ضحايا هذا النهج اللاديمقراطي (انقلب السحر علي الساحر)


ان تبريري لحركة القيادة لا يعني. طبعا صواب كل مواقفنا الفكرية والسياسية ولا ان كل ما فعلته قيادة الحزب كان خطأ، فضغطنا لرفع شعار اسقاط عارف عام 1964 كان خاطئا اذ ان ذلك الحكم اضطر للقيام بعدد من الاجراءات الجيدة. ولكن الخطيئة في نهج اغسطس (اب) هي تحويل تكتيك المرونة مع الحكم الي استراتيجية .كما اننا اخطأنا، حين انكرنا شيوعية التنظيم الآخر، انسياقا وراء عقلية رفض وجود منظمات ماركسية عديدة في البلد الواحد.
وعن ظهور عزيز الحاج من على شاشة تلفزيون يدلي باعترافات امام مضيفه الاستاذ محمد سعيد الصحاف مدير عام الاذاعة والتلفزيون يوم الاول من نيسان من عام 1969 قال الحاج:
اتحمل مسؤولية الظهور علي شاشة التلفزيون للاجابة عن أسئلة الصحاف .
لاشك في ان تلك الندوة كانت سقطة سياسية كبيرة في حياتي السياسية التي بلغت ربع قرن تقريبا.


كانت بداية الندوة اسوأ ما فيها بالنسبة لسمعتي، وفخاً حقيقياً لحرقي سياسياً واجتماعياً.
بدأت بالتذكير باسباب قيام حركتنا كرد علي اخطاء اللجنة المركزية، وكيف اننا في عملية التصحيح تطرفنا سياسياً الي حد المغامرة. واضفت اننا كنا في النظرة الي البعث اسري ما وقع عام63،
ان العيب هو في التطبيقات الخاطئة للشيوعيين العراقيين وكثير من الشيوعيين العرب.
فهم لم يستطيعوا ان يستوعبوا وان يحللوا الواقع القومي من اجل صياغة استراتيجيات وخطط صحيحة وهذا يعني فشل التنظيمات الشيوعية وهو في رأيي شيء حتمي لا مجرد ظاهرة عابرة.
وعن الكفاح المسلح ذكرت ان اساليب الكفاح في الماركسية هي عبارة عن تكتيك ونحن حولنا هذا التكتيك الي استراتيجية ثابتة بصرف النظر عن تبدل الظروف والمراحل. وان تهويل الامكانيات والذي نسميه المبالغة في القوي كان موجودا عندنا، وكيفية دعايتنا قبل الثورة (اي انقلاب البعث) كانت تترك انطباعا باننا نملك امكانيات ضخمة.
واشدت كثيرا ولحد المبالغة بالبعث واجراءات السلطة في اطلاق سراح المعتقلين وغيرها، ودعوت الي وجوب تأييد السلطة، وان علي سائر القوي الوطنية والتقدمية التحالف واقامة جبهة تقدمية ثورية تستطيع ان تتصدي بنجاح للدسائس والمؤامرات الرجعية وشبكات التجسس والاستعمار،.


كنا نفتقر الي النضج السياسي. ان ما يخص اعمالنا الصدامية في الندوة كان الاسوا لانه بدا ودون ان اقصد ومن جهة اخري فان تأكيدي علي تبرئة الحزب من اعمال نسبت اليه كان واجبا. فمثلاً لسنا من حاولوا الاعتداء علي دار صلاح عمر العلي، او كوننا كنا ننوي قتل بعض اعضاء الحرس القومي (1963).
،
وتحدث عزيز الحاج عن اساليب التعذيب البشعة التي تعرض لها رئيس الوزراء السابق الفريق طاهر يحيى داخل المعتقل فيقول:



إن ما كان يتعرض له طاهر يحيي والبزاز وشخصيات قومية أخري من إهانات بذيئة لم أشاهدها بعيني ولكن كانت تفاصيلها تنقل لي من الحرس وضباط المخابرات، وكانوا يعلقون علي انصياع تلك الشخصيات للاهانة الفجة بالتشفي والاحتقار. لكنني شاهدت وعايشت منظر طاهر يحيي وآخرين من زملائه وهم يكنسون وينظفون بعض زنزانات المعتقل ومنها زنزانتي التي تعمدوا تخصيص طاهر يحيي لتنظيفها. إن أساليب التعامل معه في قصر النهاية أبشع من التعذيب الجسدي المتواصل. فاضافة الي الضرب والكفخ منذ

الدقائق الأولي، فانه كان يجبر علي القيام بحركات شاذة: من رقص علي الدف، وهز للمؤخرة، وتبادل الشتائم مع عبد الرحمن البزاز، وتنظيف المراحيض، وغير ذلك من أساليب فاشية تدل علي النفسيات والعقليات الحقيرة لناظم كزار وجلاوزته، علماً بأن قيادة السلطة (وكما تأكد تماماً) كانت علي تمام العلم بما يجري في المعتقل، وأولاً بأول وقد لخص الاستاذ (قاسم حول) حالة طاهر يحيي في احدي قصص مجموعته (العباءة السوداء). وقد كتب القصة بناء علي معلومات بعض المعتقلين مع الضحية. ومن أواخر القصة نقرأ: (مضت تسعة شهور علي اعتقاله. وقد اعتاد صنوف التعذيب حتي بات لا يحس بها. في الصباح يؤدي رقصته، ثم ينظف المراحيض، وبعدها يتناول وجبة الطعام ذاتها: (كسرة خبز وبعض حبات من البطاطا) وفي كل يوم مرض جديد حيث أصيب بطفح في الجلد، وديزنتري في معدته، وصار ينزف منه الدم. وظهرت دمامل في وجهه، وبدأ يعاني من آلام في كليتيه. شعر رأسه بدأ يتساقط، طنين في أذنيه. عيناه أصبحتا غائرتين ويحيطهما السواد، أسفل قدميه بدأ يتقشر وكادت عظام رجليه هي التي تحمله، فكان يحس بالآلام

عندما يقف فصار يسير علي أطراف أصابعه أو يزحف. وزنه الذي كان أكثر من تسعين كيلوغراما أصبح أقل من أربعين.... وعندما أصبحت حالته الصحية ميؤوساً منها، اضطروا

لاخراجه بعد تهديده بألا ينبس بأية كلمة عما جري حتي مات تحت وطأة الأمراض). وقد كررت في كتاباتي ويومياتي ذكر رجائه مني ذات صباح وقد دخل غرفتي وحده لتنظيفها لأن أتدخل لرفع الإهانات عنه. وقد وصفت مراراً مشاعري المتعاطفة والحزينة علي الرغم من انني حتي تلك اللحظة كنت أشعر بلامبالاة مع شيء من التشفي.

وفي القسم الجديد رأيت بنفسي اجبار الوزير السابق عبد الكريم هاني علي القفز فوق العشب كالأرنب والنباح كالكلب وهو مربوط والضحك عليه. وكنت أتعمد دخول غرفتي لتجنب المشهد. ومع ذلك فقد كتب أوراقاً عن معاملتهم السيئة في السجن أراد تهريبها ففشل

في إحدي أمسيات وسط تموز (يوليو) 1969 زار صدام المعتقلين الشيوعيين وكنا علي ما أذكر متحلقين حول الجهاز التلفزي في الساحة الكبيرة. ربما كانت مناسبة عيد أو ذكري 14 أو قرب 17 تموز (يوليو). جاؤوا له بكرسيين أجلسني جنبه علي أحدهما. كانت مجاملات ولا أتذكر تفاصيل حديثه الذي قد يكون استمر أكثر من ساعة. ثم ودعهم وطلب مني الذهاب سوية إلي غرفتي. بعد أن سأل عن أحوالي قال... (لقد قررت القيادة الشروع باطلاق سراحكم دفعة دفعة حسب وعودنا. وسنبدأ غداً ببيتر يوسف.) فقلت حالاً. (ولم هو وحده؟. أليس الأفضل إطلاق سراح دفعة من قياديينا ليطمئن الجميع). قال صدام.. (مثل مَن؟).. قلت. (أقترح أن يخرج غداً مع بيتر حميد الصافي ومالك منصور وسامي أحمد). فكر قليلاً وقال.. (طيب، باستثناء سامي وليكن في مرة قادمة).
وفي الصباح خرج الثلاثة بالفعل. وبدأت عمليات إطلاق السراح تتواصل مع الأيام. أما عن القوميين الذين كانوا معتقلين عن مقربة فلم أكن أعرف أخبارهم وأيام خروجهم من المعتقل. ومع خروج الأكثرية بقيت وبقي الصفار والعسكري ومعه عضوان في الجهاز الصدامي..
وفي أواخر آب (اغسطس) أو أوائل أيلول (سبتمبر) طلبني هاتفياً مع مكتب كزار وقال.. (انك سوف تخرج اليوم). وهو ما تم. فقد نقلني اثنان من الضباط مع كتبي وأوراقي إلي بيت أمي.
وفي أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) أصبت بانتفاخ موجع في عيني اليسري فأخذتني زوجة أخي لطيف إلي طبيب تعرفه في الصالحية. فحص العينين وقال باستغراب (هل جئت لأجل عينك اليسري؟) قلت: أجل فهي توجعني. فقال (لكن المريضة هي عينك اليمني ففيها ماء علي وشك الامتلاء).. تذكرت فجأة ضربة سالم الشكرة لحظة اعتقالي وانزالي للسيارة واذ شعرت مع الضربة بالنار تشتعل في العين وفي كل كياني،
في الأيام التالية طلبت لقاء مستعجلاً مع صدام ورحت في الموعد، وقلت له إن عيني أصيبت بسبب اعتقالي وانني أرجو تسفيري إلي أوروبا للعلاج. وخبرته بقصة الضربة. طمأنني ووعد خيراً. سعدون شاكر بعد أيام وقال انه تمت الموافقة علي سفري للعلاج علي نفقة الدولة وسأل إلي أي بلد أريد السفر، فاخترت بولونيا لأن أحد اخواني يعيش هناك. وقد زودوني بجواز عادي وبحوالي الخمسمائة دينار سلمت أكثرها لأمي وزوجة شقيقي.
هكذا كانت الرحلة الاوروبية الجديدة. بقيت في بولونيا زهاء الاسبوعين وجاءتني زوجتي التي كانت لا تزال في موسكو. وكنت بضيافة السفارة في الفندق. وقد تبيّن، وهذا ما أكده أخي، ان طب العيون هناك ليس بالتقدم الذي ظننت. فاخترت ألمانيا الديمقراطية لان شقيقتي طبيبة العيون كانت هناك مؤقتاً. ونزلت في برلين الشرقية في أوتيل جيد برعاية السفارة.
وجاءني يوماً نائب السفير العراقي في غياب الأخير وأخبرني بأن الخارجية الألمانية طلبت اخراجي خلال أربع وعشرين ساعة بتهمة العداء للدول الاشتراكية . وتبين أن مسؤولين من تنظيمات اللجنة المركزية احتجوا علي وجودي وطلبوا اخراجي حالاً. وقد سألني عن اقتراحي فقلت: أرسلوني إلي باريس التي كانت شقيقتي الطبيبة قد عادت إليها للتو. وفي صباح اليوم التالي أخذني الموظف العراقي المذكور بسيارته إلي برلين الغربية عبر بوابة التقسيم ووجدنا البوليس علي أهبة للتأكد من مغادرتي وكأنني مجرم حرب.
. وهكذا عدت إلي بغداد علي أمل العودة لباريس في الصيف، وهذا ما جري فعلاً.

. كان السفير العراقي في باريس محمد المشاط وكان علي وشك الانتقال إلي سفارة أخري. وقد أحسن الرجل استقبالي بعناية وأرسلني إلي المستشفي العسكري الفرنسي.
وفيما كنت في أيام النقاهة في المستشفي زارني نواف عدوان، وكان صحفياً بعثياً سورياً من السفارة العراقية وقد ساعدني كثيراً جداً، وقال لي انه سوف تشغر وظيفة مندوب العراق لدي منظمة اليونسكو فلماذا لا أكتب إلي صدام لاشغالها مادمت مضطراً للبقاء من أجل عيني الثانية أيضاً. فأعجبتني الفكرة لاسيما وان الوظيفة كانت ستحررني من الاتكال المعاشي علي الدولة

أرسلت إلي صدام نائب رئيس مجلس قيادة الثورة من المستشفي رسالة أرجو فيها عودتي إلي الوظيفة في وزارة التربية وتنسيبي للعمل في الممثلية العراقية لدي اليونسكو جاءت الموافقة بعد أسابيع. وكان القرار الجديد مؤرخاً في 24 أيلول (سبتمبر) 1970 وورد فيه:
(.. تنفيذاً لقرارات مجلس قيادة الثورة تقرر تعيين السيد عزيز الحاج علي حيدر بوظيفة سكرتير علي ملاك الديوان والمراكز التابعة لهذه الوزارة براتب 115 ديناراً وانتدابه للعمل في الممثلية العراقية الدائمة لمنظمة اليونسكو بباريس اعتباراً من تاريخ مباشرته). والقرار وزاري وبتوقيع الدكتور سعد عبد الباقي وزير التربية آنذاك..
باشرت العمل في أوائل 1971
وجدير بالذكر أنني استثمرت وجودي في الخارج لا لجمع ثروة مالية بل للتأليف حتي أن عدد ما كتبت ونشرت كان كبيراً من الكتب والدراسات السياسية والثقافية والأدبية، ودخلت مناظرة طويلة عام 1985 مع الشاعر سامي مهدي دفاعاً عن شاعرية السياب الحداثية التي حمل الشاعر سامي عليها سيوفه. وتبنيت مجموعة قصائد للسياب مترجمة للانكليزية وطلبت من اليونسكو تمويل الكتاب مع مقدمة بقلم
ي


خادم الحسين

ذكر تاريخ التسجيل : 03/12/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مدونات  عن  تاريخ  العراق Empty رد: مدونات عن تاريخ العراق

مُساهمة من طرف خادم الحسين الثلاثاء أغسطس 13, 2019 4:21 am



Saif Mohammad
‏١٠ أغسطس‏، الساعة ‏١:٢٣ ص‏ ·
الجزء الثاني الحرب العراقية –الايرانية
1980 -1988
مذكرات مقاتل
تأليف الفريق اول الركن نزار الخزرجي
عرض سيف الدين الدوري
في الجزء الثاني من مذكرات الفريق الخزرجي يتناول موضوع عزل واعتقال عمه الفريق الركن فيصل الانصاري.
مع صدام حسين
عن اعتقال عمه رئيس اركان الجيش الفريق ابراهيم فيصل الانصاري عقب 17 تموز 1968 فيقول مررت بأيام صعب بعد اعتقال الانصاري ، فقد كنتُ حائراً بين خيارين هما الحزب والعم. وكل منهما اصعب من الاخر . فالحزب إنتميت اليه وأنا تلميذ في الكلية العسكرية وإقتنعتُ بشعاراته واهدافه وآمنتُ بها اي وحدة الامة وحريتها والحياة الكريمة التي يدعو اليها وبين العم صديق وقائد عرفته انسانا مخلصاً وصادقاً وعسكرياً لامعاً قادراً على بناء جيش قوي يحتاجه الوطن والامة في هذه الاوضاع الصعبة التي نمر بها. كنتُ واثقاً من أنه بعيد من أي ادعاءات بقيادته أز مشاركته بمؤامرة او محاولة إنقلاب لا لخوفه او تحسبه بل لانه لم يكن يعرف التآمر ولا يؤمن به. ويعتبره نكراناً للجميل وخيانة للاصدقاء. وكان يفضل ترك الموقع والمنصب الذي لا يرتاح فيه على أن يهادن أو يساوم أو يتآمر للاحتفاظ به.
كانت القيم نفسها ما دفعنا للعمل ليلا ونهاراً بلا خوف او وجل لاطاحة النظام القائم واعادة الحزب الى السلطة في تموز / يوليو 1968 ، فهل نبدأ عهدنا بإعتقال الشخص والقائد الذي حمى الضباط البعثيين الذين أبعدوا الى فرقته التي كانت تقاتل الانفصاليين الاكراد في شمال العراق؟ وكان معروفاً طوال فترة حكم الاخوين عارف بأنه من المدافعين عنهم وحاميهم من الاذى والمتابعة والاعتقال.وكان يقول إن هؤلاء الضباط الشباب من البعثيين من اشجع المقاتلين في المعارك وأكثرهم إندفاعاً فماذا نريد منهم اكثر من ذلك؟
كان هناك خطأ ما من جهة ما بلا شك ، شيء لم ادركه أو اعرفه وعندما تعود بي الذاكرة الى الايام التي اعقبت إنقلاب عبد السلام عارف على الحزب في عام 1963 أسترجع موجة الاعتقالات والتطهير والابعاد للضباط البعثيين التي تبعته ، وكنتُ احدهم، حيث كنتُ مع فوجي المظلي نقاتل المتمردين الاكراد في منطقة سيد صادق- حلبجة في محافظة السليمانية عندما استلمتُ أمر النقل الى خارج صنف المظليين وتنسيبي الى إحدى وحدات المشاة. كان الانصاري قائدا للفرقة الجبلية الثانية في كركوك المكلفة بالجهد الرئيس في قتال المنضوين الى قيادة الزعيم الكردي الملا مصطفى البارزاني.
وعن حركة 17 تموز 1968 يتحث الخزرجي فيقول: بدأت إذاعة بغداد صباح 17 تموز بإذاعة بيانات الثورة وكنتُ مع ضابط اللواء في مقرنا نتابع بياناتها المتتابعة وكان بيان احالة ابراهيم فيصل الانصاري رئيس اركان الجيش على التقاعد يتصدرها.
كان الانصاري في زيارة على رأس وفد عسكري استجابة لدعوة من القيادة العسكرية المصرية لحضور مناورات وتدريبات كانت تجريها القوات المصرية بإشراف الرئيس عبد الناصر بعدما تولى شخصياً اعادة بناء القوات المسلحة بعد هزيمة 5 حزيران / يونيو وتهيئتها لحرب جديدة ،أخبرنا الانصاري بعد عودته انه ابدى عددا من الملاحظات والمقترحات للقادة المصريين ومستشاريهم الروس عن المناورات التي شهدها وان الرئيس عبد الناصر طلب من قادة الجيش اخذها بالاعتبار في اعداد تمارينهم ومناوراتهم المقبلة . وعندما عرف الرئيس عبد الناصر بأنه أحيل على التقاعد طلب منه البقاء والعمل معه مستشاراً عسكرياً لكنه اعتذر عن قبول ذلك وقرر العودة الى بلده.
وفي اليوم التالي لاقصاء النايف والداوود، جاء الفريق حردان التكريتي وزير الدفاع وحماد شهاب آمر موقع بغداد الى بيت اللواء الانصاري وابلغاه رغبة الرئيس البكر في عودته الى منصبه السابق، ولما تردد في قبول العرض أخذاه لمقابلة الرئيس البكر الذي إستقبله مهللا أهلا أهلا ابو عماد لاتقل شيئاً فقد كنا مجبرين على ذلك لاصرار النايف والداوود، والآن وقد إنتهينا منهما نريد منك العودة والعمل معنا. ولما رأى بأنه ما زال متردداً الح وأكد أنهم والوطن والقوات المسلحة في حاجة اليه وختم كلامه " كم لواء ابراهيم عندنا.
ويواصل الخزرجي حديثه قائلاً: كانت معاناتي وألمي كبيرين وكنتُ في حالة صعبة بين الولاء للحزب الذي إنتمي اليه وبين ما فعله رجال الحزب برجل احبهم وقدرهم وحمى خيرة شبابهم وضباطهم في اصعب الاوضاع التي مروا بها . الرجل الذي اعرف أنه بريء من ادعاءاتهم بتآمره والانقلاب عليهم، وانه يقبع وراء القضبان وأني أبن اخيه والبعثي القديم أُمنع من مقابلته بإسلوب فج من الجزراوي وأمثاله.
كنا نجلس في غرفة جلوس الطبقة الثانية من دار العم ابراهيم فيصل الانصاري ( رئيس اركان الجيش) ظهر يوم دافيء من تشرين الثاني/ نوفمبر 1968 ونتبادل الحديث عن انفراج الازمة التي اعقبت تقديم استقالته من منصبه الى الرئيس احمد حسن البكر رئيس الجمهورية في أثر صدور اجراءات نقل عدد من كبار ضباط القوات المسلحة من دون موافقته او علمه بذلك فلازم الانصاري بيته وتوقف عن الذهاب الى مقره في وزارة الدفاع في الايام التي اعقبت تقديم استقالته.
كان يخبرنا كيف عاد عن قرار استقالته بعد مقابلته الرئيس البكر الذي ارسل أحد كبار الضباط لحضور الاجتماع الذي سيناقش فيه طلب الاستقالة . قال الانصاري " وصلتُ الاجتماع متأخراً وكان الرئيس البكر يجلس في منتصف الطاولة التي تتوسط قاعة الاجتماع وعلى جانبيه يجلس اعضاء قيادة الحزب والثورة نهض الرئيس البكر مرحباً وجلب كرسياً وأجلسني الى جانبه وقال : كيف يمكنك ان تتركنا يا ابا عماد ومن يقود القوات المسلحة ويطورها؟ أجابه الانصاري : سيادة الرئيس عندما أعتموني الى رئاسة اركان الجيش بعد أن احلتموني على التقاعد في اول ايام الثورة كنتُ واضحاً معكم، فقد كان طلبي الوحيد أن تتركوا لي حرية العمل لما فيه مصلحة البلد والقوات المسلحة ووافقتم على اسنادي ومساعدتي على ذلك وذكرتم أنه احد اهدافكم الرئيسة بعد هزيمة الامة في حرب حزيران/يونيو. لكنكم من دون علمي أو إستشارتي تصدرون الاوامر بإجراء تنقلات لضباط القوات المسلحة سيؤدي تنفيذها الى اضعافها واربكاها، كما سيهز ثقة الضباط برئيس اركان جيشهم. وأني لستُ على استعداد لذلك.كما تعلمون سيادة الرئيس ان ذلك من صلب اختصاصي وصلاحياتي ولن أنوي التخلي عنهما. فإما ان تضعوا ثقتكم بي فأبقى لاعمل بكامل صلاحيتي وإما لا وعندها خير لي ولكم قبول استقالتي وان تتيحوا لي فرصة للراحة بعد خدمتي الطويلة في القوات المسلحة.
كان الرئيس البكر يوميء برأسه مؤيدا ما يقوله الانصاري وقال " لواء ابراهيم ارجو أن تتفهم موقفنا وسأكون معك واضحاً وصريحاً. عندما قمنا بثورة شباط / فبراير 1963 وجئنا بعد السلام عارف رئيساً فاتنا ان نبعد العناصر المناهضة لنا من القوات المسلحة أو أن نبعدها على الاقل من بغداد ومن تشكيلات الجيش الضاربة الامر الذي مكنها من الانقضاض علينا واطاحتنا بعد أن تجمعت وتكتلت حول عبد السلام عارف . حسناً يقولون أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين. ولذلك فإن ما نجريه من نقل بعضهم وابعاد آخرين من الضباط هو لحمايتنا والثورة من لدغة أخرى، واعتقد بأنك توافقني على حقنا في هذا / اليس كذلك؟
سيادة الرئيس أجابه الانصاري " لاشك لحظة واحدة في أن من حقكم المحافظة على ما قمتم به لكن بإخباري والتفاهم والتنسيق معي واجرائها من دون الضرر بي او بالقوات المسلحة.
قال الرئيس البكر نعدك من الان أن لا نجري أي تنقلات أخرى من دون إعلامك والتنسيق معك واريد منك الان أن تسحب استقالتك وأن تعود الى مكانك الطبيعي في رئاسة اركان الجيش متمتعا بثقتي والرفاق في القيادة . عد متوكلاً على الله لنعمل معاً لما فيه خير البلد وقواته المسلحة..
ويواصل الخزرجي الحديث عن عمه الانصاري فيقول: خرج خرجتُ بعد أن وافقتُ عل ىسحب إستقالتي واقول يا نزار بأني سأعمل معهم ما استطيعه بعدما أظهره الرئيس البكر من تفهم للقوات المسلحة واخلاص لهذا البلد . وأخيراً فالقوات المسلحة ليست لهذا النظام او ذاك بل هي للوطن كله. توقف الانصاري قليلاً ثم نظر اليّ وقال وعلامات التأثر بادية على وجهه : أتعلم كم أثر فيّ الرئيس البكر عندما قام بنفسه وجلب كرسياً وأجلسني الى جانبه ، شعرتُ بأنني مستعد أن اعمل كل ما اقدر عليه مع هذا الرجل المتواضع النبيل. تصور أنه يجلب لي الكرسي بيده انا الذي نويت أن اتركهم في اوضاع هم فيها بأشد الحاجة اليّ والى أمثالي ممن يعملون لبناء الوطن .
ويواصل الخزرجي كلامه: كنتُ سعيداً وفرحاً أن يحمل الانصاري الذي أعرف مدى صدقه بما يقوله والتزامه كل تلك المشاعر الفياضة بالمحبة والولاء للرئيس البكر. والاستعداد للعمل للثورة وقيادتها لما فيه خير البلد وقواته المسلحة فقد كنا بأمس الحاجة الى هذا الرجل وأمثاله.
كان المذياع يبث برامجه المعتادة ، وفجأة بدأ بث موسيقى حماسية وأناشيد وطنية ،إنطلق بعدها صوت المذيع يعلن عن بيان صادر عن مجلس قيادة الثورة جاء فيه : قرر مجلس قيادة الثورة إعفاء اللواء اللركن ابراهيم فيصل الانصاري رئيس أركان الجيش من منصبه وإحالته على التقاعد . تلاه بيان آخر يعلن فيه ترقية العقيد حماد شهاب عضو مجلس قيادة الثورة الى رتبة لواء وتعيينه رئيساً لاركان الجيش .
ويقول الخزرجي : نظرتُ اليه وكانت علامات الدهشة والتعجب تغطي وجهه وردد بصوت أجش " ما هذا؟ مالذي حصل؟ البارحة فقط كنتُ بينهم ، فاذا كان هذا ما يريدونه فلماذا لم يقولوها؟ ولماذا الاذاعة والموسيقى والاناشيد؟
سكتَ لفترة وجيزة ثم قال متوجساً " اسمع هناك شيء ما أذيع وليس كل ما ينوونه الاسوأ يمكن ان يحدث" . وكرر " الاسوأ من هذا بكثير". لم ينتظر مني جواباً أو تعليقاً وإستأنف القول: كنتُ احدثك منذ دقائق فقط عن مدى اعجابي بالرجل النبيل ( يقصد الرئيس البكر) وإستعدادي للعمل معه الى ابعد الحدود. فكيف يعمل معي هذا؟ هذا ما لا افهمه. كان يمكنه ببساطة أن يقبل استقالتي ، بل كان يمكنه رفضها وإقالتي فهذا من صلاحياته، لكن أن يبدي لي كل تلك المشاعر والاعتزاز والثقى ليلة أمس ويلح عليّ راجياً أن أسحب إستقالتي ليأتي اليوم ويحيلني على التقاعد ببيان من مجلس قيادة الثورة الذي هو رئيسه وفي الاذاعة ومع الموسيقى والاناشيد هذا ما لا أفهمه؟
كانت مشاعر الغضب والالم والتوجس تطغى على صوته وتكسو ملامح وجهه . كنتُ صامتاً لا اجد ما اقوله وأفكر قائمة تدور في ذهني إقالته .. الاذاعة .. بيانات مجلس قيادة الثورة .. اناشيد .. وموسيقى عسكرية " كل ذلك يعني أن وراء الاكمة ما وراءها لن يكتفوا بما حدث والاسوأ مقبل . فالجماعة ما زالوا تحت هاجس ما حدث بعد قيام ثورة رمضان .
لم تضيّع ( الجماعة) وقتها فخارج البيت وعلى مسافة غير بعيدة كانت مجموعة من الاشخاص بملابس مدنية تقف قرب سيارتها ولم يهتم هؤلاء الناس بإخفاء اسلحتهم . كان من الواضح أنهم من رجال دائرة العلاقات العامة. فعدت الى الداخل واخبرتهم . وتلقى العم الخبر كمن كان يتوقعه . تركتهم وخرجت مرة اخرى وأنظار رجال العلاقات العامة تتابعني .
اتصلتُ بعدد من الاصدقاء والرفاق المقربين لعل لديهم اي معلومة . لكن الجميع كان متفاجئاً بالطريقة المثيرة التي أخرج بها الخبر الذي فيه ملامح توحي بحدوث مؤامرة او محاولة إنقلاب عسكري .
بعد يومين إقتحمت مجموعة من رجال العلاقات العامة منزل اللواء الانصاري واعتقلته وفتشت منزله واودعته معتقل ( قصر النهاية) كما جرت حملة إعتقالات لمجموعة من كبار الضباط المقربين منه وبعض أصدقائه ومعارفه وإبن عم لي وجميعهم من المدنيين.
ويتساءل الخزرجي مع نفسه فيقول" ماذا اعمل ؟ والى من اذهب؟ هل اذهب الى وزير الدفاع الفريق الطيار حردان عبد الغفار التكريتي الذي هو من اعز اصدقاء عمي وقد عملا معا في مدينة كركوك عندما كان التكريتي آمراً للقاعدة الجوية فيها الانصاري رئيساً لاركان الفرقة الثانية قبل ان يصبح قائداً لها. حردان التكريتي الذي اصبح بعد قيام الثورة عضوا في مجلس قيادتها كما عين وزيراً للدفاع هو وحماد شهاب والرئيس احمد حسن البكر من أصروا على اعادة الانصاري الى الجيش والى منصب رئيس اركان الجيش للمرة الثانية بعد احالته على التقاعد اول مرة في أول أيام الثورة لاصرار المقدم الركن عبد الرزاق النايف معاون مدير الاستخبارات العسكرية الذي شاركهم في الثورة وعين بمنصب رئيس الوزراء على ابعاده .
لم اكن اعرف الفريق حردان جيداً . حرتُ هل اذهب اليه أم الى اللواء حماد شهاب عضو مجلس قيادة الثورة أيضاً وآمر اللواء العاشر المدرع الذي شارك لواؤه في الثورة ودخل بغداد بعد نجاحها فعين قائدا لموقع بغداد قبل ترقيته الى رتبة لواء ليحل محل الانصاري في رئاسة اركان الجيش كنتُ اعرفه معرفة وثيقة منذ أن كان آمرا للواء العاشر المدرع الذي كان بإمرة الفرقة الثانية في كركوك وكان الانصاري قائدا لهذه الفرقة. وكنـتُ أنا مرافقه قبل دخولي كلية الاركان. كان حماد شهاب صديقاً ومقرباً للانصاري الذي كان يوده لعاداته لبساطته ويرعاه بشكل خاص . لذلك فضلتُ أن اقصده فذهبتُ الى رئاسة أركان الجيش طالباً مقابلة رئيسها الجديد والصديق القديم.
دخلتُ عليه بعد ان اخبره مرافقه بأني جئتُ لمقابلته أديت التحية وكان واقفاً أمام المنضدة بادرني بالقول " لماذا يتآمر علينا وقد اعدناه الى رئاسة اركان الجيش؟. فأجبته مستغرباً : هل تعتقد حقاً سيدي ان اللواء الانصاري كان يتآمر عليكم ومع من؟ ولماذا؟ قال: " نعم" وفد إعتقل معه آخرون". قلتُ : ولكنك تعرفه. اليس كذلك؟ قال هذا قرار الحزب وأنت تعلم أنني لست في قيادته. قلتُ ولكن قرار اعفائه واحالته على التقاعد كان بقرار من مجلس قيادة الثورة وأنت عضو فيه. لم يجبني ومرت فترة من الصمت قطعتها أخيراً بقولي " اريد ان اراه".
وقال سارسلك الى الرفيق النقيب طه الجزراوي المسؤول عن التنسيق بين قيادة الحزب ورئاسة اركان الجيش ووزارة الدفاع فإنه من يستطيع تدبير ذلك. استدعى مرافقه وطلب منه مرافقتي لارى النقيب الرفيق الجزراوي الذي يشغل غرفة تقع في آخر الممر التابع لرئاسة اركان الجيش . دخل مرافق حماد واخبره باسمي وبأني مرسل من جانب رئيس اركان الجيش. قال ماذا تريد لفظها بنبرة كأنه يشتم. لعنتُ الشيطان وكتمتُ غيظي وقلتُ : اللواء الانصاري اعتقل واريد رؤيته. واللواء حماد قال انك يمكنك اخبار القيادة لترتيب ذلك. قال: لايستطيع أحد أن يراه حتى إنتهاء التحقيق. قلتُ ارجو إخبار القيادة بأني أريد رؤيته . قال بنبرة من لا يريد مزيدا من الكلام. إن أحداً لن يراه قبل التحقيق . فقلتُ محتداً وبصوت عالٍ : أليس من واجبك اخبارهم بما اريد؟ قال : كلا وادار وجهه منهياً النقاش.
كنتُ افور غضباً والدماء تتصاعد في رأسي وفكرتُ أن أنهال عليه ضرباً. وسيطرتُ بصعوبة على مشاعري. اذ ينبغي الا ازيد الطين بلة وخرجتُ والغضب والاحباط يملآنني كنتُ احاول أن اجد من يعرف حقيقة ما ما جرى ولماذا؟ حماد شهاب عضو مجلس قيادة الثورة ورئيس اركان الجيش والصديق المحبب والمقرب للانصاري لا يعرف وكذلك الفريق حردان التكريتي وزير الدفاع وعضو مجلس قيادة الثورة والصديق ايضاً للانصاري الذي قال لعائلة الانصاري عندما استنجدت به انه لا يعرف ولا يدري السبب..
واضاف الخزرجي في الحديث عن اعتقال عمه الانصاري فيقول : ذهبتُ الى العميد سعدون غيدان وزير الداخلية وعضو مجلس قيادة الثورة وهو من اصدقاء العم فاقسم انه فوجيء مثلنا .
لكن احد الاصدقاء القدامى من الرفاق همس لي " انه هو" قلتُ " هو من؟" قال : نائب أمين سر الحزب . قلتُ البيان صدر عن مجلس قيادة الثورة وصدام ليس عضواً فيه. قال : هذا صحيح البيان صدر عن مجلس قيادة الثورة لكن الذي وراءه والذي رتبه وخطه هو صدام حسين الذي يدير أيضاً مكتب العلاقات العامة وعناصره هي التي نفذت عملية الاعتقال.. والمعتقلون ومنهم الانصاري محجوزون في قصر النهاية بحراستهم وتحت اشرافهم.
ويضيف الخزرجي: لم أكن اعرف صدام حسين شخصياً سمعتُ عنه ولم اعمل معه إذ لم يكن آنذاك معروفاً على نطاق واسع حتى من بعض البعثيين والعسكريين بشكل خاص ولا سيما ممن يعملون في التشكيلات خارج بغداد. وأنا واحد منهم. وعندما نقلتُ الى خارج العراق في الملحقية العسكرية بموسكو لم يكن عليّ سوى المغادرة وأنا اعاني حزناً والماً شديدين.
كان اللواء الركن المتقاعد واحد كبار الضباط الاحرار محسن حسين الحبيب سفيرنا هناك ويستعد للمغادرة بعد نقله الى موقع آخر التقيته لفترة قصيرة قبل غادرته وتأثرت بشخصيته الهادئة وأدبه الجم . وكان محبوباً ومحترماً من اوساط المجتمع الدبلوماسي العربي والاجنبي .
وصل السفير الجديد السيد شاذل طاقة الاديب والشاعر وقد استلم قيادة التنظيم الحزبي الذي كنتُ أنا من اعضاء قيادته والرفيقان عماد شبيب وكاظم جلوب معاوناً الملحق الجوي .وبعد بضعة أشهر التحق بنا الرفيق فاضل البراك معاونا للملحق العسكري وانضم على الفور الى قيادة التنظيم الحزبي. بداية تعرفنا تولدت بيننا علاقة صداقة وثيقة وتعمقت مع مرور الايام والسنين.
في شتاء 1971 قام صدام حسين بأول زيارة لبلد أجنبي ، إذ وصل على رأس وفد حزبي وحكومي كبير يضم كلا من عبد الخالق السامرائي عضو القيادة القومية للحزب وعبد الكريم الشيخلي عضو القيادة القطرية ووزير الخارجية والرفيقان محمد فاضل وسعدون شاكر من اعضاء القيادة الى الاتحاد السوفياتي وكان في استقباله ريس الوزراء كوسيجين والعديد من اعضاء القيادة السوفياتية . نزل صدام من الطائرة وتبعه الوفد المرافق وكانت اول مرة اشاهده فيها وكان يبدو وسيماً وأنيقاً واكثر ما يسترعي النظر فيه عيناه الواسعتان ونظراته الفاذة والثقة العالية بالنفس التي يعبّر عنها بمشيته وحركاته. نجح في كسب وإحترام الجانب السوفياتي بتصرفاته واسلوب تعامله معهم ومع رفاقه اعضاء الوفد المشاركين في المباحثات اذ كان يحرص على أخذ رأيهم وعرض وجهات نظرهم في المواضيع التي يجري التباحث فيها ، الامر الذي اشعر السوفيات بأنه لا وجود للرأي الواحد او الفرد الواحد في القيادة العراقية للحزب. وكانت طريقته في الحركة كفيلة بإشعارهم في الوقت نفسه بأنه الرجل الاول فيهم وصاحب الرأي والقرار .


عقد في دار السفير العراقي شاذل طاقة اجتماع قيادة التنظيم الحزبي . وانتهى الاجتماع وخرجنا الى الصالة الرئيسة لتناول العشاء فتوقفت امامه وقلتُ : إسمح لي رفيق ابو عدي اريد أن احدثكم عن موضوع الانصاري واريد ان تعرف والرفاق بأن علاقتي بالانصاري ليست علاقة ابن اخ بعمه بل انها اعمق بكثير فهو عمي وصيقي وآمري ومعلمي .


عقب الرفيق صدام : أنني مقتنع بما قاله الرفيق نزاز على الرغم من أننا نعلم أن العديد من المتذمرين كانوا يزورونه في حينه وقد ألبوه علينا بعض الشيء .واضاف صدام: دعني اوضح لك ذلك بشكل أفضل فالانصاري مثل الورقة البضاء واذا ما كتبت عليها بقلم الرصاص مثلاً فستترك أثراً مهماً ، هل حاولت ان تمحوه؟ اجبته أن ذلك يحدث مع آخرين فالرجل لا يعرف الحقد والكراهية .
وقال صدام أخيرا : رفيق نزار أنا شخصياً سمعتُ عنك وكنتُ اعرف بأنك صدامي وبعثي ملتزم ، لكنك الان أضفتَ الينا شيئاً آخر خسارة أن يكون مثلك هنا فيما الوطن يحتاج اليك ونحن نحتاج الى أمثالك معنا ستعود قريباً وترى الانصاري حراً طليقاً . توقف قليلاً واستدرك قائلاً : : طبعا بعد ان نأخذ رأي الرفاق في القيادة لكنني أقول أنك ستسمع اخبارا طيبة .


وفي اليوم التالي أقام الرفيق صدام حسين والوفد المرافق له دعوة عشاء لجميع موظفي السفارة وعوائلهم في الطبقة 21 من فندق روسيا الضخم قبل عودته الى الوطن كان الفرح يشمل الجميع وفي صدر مائدة العشاء الطويلة كان صدام حسين يجلس والى يمينه وشماله اعضاء الوفد والمدعوون . كنتُ منهمكاً بالحديث مع البراك الجالس الى جانبي عندما ربت احدهم على كتفي فالتفتُ فكان السفير الذي إنحنى وهمس في اذني :الرفيق النائب يريد التحدث اليك. فنهضتُ وذهبتُ اليه أمسك بيدي وسحبها قليلاً الامر الذي اضطرني للانحناء فهمس في اذني: رفيق نزار لو قلت لك إنا محتاجون اليك الان واريدك ان تعود معي على الطائرة التي سنغادر بها غداً. ماذا تقول؟ أجبته من دون تردد : الرفيق ابو عدي انك وعدتني أن اعود لالقى الرجل أمامي حراً طليقاً . جفل قليلاً لجواب لم يتوقعه كما يبدو فترك يدي التي كان ممسكاً بها وقال : حسناً على خاطرك.


لم نستلم اي إشعار بإطلاق سراح الانصاري بعد اسبوع من عودة الوفد . وفي الاسبوع التالي كتبتُ رسالة الى صدام وارسلتها بالبريد السياسي وكان مضمونها "أنانتظر تنفيذ وعدكم، ووعد الحر دين" بعد بضعة ايام استلمتُ برقية من زميلي الرائد الركن حامد الدليمي معاون مدير الاستخبارات كان نصها "أهنئك بخروج العم ، ونقلك الى جبهة التحرير العربية" وركبتُ على الفور أول طائرة متجهة الى بغداد.


ذهبتُ بعد وصولي مباشرة الى منزل العم في مدينة الضباط ولحظت واحدة من سيارات الاستخبارات متوقفة في مدخل الشارع المؤدي الى الدار وداخلها عدد من الاشخاص واخرى قرب البيت وحولها يقف آخرون يدققون في وجه الداخلين الى منزل الانصاري والخارجين منه. ولما دخلتُ عليه كان يجلس مع بعض الاقارب وواحد او اثنين من الاصدقاء القدامى.


قال هل رأيت الشبان المحيطين بالمنزل والذين في مدخل الشارع ؟ استبدلوا السجن بالاقامة الاجبارية. كما يبدو أن الامر بمصادرة الاموال المنقولة وغير المنقولة لا يزال سارياً كما أعتقد.



إتصلتُ هاتفيا بالرئد علي العبيدي ( من دورتي في الكلية العسكرية) سكرتير الرفيق النائب صدام حسين وأخبرته بأني قد وصلتُ لتوي من موسكو وأرغب في مقابلة الرفيق نائب أمين سر القطرواعطيته رقم هاتفي . وبعد اقل من ساعة اتصل ليخبرني بأن اكون غداً في الساعة العاشرة صباحاً في المجلس الوطني . وفي اليوم التالي دخلتُ غرفة السكرتير علي العبيدي وكانت ممتلئة بمواطنين وشخصيات جاءت لمقابلة السيد النائب ، كما كان يدعى دخل السكرتير عليه ثم خرج ليدعوني الى الدخول ودخل معي وبيده قلم ودفتر ملحوظات.
نهض صدام من خلف منضدة الكتابة وصافحني مرحبا بعد ان اشار الى سكرتيره بالخروج وقال " اهلا بالرفيق نزار اخبرني الرفيق علي السكرتير انك وصلت الى بغداد البارحة . اخبرني كيف حال اخونا الانصاري؟ قلت هو بخير ويزجيك السلام ويشكركم على الافراج عنه". قال : ارجو أن يكون بخير ، اخبرني إن كان بحاجة الى اي شيء ؟ قلت : انه الان في الاقامة الجبرية ومجموعة من المسلحين محيطة بمنزله. كما ان أمر مصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة لا يزال ساريا . اكتسى وجه الرفيق النائب الدهشة ورفع سماعة الهاتف وطلب وزير الداخلية وقال: رفيق سعدون ( العميد سعدون غيدان) افرج عن اخينا الانصاري فما حكاية الاقامة الاجبارية ومصادرة الاموال. واستمع النائب الى وزير الداخلية بعض الوقت ثم قال : يرفع كل هذا على الفور . ووضع سماعة الهاتف والتفت الي وقال : ارتحت الان؟ فتتمت عبارات الشكر الملائمة ثم قلت : الرفيق ابو عدي وضعتم العم اكثر من سنتين في السجن


الرجل لا يتحمل البقاء تحت سقف لساعات فيخرج للجلوس في الخلاء او يقوم بزيارة للميدان. فما رأيك لو استصحبه معي الى موسكو للترويح وتغيير الاجواء ؟ اجاب والله انها لفكرة جيدة. ثم رفع سماعة الهاتف مرة اخرى وطلب وزير الداخلية ثانية وقال رفيق سعدون اقترح الرفيق نزار ان يذهب معه عمه الى موسكو للترويح اعملوا على انجاز جوازه ووضع يده على حاكية الهاتف وسألني هل هناك شيء آخر ؟ فاجبته : كلا فوضع سماعة الهاتف ونهض واقفا منهيا المقابلة وقال ارجو ان تخبر اخانا ابا عماد اننا في الريف وبين

الاهل والاقارب كثيرا ما نتشاجر ونتضارب قد تسفك دماء منا جميعا لكن بعدها بساعات نتصالح ويحتضن بعضنا بعضا ويقبل احدنا الاخر ونعود اهلا واقرباء . هكذا نحن والانصاري وسلم لي عليه.


ولما عدت الى منزله بعد مقابلتي صدام حسين كانت العجلات قد اختفت مع من فيها . في اليوم التالي ذهبنا الى وزارة الداخلية فاستقبله الوزير سعدون غيدان بالاحضان والقبلات فقد كانا صديقين قديمين ولما حاول سعدون الاعتذار لانه لم يتمكن من عمل شيء قال له

الانصاري : ابو سمرة ( كما كان يعرف سعدون غيدان بين اصدقائه) اعرف ذلك فلا داعي للاعتذار. وبعد انجاز الجوازات ومعاملات السفر اصطحبت العم والوالد الى موسكو لعلي اخفف عن العم بعض الشيء


خادم الحسين

ذكر تاريخ التسجيل : 03/12/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مدونات  عن  تاريخ  العراق Empty رد: مدونات عن تاريخ العراق

مُساهمة من طرف خادم الحسين الثلاثاء أغسطس 13, 2019 4:22 am



Saif Mohammad
‏٨ أغسطس‏، الساعة ‏٣:١٠ ص‏ ·
في ذكرى تحرير الفاو بداية نهاية الحرب العراقية – الايرانية
سيف الدين الدوري



عن هذه الحرب يقول الخزرجي في كتابه عن الحرب العراقية – الايرانية : خاض الجيش العراقي إعتباراً من الرابع من ايلول/ سبتمبر 1980 حتى الثامن من آب/اغسطس 1988 حرباً ضروساً لم يسجل لها مثيل في حروب العرب لا قبلها ولا بعدها ، كانت فعلاً اطول واعنف حروب العرب في القرن العشرين ، هي رد عدوان ايراني مخطط له ليس ضد العراق فحسب بل ضد الوطن العربي عموماً ومشرقه وخليجه والجزيرة العربية على وجه التخصيص.



كما أن معايشتي هذه الحرب إعتباراً من اندلاعها حتى خاتمتها في اماكن مميزة في البحرية عند اندلاعها وعضوا في هيئة الركن البحرية ثم في رئاسة الاركان العامة للقوات المسلحة حتى خاتمتها في آب 1988 جعلتني أشهد مختلف تقلبات صفحاتها وتعرفت على نجاحاتها واخفاقاتها ولاحظت منذ وقت مبكر النفق المظلم الذي أعد لينزلق فيه العراق ويتورط في حرب استنزاف طويلة تدفع بإتجاه هدفين : تحييد قدرة العراق الفائقة بإعتبارها عملاً حاسماً في المواجهة مع العدو الاسرائيلي من جهة، ثم ترك الحرب لتأخذ ضريبتها الباهضة من البلدين المتحاربين اللذين إحتواؤهما وإنهاكهما هدفاً هو الاخر يصب في مصلحة ذلك الكيان العدواني



كان الوضع مع الجارة الشرقية ايران لا يبشر بخير تحت قيادة زعيم الثورة الولي الفقيه الخميني منذ الايام الاولى لاستلامه السلطة المطلقة في ايران اذ كان رده خشناً وغير مقبول على رسالة التهنئة بقيام الثورة التي ارسلتها القيادة العراقية ، وختم رده بعبارة جارحة تقال لغير المسلم وهي " والسلام على من اتبع الهدى"



واعترف مستشاره الخاص موسى الموسوي بعد لجوئه الى لندن أن الخميني قال بعد إستلامه الرسالة إن القيادة العراقية خائفة منه وأن نسبة كبيرة من الشعب العراقي سوف تؤيده حالما ينادي باسقاط النظام في العراق.



كما شنت وسائل الاعلام الايرانية حملة محمومة للدعوة الى تصدير الثورة الاسلامية الى الدول المجاورة واسقاط انظمتها الكافرة .
كما صرح الخميني بأن أي اتفاقية لا تحقق مصالح الشعب الايراني عقدت في زمن الشاه لا تعترف بها حكومة الجمهورية الاسلامية ومنها( اتفاقية الجزائر) التي وقعها الشاه والعراق.



في 1 نيسان 1980 تعرض نائب رئيس الوزراء طارق عزيز لمحاولة اغتيال في الجامعة المستنصرية فجرح وقتل ثلاثة احدهم ايراني قالت الحكومة انه منفذ العملية .
وفي 6 نيسان 1980 سحب الايرانيون جميع دبلوماسييهم من العراق في أثر انذار العراق لايران بسحب قواتها من الجزر العربية الثلاث ( ابو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى) في رأس الخليج العربي.



وفي 20 نيسان 1980 اعلن الخميني ان صدام قتل الصدر واخته بنت الهدى . ودعا الجيش العراقي الى الثورة على صدام .
في 4/9/1980 اعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة أن الايرانيين يقصفون البلدات والمنشآت النفطية الحدودية بالمدفعية الثقيلة

واشرك الايرانيون قوتهم الجوية حيث اسقطت إحدى طائراتهم وأسر قائدها . بعدها قامت قوات عراقية باستعادة اراض عراقية كان يفترض إعادتها الى العراق وفق اتفاقية الجزائر التي وقعت في 6 اذار 1975 حين شنت الفرقة المدرعة السادسة والفرقة الالية الاولى سلسلة من الهجمات في 18/9/1980 واستعادت مناطق ( زين القوس) و( سيف سعد) و( سيف ابو عبيدة ) شرق مدينتي خانقين ومندلي.
وفي يوم 22/9/1980 إندفعت القوات العراقية في العمق الايراني بعد ضربة جوية شاملة.


يقول الدبلوماسي الايراني السابق ( رضا قاسمي) إن العدوان كان متبادلاً وأن ايران قامت بالعدوان التحريضي وقابله العراق بعدوان فعلي متجاهلا الاعتداءات الايرانية قبل 22/9/1980 . إذ قدم العراق للامم المتحدة والمؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية اكثر من 260 مذكرة احتجاج موثقة عن تجاوزات وخروقات الجانب الايراني.

وعلل قاسمي ذلك بقوله ان العراق استجاب للتحريض الايراني الذي ارتبط بشعارات تصدير الثورة واسقاط الانظمة الكافرة في الدول المجاورة ، وتصريحات مثل" سنذهب الى القدس عبر كربلاء" وارسال العملاء للاختراق ودعم حزب الدعوة الذي يدعو الى اسقاط النظام.


وعن احتلال الايرانيين للفاو يقول الفريق الخزرجي : أحدث هجوم العدو على ( الفاو) الذي اطلق عليه اسم عمليات ( والفجر Cool مفاجأة للقيادة العام والاستخبارات والاركان العامة ففي ليلة ممطرة من شباط 1986 عبرت المئات من الزوارق المحملة بقوات العدو في موجات متتابعة شط العرب واكتسحت الدفاعات الهزيبلة في منطقة الفاو واحتلت بساتين النخيل غرب النهر واندفعت صباح اليوم التالي غربا لاحتلال شبه الجزيرة والسيطرة على ميناء ام قصر الواقع على خور عبد الله.


وكان الخميني قد خاطب ( حرسه الثوري) قائلاً : كانت الفاو مركزا للاساءة الى الاسلام ، فاذهبوا وخذوا الفاو ودافعوا عنها لان الدفاع عنها هو دفاع عن الشعب العراقي وعن الاسلام.
ثم يتحدث الفريق الخزرجي عن التخطيط لتحرير الفاو فيقول . في يوم 24/3/1988 عقد اجتماع في القيادة العامة بحضور القائد العام ونائبه وزير الدفاع ورئيس اركان الجيش الذي عرض خطة للتحرير وتشكيل خلية تنسيق مشتركة باشراف الاركان العامة من القوات الجوية والبحرية وطيران الجيش والمدفعية والصواريخ ..



وبعد احتلالها قال صرح علي خامنئي قائلا: إذا ما تمكن صدام حسين من استرجاعها فأنني سأذهب الى بغداد لتهنئته"
وقال محسن رفيق دوست رئيس الحرس الثوري في 24/3/1986 :إننا لم نذهب الى الفاو كي ننسحب منها ، ذهبنا كي نبقى وسنبقى حتى يتم تحرير العراق.
اما كمال خرازي الناطق باسم مجلس الدفاع الاعلى الايراني فصرح في 5/4/1986 بعد احتلال الفاو أن ايران تحضّر لهجوم جديد لشق العراق قسمين واننا نعمل على اقامة جمهورية شيعية في جنوب العراق قبل هجومنا على بغداد.


وأكد رفسنجاني رئيس مجلس الشورى في 14/4/ 1986 " شيدنا مواضع حصينة في شبه جزيرة الفاو وسنصمد ونبقى فيها". حيث أنشأ الايرانيون وشيدوا شبكة واسعة من ابنية محصنة لمقر القيادة وهيئات الركن والخدمات الساندة ولمواقع الاتصالات والمخابرة ومستشفى ميداني .


بعد خمسة اسابيع من هجمات مستمرة لاستعادة الفاو بعد سقوطها بيد العدو تكبدنا فيها خسائر فادحة قررت القيادة ايقاف الهجمات والتريث لاختيار وقت وظرف ملائمين لتحريرها.
خطة تحرير الفاو



بعد استطلاعات ودراسة قدرات العدو وامكاناته جرى بناء خطة تحقق الهدف اعتمدت على مباغتة العدو في وقت وباسلوب لا يتوقعه ليعجز عن القيام برد فعل ويبقى تحت ضغط مستمر يربكه ويضعف ارادته ويعجل في انهياره وهزيمته وذلك من خلال مباغتته وحده وانما القوى الكبرى معه خصوصا امريكا وذلك بتوجيه القائد العام. بيوم ووقت الهجوم بخطط مخادعة بتوقيتات محسوبة تشارك فيها الدولة وقواتها المسلحة ، خطة نارية موحدة للقوات البرية والجوية والبحرية وطيران الجيش وبحجم وثقل وكثافة لم يسبق مواجهتها وضرب مفاصله كلها منذ بداية المعركة حتى نهايتها. اي تحقيق صدمة ضخمة في هجومها وسرعة تقدمها الامر الذي يعجز العدو على المقاومة والقتال. وذلك بعمليات انزال سمتية وبحرية خلف خطوطه الامامية وقطع الاتصال بينه وبين احتياطاته وطرق مواصلاته وتوجيه ضربات الصواريخ والقوات الجوية الى مناطق الجسور وإحتياطات العمق المعادية
.
سكون يسود جبهة الفاو فجر يوم 17 /4/ 1988
اهتز سكون الجبهة بدوي هائل لانفجار مئات الاف القنابل التي اطلقتها فوهات اكثر من 1000 مدفع والمئات من قاذفات الصواريخ بقصف لم يسبق له مثيل على سواتر العدو الدفاعية المواجهة لقواتنا في جبهة الفاواستمر لمدة خمس ؤ واربعين دقيقة من دون توقف . وفي الخمس عشرة دقيقة الاخيرة منه اندفعت مئات الدبابات لتعتلي مصاطب الرمي التي اعدت لها مواضعنا الامامية لتدمر بتصويب مباشر المئات من منعات وملاجيء العدو الكونكريتية التي احتمى بها من لم يُقتل بإنفجارات الالف قنابل الانفلاقات الجوية فوق الرؤوس بالقصف المدفعي . ثم اندفع عشرات الالوف من الجنود والضباط وهم يحملون الحصائر( الحصران) المعدنية ليجتازوا مستنقعات المملحة للاشتباك بالعدو في جبهة الحرس الجمهوري ومعهم الجسور الخفيفة المحمولة على الاكتاف لعبور الانهر والاحوازات الى مواضع العدو في بساتين النخيل في جبهة الفيلق السابع.
ومع القصف المدفعي اقلعت من ميناء ام قصر المئات من الزوارق المسلحة وزوارق الصواريخ بحماية سمتيات السوبرفريلون البحرية المسلحة بصواريخ اكزوسيت جو- سطح لضرب السفن الى خور عبد الله لحماية الجناح الايمن لتقدم قوات الحرس الجمهوري ولضرب مؤخرات العدو. ثم هاجمت الموجة الاولى من طائرات القوة الجوية قواعد العدو في الضفة الشرقية لشط العرب والجسور التي تربط ضفتي شط العرب بعد تحسن الحالة الجوية وانقشاع الغبار عن المنطقة وغطت سماء الجبهة سمتيات طيران الجيش لتتابع تقدم وطلبات القطعات منها ولتنقل تقاريرها الى خلية الاسناد الناري في مقرنا.


وفي الساعة الواحدة ظهرا تمكنت قطعات الفيلق السابع من انجاز اهداف الصفحة الاولى حيث عبرت قناة الاغمار الاولى وشرعت في اعادة تنظيم صفوفها لاستئناف التقدم واحتلال اهداف الصفحة الثانية . وفي الساعة السبعة مساءا تمكن الحرس الجمهوري من احتلال عقدة الطرق المؤدية الى مدينة الفاو فيما تمكنت الفرقة السادسة في قاطع الفيلق السابع من عبور قناة الاغمار الثانية وشرعت في ترصين مواضعها في الضفة الشرقية من القناة.


وفي الساعة التاسعة صباح اليوم التالي اجرت القوات البحرية انزالاً جنوب مدينة الفاو التي جرى تحريرها والسيطرة عليها بشكل كامل. باللواء 19 حرس جمهوري معززا بكتيبة دبابات وسيطر لواء قوات خاصة حرس جمهوري واخر من مغاويره على الضفة الغربية لشط العرب فيما اندفعت قوة اخرى من الحرس الجمهوري وسيطرت على ناحية الخليج العربي وعلى( رأس البيشة) آخر نقطة في شبه جزيرة الفاو. ورفعت عليها العلم العراقي . وبذلك تم تطهير قطاع مهم من ارض العراق الطاهرة انتهكه العدو في غفلة من الزمن . وضحى العراقيون بدماء غزيرة لتحريره واعادته الى وطنه العزيز العراق العظيم.


وفي الساعة السابعة مساءاً اذيع بيان القيادة العامة للقوات المسلحة الرقم 3147 الذي اعلنت فيه بشرى النصر الكبير بتحرير الفاو.

خادم الحسين

ذكر تاريخ التسجيل : 03/12/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مدونات  عن  تاريخ  العراق Empty رد: مدونات عن تاريخ العراق

مُساهمة من طرف خادم الحسين الثلاثاء أغسطس 13, 2019 4:26 am




حدث في مثل هذا اليوم
كتاب : الفتنـــة
تأليف: كنعان مكية
عرض : سيف الدين الدوري


في فجر مثل هذا اليوم الاول من ايام عيد الاضحى المبارك ارتكبت حكومة المالكي جريمتين الاولى قانونية والثانية بحق الدين والاسلام وذلك حين أصر المالكي على تنفيذ حكم الاعدام بحق الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مخالفا بذلك القانون الدولي الذي لا يجيز اعدام اسير حرب والثانية مخالفة لتقاليد الاسلام ومبادئه وقيمه حين تعمد المالكي تنفيذ الاعدام فجر عيد الاضحى المبارك.
وبهذه المناسبة الاليمة اقدم عرضا لكتاب الفتنة لكنعان مكية شاهد عيان ساعات تنفيذ الاعدام .


يتحدث كنعان مكية في كتابه هذا بعنوان( الفتنة) والذي يحتوي على 367 الصادر عام 2016 عن لحظات تنفيذ حكم الاعدام بالرئيس الرحل صدام حسين اذ كان مكية ضمن عناصر الحراسة التي تؤمن وصول ودخول صدام الى مكان تنفيذ حكم الاعدام فيقول : دققت في ساعتي كثيراً صممتُ على أن لا تفوتني تلك اللحظات بالذات وأعني بها اللحظة التي يتم فيها تحريك العتلة التي ستفتح باباً في الاسفل كي يتدلى منها المشنوق، مع ذلك كادت أن تفوتني . سمعتُ صرير الباب وهو ينفتح قبل أن يكمل المشنوق صلواته.
تم شنق الطاغية في يوم السبت المصادف الثلاثين من كانون الاول من العام 2006 في الساعة السادسة وتسع دقائع صباحاً، تلك الكلمات التي كتبتها مساء ذلك اليوم في دفتر مدرسي .


هكذا أصبحت الملاحظات التي كتبتها في تلك الدفاتر تحديداً بين العامين 2003 و2006 الاساس الذي أستند عليه الان وانا اكتب عن تلك السنوات.
قبل شنقه تحديداً في الساعة الثانية وتسع وخمسين دقيقة تمّ تسليم الطاغية الى الحكومة العراقية للمرة الاولى منذ القاء القبض عليه كتعبير عن الاعتراف بإستقلالنا عن الاحتلال الامريكي.


أراد رئيس الوزراء- يقصد نوري المالكي – أن يحصل الشنق في اليوم الذي يصادف بدء عيد الاضحى لدى المسلمين السنة، وهو اليوم الذي إختاره ايضا لزواج إبنه ، فضّل الجميع في الحكومة إنتظار سلطة عليا لتحديد الموعد وهذا ما حصل. علماؤنا الشيعة افتوا بجواز تنفيذ حكم الاعدام قبل العيد بيوم واحد ولكن ليس في يوم العيد للتخلص من المعضلة ،إستقر( اصر) رئيس الوزراء على أن يجري الاعدام فجر يوم العيد وقبيل طلوع الشمس . واعدم فعليا في يوم العيد.


ويضيف مكية قائلا: احتفلنا نحن الشيعة بعيدنا وباعدام عدونا الاكبر، مما جعل العيد عيدين. وحملت المروحية جثة الطاغية نحو بيت رئيس الوزراء حيث كان يجري الاحتفال بعرس ابنه . هبطت وسط هتافات حشد أصيب بالهذيان وحُملت الجثة نحو الباب الخارجي لبيت رئيس الوزراء الذي كان مقر سكن لاثني عشر عقيداً في الجيش الامريكي قبل اخلائه كي يشغله ساكنه الجديد . وهناك تم تمزيق الكفن ليظهر وجه الطاغية ولتظهر معه الكدمات والرقبة الكسورة ولترتفع هتافات الحشد المتهستر تعبيرا عن النشوة بهذا المنظر.


ويضيف المؤلف قائلا: جرى تنفيذ الحكم في اقدم ضواحي بغداد الشيعية – الكاظمية – حيث يقع مبنى لجهاز المخابرات السابق. كان المسؤولون الحكوميون بالانتظار هناك وكنا نحن حراسهم الشخصيون نحيط بهم حين حطت مروحية الـ ( بلاك هوك) وهي تحمل الطاغية الى محطته الأخيرة ، حيث سيجري إعدامه في المبنى الذي شيده هو بنفسه في الحقبة السابقة لأغراض التحقيق والتعذيب والاعدام.


نزل الطاغية من على سلّم المروحية التي هبطت على فناء البناية على بعد ثلاثين متراً من المدخل. توقف قليلاً أثناء نزوله ليتطلع الى الاعلى ملقياً نظرة على المشهد الممتد بين إنحناءات دجلة والقبة الذهبية لضريح الامام الكاظم. ثم نظر الى الاسفل وربما رأى المبنى الخرب الذي عرف اياماً أفضل في عهده. عندما وطأت قدمه المدرج توقف مجدداً ثم استأنف المشي باسرخاء مبالغ فيه ليمر بجانب صفوف الحراس والاطباء الامريكيين وغيرهم من مسؤولي الاحتلال الذين حضروا التسليم ، بدا صدام شديد الاعتداد بنفسه يسير بخطى واثقة وقامة منتصبة تعلوا شفتيه إبتسامة بين الحين والاخر . شكر وودع أعضاء الفريق الامريكي واحداً واحداً وبدا أنه يعرف اسماء بعضهم ، بادلوه بدورهم الاحترام وكأنه ما زال رئيسا للدولة . تمّ إقتياده الى المبنى الكونكريتي المكون من ثلاثة طوابق والذي لا يوجد له مدخل محدد فدخلنا من الفتحة الموجودة في الجدار والتي حلّت محل الباب للمبنى.
تبادل المسؤولون الاوراق وجذب نظري احدهم بسبب بطنه الكبيرة التي تدلّت من فوق حزامه الضيق ، وكان أصلع بشارب غليض وقد بدت عليه علامات التوتر.
بهذا تمّ رسمياً تسليم الطاغية الى السلطات العراقية ؟، وبذلك إستلمنا أنا ورفاقي مهام حراسته بدل الوحدة الامريكية التي كانت برفقته. كان يرتدي معطفاً أسود منسوجاً من وبر الجمال ، صنعه له خياطه الارمني المفضل ، شعره مصبوغ حديثاً بلون اسود داكن ووجهه هاديء يخلو من التعبير أما شاربه الستاليني الذي ظل رجال العراق يقلدونه لربع قرن ، فقد تم تقليمه ولم يعد غليضا كما كان في السابق. وعند نقطة التسليم علت وجهه علامات الازدراء رغم انه لم يقل كلمة واحدة حتى للوزراء والمسؤولين الحكوميين الذين اصطفوا هناك. أما هم فلم يحاولوا أو يجرأوا على التطلع الى عينيه وظلوا يغيرون طريقة وقوفهم بين الحين والآخر حينما كان أحدهم يقرأ عليه ما كتب في الاوراق .
ظل الطاغية واقفاً باعتداد يشبه تماثيله التي كانت منتشرة في كل مكان متغاضياً عن النظر اليهم وكأنهم غير موجودين أصلاً. بدون ان ينطق كلمة واحدة او يظهر أي نوع من المشاعر ، نجح الطاغية باذلال سجانيه الجدد.


ويقول كنعان مكية: امتلك هذا الرجل – اي صدام – سلطة مطلقة في يوم من الايام لم يعد يمتلك شيئا منها الان. أما مسؤولو الحكومة الجديدة التي اسسها المحتل فلم تكن لديهم أي سلطة في السابق. وهم كانوا يسعون وراء السلطة التي ارتبطت اكثر بإمتلاك سيارات مدرعة وعدد كبير من الحراس الشخصيين وبمقدار الضوضاء والازعاج الذي تسببه تلك القافلة من السيارات وهي تشق طريقها بعجرفة لا مبالية بالناس الهاديين في الشوارع.


ثم يتناول المؤلف ذكريات ذلك اليوم الذي تمّ فيه اعدام صدام حسين فيقول: طوال السنوات العديدة التي تلت الاعدام عاودتني في احلامي وكوابيسي كشاهد مفصلّة منها نزول الطاغية من المروحية وملامح وجهه وهو يبتسم بازدراء موجه ٍ لمن حوله. لقد انفقتُ تلك السنوات وأنا اصارع شكوكي منذ تدلى جسد الطاغية معلقاً من حبل طوله مائة وعشرون سنتمتراً.


مشهد جسده المتدلي لا يأتيني في النوم فقط بل انني استعيده في لحظات صحوي أنى شاءت. تلك الصور تأتيني كهلوسات أو فيلم قصير يدور شريطه في رأسي من السهل إعادته لكن من المستحيل مسحه. اكثر تلك الصور وضوحاً وأغناها تفصيلاً هي تلك التي تعود ليوم الثلاثين من كانون الاول 2006.


بعد تكليفنا بحراسة صدام في ساعاته الاخيرة قمنا بزيارة غرفة الاعدام وتفتيشها . اكاد أراه يصعد منصة المشنقة بدون تردد ولكن ببطء حاملا القرآن بيديه المقيدتين . وأتذكر كيف أن الغرفة غرقت بصمت مطبق حين كان يصعد السلم ، وكأن مجرد حضور هذا الرجل قد اصاب الجميع بالشلل.


على المنصة كان بإنتظاره ثلاثة حراس يرتدون أقنعة سوداء أخفت ملامحهم وسترات بنية كالحة كتلك التي يرتديها سواق الدراجات النارية . اساء الحراس منذ البداية معاملته كمحاولتهم إجباره على وضع غطاء الرأس ، لكنه رفض ذلك باشارة قاطعة من رأسه . كان المسؤول ذا البطن الكبيرة على منصة الاعدام طلب من الحراس عدم الالحاح بوضع الغطاء .
بدأ الحاضرون بالصراخ المتهستر واخذ بعضهم برمي اشياء كان يحملها بإتجاه المنصة ،وتصاعد الضجيج ليتحول بشكل غامض الى ما يشبه النبضات العالية . اصابت الهستيريا ذلك الحشد من الرجال المتجمعين تحت المشنقة .


ارى الى هذا اليوم الطاغية وسط هدير الجموع الذي يصم الاذان واقفا بإستقامة بكل ثقة وتحدٍ وعيناه تظهران خليطا من اللامبالاة والتحدي مزمجرا امام تلك الجموع التي بدت وكأنها كلاب مسعورة . همس المسؤول ذو البطن الكبيرة بشيء ما في إذن الجلاد ،

فوضع الحبل ذا العقدة الخاصة بحبال الشنق البريطانية حول عنق الطاغية في تلك اللحظة نطق الطاغية بصوت عالٍ وهو ينظر الى الفراغ فوق رؤوس المحتشدين ، صوته كصفارة باخرة آتية من بحر مليء بالضوضاء. ( الله أكبر ستنتصر الامة ، فلسطين عربية).
لماذا قوطع الطاغية قبل ان يكمل كلمة الشهادة. لكل انسان رجلاً او امرأة أو طفلاً الحق بقول الشهادة حق لا يمكن أن يمنع حتى على الكفرة وغير المؤمنين ولا حتى على الزنادقة .


على الاغلب كان أمراً متعمداً محاولة اخيرة لاذلاله لا يقوم بها الا صغار الرجال الذين تحركهم غرائز واطئة ، على الارجح ان الذي قام بذلك إستجاب لردة فعل تلقائية ولم يتبع أوامر من الاعلى. لقد خرجت الامور عن السيطرة في غرفة الاعدام . لماذا يقوم الجلاد بتدوير عتلة الباب في الوقت الذي كان هناك رجل مسلم يردد الشهادة ولم ينهها بعد؟ هل نسينا انها كلمات ذات قدسية كبيرة وان كان الناطق بها كافر بربري.


باعدام الطاغية على عجل ،ارادت الحكومة تقديمه للعالم كإنجاز كبير للعدالة ، وفي الوقت نفسه كانت تستهدف طعن مواطنيها من السنة الذين افسدت عيدهم . ولان الحكومة كانت غائبة في غرفة الاعدام كغيابها عن البلد بأكمله ، غياب ملأه الطاغية بحضوره. ملأها كنذيرا قاتما للموت .. كان يقف هناك مجسدا للموت موت الجميع وليس موته وحده ، لقد ملأ حضوره المكان وسيبقى حاضراً وحده فقط. حتى ويداه موثوقتان والحبل حول عنقه وحتى مع وجود غوغاء يشتمونه وهم متعطشون لرؤيته معلقا.


في هذا المكان حضرت نفايات الامة التي كان الطاغية يحاول تذكيرنا بها، الامة التي لخصها بست كلمات ، وكلها كلمات سمعها الحاضرون كم قبل مئات المرات في عيونهم ، وانا اقف على المنصة وأتطلع الى الحضور الهائج رأيت غضب رجال مذعورين اصابهم العمى ، كانوا عميانا حتى وهم يظنون أنهم مبصرون ومذعورين وهم يظنون أنه لم يعد هناك ما يخيفهم . كلمات كلما كبرت ضحيتهم كلما اصابهم الذعر أكثر حتى وإن كان مصدر ذعرهم رجل يقف في اصفاده على بعد نفسٍ واحد من نهايته.


سويعات قليلة فصلت ما قيل قبل الشنق عن ما بعده. قبل الشنق كنتُ اتباهى بالكلام عن الحبل. وبعد الشنق لم اشعر أن هناك أي شيء يستحق التباهي . بدلاً من ذلك تملكني شعور بالعار . لحسن الحظ لم يكن والديّ على قيد الحياة ليشهدا مدى شعوري بالعار في ذلك اليوم .


عندما تدلى جسد الطاغية من الباب السفلى راكلا الهواء بقدميه في محاولة بائسة للبقاء على قيد الحياة حتى آخر لحظة وإنبعثت من اعماقي رائحة نتنة لا يمكن ايقافها . اخذني هذا الشعور بعيداً في حالة تيهان وبلا إتجاه اضعت نفسي وغدوتُ ضائعاً بالنسبة للاخرين لا اعرف مَن كنتُ أو من أين أتيتُ أو الى أين أمضي تلك كانت اللحظة التي فيها نفضتُ يديّ وتبرأتُ من ذلك الحبل المشؤوم
.


خادم الحسين

ذكر تاريخ التسجيل : 03/12/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مدونات  عن  تاريخ  العراق Empty رد: مدونات عن تاريخ العراق

مُساهمة من طرف sun الأربعاء أغسطس 14, 2019 5:12 am


** 1973/8/12 - ولد في النجف رئيس التيار الصدري السيد مقتدى الصدر .

** 1974/8/12 - مجلس قيادة الثورة يصدر قرار رقم 107 بأعدام أي بعثي اذا أخفى متعمداً ارتباطه الحزبي والسياسي السابق .

** 1977/8/12 - توفى في بغداد الفقيه الحنفي والصحفي العراقي كمال الدين الطائي .

sun

انثى تاريخ التسجيل : 09/10/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مدونات  عن  تاريخ  العراق Empty رد: مدونات عن تاريخ العراق

مُساهمة من طرف خادم الحسين الإثنين أغسطس 19, 2019 2:40 pm



طارق حرب

أمس الساعة ‏١١:٠١ ص‏ ·

من المحاكمات الصحفيه المشهوره في بغداد سنة 1953محاكمة مدير جريدة الدفاع والتي تطوع للدفاع فيها 47 محام وأنتهت بالبراءه

---------------------------------


من المحاكمات الجزائيه الصحفيه في بغداد سنة 1953 محاكمة قدري محمود عزت المدير المسووءل لجريدة الدفاع البغداديه حيث كانت التهمه هي قيام هذه الجريده بنشر التقرير الرسمي الذي أصدرته لجنه بشأن احداث سجن الكوت وقد أشتهرت هذه المكاكمه بأنها أنتهت ببراءة المتهم من التهمه الموجهه اليه طبقاً لأحكام المادة 28 من قانون المطبوعات النافذ آنذاك وقد تطوع للدفاع عن المتهم مدير جريدة الدفاع 47 محام في مقدمتهم نقيب المحامين
حسين جميل وتائب النقيب توفيق منير وعدد من المحامين أصحاب الذكاء الثاقب والعلم الغالب منهم داود السعدي رئيس لجنة معاونة العداله التابعه لنقابة المحامين ومن المحامين وليس جميعهم نائل سمحيري وكاسب السعد وحامد الشواف وقاسم العلوي وعبد الوهاب القيسي ويوسف جرجيس وشريف يوسف وعبد الوهاب الحسك وتوفيق الفكيكي وداود الصايغ ومهدي الأزري وتوفيق العاني وضياء الشيخ أحمد .

وقد أبتدأت اجرآات التحقيق عندما أبلغ المحقق المتهم قدري محمود بفحوى كتاب الادعاء العام المتضمن طلب اقامة الدعوى عليه وسأله عن كيفية توصل التقرير اليه والمصدر الذي زود الجريده بهذا التقرير وبعد رفع الاوراق التحقيقيه الى قاضي التحقيق نصرت الاورفه لي وبعد الاطلاع قرر القاضي اخلاء سبيل المتهم بكفالة مائة دينار.

كان يوم 1953/10/27 موعدا لاول محاكمه للمتهم قدري محمود عزت أمام محكمة جزاء بغداد الاولى التي كان قاضيها كامل فتاح شاهين وبمجرد اعلان بدء المحاكمه حتى غصت قاعة المحاكمه بجمهور غفير وترأس هيئة الدفاع عن المتهم نقيب المحامين ومثل الادعاء العام خيري العمري نائب

الادعاء العام .وأبتدأت المحاكمه بأستجواب المتهم عن المعلومات الخاصه بهويته وعمله كمدير للجريده ودفع المتهم بأن التقرير لم يكن سرياً وان الحكومه اصدرت بياناً رسمياً عن حوادث سجن الكوت مما يعني اباحة نشر المعلومات الخاصه بالحادثه وان هنالك جريدة اخرى نشرت تكملة الحوادث وبعدها

القى الادعاء العام خيري العمري بيانه الذي تضمن تفاصيل الحوادث واللجنه وما توصلت اليه وان نشره يعتبر تجاوزاً للقانون من الجريده واكد على

ايمانه بحرية الصحافه وحسن الاهداف التي دفعت الجريده للنشر لكن هذه الحريه غير مطلقه وأورد الادعاء العام أقوال جريدة الديلي ميل ومجلة

الايكومنست وشيء من اطروحة الدكتوراه الخاصه بالدكتور عبد الله اسماعيل تأييداً لطلبه من حرية مقيدة للصحافه وليس حرية مطلقه وختم ببانه من ان الجريده خالفت أحكام المواد 22و28 من قانون المطبوعات لتوفر أركان الجريمه من نشر ووقوعه والعلم وان قصد الجريده من النشر المتمثل بمتطلبات الصحافه لا يعتبر سببا لأباحة الفعل أو يمحو مخالفة القانون في فعل النشر.

وألقى نقيب المحامين بيانات توضيحيه ذاكراً ان الموضوع يتعلق بتحقيق قضائي وان لم يتولاه قاضي التحقيق وان الموضوع لا يعتبر سرياً لأن الحكومه
أذاعت تفاصيل الحادث وان التقرير ليس سرياً لانه لا يحوي اسرار القنبله الذريه وواصلت المحاكمه في اليوم الثاني التي أبتدأت بقيام المحكمه بتوجيه تهمه الى المدير على وفق الماده 28 بدلالة الماده 30 من قانون المطبوعات فأجاب المتهم انه غير مذنب وان لديه مناقشه بأركان هذه الجريمه وانه لا يجوز التوسع في تفسيره وانه كان خارج العراق عند نشر تقرير اللجنه فأجابه القاضي ان الماده 30 من قانون المطبوعات أعتبرت المدير مسوولاً.

بعد ذلك جاء دور المحامي حسين جميل رئيس هيئة الدفاع ان التشر كان يستهدف تحريك دعوى حق عام ضد موظفين ارتكبوا جريمه بحق المسجونين ونلفت نظر الادعاء العام الى القيام بواجبه القانوني ويضع يده على القضيه وتمكين الناي من معرفة اسماء القتلى والجرحى وطلب من المحكمه استدعاء صاحب الجريده صادق البصام لسماع اقواله وبعد ذلك تم تأجيل الدعوى الى موعد جديد حيث بدأت الجلسه الجديده بالاستماع الى صادق البصام كشاعد واوضح انه كتب هده المقاله بعد الاتفاق مع وزير الداخليه وهي تتفق مع بيان الحكومه حول الموضوع وقد تم توجيه اسئله كثيره للشاهد من محامي


الدفاع وقد ظهر ان الذي طلب من المدعي العام تحريك الدعوى ضد جريدة الدفاع هو الصحفي المعروف روفائيل بطي الذي كان في وقتها وزيراً للدعايه

وبعد اكمال الشهاده رفعت الجلسه لنصف ساعه وعادت المحكمه مرة ثانيه حيث أوضح المحامي حسين جميل لائحة دفاعه والذي اعتمد عل موضوع

التقرير واجراات الحكومه وتقرير اللجنه وما نشر بالجريده وما أورده الادعاء العام وصدر الحكم بالبراءه لعدم توفر أركان الماده 28 من قانون

المطبوعات لان ما تم نشره لم تكن امور رسميه كأمور الجيش وان الحكومه نشرت التقرير وبالتالي لا توجد سريه بالموضوع.


خادم الحسين

ذكر تاريخ التسجيل : 03/12/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مدونات  عن  تاريخ  العراق Empty رد: مدونات عن تاريخ العراق

مُساهمة من طرف خادم الحسين الثلاثاء أغسطس 20, 2019 9:00 pm




خادم الحسين

ذكر تاريخ التسجيل : 03/12/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مدونات  عن  تاريخ  العراق Empty رد: مدونات عن تاريخ العراق

مُساهمة من طرف خادم الحسين الأربعاء سبتمبر 04, 2019 5:14 am

اللگلگ أو اللقلق أكثر الحيوانات ترديداً في التراث الشعبي البغدادي في النصف الاول من القرن العشرين
-----------------------------------



اللقلق يسمى شعبياً اللگلگ شعبياً في بغداد وغالباً ما يحول البغداديون حرف القاف الى حرف الگاف فيقال ( گال) وليس(قال) ويقال ( گوم) ولا يقال (قم) ويقال ( گريب) ولا يقال( قريب) وهكذا تكون الگاء الاعجميه المماثله لحرفg بالانگليزي بدلاً من الحرف قاف وهذا ينطبق على اللقلق اذ يقول البغدادي وخاصة في النصف الاول من القرن العشرين( للگلگ) ولا يقال( للقلق) واللگلگ أكثر الحيوانات استعمالاً في اللهجة البغدادية في الفتره المذكوره سواء لدى الاطفال أو الكبار ولدى الذكور والأناث حتى ان شهرة اللكلك وصلت الى حد ان معامل الحلويات في بغداد أنتجت نوعاً من الحلوى أسمته ( بيض اللگلگ) كنا وكان أطفال بغداد يقبلون عليه بشهيه وهو بشكل جميل حيث يعلق في رأس عودة صغيره وبلغ عشق اللقلق كثيرا
لدى أهل بغداد حتى ان أحد ظرفاء بغداد وضع اللقلق جزء من اسمه الغني اذ كان اسمه جعفر أغا للقلق زاده وكانت كلمة ( للگلگي) أشد أنواع الهجاء والقذف وبداية نقول:
اللقلق طائر كبير الحجم ريشه أبيض خلا سواد القرادم والخوافي والوحشيه وغطائياتها والريشات التي على الكرف الطويله منقاره أحمر والساقان حمروان في الطير البالغ وذكره أكبر من أنثاه واليافع شبيه بالبالغ غير ان سواد الجناحين والريش الكتفي يكون بنياً جلده عارفي المآقين وحول العين أسود طوله أكثر من متر وارتفاعه أقل من ذلك وجناحه أكثر من نصف متر وهو طويل العنق وكنيته ( أبو خديج) وهو يأكل الافاعي وصوته اللقلقه يتصف بالفطنه وله وكران أي عشان يتحول من أحدهما الى الاخر مكانه في شاهق كالمناره أو شجره عاليه ويكون وكره دقيق البنيان من الصعوبه اتلافه ومن ذكاءه هروبه من منطقته الى اخرى اذا شعر بالوباء والى سنوات كانت اللقالق تجتمع في شهر من السنه وبكثرة جداً بقرب مفرق الغالبيه جنوب بعقوبه والخالص شمال بغداد.



ممنا قيل في اللگلگ من تراث بغداد:-



اللگلگ علا وطار وكر ابيت المختار أي انه علا في طيرانه وبعد ذلك هبط في دار المختار.
للگلگ حلال للگلگ حرام مثل يضرب للتعسف في الامور واختلاف التظره اليها بصورة مزاجيه حيث يكون نفس الموضوع مرة حلال ومرة حرام.



وقال البغدادي : عصفور يضحك على اللگلگ يضرب تعجباً من تطاول الصغير على الكبير حيث يضحك عصفور بحجمه الصغير على اللقلق بحجمه الكبير.


حجي للگلگ أي الحاج لقلق تطلق على بعض الناس ممن تكون عيشتهم في الأعالي من منشآت عاليه ودور عاليه كون اللقلق بعيش في المنائر وقباب الجوامع ولا يضع وكره وعشه على الارضاو في اسفل البناء نهائياً.
للقلقه وايللقلق كناية عمن يتحدث بحديث يرفضه سامعوه أو لا فائدة من حديثه فيقال له لا تلقلق وبدأ يللقلقدأي كحديث اللقلق الذي لا فائدة منه.


ويقال لبععض الناس للگلاگي أي يكون طفيلي ويبحث عن صغائر القوم أو يقبل بكل ما يعطى له فيقال للگلاگي كناية على قناعة اللقلق بقبول أي شيء يقدم اليه حتى ولو كان قليل جداً.



قره تبه أم اللگالگ وذلك لكثرة اللقالق في ناحية قره تبه سابقاً التي تمون شمال غربي بعقوبه في منطقة جبل حمرين فيقال ذلك كناية عن صعوبة الحصول على الشيء لبعد مدينة قره تبه عن بغداد ولوعورة الطريق اليها. وأهل رصافة بغداد يصفون أهل كرخ بغداد بأنهم أهل الكروش واللگالگ كناية عن شغف أهل الكرخ بالاكله الشعبيه ( الباچه) لأن الكروش جزء اساسي من هذه الاكله وكذلك يصفونهم بانهم أهل اللگالگ من باب ذم


أهل الكرخ لأن الكرخ سابقاً كانت صغيره ومزدحمه فلا يوجد للقلق ويقول اهل الرصافه ان عدم وجود للقلق في الكرخ لأن الكرخيين يأكلون اللقلق وهو غير صحيح وان كان أهل الكرخ يطعنون بأهل الرصافه على الشوربه التي توزع عليهم في مرقد الشيخ عبد القادر الگيلاني.


وعند ذم وليمه حيث لا يأكل الضيف شيئاً من الوليمه وينفرد صاحب الوليمه بالاكل منها بأنها وليمة( الواوي) للگلگ وعزيمة اللگلگ ( للواوي) اذ كانت عزيمة اللقلق لأبن آوى جلبها بقاروره لا يستطيع ابن آوى ادخال فمه فيها للأكل وأنفرد اللقلق بالاكل وكذلك فعلها ابن آوى عندما دعى اللقلق لوليمته حيث وضع الاكل موزعاً على صحن واسع بحيث لا يستطيع اللقلق استعمال منقاره في الاكل لتوزيع الطعام على مسطح فأنفرد ابن آوى بالاكل.


اللگلگ گالوله گيع گيع فوگع كناية عمن سقط من أعلى سواء اكان ثرياً أو صاحب جاه ومنصب وبمجرد شيء بسيط فيقع وتذهب ثروته وجاهه ومنصبه أي سقوطه بأهون الطرق.


إملگلگ استخدمها البغداديون لوصف من تدخل فيما لا يعنيه فيصفوا تصرفه بتصرف اللقلق .


وتروي المصادر البغداديه عن ظريف من ظرفاء بغداد الذي أسماه الفنان الشيخ المصري عطيه محمد الذي زار بغداد في أوائل القرن العشرين أسم لللقلق زاده واضيف له جعفر أغا فكان يسمى جعفر أغا للقلق زاده في حين ان اسمه الحقيقي هو كامل عبد الهادي من أهالي الكاظميه كان يعمل بالمسارح والملاهي والسينمات عمله كأخباري لتقديم فواصل من الهزليات والاغاني ويعتبر من الشخصيات البغداديه التي تركت أثراً في النصف الاول من القرن العشرين.


ومن معتقدات البغداديين باللقلق في تلك الفتره انه لما يهاجر بالخريف متجهاً الى الجنوب وكأنه ذاهب الى الحج كما ان البغداديين يفسرون لقلته اليوميه عدة مرات مع حركة رأسه الى أعلى والى أسفل هي بمثابة دعاء وحمد لله سبحانه يرددها اللقلق للسامعين. وبيض اللگلگ أو اللقلق أي البيض أو الحلوى التي أرتبطت باللقلق هي

حلوى تراثيه أنقرضت من الاسواق ومن محلات صناعتها قبل نهاية القرن العشرين وهو نوع من الحلوى يحبه أطفال بغداد وقد أدركناه وأكلنا منه في صبانا يكون على شكل قطعه مستطيله تملأ اليد غير انها اذا تم عصرها بالاصابع أصبحت هباء واذا وضعت في الفم ذلبت بمجرد لمسها للشفتين لانها فقاعه أو ما يسمى شعبياً

( وغف) منفوخ يصنعونه من( عرگ) الحلاوه وروح السكر ويضعه بائعه في سله صغيره عادة من اعواد الرمان ويغطيه بقطعه من الشاش من جانب واحد ليمنع عنها الشمس وذلك لان الحر يذيب هذه الحلوى وعادة يكون مصبوغاً منقوشاً بالوان وليس لون واحد ويقوم بأئعها بالدوران في الشوارع والمحلات وهو ينادي:-


اللگلگ علا وطار وكر ببيت المختار
اللگلگ جانه طاير فد راس للمناير


أي ان اللقلق الطائر نزل على بيت المختار او انه جاء طائر وذهب مباشرة للمنائر
.

٤٧٤٧
١٤ تعليقًا
مشاركتان
أعجب

خادم الحسين

ذكر تاريخ التسجيل : 03/12/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مدونات  عن  تاريخ  العراق Empty رد: مدونات عن تاريخ العراق

مُساهمة من طرف sun الإثنين سبتمبر 30, 2019 11:12 am



العراق تاريخ الحضارات
٥٨ دقيقة ·



هل تعلم بأن هناك 8 من الملاحم والقصص والأساطير في تاريخ العراق القديم تم العثور على
نصوصها في العراق تؤكد حدوث طوفان عظيم دمر المدن وأهلك الحرث والنسل ..

١- الإشارة الأولى في ملحمة زيو سدرا السومرية


الرواية تتحدث عن الملك الصالح المتدين (زيوسدرا) حاكم مدينة شروباك السومرية ونجد بالمحتوى
أوامر من الآلهة لزيوسدرا بأن يبني سفينة لتجيهم من الهلاك ، وبعد أحداث طويلة تحدث أمطار
وأعاصير قوية لمدة 7 أيام و 7 ليالي لم ينجو منها غير السفينه .

٢_الإشارة الثانية في ملحمة كلكامش


حيثُ تجسدت بشخصية اوتونبشتم الذي سافر إليه كلكامش بحثاً عن الخلود ونجد بمحتوى قصة حياتهِ
أحداث مشابهة لقصة زيوسدرا

٣_الإشارة الثالثة رواية الكاهن البابلي بيروسس


الرواية تم تدوينها من قِبل اليونانين والرومانين بعصر الاسكندر المقدوني إقتباساً من الروايات البابلية
ولكن بتغير الأسماء بحسب لغتهم ، تتحدث عن ملك إسمه خيسشروش أوحى إليه الإله بأن يحفر حفرة في مدينة سبار ويدفن فيها جميع الألواح التي توثق العلوم والمعارف ، وأن يبني سفينة يجمع فيها
أصحابهُ والطيور والحيوانات وأن يخزن فيها الطعام ، وبعد أحداث طويلة يحدث طوفان عظيم.
٤_ الإشارة الرابعة في ملحمة ترا حاسس ....


وتعتبر من اطول الروايات التي لخصت أحداث الطوفان ، حيثُ توضح غضب الالهة على الناس
بإرسال طوفان عظيم ، وقد تشابهت الأحداث مع الروايات التي سبقتها بهذا الخصوص ...
٥_الإشارة الخامسة في جداول الملوك السومرية


حيثُ تم تجسيد أسماء سلالات الملوك الذين حكموا إلى قسمين

القسم الاول قبل الطوفان ، والقسم الثاني بعد الطوفان

٦_الاشارة السادسة في جدول ملوك سلالة لكش


حيثُ تم توثيق أسمائهم بكونهم حكموا بعد أحداث الطوفان

٧_الإشارة السابعة في أسطورة الحكماء السبعة

الأسطورة تتحدث عن 7 حكماء عاشوا قبل الطوفان علموا البشر أصول الحكمة والبناء والعمران والتمدن ..


٨_الإشارة الثامنة في قصة اترام هايسز التي اكتشف مؤخراً

القصة تؤرخ لإحداث حدثت لملك سومري يُدعى اترام هايسز أوحى إليه الإله بأن يبني سفينة يحمل فيها من كل زوجين إثنين من الحيوانات وينقذهم من طوفان عظيم يضرب الأرض

وقد ذُكرت بالأديان الإبراهيمية الطوفان بقصة النبي نوح ، حيثُ تؤرخ لإحداث طوفان عظيم اهلك
المدن ودمر الحرث والنسل


وقد اكد علماء الجيولوجيا حدوث الطوفان على أرض العراق بحدود 3500 سنة قبل الميلاد اغرق
المدن ودمر كل شيء

اكثر الأسئلةالمتكررة حول هذا الموضوع

الطوفان وأفكار الأساطير لمن البداية ؟


الأديان الإبراهيمية ام الأديان السومرية والبابلية !!!!

من أخذ من من ؟؟؟؟

بكل اختصار


الملحدين والادينين يقولون بأن الاديان الابراهيمية اخذت افكارها من سومر و بابل ...

والمتدينين يقولون بأن هذه الأفكار كانت موجودة بالأديان الإلهية جميعاً ومن ثم الابراهيمية ومن ثم تحرفت


ولا زال صراع هذه المناقشات مستمر وقناعة الشخص تكمن حسب توجهه سواء كان متدين او لا ديني
...


المصادر
كتاب ملحمة كلكامش
طه باقر من ص ٢٣٥ إلى ص ٢٩١

مصدر قصة اترام هايسز موقع ديلي ميل

http://www.dailymail.co.uk/…/Was-Noahs-Ark-ROUND-3-700-year…

#حاتم_ثويني

sun

انثى تاريخ التسجيل : 09/10/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مدونات  عن  تاريخ  العراق Empty رد: مدونات عن تاريخ العراق

مُساهمة من طرف بنت الرافدين الثلاثاء أكتوبر 01, 2019 11:26 am



حازم جواد
د . هادي حسن عليوي
شخصية غامضة.. مناور.. كذاب.. محتال.. مغرور.. مصلحته أهم من كل شيء.. لا يملك ذرة من الإنسانية.. التي يتمشدق بها.. مجرم حتى الثمالة.. درس الكيمياء في كلية التربية كي يتعلم صناعة المفرقعات وقنابل المولوتوف ليستخدمها في نشاطاته الإجرامية.. وكان على رأس كل عمل هجومي أو انتحاري للبعث.. له ارتباطات بالمخابرات البريطانية.. ومازال حتى اليوم يعيش هو وأسرته في بريطانيا.
بدأ حياته السياسية بصداقة الأخوان المسلمين.. ثم تحول الى الاتجاه القومي فانضم الى حزب الاستقلال.. وفي العام 1952 انضم الى حزب البعث..وفي تشرين الثاني من نفس العام شارك البعثيون في انتفاضة تشرين الثاني ليكون أحد المعتقلين من تلك التظاهرات.. وأصبح من أشد البعثيين تحمساً وفداءً للحزب.. تقدم حازم بالحزب بسرعة.. طُردً من كلية التربية ليتفرغ للحزب تفرغاً كاملاً.. أعتقل في العهد الملكي أربع مرات.. وأصبح مسؤولاً عن خلايا البعث القليلة في العراق.

السيرة والتكوين:


ولد حازم جواد ألعارضي في مدينة الناصرية في أيار العام 1936.. وهو ابن أخت فؤاد ألركابي أحد مؤسسي حزب البعث في العراق.. كان أبوه فقيراً يشتغل بتكفين الموتى وتأدية طقوس العزاء للناس.. أكمل دراسته الابتدائية في الناصرية.. والثانوية بالإعدادية المركزية ببغداد.. وانخرط في دار المعلمين العالية.. (كلية التربية لاحقاً).. طرد منها لأسباب سياسية.. ولم يكمل دراسته الجامعية.. متزوج من عضوة الحزب معينة نايف الغنام.. ولهما ابنة اسمها (سفانه).



اعتقل حازم 4 مرات في العهد الملكي.. وبعد ثورة 14 تموز 1958 أصبح مسؤولاً للمكتب العسكري للبعث.. بعد فشل محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم من قبل البعث في 7 / 10 / 1959 هربً فؤاد ألركابي أمين سر قيادة هذا الحزب والمخطط لتلك المحاولة الى سورية فمصر.. كما هربت بقية قيادة البعث ومن ضمنهم حازم جواد.


بعد أشهر كلفت قيادة البعث القومية حازم جواد بإعادة بناء الحزب وقيادته.. فعاد حازم ورفاقه في القيادة كل من: فيصل حبيب الخيزران المحامي.. وطالب شبيب.. ثم علي صالح السعدي الذي توثقّت علاقته وتوطّدت مع حازم.. ولما كان السعدي اقرب الى حياة التشرد والشقاوة فقد غدا في سلم الأولوية.. هؤلاء الأربعة من المدنيين اختلفت جذورهم ومنابتهم وانتماءاتهم لكي يجمعهم حزب يعيش على فتات القوميين والحركيين والناصريين.. لكنه عشش في مناطق محددة ومعروفة في العراق خصوصاً في العاصمة بغداد.



حازم جواد.. وعائلة عبد الكريم قاسم:



روى لنا مؤيد محمد صالح ابن شقيقة الزعيم عبد الكريم قاسم معرفتهم بحازم جواد.. قائلاً: "تعود معرفتنا كعائلة للزعيم عبد الكريم قاسم بحازم جواد وعائلته قبل ثورة 14 تموز يوم جاؤا الى محلة المهدية عائلة فقيرة الحال من الناصرية لتسكن في تلك المنطقة والى جوارنا.. وعندما كان عبد الكريم قاسم يعود الى الدار في أيام إجازاته الرسمية.. وهو برتبة مقدم ركن كان يسأل والدتي باستمرار عن عوائل ضعيفة الحال في المنطقة يمكن له أن يساعدهم من خلال تفريق أجزاء من راتبه عليهم!! كانت والدتي (والحديث لمؤيد ) تشير له بأن عائلة حازم جواد هم من أوائل المحتاجين.. وبالتالي كان يصلهم من راتب الزعيم ما يعينهم على ظروف الحياة الصعبة يومها.. وتمكن حازم وأخاه كاظم من إكمال دراستهم الابتدائية والثانوية"!!
يضيف مؤيد قائلاً: "بعد انقلاب 8 شباط نُهبً دارنا وحولوه الى مركز للحرس القومي.. واعتقل أخي الأكبر (صبحي).. ذهبتُ الى (حازم جواد)..الذي أصبح مسؤولاً متأملاً منه خيراً لعله يدلنا على مكان اعتقال أخي.. أو ما جرى له ولعله يضع بنظر الاعتبار ما يربطنا به سابقاً.. فما كان منه إلا أن رفض حتى إخبارنا بمكان اعتقال أخي.. لا بل نهرنا واخبرنا بعدم مراجعتنا له ثانيا!!"

دوره.. في انقلاب شباط 1963:



أواخر العام 1960 أعتقل حازم وأفرج عنه بعد سنة أثر العفو الذي أصدره عبد الكريم قاسم (رئيس الوزراء).. وفي إثناء تواجده في السجن تولى علي صالح السعدي قيادة الحزب.. وقبيل أيام من انقلاب 8 شباط 1963 أعتقل المقدم صالح مهدي عماش في 2/ 2/ 1963.. وبعد ثلاثة أيام أعتقل علي صالح السعدي أمين القيادة القطرية لحزب البعث.. وكريم محمود شنتاف عضو قيادة هذا الحزب


للتحقيق معهم حول مؤامرة يخططون لها ضد نظام قاسم.. فاستعجل البعثيون ونفذوا انقلابهم قبل انكشافه للسلطة.. والذي كانت انطلاقته تحليق طائرة النقيب منذر الونداوي فوق كتيبة الدبابات الرابعة لتنطلق الزمر الحزبية في التنفيذ.. وكانت المجموعة الأولى بقيادة حازم جواد ومهمتها السيطرة على مرسلات الإذاعة في منطقة أبو غريب.. وفعلاً سيطرة المجموعة على أفراد الحراسة ودخلوا المحطة.. وأذاع حازم جواد البيان الأول للانقلاب.

حازم جواد.. وإبادة الشيوعيين:



كان البيان (13) بصيغته الأولى (إبادة الفوضويين).. لكن طالب شبيب رفض ذلك مؤكداً على (إبادة الشيوعيين) حتى لا تحدث فوضى ومجازر.. وقد تكون المقاومة ضدهم من كل الشعب.. خشية من حدوث ضجة في المستقبل.. وأصر طالب شبيب على أبقاء كلمة الشيوعيين.


وكان اعتراض حازم جواد ليس على القتل.. والدماء.. والإنسان الذي يستباح كليا في العراق.. إنما كان يختلف في تسمية من يتم إعدامهم بالفوضويين بدلاً من الشيوعيين.

حازم جواد.. وقصر النهاية:


يعتبر حازم جواد من بين أبرز القياديين في قصر النهاية بعد على صالح السعدي.. وكان يقوم بالتحقيق مع القياديين في الحزب الشيوعي مستخدماً كل أساليب التعذيب حتى في بتر أجزاء من جسم الضحية.. وسلخ جلود السجناء.. وقلع الأظافر.. والعيون.. وتكسير الأضلع.. ليعترفوا.. إنه قاتل لا يوازيه حتى ناظم كراز.. فيما بعد.


أصبح حازم جواد.. وزيراً للدولة لشؤون رئاسة الجمهورية منذ 8 شباط 1963.. وفي أيار 1963 أعفي حازم جواد من منصب وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية.. وعين وزيراً للداخلية بدلاً من علي صالح السعدي الذي عين وزيراً للإرشاد.

المؤتمر القطري الاستثنائي:



يحدثنا طالب شبيب (عضو القيادة القطرية ووزير خارجية الانقلاب) عن أوضاع الحزب والجيش قبيل انعقاد مؤتمر البعث الاستثنائي قائلاً: (عدتُ من نيويورك الى بغداد عن طريق لندن ووصلتها في 6 تشرين الثاني 1963.. وفي المطار فوجئتُ باستقبال غير مألوف ومعد سلفاً.. فلم أكن أتوقع أن أجده.. فضلاً عن موظفي وزارة الخارجية حوالي ستين ضابطاً بعثياً يشغلون اخطر المناصب ومراتب الجيش بينهم: رئيس الأركان.. وآمر الانضباط العسكري.. وقادة كتائب الدبابات الأربعة.. وهي القوة الوحيدة القادرة على حسم أي نزاع عسكري في بغداد.



عندما انتهى الاستقبال أوصلني حازم جواد بسيارته الى منزلي.. وفي الطريق سألته عن معنى حضور كل هؤلاء الضباط قال: إن الوضع داخل القوات المسلحة لم يعد يطاق.. وان طلب عودتك لم يكن رغبة شخصية مني فقط.. وإنما سعى إليها عدد كبير من كوادر الحزب المتفهمين (المدنيين والعسكريين).. الذين أصبحوا مقتنعين بضرورة التغيير.. وأضاف: كن واثقاً إن الضباط بحضورهم الى المطار أرادوا إبلاغك بصراحة بان الوضع بات غير مقبول.. وبالنسبة للقيادة القطرية فلم تجتمع ولا مرة واحدة ولا

يمكن بتركيبتها الحالية أن تجتمع.. حينذاك أدركتُ واقتنعتُ انه لابد من تحمل المسؤولية.. ووضع علاج معين وعدم الاستسلام للفوضى.


لم يكن كما بدا لي في ذهن حازم أي حل جاهز.. ولم أكن حتى ذلك الوقت قد فكرت بحل أو مخرج.. وقبل مغادرته اخبرني حازم جواد بان صالح مهدي عماش (وزير الدفاع).. يلعب بخبث لعبة مزدوجة ويحاول إقناعنا وإقناع نفسه بإمكان ولاء أكثرية القيادة القطرية.. التي ستتمخض عن مؤتمر قطري استثنائي أو تكميلي بعد إضافة عدد من العسكريين إليه.. فنمتلك الأكثرية.. ونعيد انتخاب قيادة تكون


أكثريتها الجديدة موالية.. وحينذاك سيكون ممكناً اتخاذ قرار بإخراج علي صالح السعدي من المسؤولية ونعيد تنظيم الحرس القومي.. وفق ما نجده مناسباً ووفق ما يدور ألان في أذهاننا حول مهماته وواجباته.. وبالفعل زارني عماش في اليوم التالي وقال: إن القيادة لم تجتمع والتذمر يتسع بين الضباط الذين بدؤوا لأول مرة يشعرون إنهم يمتلكون الشجاعة والحرية لإبلاغ القيادة القطرية للحزب بما يدور بخلدهم وبمعاناتهم بكل صراحة وأمانة ودون خوف.. وهم ألان يختلفون عن المدنيين الذين يخافون من بطش وانتقام علي صالح السعدي والحرس القومي إذا ما عبروا عن استيائهم وأرائهم.. وانه كوزير

للدفاع يبلغني أن وضع الجيش لم يعد يحتمل.. ولا بد من ضبط الحرس القومي وإعادة تنظيمه بطريقة مناسبة.. وليس أمامنا غير عقد مؤتمر قطري.. وإضافة أعضاء مناسبين إليه.. وقال: تأكد يا طالب إن عدداً كبيراً من كوادر الحزب سيتعاونون مع قيادة قطرية عقلانية.


ويضيف طالب شبيب قائلاً: "كان عماش يبادل علي صالح السعدي العداوة.. ويؤكد له باستمرار (أنت بيت الداء).. لكني لم أكن متأكداً من إخلاصه لما يقوله.. ولم أثق بقدراته في إخراج مثل هذا الآمر إخراجاً حزبياً سليماً.. ولم أثق بمجيء قيادة يمكنها أن تمس ظفراً من علي صالح السعدي ناهيك عن إبعاده.. وكنتُ أرى إن أهداف عماش تدور حول.. أولاً: رغبته في عقد المؤتمر التكميلي وتوسيع

القيادة ليفوز بمقعد فيها.. ومبرره انه وزير الدفاع وممثل العسكريين.. ثانياً: الاستفادة من بقاء خطين متواجهين داخل القيادة القطرية.. ليلعب كما هو حاله ألان دور الوسيط الوسط".

انعقاد المؤتمر:


بعد انتهاء أعمال المؤتمر القومي السادس لحزب البعث الذي عقد في دمشق.. وعودة أعضاء الوفد الحزبي العراقي الى بغداد.. وفي ظل هذه الأجواء المتوترة كلفت القيادة القطرية عضوها هاني الفكيكي "رئيس المؤتمر القطري الخامس" بالدعوة الى عقد دورة استثنائية للمؤتمر لاستعراض قرارات المؤتمر القومي السادس.. وإضافة أعضاء عسكريين جدد الى المؤتمر القطري.. وإجراء انتخابات تكميلية لإضافة خمسة أعضاء الى القيادة القطرية.. وتقرر عقد هذا المؤتمر يوم 11 / 11 / 1963.


يتحدث هاني الفكيكي في كتابه (أوكار الهزيمة) قائلاً: "كان موعد الاجتماع الساعة السادسة مساءا في بناية المجلس الوطني.. وعند بدء الجلسة قرأتُ برقية عفلق.. وطلبتُ من المؤتمر اتخاذ القرار الذي يرتئيه.. وبعد نقاش تقليدي شابه الكثير من إضاعة الوقت قرر المؤتمر الاستمرار في جدول أعماله.. كان جميع أعضاء مجلس قيادة الثورة ما عدا عبد السلام عارف أعضاء في المؤتمر القطري.. ولفت نظري وجود طالب شبيب وعودته الى بغداد قبل الموعد المتوقع حيث كان في نيويورك.. وسألتُ البكر وعماش قبل بدء الجلسة إن كانوا اعدوا قائمة الضباط المطلوب إضافتهم الى المؤتمر.. إلا إن البكر

طلب تأجيل ذلك لجلسة مقبلة.. وبعد تقديمي كلمة موجزة عن أعمال المؤتمر القومي السادس.. أثيرت تساؤلات عدة انصب أكثرها حول علاقة الحزب بالحكم والتعديلات التي أجريت على النظام الداخلي.. والخطوات العملية التي ستسبق قيام دولة الوحدة.. واستغرق ذلك قرابة ساعة واحدة.. أعلنتُ بعدها فتح باب الترشيح للانتخابات التكميلية".

الهجوم المسلح:


ويضيف الفكيكي قائلاً: وفيما كنا نسجل أسماء المرشحين اندفع الى قاعة الاجتماع عشرات الجنود المدججين بالسلاح وعشرات الضباط يتقدمهم المقدم محمد حسين المهداوي الملحق العسكري في دمشق شاهرين رشاشاتهم هاتفين بشعار الحزب.. كان مشهداً مضحكاً أن أرى العميد رشيد مصلح ملوحاً برشاشه ومردداً:


(امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة).. في هذه اللحظة بالذات خاطبتُ البكر بلغة العيون فتجنب نظراتي.. ويضيف الفكيكي قائلاً: في الواقع كان المشهد كله مضحكاً شلة من الضباط لا يجمعهم جامع سوى العداء لقاسم والشيوعية.. ارتدوا بزة الحزب للتخلص منا ومن الحزب معاً وهاهم ينجحون في ذلك.. لكن الغريب في الأمر إنهم شاركونا النسب ألبعثي ونابذوا من داخله.. وكان تمسكهم بالبعث.. وهم يهاجمون مؤتمره القطري المشهد الأخير من مسرحية.. لا علاقة لها بصراعنا مع حازم جواد..

كان المقدم علي عريم.. والمقدم فهد جواد الميرة.. والمقدم صلاح الطبقجلي.. والمقدم محي محمود.. والمقدم زكريا السامرائي.. والعقيد سعيد صليبي.. والمقدم حميد السراج.. والمقدم منعم حميد.. والمقدم الطيار حسين حياوي.. والمقدم جميل صبري.. والرائد عبد الله مجيد المرافق الأقدم لعبد السلام عارف.. والمقدم حميد التكريتي المرافق الأقدم للبكر.. والنقيب الاحتياط عزيز شهاب.. وآخرون كثيرون بلغوا الأربعين ضابطاً.


انتشر الجنود في أرجاء القاعة على أتم الاستعداد الميداني.. ثم تقدم المهداوي وسط القاعة قائلاً: جئتُ من دمشق واتفقتُ مع الأستاذ ميشيل عفلق الأمين العام للحزب على ضرورة اقتلاع بؤر الفساد والانحراف من الحزب ومـا يجـري هنـا ألان يجـري مثيله فـي دمشق.

انتخاب قيادة جديدة للحزب:


يقول هادي خماس مدير الاستخبارات العسكرية آنذاك: "كانت تصرفات الحرس القومي المحسوب على جماعة علي صالح والمؤيد القوي له.. صيداً ثميناً لجماعة حازم جواد فأخذوا ينتقدونها سراً وعلانية.. وكسبوا بذلك عدداً من الحزبيين العقلاء.. خاصة المثقفين منهم.. الذين كانوا بدورهم غير راضين عن هذه التصرفات".


ويقول الكادر البعثي زهير عبد الرحمن التكريتي.. وهو احد أصدقاء حازم جواد منذ الثانوية ويسكنان معاً في منطقة المهدية ببغداد: "لم أصدق ولم يفكر أحد في يوم من الأيام أن ينقلب الرفيق حازم جواد على الحزب لأنه فشل في انتخابات القيادة القطرية.. فإذا كان هذا حال الرفيق حازم جواد الذي وصل الى القيادة القطرية بكفاءته الذاتية ونشاطه المتواصل فكيف حال الآخرين؟".


لقد أعدت جماعة حازم جواد بالاتفاق مع بعض الضباط الموالين لها خطة لاعتقال مجموعة علي صالح السعدي أثناء الاجتماع وتسفيرهم خارج العراق.. وانتخاب قيادة قطرية جديدة يكون أغلبها من جماعة حازم.. وهكذا أحاطت سرية من الانضباط العسكري مبنى المجلس الوطني الذي انعقد فيه المؤتمر.. المهم وقف محمد حسين المهداوي خطيباً وعدد أخطاء مجموعة علي صالح السعدي.. وتصرفات الحرس القومي.. وهاجم صالح مهدي عماش.. ثم تلا ذلك انتخاب قيادة قطرية جديدة تألفت من:


احمد حسن البكر.. طاهر يحيي.. حازم جواد.. طالب شبيب.. عبد الستار عبد اللطيف.. صالح مهدي عماش.. محمد حسن المهداوي.. كريم شنتاف.. طارق عزيز.. عدنان القصاب.. فؤاد شاكر مصطفى.. فائق البزاز.. علي عريم.. عبد الستار الدوري.. منذر الونداوي.. وحسن الحاج وادي.
اتخذت هذه القيادة قراراً بإبعاد: كل من:


علي صالح السعدي.. هاني الفكيكي.. محسن الشيخ راضي.. وحمدي عبد المجيد.. وأبو طالب الهاشمي إلى خارج العراق.. لم يعترض أنصار علي صالح السعدي في القيادة الجديدة على الإبعاد خوفاً من أن يشملهم هم أيضاً.. وكان أشدهم هدوءاً منذر الونداوي الذي وافق على القرارات.. لكنه كان يدبر في نفسه أمراً لإجهاض هذه القرارات وإعادة الشرعية إلى الحزب حسب رأيه بالقوة.. كما انتزعها المتآمرون من الحزب.. وأعدت للمبعدين طائرة خاصة نقلتهم في الليلة نفسها إلى أسبانيا.. وقررت

القيادة الجديدة حل الوزارة السابقة وتشكيل وزارة جديدة برئاسة احمد حسن البكر تضم عناصر بعثية معتدلة.. وبعض العناصر القومية الوحدوية.. وبدأ رئيس الجمهورية الذي أبدى فرحه الشديد بهذا النصر ورئيس الوزراء يستعرضان الأسماء لتشكيل الوزارة إلا أن الأحداث تسارعت.. وجمدت فكرة التشكيل الوزاري الجديد لحين انجلاء الأمور.


ونتيجة لتفاقم الأوضاع قررت القيادة القومية لحزب البعث برئاسة ميشيل عفلق الحضور الى بغداد.. وفعلاً حضرت الى بغداد وقررت اعتبار المؤتمر الاستثنائي غير شرعي.. وكذلك القيادة المنبثقة عنه غير شرعية.. والتي أسموها "المتآمرون".. وفعلا تم إخراجهم في 13 تشرين الثاني.. وهم: (حازم جواد وزير الداخلية.. وطالب شبيب وزير الخارجية.. وعبد الستار عبد اللطيف وزير المواصلات.. ومحمد حسين المهداوي الملحق العسكري في السفارة في دمشق.. ومحي الدين محمود رئيس شعبة

الاستخبارات العسكرية.. وجميل صبري مدير الأمن العام.. وطارق عزيز رئيس تحرير جريدة الجماهير.. الناطقة بلسان حزب البعث.. كما قررت القيادة القومية عدم السماح بعودة القادة الخمسة المبعدين (علي صالح السعدي وجماعته).


وفي 16 تشرين الثاني 1963 أجريً تعديل وزاري تم فيه إقالة حازم جواد من الوزارة.. وبعد يومين (أي في 18 تشرين الثاني) حل عبد السلام عارف الحرس القومي وسيطر على السلطة.. وفي 8 شباط 1964 عاد حازم جواد الى بغداد جواً متحدياً قرار إبقاؤه في المنفى.. إلا إن عبد السلام عارف أرغمه على المغادرة الى القاهرة.



حازم جواد.. وانقلاب تموز 1968:
مالً البعثيون بعيد نجاح انقلابهم في تموز 1968 الى انتهاج سياسة كسب المعارضة.. ومن ضمنها البعثيون القدماء لتعزيز حكمهم.. فعاد الكثير من المعارضين الى العراق.. ومنهم حازم جواد لكنه شعر انه لن يستطيع العمل السياسي.


(التقيته أنا كاتب هذه الدراسة.. د.هادي حسن عليوي.. عدة مرات العام 1975 خلال تحضيري لرسالتي للماجستير.. حيث كان مديراً لشركة التقطير العراقية.. التي مقرها في شارع أبو نؤاس من جهة الباب الشرقي.. لا يمارس السياسة.. حذر جداً من الوضع آنذاك).

حازم جواد.. وصدام حسين:


يقول حازم جواد في مذكراته: انه زار صدام في أواخر العام 1978.. وسأله صدام عن نصيحة.. فنصحه بالابتعاد عن التصفيات سواء ضد البعثيين أو خصومهم.


لم يكن حازم جواد على علاقة جيدة بصدام حسين.. وكان الرجل يتجنب الظهور على مسرح العمل السياسي.. ويبدو إن صدام كان يشعر بشعبية حازم داخل صفوف الحزب وبين أوساط الوطنيين فلم يجرؤ على تصفيته بسبب ذلك.. خاصة تأكد له انه لم يمارس السياسة.. ولا يلتقي السياسيين أو البعثيين القدامى.


كما إن حازم جواد استفسر مني (أنا كاتب هذه الدراسة) خلال لقاءاتي به.. كثيراً عن الأوضاع السياسية.. وعندما أطمئن لكلامي.. ظل يسألني عن صدام.. وهل قابلته أنا لإكمال رسالتي للماجستير.. وهل ذكر أسماء البعثيين القدامى.. وكان يشير لنفسه.


وخلال الحرب العراقية الإيرانية تأزمت أوضاع العراق فغادر حازم جواد وأسرته العراق ليقيم في بريطانيا حتى ألان.. ظل مبتعداً عن السياسة وعن في نشاطات المعارضة خلال فترة نظام صدام.
ظلً حازم سنة بعد سقوط صدام صامتاً.. وفي العام 2004 أفشى بعضاً من أسرار الحقبة التي لعب

دوراً سياسياً لصحيفة الحياة اللبنانية.. كان ذلك الإفشاء قد أثار اعتراضات وانتقادات واسعة من أقرب شخصيات لم تتفق شهادة حازم جواد مع ما يحتفظون من ذكريات عن تلك الشخصيات.. وأصدرا مذكراته التي سماها "سفر البعث وتاريخ المنفى" عن انقلاب 8 شباط 1963.. وتاريخ البعث في العراق والانشقاقات داخل هذا الحزب
.

________________________
حازم جواد صاحب النظارات في الصورتين.

بنت الرافدين

انثى تاريخ التسجيل : 14/11/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مدونات  عن  تاريخ  العراق Empty رد: مدونات عن تاريخ العراق

مُساهمة من طرف بنت الرافدين الثلاثاء أكتوبر 01, 2019 12:23 pm


Rafid sabah
١٦ ساعة ·
اسطورة خمبابا :


هو حارس الغابة المارد القوي من الملحمة السومرية جلجامش؛ خُلق ليحمي غابات الأرز ، عيّنه الإله إنليل .


حيث يحكى الحلم الذي رواه "جلجامش" لصديقه "أنكيدو" والذي يقول فيه: يا صديقي


رأيت رؤيا إننا نقف في وهرة جبل، ثم يسقط الجبل فجأة، وكنا إنا وأنت، كأننا ذباب صغار، ورأيت في حلمي الثاني جبل ثم الجبل يسقط ، عندها فسر أنكيدوا الرؤيا بأنه الانتصار على خمبابا (الوحش الذي كانت انفاسه ناراً وموتاً أكيداً). من هذه الأسطورة الخالدة ، ونوازع الشر في حياة خمبابا حارس غابة الأرز ، تطل علينا اليوم زبانية وأشباح سلالة هذا الوحش الذي هزمه "انكيدوا ليعم الخير الغابات،


ومهما كان ذلك الانتصار الأسطوري الذي تحقق في "ملحمة جلجامش ، ظل إتباع "الوحش خمبابا" وبعد مقتل خمبابا غضبت عشتار واجتمع مجلس الانوناكي (اي مجلس الالهة) ليقرروا معاقبة جيلجامش ولكنهم عدلوا عن ذلك لان جيلجامش ابن اله ونصف اله لذلك قرروا معاقبة البشر الفاني بدله ، فسلطت عشتار الثور السماوي ذو الانفاس الحارقة ولكن انكيدو قتله ايضا فقررت الالهة إرسال الموت على

انكيدو بدلا من جيلجامش وعن طريق موت انكيدو سيعاقب جيلجامش ايضا لانه سيكون وحيدا بلا
معين

بنت الرافدين

انثى تاريخ التسجيل : 14/11/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مدونات  عن  تاريخ  العراق Empty رد: مدونات عن تاريخ العراق

مُساهمة من طرف sun الأحد أكتوبر 27, 2019 1:46 pm

https://www.facebook.com/profile.php?id=100009951966473&fref=profile_friend_list&hc_location=friends_tab

sun

انثى تاريخ التسجيل : 09/10/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مدونات  عن  تاريخ  العراق Empty رد: مدونات عن تاريخ العراق

مُساهمة من طرف sun الثلاثاء نوفمبر 12, 2019 5:56 am



بدالرزاق أبو طحين

كيف يمكن وصف موقف العراقيين من إيران في التظاهرات الأخيرة؟ ما هي الأسباب التي تقف وراء غضب العراقيين اللافت للأنظار؟! كان الإيرانيون أول من أعلن دعم عملية التغيير عام 2003، فتخلصوا من عدوهم اللدود (صدام حسين ونظام البعث) وسعوا إلى دفع حلفائهم إلى المشاركة في العملية السياسية الجارية التكوين. ومع أننا لا نعرف على نحو دقيق حتى الآن مقدار تنظيم الإيرانيين لتلك المشاركة ولا طبيعة مقترحاتهم على حلفائهم، إلا أن وجود الدعم الإيراني للنظام الجديد ليس محلاً للشك لدى أغلب العراقيين. على حساب ماذا جاء هذا الدعم الإيراني؟ وماذا ربح الإيرانيون منه؟ هذا سؤال آخر بحاجة إلى دراسة. ما يهمنا الآن هو رصد بعض العوامل التي أسهمت في تنامي القطيعة بين العراقيين كشعب من جهة، والنظام السياسي الحاكم في إيران من جهة أخرى.


في تقديرنا أن ما جرى بعد التغيير عام 2003 سيكون تأثيره حاسما على العلاقة بين الطرفين، وهذه بعض النقاط التي توضح ما نعنيه:


أولاً: مرت 16 سنة والعراقيون يَرَوْن أن الإيرانيين يدعمون أكثر من فصيل مسلح غير خاضع لسلطة الدولة؛ ومع أن بعض تلك الفصائل قدمت تضحيات جليلة في دحر تنظيم القاعدة وداعش إلا أن العراقيين اعتبروا وجودها بنحو موازٍ للدولة إضعافًا للدولة وزعزعة لسيادتها من جهة، وورقة للضغط على الحكومة والقوى السياسية وتهديدها من جهة أخرى.

ثانياً: كان النظام السياسي الذي تشكل بعد 2003 يعتمد اعتماد كبيرًا على البرلمان. في هذا الأخير كانت تعين كل أركان الدولة (رئيس الجمهورية، رئيس الوزراء، رئيس البرلمان، القضاة، قادة الجيش، السفراء، وغيرهم). كانت الأحزاب هي التي تمارس هذه العملية المعقدة، وكان جميع تلك التعيينات تخضع للتفاوض داخل البرلمان، ومع التفاوض تنشأ الصفقات. الحديث في الشارع العراقي يتعاظم يوما بعد آخر أن إيران تعد واحداً من أكبر اللاعبين في عمليات التفاوض تلك. وهذا ما خلق قناعة لدى العراقيين أن إيران مساهمة مساهمةً كبيرة فيما يجري داخل العملية السياسية من تطورات وصفقات وتحالفات.

ثالثا: كان أداء حلفاء إيران مخيبا للآمال بنحو لا يوصف؛ كانوا عاجزين عن بناء أي تجربة نجاح في أي مجال من مجالات الحياة التنموية والاقتصادية العراقية، مع تفشي لحالات فساد لا نظير لها في العالم. هذا الوضع خلق فاصلا بين العراقيين وقواهم السياسية، وهذا بدوره انعكس على موقف العراقيين من ايران بحكم علاقة هذه الأخيرة بتلك القوى.

رابعا: تصريحات المسؤولين الإيرانيين وتباهيهم بدورهم في العراق وحجم نفوذهم قوبل بشعور بالمهانة لدى العراقيين بأن دولتهم لا تملك الاستقلال السياسي اللائق بميراثهم الوطني كشعب عصي على الاستعمار والخضوع والهيمنة. هذه التصريحات كانت بمثابة استفزاز مستمر لمشاعر الذات الوطنية العراقية.

خامسا: كان التغيير عام 2003، وبسبب طبيعة تكوين العملية السياسية، متزامنا مع صعودٍ هائلٍ للهويات الفرعية في العراق. وقد تمثل هذا الصعود الهوياتي في المجال الاجتماعي الشيعي بحضور الطقوس والشعائر المذهبية بنحو غير مسبوق في تاريخ العراق. فمثلا تحولت الزيارة الأربعينية من منسك ديني يعبّر عن محبة أهل البيت والتعاطف معهم إلى موسم استعراضي يُظهر فيه الشيعة حجمهم الديمغرافي وهويتهم الدينية. دخول إيران على الخط تمثل بتشجيعها مواطنيها على الانخراط في تلك المسيرات والطقوس. ويوما بعد آخر بدأ يتزايد حضور الإيرانيين بشكل ملفت حتى ولّد إحساسًا مضادًا بوجود زحف إيراني يهيمن على الفضاء الاجتماعي العراقي، وهذا ما ساعد على بروز حالات التذمر والشكوى لدى العراقيين من حضور الإيرانيين في بلدهم.

سادسا: كان التغيير عام 2003 قد منح العراقيين فرصة كبيرة بالسفر خارج العراق، وهو الأمر الذي حرموا منه لفترة طويلة بسبب الحروب والحصار والإجراءات الأمنية التعسفية التي كان النظام السياسي يلاحقهم بها آنذاك. وكانت أعظم وأوسع تلك السفرات والرحلات بعد 2003 تتجه إلى إيران، سواء أكانت بدافع دينية أو ترفيهية أو علاجية أو تجارية. تدفق العراقيين الكبير جدا خلق احتكاكا بين الشعبين لا سابق له. كان طبيعيًا والحالة هذه أن تصدر من الإيرانيين حالات غير سارة من التعامل اللامنصف أو الخشن، أو أشكال من السلوك الاستغلالي، وربما يتمادى البعض بخرق القانون والتجاوز وانتهاك حقوق السواح العراقيين. هذه الحالات كان العراقيون يتناقلونها بشكل واسع، وتنتشر أخبارها بينهم إنتشارا كبيرا؛ وهو بدوره ما أوجد أثرًا سلبيًا في نفوس شريحة اجتماعية ليست بالصغيرة.

سابعا: قد تكون الملاحظة الآتية قيلت كثيرًا ومع ذلك لا يجب التقليل من أهميتها على الإطلاق. في عام 2019 نحن نشهد نضوج أجيال جديدة لا تشبه الأجيال العراقية التي سبقتها. يمكننا أن نسميها (وهذا مجرد مقترح أولي) بأجيال الوطنية العراقية، وهي تختلف اختلافًا جذريًا عما تقدمها من أجيال في العراق. هذه الأجيال الجديدة ليست جزءا من صراع الإيديولوجيات السابقة التي مر بها العراق؛ إنهم ليسوا قوميين ولا يساريين ولا إسلاميين! لا تربطهم أي رابطة رومانسية بإي أنموذج عقائدي متخيل كما تعكسه المذاهب والاتجاهات الفكرية السائدة في القرن العشرين. عواصم ومدن كلندن أو باريس أو براغ أو القاهرة أو دمشق أو طهران لا تعني لهم شيئًا، اللهم إلا أن تكون في سياق أوسع هو سياق العولمة والعالم المنفتح اللامحدود. هذا الجيل الجديد لا يفهم علاقته بطهران كعمق استراتيجي كما ظن آباؤهم. طهران لا تلهمهم شيئًا، كما لا يكترثون بمشاريعها الثورية في مواجهة الاستكبار العالمي وبناء محور المقاومة. إنهم ليسوا أعداء لها ولكن مشاكلها ليست مشاكلهم، وأحلامها ليست أحلامهم، وتحدياتها ليست تحدياتهم. هذه القطيعة ليست قائمة على الكراهية الثقافية أو التمايز العرقي أو التعصب الإيديولوجي بقدر ما هي اختلاف في فهم العالم وآلية التعاطي معه.

ثامنا: إن البيئة الدينية للحوزة العلمية في النجف بعد 2003 كان مرتعا مثاليا لظهور الحركات المهدوية والزعامات الدينية المنافسة( حركة جند السماء، حركة اليماني، مرجعية الصرخي، مرجعية البديري، مرجعية الطائي، وغيرهم). لقد كانت هذه الحركات الدينية والمرجعيات الفقهية محل جدال واسعة، ولم يتم الاعتراف بها علميا، وبقيت مصنفة كتيارات فكرية مهرطقة ومنحرفة، بل وقوبلت في أحيان كثيرة بالقمع والملاحقة (ومازال يلف الغموض تفاصيل حركة جند السماء وماهية عقيدتها وأسباب الإبادة الشاملة التي تعرض لها معتنقيها). إن أتباع هذه الحركات وإن اختفوا من المشهد الاجتماعي العام إلا إنه لم يتم القضاء عليهم بالكامل، بل بقي الكثير منهم ملتزما بخياره الديني وعلى قناعة بما يمليه عليه. ومع تزايد ضغوط الحوزة عليهم وملاحقة أحزاب الإسلام السياسي الشيعي المرتبطة بإيران لهم تنامى لديهم مشاعر كراهية عميقة لكل ما هو إيراني، مع ظهور نزعة رافدينية وعروبية لديهم تخالف كل ما له علاقة بإيران وتتنفر منه. وهؤلاء الأتباع لا يفوتون فرصة للتعبير عن هذه المشاعر والأفكار المضادة لإيران.
في الختام كان هذه ملاحظات سريعة عن بعض أهم العوامل التي خلقت ما نشاهده اليوم من مشاعر الغضب من النظام الإيراني وكل ما يرتبط به. إن استعادة الثقة بين هذه الأجيال العراقية الجديدة والأنظمة السياسية في بلدان الجوار (وهذا التعميم هدفه عدم ابتسار المشكلة مع الطرف الإيراني فقط) تبدأ من استيعاب التحولات الفكرية / السياسية التي تمر بها هذه الأجيال، واعتماد سياسات لا تخدش الكرامة الوطنية لهم ولا تقلل من سيادة دولتهم. إن مجالات التعاون وإيجاد المبادرات القائمة على الاحترام المتبادلة يمكنها أن تقدم فهمًا متلائما مع مبدأ حسن الجوار الذي نحن بأمس الحاجة إليه هذه الأيام. لقد أخطأت الأنظمة العربية حين راهنت على نظام صدام حسين فدعمته ووقفت إلى جانبه على حساب معاناة العراقيين وبؤسهم وشقائهم، واليوم ينبغي على النظام الإيراني أن لا يرتكب الخطأ ذاته في المراهنة على القوى السياسية الحليفة لها في النظام السياسي القائم. إن الأنظمة تتغير ولكلِ الشعوب باقية إلى الأبد، وما يلزم الإيرانيين هو الرهان على العراقيين كشعب وليس الحلفاء منهم في النظام السياسي.


كلمات المفتاح:

sun

انثى تاريخ التسجيل : 09/10/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مدونات  عن  تاريخ  العراق Empty رد: مدونات عن تاريخ العراق

مُساهمة من طرف sun الثلاثاء نوفمبر 12, 2019 6:31 am


ناصر الاسدي
‏٤ نوفمبر‏، الساعة ‏٨:٠٨ م‏ ·
بعض الناس ادمغتها قرنابيطية !!!
--------------
نعم وربما اسوء من ذلك فالقرنابيط فيه فؤائد كثيرة وبعض الناس كالبهيمة او اضل بدليل القرآن الكريم
والاحاديث المروية ،
والا هل يفكر عاقل بأنه يترك الاحتجاج على السفارة السعودية الداعمة للارهاب بشكل علني وقد ارسلت لنا ٥٠٠٠ ارهابي فجر نفسه او مفخخاته في اسواقنا وشوارعنا ومدارسنا وجوامعنا ،
او يترك الاحتجاج على سفارة المحتل الامريكي والذي لعب مالعب في البلاد والعباد ويأتي على القنصلية الايرانية في كربلاء المقدسة من اجل احراقها!!!
وبلدهم خير من ساندنا في كل الازمات واخرها معركتنا مع الدواعش
أليس هؤلاء لاعقول لهم !؟

sun

انثى تاريخ التسجيل : 09/10/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مدونات  عن  تاريخ  العراق Empty رد: مدونات عن تاريخ العراق

مُساهمة من طرف بنت الرافدين الأحد ديسمبر 15, 2019 10:04 pm



طارق حرب
‏٧ ديسمبر‏، الساعة ‏٩:٥٣ ص‏ ·


السبع وابن الدهان وابن الخبازه والشبلاوي وممودي أشهر شقاوات بغداد نهاية العهد العثماني


-----------------------------




أزدحمث الموءلفات التي كتبت عن شقاوات بغداد عن الشقاوات في العهد الملكي والجمهوري منهم أبو الهوب وكنه وقرداش وكبريت ونعناعه وطبره وابناء الصفره وأبناء الكردي دون أن يتكلموا عن شقاوات بغداد الذين ظهروا في العهد العثماني الاخير حيث وقفوا شقاوات هذه القتره ضد الحكومه الغثمانيه وانتهوا قتلاً أو مات منهم طريداً فشقاوة مثل صالح ابن الدهان كان من الشقاوات المعدودين ببغداد في تلك الفتره ولقد أقلق الاداره العثمانيه في بغداد وأوقعهم في مأزق حرج وأشغل بالهم فلقد أصطدم معهم مرات كثيره كانت الغلبه فيها له

وكانت معركته مع المسووءل الاعلى عن الجانب الامني ببغداد السر قومسير صالح أفندي في محلة القره غول التي تقع بالجزء الشرقي من بغداد الرصافه المجاورة لمحلات الفضل والميدان حيث أستمر التصادم بينه وبين من جاء للقبض عليه أكثر من ساعه حيث علا صوت العيارات الناريه واهل المحله فزعون في بيوتهم مما يجري وبعد نفاذ عتاده ترك محل المصلدمه واتجه يريد العبور الى الكرخ وصادف أنه كان يريد العبور ليلاً دون أن يعلم ان الجسر يتم رفع بابين منه في الليل فسقط في النهر وفي اليوم التالي أستخرجت جثته وبعد

التفتيش عثر في جيبه على عشرين ليره ذهب ومسدسان و( قامه) سكين صغيرت وكان ذلك سنة 1908م.
والشقاوه عباس السبع كان لا يخشى سطوة الحكام ولا جنودهم اذ انه من قتل ( گدرون چاويش) الذي كان قائداً في جندرمة الوالي العثماني وكان جميع شقاوات بغداد يهابونه لئلا يبطش بهم وكان يأخذ ( الخاوه) أي يتم دفع اموال له لتأمين عدم التعرض وقد قتل ثلاثة جنود من الجندرمه دفعة واحده في بستان المتوليه الذي كان في العطيفيه قريباً من جامع براثا وكانت الادارة العثمانيه تلاحقه وفي إحدى المرات وبعد أن أحتسى الخمره مع الشقاوه خماس المكنى بأبن شاله توجها للسطو على دار أحد الاغنياء في محلة رأس القريه بشرق بغداد

وصادفتهم في طريقهم قوة من الجندرمه فتصادما مع الدوريه لمدة حتى نفذ العتاد الذي عندهمة دخلا مسجد فرج الله في محلة بني سعيد الذي طوقته الدوريه العثمانيه التي قتلتهما ومثلت بجثتهما تمثيلا شنيعاً بشكل علني حيث شدت جثتيهما بحبل يربط بحصان الذي يسحبهما في شوارع بغداد والطريف ان النساء كانت تلطم وراء الجثث والبكاء يلف المشاهدين للتمثيل وحتى وصلت الجثث سحلاً الو ساحة السراي وبقيتا مطروحتين في الشمس الى الظهر حيث سلمتا الى ذويهما للدفن.


ومن أول الشقاوات المبرزين في فترة النفوذ العثماني الاخير الشقاوه محمود الملقب ممودي الذي توفي سنة 1918 وهذا عاصر الشقاوه سمرمد وقتله لخلاص الناس من شره وكان شريفاً في عمله وحتى في سرقاته فقد حصل انه دخل دار أحد التجار اليهود لسرقته وعندما فتح أحد الغرف شاهد التاجر يغط في النوم مع زوجته

فتركهما وفتش الدار فوجد فيها الكثير من الحلى والمجوهرات فتركها وأخذ كتاب الدين اليهودي( التوراة) وهو يقول لا يوجد دين يبيح قتل رجلا نائم مع زوجته وفي الصباح ذهب الى محل التاجر ووضع كتاب الدين البهودي أمامه ففزع التاجر وخاف وسأله ممودي هل هذا الكتاب يعود اليك وهنا أجابه التاجر نعم هو لي ولكن من ذا الذي أعطاك اياه ليبعده عن السرقه وهنا حكى للتاجر سطوه على بيته وكيف شاهده مع زوجته وانه لم يأخذ سوى هذا الكتاب وقتل له اخيراً ( جئتك بهذا الكتاب لتشتريه بعشرين ليره ذهب واذا لم تشتريه سأعيد

الكتاب الى مكانه) أي لدار التاجر فدفع له التاجر المباغ الذي طلبه وهو فرح بتصرف الشقاوه واعادة الكتاب اليه ومن طرائف الامور انه في نهاية حياته ذهب الى صديق في محلة باب الشيخ وعاد عن طريق المقبره التي كانت موجوده في ساحة النهضه فتعرض للتسليب واخذوا دراهمه وعندما بدأ بنزع ملابسه قال( هذا شأن الدنيا يوم لك ويوم عليك) وهو يضحك من الأقدار وهنا سأله اللصوص عمن يكون فأجابهم ممودي فأعادا اليه المسروقات وأعتذرا له.



وطه ابن الخبازه أحد شقاوات تلك الفترة العثمانيه الذين يحسب لهم ألف حساب كان أسمر اللون ذو عينان يشعان الجراة والاقدام بحيث يتطاير الشر منهما ولكنه كان من الشقاوان الشرفاء وان كانت هنالك أقوال عنه ببغداد تقول خلاف ذلك حتى ان محلته الفضل كانت تحت حراسته من السلب والنهب ومن أفعاله انه ألقى بنفسه في نهر دجله وقت فيضانه لانقاذ امرأه وطفل سقطا في النهر وكان متمرداً على الخدمه الالزاميه التي طبقتها الادارة العثمانيه ببغداد ووفاته حصلت عندما كان عند باب الطلسم وهو أحد أبواب بغداد من العهد العباسي

مكانه لا يبعد كثيراً عن محلة باب الشيخ وهذا كان مثل دار استراحة لشقاوات بغداد وعلى مقربة منه حصلت مقابله بينه وبين الجندرمه وقع فيها ابن الخبازه قتيلاً.



أما الشقاوه عمران الشبلاوي فهو شقاوه من شقاوات العهد العثماني الاخير وكان المسدس والبندقيه لا يفارقانه وهو الذي أرهب الجندرمه العثمانيه لذلك قبضت عليه الجندرمه العثمانيه وألقته في سجن القلعه حتى الاحتلال الانگليزي لبغداد سنة 1917 وتمكن من الخلاص وتحول الى الضد من الانگليز فألقي القبض عليه وسجن في خان دله في الجزء الشرقي من بغداد وهرب الى النجف ولكن قبض عليه ونقل الى سجن الحله لكنه هرب من هذا السجن وتقابل مع شرطيين وقتلهما وأستمرت مطاردته وذهب الى العثمانيين الذين كانوا في الموصل
وعندما انسحبت القوات العثمانيه من الموصل ذهب الى عشيرته( الكرويه) في جبل حمرين ولكن تعرض لمرض عضال أدو به الى الوفا
ة.

بنت الرافدين

انثى تاريخ التسجيل : 14/11/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مدونات  عن  تاريخ  العراق Empty رد: مدونات عن تاريخ العراق

مُساهمة من طرف sun الإثنين ديسمبر 16, 2019 4:45 pm

خمسة مدارس للأرمن الآرثوذكس عامه وللبنات وللكاثوليك للسريان والكلدان

والأتفاق الكاثوليكي الشرقيه مدارس بغداد المسيحيه في القرن التاسع عشر



-----------------------------------


شهذت بغداد في القرن التاسع عشر ظهور خمسة مدارس مسيحيه فإذا كان انشاء المدارس المسيحين ظهر لأول مرة في الكنائس وأقتصرت تلك المدارس على تعليم القراءه والكتابه وأمور الدين فلقد شهد القرن التاسع عشر ببغداد انشاء مدارس مسيحيه أشتهرت منها خمسة على الأقل هي:-


مدرسة الأرمن الآرثوذكس وهي المدرسه الأقدم ببغداد للمسيحين اذ تم انشائها نهاية القرن الثامن عشر سنة 1790 م كمدرسه ابتدائيه ملحقه بكنيسة الأرمن الأرثوذكس وعدة ما تتوقف الدراسه بسبب تخلف العدد القليل من المعلمي اذ كانوا من رجال الدين ولكن شهدت هذه المدرسه نهضه في أواسط القرن التاسع عشر بعد ما

خصص أعيان هذه الطائفه الاموال لضمان استمرار الدراسه فيها وتوسيع الأبنيه بحيث كانت الدراسه فيها تضاهي المدرسه الرشديه وهي المدرسه الحكوميه بدراسة لأربع سنوات وكانت تدرس فيها اللغات الارمنيه

والتركيه والفارسيه والانگليزيه والفرنسيه وعلوم النحو والحساب والجغرافيه والتاريخ والاملاء والانشاء والخط وكان فيها صفوفاً للدراسه الابتدائيه بستة معلمين وطلاب يقل عددهم عن المائه.

والمدرسة المسيحيه الثانيه ببغداد مدرسة السريان الكاثوليك حيث أسسها السريان الكاثوليك سنة 1842م حتى

اغلاقها سنة 1878م بعد انضمام السريان الكاثوليك الى الكلدان والارمن الكاثوليكيتين لأنشاء المدرسه

المستركه لأبناء الطوائف الثلاث وهي مدرسة الأتفاق الكاثوليكي الشرقيه التي أستمرت الدراسه فيها حتى


1893 حيث توقفت فعادت مدرسة السريان عملها بأسم المدرسه الأفراميه الطائفيه التي حصلت على الاجازه

واعتبرت الدراسه لها من مستوى الدراسه الرشيديه وكان عدد طلابها لا يتجاوز الخمس والسبعين ولا يزيد عدد معلميها على السته.

والمدرسه البغداديه المسيحيه الثالثه هي مدرسة الكلدان الكاثوليك التي أنشأت سنة 1843م من قبل طائفة الكلدان الكاثوليك وبدأت مدرسه ابتدائيه ملحقه بكنيسة الكلدان ثم أصبحت مدرسة رشديه وتوقفت سنة 1878 بعد انشاء مدرسة الاتفاق الكاثوليكي الشرقيه وقد

أعيد فتحها سنة 1894 بعد اغلاق مدرسة الاتفاق وتم توسيعها وكانت تضم صفوف للمرحله الابتدائيه يدرس فيها معلمان وزاد عدد طلابها الى المائة طالب وارتفع الى ما يقارب المائتي طالب وعدد مدرسيها لا يزيد على الثمانيه وزادت هذه المدرس المناهج الدراسيه التي يمكن تدريسها فيها فقد كانت تدرس عدد كبير من


الموضوعات لطلابها من بينها بعض العلوم الحديثه منها الجغرافيه الطبيعيه والجغرافيه الوصفيه والتاريخ والحساب والرياضيات والهندسه ولىأصول مسك الدفاتر واللغات الكلدانيه والعربيه والتركيه والفرنسيه والانگليزيه.
والمدرسه المسيحيه الرابعه ببغداد مدرسة الأرمن الأرثوذكس للبنات وهي أول مدرسة بنات في بغداد تم
تأسيسها سنة 1853 وقيل انها أنشأت بعد ذلك وكانت بمستوى المدارس الابتدائيه قامت بالتدريس فيها حتى سنة 1898 وبعد هذا التاريخ أدخل درس اللغه الفرنسيه الذي يدرسه مدير مدرسة الأركن للبنين وقد توسعت مناهجها منذ سنة 1907 حيث تم تدريس مادة النقش والتطريز وتم استخدام معلمه ثالثه لتدريسه وارتفع عدد الطالبات من 45 الى 70 طالبه سنة 1892.


وكانت المدرسه المسيحيه الخامسه ببغداد مدرسة الأتفاق الكاثوليكيه الشرقيه اذ قامت الطوائف الكاثوليكيه الثلاث في بغداد الكلدانيه والسريانيه والارمنيه بتأسيس مدرسه مشتركه بينها هي هذه المدرسه سنة 1878 وكانت بدايتها جيده وتقدمت في عملها خلال السنوات الاولى لتدريسها اذ زاد عدد طلابها على المائتي طالب وزارد معلميها على الاثني عشر معلم ومع انها كانت تعد بمستوى المدارس الرسيديه لكنها كانت واسعة المناهج كونها تدرس مواد عديده والدروس الادبيه بالاضافه الى الدروس العلميه الحديثه بأربع سنوات دراسه وبعد خمس

سنوات من عمرها درست اللغات الانگليزيه والعربيه والتركيه والفارسيه والكلدانيهدوالسريانيه والارمنيه والدين والصرف والنحو والجغرافيه والحساب والهندسه والجبر والمساحه والمعاني والبديع والعروض والتاريخ

والمنطق والاملاء والانشاء ولكن تم تقليص مواد الدراسه وألغي تدريس العلوم الحديثه نتيجة الاتجاه الى جعل المدرسه تتخصص في اعداد رجال دين اذ تولت خلال أواخر ثمانينات القرن التاسع عشر بأرسال عدد منهم للدراسه في المدارس الاعداديه في ولاية الموصل وقد واجهت هذه المزرسه عدة صعوبات مما أدى الى


انخفاض عدد معلميها وطلابها في السنوات 1891 - 1893 وأغلقت المدرسه سنة 1893 اذ أنخفضت وارداتها الماليه التي كانت تحصل عليه من تبرعات الطوائف الموءسسه الثلاث لها وترك بعض رووءساء جمعية ادارة المدرسه عن عملهم لسبب ولآخر.

٢٣٢٣

sun

انثى تاريخ التسجيل : 09/10/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مدونات  عن  تاريخ  العراق Empty رد: مدونات عن تاريخ العراق

مُساهمة من طرف بنت الرافدين الخميس يناير 02, 2020 7:03 pm




الحرفيون ببغداد نحو ما صورهم كتاب ألف ليلة وليلة


-------------------------------

-أقترن ألف ليلة وليلة ببغداد اقتراناً غريباً لدرجة يكاد يكون هوية لها فما أن تذكر الليالي حتى تترآى بغداد بقبابها وقصورها وخلفائها وأزقتها وزهادها وعبادها وتجارها وحرفيوها اذ تأتي الليالي على نماذج من أبناء بغداد ولما كان موضوع الحرفه يقتضي بيان النزعه البغداديه لتلك الحرفه اذ يتصف الحرفيون كما تذكرهم

الليالي بتعدد الحرف فمنهم الصياد والخياط والجزار وبائع الزجاج والصباغ والصائغ والرسام والعطار والسراج والخباز والملاح والسفان والبواب والحلواني والفكهانيً والحلاق والحجام وبائعي السمك المقلي والجلود والغفير والعگاك والقصاص والوراق والاخباري والراوي والمغني والتاجر والصراف والخطاط والمعلم والفقيه والخولي والبستاني والحمال والحمار والبغال والبناء والطحان والفوال والدلال والنخاس والمنجم والسقاظ والطبيب والختان والحارس والشرطي وصاحب الزورق وتكاد تكون عقدة الحكايه في الف ليلة وليلة على هوءلاء

الحرفيون بمقدار ارتباطه بالخليفه او الوزير او القاضي او بصورة عامه ارتباطه بالسلطه وبذلك تكون الليالي سجلاً لكل ما يتعلق بهم من عادات وتقاليد وأزياء وهموم وثقافات

وربما تكون المغنيات مجموعات ينشدن في بيوت التجار والمترفين في المناسبات الخاصه بالافراح أو الختان حيث يغنين ويضربن على الدفوف وهن يتلقين الهبات من النساء المشاركات لصاحبة بالفرح ما يعرف بالنقوط وكما ورد(وأعطتني نقوطاً للمغنيات فقالت لرئيسة المغنيات خذي نقوطك).


فالحلاقون حلاق بغداد أو مزين بغداد من أبرز حرفيي بغداد لأن اسمه وصنعته ترتبط بمظاهر وعادات وأبرزها انه ثرثار ويتجنب البغداديون الحلاقين الثرثاريين الفضوليين ولذلك البغدادي يوصي غلامه عندما يذهب ليأتيه بحلاق أن يكون عاقلاً قليل الفضول لا يصدع الرأس بكثرة كلامه ومن مظاهر فن الحلاقه ببغداد أن يكون الحلاق لبقاً يدعو للزبون بالصحه والعافيه ويتباهى الحلاقون بأن أيديهم تقع على رأس الخلفاء والوزراء والحكماء والفضلاء ويقوم الحلاقون بقلع الاضراس ومن عادة البغداديين حلاقة شعورهم يوم الجمعه ثم بعد ذلك الذهاب الى الحمام. وفي بغداد نجد من شغلهم اضحاك الناس وهذه حرفة المهرجين والمضحكين ومنهم ابن القاربي فقد جاء على لسان السياف مسرور سياف الخليفه الرشيد حين ذكره للرشيد يوماً لذ قال:


خرجت بالامس أتمشى بظاهر القصر حتى وصلت الى شاطيء الدجله فرأيت الناس مجتمعين فوقفت فرأيت رجلا يضحك الناس يقال له ابن القاربي وقد طلبه الرشيد لأضحاكه وهناك الجلادون بائعوا الجلود ودابغوها الذين لهم سوقهم الخاصه في زقاق وهم عادة ينادون وعادة ما يتمازحون بأن يتضاربوا بالجلود أو يضربون بها الحمقى وينتشر الحلواتيون والزياتون الذين يقلون الزلابيه في بغداد ومن أشهر حلوياتهم الزلابيه بالعسل حيث

ورد في الليالي( لا بد من دخولي وآكل فيها زلابيه بالعسل) والحواة حيث يتخذ البعض في بغداد مهنة الحاوي مجالاً لكسبهم وعادة ما يمشون وفي أيديهم أجربه فيها ثعابين وكيس صغير يحفظ فيه امتعته ومن عادتهم حمل الزماره ومن أراد الفرجه

على الثعابين طلب اليه اطلاعه على الثعابين وبعض الناس يخافون الثعابين اذا ما طرحت امامهم ومن الحرف المعروفه ببغداد الفكهانيون الذين يبيعون الفواكه وعادة ما يضعون الفواكه في أقفاص وهنالك التفاح الشامي والسفرجل العثماني والخوخ العثماني والليمون المصري والخيار النيلي ويبيع الفكهانيون الأوراد والياسمين الحلبي وشقائق النعمان والبنفسج وجميع ذلك في اسواق بغداد ومن الحرفيون ببغداد العطارون الذين يبيعون قماقم الورد وماء الزهر وانواع البخور من عود وعنبر ومسك والشموع والحلوانيون ببغداد يبيعون الحلويات

بالاطباق ومن الحلويات المشبك والقذايف والامشاط والاصابع ولقيمات القاضي وفي بغداد هنالك الصباغون الذين تطلق عليهم الليالي لفظ المعلم اذ توجد في بغداد مصابغ والمعلمون متهمون بعدم التفريق بين الحلال والحرام ولهم عادة استقبال الفلاحين الذين يجلبون لهم( النيله) لصباغة الثياب باللون الازرق الغامق ويتخذ الصباغون صبياناً لمعاونتهم في المصبغه وتجد في حوانيتهم الاحواض.

ويشارك النقاشون أو الدهانون في تزيين البناء بغد بياضه على وفق الوصف الذي يطلبه صاحب البناء من ألوان ودهان وفي بغداد من أرباب الخرف البستانيون واطلق عليهم ليالي ألف ليله أسم الخوليين الذين يعملون في بساتين الخلفاء وأرباب المناصب وأغلب العاملين في هذه المهنه من الفقراء الذين أدركتهم الشيخًوخه وبعضهم يحتفظ بفاكهة الصيف الى الشتاء أو العكس فقد ورد في قصة البنت التي قتلت في الليالي انها طلبت التفاح وان زوجها ان التفاح لا يوجد الا في بستان الخليفه وان خولي البستان يبيع منه سراً والملاحون والبحاره في السفن التجاريه فهم يعرفون بأعمالهم وأمانتهم فإذا غرق أو مات أحد التجار الذين هم في مركبهم فهم

يبيعون ويتجرون بأمواله ختى اذا عادوا الى الوطن أعادوا تجارته لذويه وهنالك الحجامون وحرفة الحجامه التي كانت غير محترمه احتماعياً ففي حكاية وردت في الليالي للخليفه المأمون مع عمه ابراهيم بن المهدي عندما عاقب جندياً لم يحسن صنع المروءه مع عمه رغم انه نفذ أمر الخلافه ولكن ليس من أجل مباديء الخلافه بل من أجل المال فقد أمر الخليفه أن يكون هذا حجاماً حيث وكل به من يضعه في دكان حجام ليعلمه الحجامه والحجامه تكون لمن كان ممتلئاً من الدم وليس فيه نقصان في دمه ولمن أراد الاحتجام فليحتجم في

نقصان الهلال في يوم بلا غيم وريح ومطر وأحسنها على الريف ولا يحتجم في شدة حراره وشدة برد وخيار أيامها الربيع وينتشر الخياطون ببغداد في دكاكين يسأجرونهل وكثيراً ما يتعرضون لمشاكل عندما تكون حوانيتهم مقابله لبعض الدور السكنيه وفي بغداد عادة ما يكون الحمالون فقراء وهم يحملون البضائع فوق


رووءسهم وربما تراه اذا أشتد عليه الحر فتراه يجلس على المصاطب المناشره على أبواب قصور وبيوت بغداد وكانت الطواحين منتشره في بغداد وعادة ما تكون أسفل الدور السكنيه وعادة ما يستخدم ثوراً لأدارة حجر الطحن.


بنت الرافدين

انثى تاريخ التسجيل : 14/11/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مدونات  عن  تاريخ  العراق Empty رد: مدونات عن تاريخ العراق

مُساهمة من طرف خادم الحسين الثلاثاء يناير 21, 2020 6:30 pm

حلة الشيخ بشار محلة بغداديه تراثيه أشتهرت بمجلسها الثقافي الذي يقوم على الشتيمه والسباب والشقاوات ( السكنيه) وحمام أيوب الشهير
---------------------------------

في الجزء الغربي من بغداد وفي جهة الكرخ كانت محلة الشيخ بشار قبل انشاء شارع حيفا وجسر الباب المعظم ولم يبقى منه الا الأطلال وهذه المحله البغداديه تطل على نهر دجله شرقاً وتحدها محلتا سوق الجديد ورأس

الجسر وكانت تعرف بالعهد العباسي بالعقبه وهذا الاسم يدلل على ان ارضها على نشز من الارض ربما هي

بقايا مبان أثريه اما اسمها الجديد فقد كان بسبب الدفين فيها وصاحب القبر المعروف بالمحله وهو الشيخ بشار

أبو الحسن علي بن محمد بن بشار الشيخ الزاهد المتوفي عام 311هج أي زمن الخليفه العباسي المقتدر وقد

ورد اسم هذه المحله في قرار المحكمه الشرعيه ببغداد منذ 1768م. وهذه المحله أشتهرت بالشقاوه عبد الامير الاسود حيث كان من شقاوات بغداد المعروفين ولكنه على الرغم من شدة بأسه فأنه أختفى فجأة ولم يعثر له

على أثر ولا يعلم ان كان قتل أو هرب الى مكان آخر أو القي في نهر دجله أو حفر له قبر فقد أنقطعت أخباره بعد أن لمعت أضواء شقاوته في عالم شقاوات بغداد وبرز في هذه المحله مجموعه من الشقاوات الذين يسمون

( السكنيه) أي من مرافقي الشقاوه الاصيل الذين يتحركون مع الشقاوه ويجلسون في المقهى معه وكأنهم من ضلال الشقاوه الكبير ومن هوءلاء في هذه المحله عبود حساني وعلي حردان وحمد حريش وصاحب طلقه اذ هيمن هوءلاء الشقاوات السكنيه على أزقة ودرابين هذه هذه المحله مثل دربونة المختار ودربونة ابن جليل

ودربونة عيش . وهذه المحله البغداديه التراثيه أشتهرت بوجود حمام أيوب الذي كانت تبلغ مساحته أكثر من

ألفي متر اذ يقع هذاالحمام ضمن منطقه سكنيه قديمه وكبيره من جهه ومنطقة أسواق رئيسيه من جهة أخرى والحمام ملاصق لعدد من البيوت التراثيه القديمه ومن جهة الشرقيه والشماليه الشرقيه يرتبط الحمام ويلاصق أحد أسواق المهمه في المنطقه والذي كان له دور في تأسيس الحمام منذ القرن الثامن عشر وقد أستمر الحمام يعمل حتى سنوات متأخره من القرن العشرين ويحيط بالحمام المحلات منها محلات النجاره حيث كانوا

يصنعون ما يحتاجه الحمام من محامل وهنالك أصحاب المهن والحرف الاخرى ويتألف الحمام من مبنين اولهما للرجال وثانيهما للنساء بأبواب خشبيه من مصراعين كعادة البناء في تلك الفتره والباب الرئيس يوءدي الى ممر فالقاعه البارده والحمام يتألف من قاعه كبيره ومن طابق واحد وهنالك قاعة المنزع التي تتوسطها نافورة ماء وخزانات خشبيه ومجرات لحفظ الامانات والمرافق الخاصة بالاستحمام وكان هذا الحمام من أبرز حمامات

بغداد في العهد العثماني وكان الماء يرد اليه من نهر دجله القريب عليه. وآل أيوب عائله بغداديه تراثيه قديمه وهم بيت معروف في الكرخ ونبغ فضلاء من هذه الاسره فمنهم من تولى مناصب عاليه فسجلات المحكمه

الشرعيه ببغداد تشير الى تولي ابراهيم بكداش اليتيم التدريس في المساجد النشهوره ببغداد ومنهم من تولى غير ذلك يدلل على ذلك الاموال الكثيره التي يملكها لأيوب اليتيم الحمامي وجدهم الاعلى الشيخ ابراهيم اليتيم أوقف جميع أوقافه على أولاده بما في ذلك مسجد النوره في الكرخ وأشتهر آل اليتيم ومحلة الشيخ بشار بالمجلس

الثقافي لآل اليتيم فهو مجلس مخصص لأهل الشغب ومن أتخذ السخريه والاستهزاء والشتم والسباب صفة وميزة له فقد كان اليتيم وفي مجلسه يختص بمشرب خاص للتبغ يسمى الشطب لا يناله غيره وقد تمكن أحد ظرفاء بغداد اسمه عبد الله الخياط من مشرب ايوب اليتيم فقد حضر الى المجلس وبعد القاء عدد من النكات

واللطائف أخذ يشتم العائلات البغداديه عائلة بعد عائله مجاراة لما تعود عليه أيوب اليتيم بحيث ابدى سروره لهذه الشتيمه والسباب حتى قدم اليه مشربه الخاص الشطب حزاء على هذه الشتيمه الصادره من عبد الله الخياط على اقواله وأخذ اليتيم يكمل الشتيمه بيتاً بعد بيت ورجلاً بعد رجل حتى جاء الدور الى أحد البيوت فألتفت

عبدالله الخياط الى اليتيم قائلاً له :


الى هذا الحد وصلت يا أيوب ثم رمى المشرب من يده فوقع على الارض وانكسر وعلى الرغم من ذلك لم يبدي اليتيم أي قول خشية من عبد الله الخياط وبعد وفاته تم دفنه
بالقرب من مقبرة الشيخ معروف سنة 1914 م وترك من الاولاد عبد المجيد وعبد الرزاق.

خادم الحسين

ذكر تاريخ التسجيل : 03/12/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مدونات  عن  تاريخ  العراق Empty رد: مدونات عن تاريخ العراق

مُساهمة من طرف بنت الرافدين السبت مارس 21, 2020 5:47 am

بغداد سنة 1922 تشهد اعتبار اللغه العربيه اللغه الرسميه وبداية تأسيس أول جامعه وأول البعثات للخارج وأول مجله أدبيه وأول عدد للوقائع وتأسيس الشرطه وانتشار الفيصليه




———————————————-


لقد كانت سنة 1922 في بغداد حافلة بالحوادث اذ أبتدأت هذه السنه بتأسيس الشرطه العراقيه في التاسع من الشهر الاول من هذه السنه وقرر مجلس الوزراء جعل اللغه العربيه اللغه الرسميه للدولة العراقيه بعد أن كانت اللغه التركيه العثمانيه 


وقرر هذا المحلس اعتبار اليوم التاسع من شهر شعبان عيداً رسمياً بمناسبة ذكرى الثوره العربيه سنة 1916 التي قادها الشريف حسين والد الملك فيصل ضد الدولة العثمانيه وتم وضع الحجر الاساس لبناية جامعة آل البيت في الاعظميه 


والتي ضمت في بدايتها كلية الحقوق وكلية الطب وكان الملك فيصل يهدف منها التقريب بين المذاهب وجرى انتقال ادارة السجون من الاداره الانگليزيه الى الاداره العراقيه وتم 


تأسيس الحزب الوطني العراقي وجمعية النهضه العراقيه وتأليف لجنه من وزارت العدل والماليه والاشغال والتجاره لدراسة موضوع النفط العراقي وتم تعيين حكمت سليمان 
كأول مدير عراقي لأدارة البريد والبرق بعد إقصاء المدير الانگليزي وصدرت الارادة الملكيه للشروع بأول انتخابات لأنتخاب أول برلمان وهو المجلس التأسيسي الذي تولى كتابة أول قانون انتخابات ومناقشة تعديل مسودة الدستور حيث 
وافق على مشروع الدستور بعد تعديل بعض أحكامه ووافق على المعاهده العراقيه البريطانيه وحصل ذلك سنة 1924 ووصل الى بغداد الأمير زيد الأخ الأصغر للملك فيصل الاول وصدر قانون لتأليف مجالس معارف في المحافظات وصدرت الموافقه على بروتوكول الحدود العراقيه السعوديه وتم إرسال أول بعثه علميه من الطلاب العراقيين للدراسه في خارج 


العراق على نفقة الحكومه وتم استحداث مدرسة للخياله في الكليه العسكريه الملكيه لتدريب الضباط على الفروسيه وتوفي علي علاء الدين الآلوسي القاضي المدرس في جامع مرجان والذي كان عضوا في البرلمان العثماني أو ما يسمى مجلس 


المبعوثان العثماني وتم تعيين توفيق الخالدي محافظاً لبغداد حيث كان يجمع بين المحافظه والادارة البلديه لبغداد وفي سنة 1922 أيضاً تم تأليف الحزب العراقي برئاسة محمود النقيب 


الولد الأكبر للسيد عبد الرحمن النقيب رئيس الوزراء والذي شكل أول مجلس وزراء في تاريخ بغداد سنة 1921 وشهدت بغداد في هذه السنه أيضاً زيارة الشاه أحمد قاچار شاه إيران 


زيارة خاصه وكان نزوله في السفاره الايرانيه ببغداد ثم زار العتبات المقدسه وقيام المعهد العلمي ببغداد حفلة أشترك فيها الشعراء والادباء وحضرها الملك فيصل الاول وتم التوقيع تلى اتفاقية المحمره بين العراق وابن سعود وبريطانيا وقد 


صادق عليها الملك فيصل الاول لكن الملك السعودي لم يصادق عليها بحجة ان ممثلهم تجاوز صلاحيته ووصل بغداد الصحفي البريطاني اللورد إيسلي واستقبل بحفاوه لمواقفه 


الموءيده للعرب بشكل عام وتم اصدار قانون الجمعيات الذي ينظم أحكام تأسيس الاحزاب وعملها وتأسست جمعية كردستان ومنحت بريطانيا بغداد مركبين دفاعيين وتم تعيين رستم حيدر رئيساً للديوان الملكي وهو لبناني رافق الملك 


فيصل الاول منذ العهد العثماني وحكمه لسوريا والثوره العربيه وجاء الى بغداد مع الملك من جده في شهر حزيران 1921 حيث تم تتويج الملك شهر آب من نفس السنه وتم اجراء عمليه جراحيه للملك فيصل الاول أجراها الكابتن 


ابراهام بحضور الطبيب الانگليزي سندرسن باشا وقام الملك فيصل بتكليف عبد الرحمن النقيب بتشكيل الوزاره الجديده ويتولى النقيب تشكيل وزارته الثالثه منذ 1920 أول وزاره 


وصدرت في بغداد أول مجله أدبيه بأسم الزنبقه ورئيس تحريرها عطا عون ولكنها استمرت لعددين فقط وفي هذه 
السنه هاجم اللصوص قافله كبيره للزوار بين الكاظميه ومركز بغداد ونهبوا كل ما تحمله من مال ومتاع وصدر أول عدد من الجريده الرسميه جريدة الوقائع العراقيه حيث بدأت بنشر 


القوانين والبيانات الرسميه وقد أصدرتها وزارة الماليه وبعد ذلك تحولت الى وزارة الداخليه ثم وزارة الارشاد وأخيراً وزارة العدل والتي أستمرت بالصدور الى الان وصدر قانون الاصول الجزائيه وقانون الطوابع وصدرت جرائد المفيد والتوحيد وصدرت مجلات التجاره العراقيه والتلميذ العراقي 


ونشرة الاحد ولم تنته سنة 1922حتى أنتشر وباء الطاعون في بغداد الذي ظهر في صيف هذه السنه.
٢٢٢٢
تعليقان
٣ مشاركات

بنت الرافدين

انثى تاريخ التسجيل : 14/11/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مدونات  عن  تاريخ  العراق Empty رد: مدونات عن تاريخ العراق

مُساهمة من طرف خادم الحسين السبت يوليو 18, 2020 7:07 pm

طارق حرب
أمس الساعة ‏٦:٣٩ م‏ · 
من المدرسه العسكريه الملكيه سنة 1924 الى الكليه العسكريه سنة 1938 ومكانها من الكرنتينه 1924 الى الكراده الشرقيه 1927 الى الرستميه سنة 1947
—————————— من المعاهد العسكريه التي تعتبر من معالم بغداد الكلية العسكريه والتي تأسست في محلة الكرنتينه بعد الباب المعظم سنة 1924 شمالي بغداد التراثيه وفي شهر تموز 1927 أنتفلت الى محلة الكراده الشرقيه ولازلت اتذكر مكانها حيث كانت قريبه من الجسر المعلق غير بعيدة عن السيد ادريس ويومها كان والدي النائب عريف قاسم حرب في المدرسه هذه وكان ذلك في شهر تموز 1927 م وتحول اسم المدرسه العسكريه الى الكليه العسكريه سنة 1938 وحتى شهر أيلول 1947 حيث انتقلت الكليه العسكريه من الكرادة الشرقيه الى منطقة الرستميه والتي كانت مزرعه انموذجيه للقطن والمزروعات وكانت هنالك الكليه الزراعيه ودار المعلمين الريفيه ومخازن العتاد حيث الغيت جميعاً للكليه العسكريه وفي سنة 1949 جائت كلية الاركان فأخذت جزء من المباني لها بعد نقل الكليه من معسكر الوشاش الى الرستميه لتكون مجاوره للكليه العسكريه وفي ثمانينات القرن العشرين تم تحويل اسم كلية الضباط الاحتياط الى الكليه العسكريه الثانيه فأصبحت الكليه العسكريه الاولى ولازالت الكليه العسكريه في الرستميه منذ 1947 حتى اليوم ونحن في سنة 2020. وبداية الكليه العسكريه كانت في سنة 1921 وبعد تأسيس الجيش في كانون الثاني من هذه السنه حيث تأسست مدرسة الاعوان في محلة الكرنتينه لتدريب وتوحيد الضباط الذين التحقوا بالجيش العراقي الجديد والذين كانوا في الجيش العثماني او في الجيش العربي الذي كان بقوده الملك حسين والد الملك فيصل الاول الذي اصبح ملكاً على العراق وبسبب انتهاء هذا المصدر ولأجل تدريب الشباب ليكونوا ضباطاً في الجيش الذي أخذ بالتوسع فكانت المدرسه الحربيه التي تم تبديل اسمها الى المدرسه العسكريه واضيف لها الملكيه فكان اسمها الجديد المدرسه العسكريه الملكيه حتى سنة 1938 تم تبديل اسمها الى الكليه العسكريه واذا كانت الدورة الاولى للكليه سنة 1924 فأن الدوره السادسه والعشرين كانت في الرستميه التي استملكتها وزارة الدفاع لوجود الساحات والميادين واللوازم الخاصه بالكليه ومهماتها وفي سنة 1957 تم الاعتراف بشهادة الكليه العسكريه بدرجة بكلوريوس علوم عسكريه. لقد أعلنت الجرائد البغداديه بما فيها جريدة الوقائع العراقيه الجريده الرسميه يوم 1924/2/14 الاعلان التالي:
لقد تقرر فتح المدزسه الحربيه في بغداد في الاول من نيسان 1924 وسيكون عدد التلاميد خمس وسبعين تلميذاً وان المنهج سيسير حسبما بلي؛
مدة التدريب ثلاث سنوات
تعطل المدرسه ثلاثة أشهر في كل سنه
يكون التدريس فيها ليلاً نهاراً
تتعهد بإطعام التلميذ وكسوته ومنامه
ان راتب التلميذ الشهري ثلاثون روبيه للسنة الاولى وسينظر في امر زيادته في السنه الثانيه والثالثه
نشأة التلميذ فيها بعد نجاحه تكون برتبة ملازم ثان في الجيش العراقي وفي شروط القبول يذكر الاعلان المنشور شروط التلميذ للقبول ما يلي:
أن يكون عراقياً
ان يترواح عمره بين 17-24 سنه
ان يكون حائزاً على شهادة مدرسة ثانويه أو مدرسه سلطانيه أو ما يعادلها
أن يكون قوي البنيه وسالماً من العلل والامراض ومتحملاً للمشاب العسكريه
أن لا يكون متزوجاً
أن يكون من ذوي العفه وان لا يكون احد اقاربه مشتهراً بسوء الخلق .
وختم الاعلان بأنه على من يرغب في الدخول حائزاً على الشروط المتقدمه فليراجع مدير الاداره والميره في الجيش العراقي ان كان في بغداد وآمر لواء ( محافظه) الموصل ان كان في الموصل وآمر منظقة الفرات ان كان في الناصريه وضابط التجنيد ان كان في أحد المراكز لمدة 15 مارت( اذار) وبعد ذلك لا تقبل المراجعه بتاتاً أما من كان في محل لا يوجد فيه ضابط تجنيد فعليه أن يرسل بأستدعائه ووثائقه وشهادة الطبيب الى أقرب لجنه لمحله. وبعدها صدر اعلان جديد محددا
ان الدراسه ستبدأ يوم العاشر من مايس من هذه السنه 1924 وحددت القبول بدون امتحان للمأدونين في مدارس ؛ دار المعلمين والمكتب السلطان والاعدادي
الملكي في زمن الحكومه السابقه ومن الصف الثاني من المكتب السلطاني السابق من تلامذة الحقوق وغيرهم يتوقف قبولهم على نجاحهم في امتحانات الجغرافيه العامه والتاريخ العام والرياضيات واللغه العربيه وسيجري في بغداد والبصره والموصل والناصريه والمتخرجون من المدارس الاهليه فيشترط المعادله وبخلافه الامتحان وصدر اعلان جديد بأن الامتحان سيجري في بغداد والناصريه والعماره وبعقوبه ومندلي وكركوك والموصل ويوم 1924/5/11 نشرت الجرائد البغداديه بشأن حصور التلاميذ وبالنظر لعدم اكمال العدد المطلوب فقررت وزارة الدفاع اشراك اولاد رووءساء العشائر لتوثيق الروابط مع الحكومه وتألفت المدرسه من جناح الحربيه ويرأسه النقيب سليمان فتاح وآمرو الفصائل الملازمون كامل شبيب ومظفر ابراهيم وجناح التدريب الرئيس توفيق وهبي والهيئه التعليميه الملازمون فاضل عبد اللطيف وممحمد سعيد وحميد رأفت وصالح صائب ومحمود حقي


وكان لكل جناح آمر في مستوى آمر سريه وعين ناظر( عميد او مدير) للمدرسه هو الكابتن البريطاني( جي كيو سوليڤان) وآمر عراقي هو المقدم جميل عبد والمساعد الملازم الاول سيد احمد سيدمحمود والملازم الاول سعيد عمر التكريتي ضابط الاعاشه والرواتب واختارت المدرسه هيئه تدريسيه من النقدم ركن امين زكي للجغرافيه العسكريه ورورءف الچادرچي للتاريخ العسكري ومعه مدحت فاضل والرئيس صبيح نجيب والرياضيات أحمد حمدي واللغه العربيه منير القاضي والهندسه المقدم ركن محمد أنين العمري ومعاونه الملازم اول توفيق الدملوجي والتخطيط الرئيس الركن بكر صدقي يعاونه الملازم حسبن مكي خماس والقوانين العسكريه المقدم صبحي حليم واللغه الانگليزيه ابراهيم دباس والتعبئه الرئيس توفيق وهبي وشملت الدروس العمليه استعمال البندقيه والحربه والعصا والمسدس ( ويبلي) والرشاشهلويس والمشاة والتعبئه واسنحكامات الميدان وفي 28 حزيران 1927 أقيمت حفلة تخرج اول ذوره للمدرسه العسكريه الملكيه بحضور نوري باشا السعيد وزير الدفاع وتمت قراءة الاراده الملكيه( المرسوم) المتضمن منحهم رابة ملازم وكان عدد المتخرجين 47 طالباً وتوزعوا على اصناف الخياله سبعه والمدفعيه تسعه والمشاة 28 وثلاثه تم ارسالهم في بعثه الى 




بريطانيا ولا بد ان نلاحظ ان هذه الكليه خرجت الكثير من الملوك والرووءساء والامراء ولازلت اتذكر كيف كان والدي رئيس عرفاء قاسم حرب المعلم الخاص لاأمير محمد بن طلال شقيق الملك حسين وعم ملك الاردن عبد الله عندما جاء للدرسه في هذه الكليه سنة 1957 ولازالت لدي صوره له مع والدي وغير الامير كثير.

خادم الحسين

ذكر تاريخ التسجيل : 03/12/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى