منتديات نور الشيعه
يا هلا وغلا بل الجميع

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات نور الشيعه
يا هلا وغلا بل الجميع
منتديات نور الشيعه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشاعر العباسي المتنبي من أعظم الشعراء

اذهب الى الأسفل

 الشاعر العباسي المتنبي من أعظم الشعراء  Empty الشاعر العباسي المتنبي من أعظم الشعراء

مُساهمة من طرف خادم الحسين الأربعاء سبتمبر 27, 2023 3:55 am

ذكرى مقتل الشاعر العباسي المتنبي
من أعظم شعراء العصر العباسي، عرف عنه إتقان مدح وهجاء نفس الشخص، وقتله قصيدتان له -هجاءٌ وفخر-
إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ**فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ
فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ**كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ
يرَى الجُبَناءُ أنّ العَجزَ عَقْلٌ**وتِلكَ خَديعَةُ الطّبعِ اللّئيمِ
-
-
وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ**فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ
-
-
لا تَشتَرِ العَبدَ إِلّا وَالعَصا مَعَهُ** إِنَّ العَبيدَ لَأَنجاسٌ مَناكيدُ
-
-
عَـلَى قَـدْرِ أَهـلِ العَـزمِ تَأتِي العَزائِمُ**وتَــأتِي عَـلَى قَـدْرِ الكِـرامِ المَكـارِمُ
-
-
قومٌ إذا مس النعالُ وجوههم**شكت النعالُ بأي ذنبٍ تُصفعُ
-
-
هذه أبيات شعرية متفرقة كتبها أحد أعظم شعراء العصر العباسي وأشهرهم وهو الشاعر أبو الطيب المتنبي واسمه أحمد بن الحسين الجعفي الكندي وقد ولد في الكوفة عام 915م، وأما لقبه المتنبي فقيل لأنه ادعى النبوة قبل أن يتوب، ولكنه أنكر ذلك وقال للعالم النحوي عثمان بن جني بأن لقب المتنبي معناه المرتفع، واشتقها من كلمة النبوة والتي تعني المرتفع من الأرض.
-
-
***** ومن أجمل الأبيات التي يفخر فيها بنفسه:


يا أعدَلَ النّـاسِ إلاّ فِـي مُعامَلَتـي**فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَـمُ
أنَا الذي نَظَـرَ الأعْمَـى إلى أدَبـي**وَأسْمَعَتْ كَلِماتـي مَنْ بـهِ صَمَـمُ
أنَامُ مِلْءَ جُفُونـي عَـنْ شَوَارِدِهَـا**وَيَسْهَـرُ الخَلْـقُ جَرّاهَـا وَيخْتَصِـمُ
إذا رَأيْـتَ نُيُـوبَ اللّيْـثِ بـارِزَةً**فَـلا تَظُـنّـنّ أنّ اللّيْـثَ يَبْتَسِـمُ
الخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي**وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ
كم تَطْلُبُونَ لَنَـا عَيْبـاً فيُعجِزُكـمْ**وَيَكْـرَهُ الله مـا تَأتُـونَ وَالكَـرَمُ
ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شَرَفِـي**أنَـا الثّرَيّـا وَذانِ الشّيـبُ وَالهَـرَمُ
-
-
***** ومن أجمل أبيات الغزل التي كتبها:
-
وَما هِيَ إِلّا لَحظَةٌ بَعدَ لَحظَةٍ**إِذا نَزَلَت في قَلبِهِ رَحَلَ العَقلُ
جَرى حُبُّها مَجرى دَمي في مَفاصِلي**فَأَصبَحَ لي عَن كُلِّ شُغلٍ بِها شُغلُ
وَمِن جَسَدي لَم يَترُكِ السُقمُ شَعرَةً**فَما فَوقَها إِلّا وَفيها لَهُ فِعلُ
كَأَنَّ سُهادَ اللَيلِ يَعشَقُ مُقلَتي**فَبَينَهُما في كُلِّ هَجرٍ لَنا وَصلُ
أُحِبُّ الَّتي في البَدرِ مِنها مَشابِهٌ**وَأَشكو إِلى مَن لا يُصابُ لَهُ شَكلُ
-
-
واشتهر عنه تقلبه في علاقته مع الحكام، فكان يمدح حاكم حلب سيف الدولة الحمداني ثم يهجوه، وكان يمدح حاكم مصر أبو المسك كافور ثم يهجوه.
-
-
***** المتنبي يمدح سيف الدولة الحمداني
-
عاش المتنبي أجمل أيامه في حلب حيث كان حاكمها سيف الدولة الحمداني يهتم بالشعر والأدب ويحمي الثغور من الروم.
وخلال تلك الفترة مدح سيف الدولة قائلا:
-
عَـلَى قَـدْرِ أَهـلِ العَـزمِ تَأتِي العَزائِمُ**وتَــأتِي عَـلَى قَـدْرِ الكِـرامِ المَكـارِمُ
وتَعظُـمُ فـي عَيـنِ الصّغِـيرِ صِغارُها**وتَصغُـر فـي عَيـنِ العَظِيـمِ العَظـائِمُ
يُكـلّفُ سَـيفُ الدَولَـةِ الجَـيشَ هَمّـهُ**وقـد عَجَـزَتْ عنـهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ
وَيَطلُبُ عندَ النّاسِ ما عندَ نفسِه**وَذلكَ ما لا تَدّعيهِ الضّرَاغِمُ
هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لوْنَها**وَتَعْلَمُ أيُّ السّاقِيَيْنِ الغَمَائِمُ
سَقَتْها الغَمَامُ الغُرُّ قَبْلَ نُزُولِهِ**فَلَمّا دَنَا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ بَنَاهَا فأعْلى وَالقَنَا يَقْرَعُ القَنَا**وَمَوْجُ المَنَايَا حَوْلَها مُتَلاطِمُ
-
-
*****المتنبي يهجو سيف الدولة الحمداني
-
تحولت علاقة المتنبي مع سيف الدولة إلى عداء فقيل أن السبب هو تعرض المتنبي للإهانة في أحد مجالس سيف الدولة، وقيل لأن سيف الدولة رفض أن يتزوج المتنبي من أخته، فهجاه المتنبي بعد رحيله إلى مصر قائلا:
-
فِراقٌ وَمَن فارَقته غَيرُ مُذَمَّمِ** وَأَمٌّ وَمَن يَمَّمتُ خَيرُ مُيَمَّمِ
إِذا ساءَ فِعلُ المَرءِ ساءَت ظُنونُهُ** وَصَدَّقَ ما يَعتادُهُ مِن تَوَهُّمِ
وَعادى مُحِبّيهِ بِقَولِ عُداتِهِ**وَأَصبَحَ في لَيلٍ مِنَ الشَكِّ مُظلِمِ
أُصادِقُ نَفسَ المَرءِ مِن قَبلِ جِسمِهِ**وَأَعرِفُها في فِعلِهِ وَالتَكَلُّمِ
وَأَحلُمُ عَن خِلّي وَأَعلَمُ أَنَّهُ** مَتى أَجزِهِ حِلمًا عَلى الجَهلِ يَندَمِ
وَإِن بَذَل الإِنسانُ لي جودَ عابِسٍ**جَزَيتُ بِجودِ التارِكِ المُتَبَسِّمِ
وَما كُلُّ هاوٍ لِلجَميلِ بِفاعِلٍ**وَلا كُلُّ فَعّالٍ لَهُ بِمُتَمِّمِ
فِدىً لِأَبي المِسكِ الكِرامُ فَإِنَّها**سَوابِقُ خَيلٍ يَهتَدينَ بِأَدهَمِ
-
-
******المتنبي يمدح كافور
-
بعد أن أتى المتنبي إلى مصر واستقبله حاكمها كافور الإخشيدي مدح المتنبي كافور قائلا:
-
ترعرعَ المَلِكُ الأستاذُ مُكتهِلاً**قبل اكتِهالٍ أديباً قبلَ تأديبِ
مُجرَّباً فَهَماً مِنْ قَبْلِ تَجرِبَةٍ**مُهذَّباً كرَماً مِنْ غيرِ تهذيبِ
حتى أصابَ منَ الدنيا نهايتها**وهمُّهُ في ابتداءاتٍ وتشبيبِ
يُدَبِّرُ المُلْكَ من مصرٍ إلى عدَنٍ**إلى العراقِ فأرضِ الرُّومِ فالنُّوبِ
-
وله أيضا في مدح كافور:
-
وما طرَبي لمَّا رأيتُكَ بِدعةً**لقد كُنتُ أرجو أنْ أراكَ فأطربُ
وتعذلُني فيكَ القوافي وهِمَّتي**كأني بمدحٍ قبل مدحِكَ مُذنِبُ
ولكنَّهُ طالَ الطَّريقُ ولم أزَلْ**أُفَتَّشُ عن هذا الكلامِ ويُنهَبُ
-
-
*****المتنبي يهجو كافور
-
قام المتنبي بهجاء كافور بسبب أن كافور رفض أن يمنح المتنبي منصبا في الدولة، ويعتبر هجاء المتنبي لكافور من أشهر ما قيل في الهجاء حيث عايره بأنه خصي وعبد وحتى أيضا عايره بلونه، فقال المتنبي:
-
لا تَشتَرِ العَبدَ إِلّا وَالعَصا مَعَهُ**إِنَّ العَبيدَ لَأَنجاسٌ مَناكيدُ
ما كُنتُ أَحسَبُني أبقى إِلى زَمَنٍ**يُسيءُ بي فيهِ كَلبٌ وَهوَ مَحمودُ
وَأَنَّ ذا الأَسوَدَ المَثقوبَ مِشفَرُهُ**تُطيعُهُ ذي العَضاريطُ الرَعاديدُ
جَوعانُ يَأكُلُ مِن زادي وَيُمسِكُني**لِكَي يُقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقصودُ
مَن عَلَّمَ الأَسوَدَ المَخصِيَّ مَكرُمَةً**أَقَومُهُ البيضُ أَم آبائُهُ الصيدُ
أَم أُذنُهُ في يَدِ النَخّاسِ دامِيَةً**أَم قَدرُهُ وَهوَ بِالفَلسَينِ مَردودُ
أَولى اللِئامِ كُوَيفيرٌ بِمَعذِرَةٍ**في كُلِّ لُؤمٍ وَبَعضُ العُذرِ تَفنيدُ
وَذاكَ أَنَّ الفُحولَ البيضَ عاجِزَةٌ**عَنِ الجَميلِ فَكَيفَ الخِصيَةُ السودُ
وقيل بعد هذه القصيدة لو قام كافور بإعطاء المتنبي حكم مصر بأسرها وليس فقط منصب لكان أفضل لكافور بدلا من هذه القصيدة التي أساءت له وخلدت هذه الإساءة.
-
-
***** ومن أجمل أبيات الإعتزاز بالعروبة:
-
وَإِنَّما الناسُ بِالمُلوكِ وَما**تُفلِحُ عُربٌ مُلوكُها عَجَمُ
لا أَدَبٌ عِندَهُم وَلا حَسَبٌ**وَلا عُهودٌ لَهُم وَلا ذِمَمُ
بِكُلِّ أَرضٍ وَطِئتُها أُمَمٌ**ترعى لِعَبدٍ كَأَنَّها غَنَمُ
-
-
***** مقتله
-
كان المتنبي قد هجا قاطع طرق يدعى ضبة بن يزيد الأسدي العيني بقصيدة شديدة الهجاء شنيعة الألفاظ وتحتوي على الكثير من الطعن في الشرف مطلعها:


مَا أنصَفَ القَومُ ضبّة وَأمهُ الطرْطبّة**وإنّما قلتُ ما قُلــتُ رَحمَة لا مَحَبة
فلما كان المتنبي عائدًا إلى الكوفة، هاجمه فاتك بن أبي جهل الأسدي، وهو خال ضبّة بن يزيد العوني الذي هجاه المتنبي، فهرب المتنبي فقال له غلامه: أتهرب وأنت القائل:
الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم
فرد عليه المتنبي بقوله: قتلتني قتلك الله.
-
فعاد المتنبي وكان مقتله بسبب هذا البيت في تاريخ 25 رمضان 354 هجري الموافق 965/09/24م، وقُتل معه ابنه محمد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول جنوب غرب بغداد.
****** المصادر:
1) تاريخ بغداد، الخطيب البغدادي.
2) المتنبي، محمود شاكر.
3) شرح ديوان المتنبي، علي بن أحمد الواحدي.

4) أبو الطيب المتنبي في مصر والعراقين، مصطفى الشكعة

*****************
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري
*****************

خادم الحسين

ذكر تاريخ التسجيل : 03/12/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى