المجالس الثقافيه البغداديه لليهود

**خادم الحسين** تاريخ التسجيل : 03/12/2010

8 سبتمبر الساعة 10:38 ص ·
الصحفي رئيس تحرير مجله الحاصد و الاديب كاتب قصة اول فلم عراقي و القانوني المحام و التاجر والشاعر وصاحب مجلس ثقافي بغدادي اليهودي البغدادي أنور شاووءل
———————————
انه اليهودي الذي ولد بالحله سنة 1904 وأنتقل الى بغداد وعمره اثنتي عشر سنة فكان صباه وشبابه وبدء شيخوخته ببغداد وحتى مغادرته سنة 1971 بعد ان ضاقت به سبل العيش هو أنور شاووءل الذي ابدع في مهن كثيره وبرع في اعمال عديده منها كونه صحفياً فقد أشترك في تحرير مجلة الصباح البغداديه وأصدر مجلة الحاصد وهو أديب كتب قصة اول فلم عراقي ووصفه الزيات فقال انه ثاني اثنين مهدا لكتابة القصه الحديثه في العراق واحاط بمهنة القانون فكان من المحامين الذي يشار اليهم بالبنان في بغداد وهو تاجر ابن تاجر فهو أنور ابن شاوءل ابن يهودا ابن يوسف بن ساسون ينتمي الى اسرة بغدادية قديمه تحدرت من الشيخ ساسون صالح داود يعقوب المعروف والذي كان زمن الوالي العثماني سعيد باشا الذي حكم بغداد بداية القرن التاسع عشر حيث كان جده أبو روبين رئيس صيارفة بغداد في عهد الوالي المذكور وكان أنور شاووءل يدير مطبعته المشهوره ببغداد وهي شركة مطبعة التجاره والطباعه وله مجلس ثقافي بغدادي في مطبعته هذه حيث كان مجلسه الثقافي البغدادي من المجالس الثقافيه البغداديه اليهوديه المتميزه أشتهر مجلسه هذا ببغداد واشتهرت مجالس ثقافيه يهوديه ببغداد منها مجلس الاسره اليهوديه الاكثر ثراء عائلة مناحيم دانيال ومجلس الحاخام ساسون خضوري ومجلس الاديب مير بصري ومجلس القاضي المشهور داود سمره ومجلس الاستاذ يوسف الكبير ومجلس النائب نعيم زلخه ومجلس النائب ابراهيم حييم ومجلس فقيه الدستور الملكي روبين بطاط كما كان يوصف ومجلس التاجر المحامي صالح قحطان.
وحياة انور شاووءل تتلخص في انه اتم الدراسه الثانويه سنة 1927 ودخل كلية الحقوق فنال شهادتها سنة 1931 وخلال ذلك كان يتولى التدريس في المدارس الاهليه واشترك في تحرير مجلة الصباح حيث نشر فيها كثيراً من شعره تحت اسم ابن السموأل ثم أصدر مجلة الحاصد الاسبوعيه الادبيه سنة 1929 التي استمرت ما يقارب العشر سنوات عدا فترة انقطاع وزاول المحاماة وتخرج ضابط احتياط سنة 1939 واسس دار طباعه وصفه الشاعر علي الخاقاني في كتابه شعراء بغداد فقال هو أبو ضياء ألف العديد من الكتب وقال( عرفته منذ زمن طويل كأديب له وزنه لا سيما وانه كتب قصة وسيناريو اول فلم سينمائي عراقي ( عليا وعصام) وكشاعر مرهف الحس حاد الذكاء يعجبك في اسلوبه ويسحرك بلباقته وهدوئه و شارك في تنمية الوعي الادبي بأنشغاله في الحقل الصحفي كتب الكثير من المقالات الواعيه ترجم له الاستاذ غازي الكنين في كتابه شعراء العراق المعاصرون أما الاديب مير بصري فيقول فيه ان انور شاووءل ظل وفياً للحله مسقط رأسه فقد أنشد قائلاً في قصيدته مسرح الصبا:
يا ديار حبها تيمني
لك في قلبي غرام أبدي
وقال في الحله عروس الفرات كما يسميها:
تذكرت عهداً من حياتي مخضراً
فيا لك من عهد ويا لك من ذكرى
تذكرت اياماً هي العمر كله
اذا الفكر يوماً راح يعتصر العمرا
ويستمر الاديب بصري فيقول ؛ برع انور شاووءل في الشعر والقصه كما عرف محامياً وصحفياً ممتازاً وله من الموءلفات الحصاد الاول وعليا وعصام وهي قصه سينمائيه وفي زحام المدينه مجموعة قصص وهمسات الزمن وترجم مسرحية وليم تل وأربع قصص صحيه وقصي من الغرب والطباعه العامه فنونها وصناعاتها وقد نظم قسماً من ملحمة گلگامش شعراً وفي سنة 1980 أي بعد تركه بغداد وهجرته كتب ( قصة حياتي في وادي الرافدين)
وصفه جعفر الخليلي فقال: يعتبر أنور شاووءل من أوائل ممارسي أدب القصه الحديثه فقد كتب اول قصه سنة 1927 فقد كان من المبشرين بأدب القصه ومن الداعين الى قرائتها وتفهمها والمشجعين على كتابتها وأصدر مجلة الراصد فملأها أدباً ومن طريق الحاصد عرف القراء الشيء الكثير من مزية القصه الحديثه وأهميتها في عالم الأدب. وفي احدى جلسات المجلس الثقافي البغدادي الخاص به كان المحاضر في الجلسه هو وحده حيث اورد شيئاً من شعره واجمل شيء في الشعر سماعه من كاتبه لا سيما وان مجلسه الثقافي كان يضم علماء بغداد ومثقفيها وادباو ئها وقسم من أهل القانون وصحفييها وشيء من تجار بغداد واهل القانون من المحامين بحكم انه قانونياً وتاجراً صحفياً شاعراً قاصاً حيث ابتدأ قوله في مجلسه الثقافي :
في صفاء الضحى عبدت جمالك
ونسيم الصبا شممت خصالك
وعنوان حبي يقول:
أحب الكمال واسعى له
وان كان مسعاي صعب المنال
وعنوان الجمال يقول:
أحب الجمال واربابه
واملوء كأسي من خمره
وبعنوان الحياة
أحب الحياة وما في الحياة
وأنسج منها خيوط الرجاء
وبعنوان ابسمي لي:
ابسميلي ففي ابتسامتك نور
مغرق بالضياء ظلمة بوءسي
وبعنوان الأمل
بنى الارض ان رمتم سعوداً وعزة
فلا تغلقوا الآذان عن نغماتي
ففيها عزاء وارتياح وسلوة
ومنها نسيم عاطر النفحات
وأوتار قيثاري تقطع حلها
ولم يبقى منها غير ذي الحسرات
وعارض انور شاووءل قصيدة ( يا ليل الصب) التي صاحبها ابو الحسن علي بن عبد الغني الفهري المقري الضرير القيرواني المتوقي عام 488هج حيث انضم شاووءل الى قائمة الشعراء الذين عارضوا القصيده منهم ابن الأبار وأحمد شوقي والامير نسيب ارسلان وجميل صدقي الزهاوي والدكتور عبد الرزاق محي الدين ونعمان ماهر الكنعاني فيقول شاووءل:
الليل تسمر أسوده
والصب تناساه غده
صب ولهان جوانحه
ظمأى للقائك تنشده
خفاق القلب على لهب
يطفيه الشوق ويوقده وله بعنوان لا تكبري:
يا متعة العين ويا
منية قلبي وفني
يا حلمي في يقضتي
ويقضتي في حلمي
قفي بشاطيء الصبا
والهمي واستلهمي
وله بعنوان بعض الصخب:
كم زهرة رقت حواشيها
تبهر بالالوان رائيها
ندية الاوراق سحرية
بلابل الروض الروض تاغيها
التعليقات