منتديات نور الشيعه
يا هلا وغلا بل الجميع

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات نور الشيعه
يا هلا وغلا بل الجميع
منتديات نور الشيعه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجواري والغلمان في التراث العربي

اذهب الى الأسفل

الجواري والغلمان  في التراث العربي  Empty الجواري والغلمان في التراث العربي

مُساهمة من طرف خادم الحسين الأحد أكتوبر 01, 2023 1:01 pm



الخصيان
في قصور الخلفاء المسلمين
خلال مراحل التاريخ الاسلامي ، لعب الخصيان ادواراً مهمة ، فقد قادوا الجيوش وتولوا مناصب حساسة ولهم قرار كبير في تغيير الحكام.
لعب الخصيان ادوارا مهمة في كل الحضارات وحتى في التاريخ الحديث ، وكان خصي العبيد ينفذ لعدة اسباب، منها توكيلهم بحراسة النساء وخدمتهن ، وذلك يتطلب الاختلاط بهن ، او لغرض ترقيق الصوت وتهيئة صاحبه للغناء كما حدث في ايطاليا في العصور الوسطى، وكان الاخصاء ينفذ كذلك على الزناة وبعض المجرمين.
ظهر استخدام الخصيان بشكل واضح في التاريخ الاسلامي عند الامويين، وكان معاوية بن ابي سفيان اول من استخدمهم لحراسة نساء القصور.
وحسب استاذ التاريخ الحديث د حمادة ناجي يذكر ان يزيد بن معاوية هو اول من استخدمهم لحراسة النساء في قصوره او اثناء خروج الجيوش للحرب ، ثم ولاهم بعد ذلك مناصب حساسة ، مثل منصب حاجب الديوان الذي تولاه خصي اسمه فتح.
ويذكر جلال الدين السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء ( ان مسامرة يزيد للخصيان كان واحدة من اسباب خلع اهل المدينة المنورة له، بجانب كثرة ما ارتكبه من اعمال استنكروها عليه)
بعد يزيد تزايد عدد الخصين في القصور الاموية ، وكان للخليفة عمر بن عبد العزيز خصيان منهم ابو امية الخصي ، ومنصور الخصي، ومرثد الخصي، وكان لمروان بن محمد خصيان وله مولى اسمه سعد الخصي.
اما العصر العباسي فقد امتلأ بالخصيان ، فالبسوهم اجمل الثياب وافخرها، وزينوهم باجمل الحلي والجواهر، وسمحوا لهم بمشاركة الخلفاء في محالسهم والسير معهم ، حسب ماذكر د عبد فزع المعموري ود يوسف كاظم جغيل الشمري في دراستهما( الخصيان والمترجلة في الدولة العربية الاسلامية حتى عام 1258م.
يروي ابن الاثير في الكامل في التاريخ ان الخليفة هرون الرشيد كان اذا سار موكبه خرج معه 400 خصي يحملون القسي المملوءة بالبندق ويرمونه على من يعترض طريق الخليفة.
وكان لبعض الخصيان دور في بناء وتأسيس مدن كما حدث سنة 787 عندما عهد الى فرج الخصي ببناء مدينة طرطوس التركية ايام خلافة الرشيد كما يروي خليفة بن خياط في كتابه( تاريخ خليفة بن خياط)
اما الامين كان له شأن مختلف مع الغلمان اذ يروي الطبري في تاريخ الامم والملوك يقول ( لما ملك الامين ابتاع الخصيان ، وغالى بهم، وصيرهم لخلوته ورفض النساء والجواري)
ونقل كتاب الخصيان والمترجلة عن كتاب تاريخ بغداد للبغدادي ان شريحة من الخصيان سادت ايام المقتدر العباسي وتولت مناصب مهمة في الجيش والحجابة.
واحد هؤلاء مؤنس التركي الخادم الذي امتاز بحنكة سياسية اهلته للتدرج في المناصب واصبح احد الزعامات وولاه المقتدر دمشق الا انه انقلب على الخليفة بعد ذلك.
تتم عملية الخصي بطريقة وحشية جدا إذ لايكتفي القائمون بها على بتر العضو الذكري وحده بل يبترون بالسكين جميع الأجزاء البارزة المرتبطة به ثم يصبون في الحال على مكان البتر الزيت المغلي ويتبعونه بوضع مسحوق الحناء
ويثبتون أنبوباً في الجزء الباقي من مجرى البول ثم يدفنون الضحية في الأرض إلى ما فوق بطنه وبعد أن يتركوه في هذه الحالة يوم او يومين يخرجونه من التراب ويدهنون مكان الجرح بعجينة من الطين والزيت"لك ان تتخيل كمية الألم التي يشعر بها الضحايا
معظم اؤلئك الفتية المساكين ينتهي مصيرهم إلى الموت نتجية هذه العملية.. فقد روي أن ثلاثين غلاما ممن جرى خصيهم ليقومو بخدمة حريم احد سلاطين مراكش بقي سبعة منهم فقط على قيد الحياة بعد العملية..
السؤال هنا إذا كان الاسلام قد نهى عن الخصي فمن اين كان يأتي كل أؤلئك المخصيين الذين عرفتهم الحضارات الاسلامية منذ العهد الأموي وحتى قبل 40 او 50 سنة ؟ بالتأكيد لم يجلبو من ديارهم على حالهم تلك بل كان يتم خصيهم على يد هؤلاء المسلمين
الذين ضربو بتعلميات دينهم عرض الحائط في اسواق مشهورة على خشبات تعرف ( خشبة الخصي ).
يعد كافور الاخشيدي ابزر الخصيان الذين
وصلو لسده الحكم فقد كان عبدا اسود اشتراه مؤسس الدولة الاخشيدية محمد بن طغج الأخشيد في مصر وجعله معلماً لأولاده وترقى حتى صار من كبار القادة في الجيش وأتابكاً (أي وصياً على الأمير أو السلطان القاصر) لولديه أنوجور وعلي.. ولما مات ابن طغج 946
سيطر كافور على مفاصل الدولة، وبعدها تقلد رسمياً الحكم مابين عامي 966 و 968 وهو نفسه الذي هجاه المتنبي في ابيات :
صَارَ الخَصِيّ إمَامَ الآبِقِينَ بِهَا فالحُرّ مُسْتَعْبَدٌ
وَالعَبْدُ مَعْبُود
يعرف الخصيان من الاولاد ب ( الغلمان ) وقد ازدهرت تجارتهم في دولة بني العباس وأخذ الملاح منهم ينافسون الجواري الحسان وشغف الخلفاء والأمراء والاثرياء بهم مما ساهم بشكل كبير في انتشار اللواط في القرنين الثاني والثالث للهجرة بيد أن
الجميع لم يكن بمقدورهم امتلاك ما يلزم لشراء هذا النوع من الغلمان فأقبل البعض على الغلمان السود لأن ثمنهم ارخص..كان العبد الخصي الأسود مكلفا بمهمتين أولاهما أنه رجل ثقة والثانية أنه حارس الحريم.. روى الطبري في تاريخه أن الخليفة
الأمين طلب الخصيان وابتاعهم وغالى بهم وصيّرهم لخلوته في ليله ونهاره.. ورفض النساء الحرائر والإماء حتى ان والدته زبيدة ارادت ان تصرفه عنهم فاختارت له من الجواري املحهن وكستهن كسوة الغلمان وسموا ب ( الغلاميات )
فلم تنجح في مسعاها..ويحكى أنه..أي الامين كان متيّماً بأحد الغلمان يدعى كوثر ..أنشد فيه شعراً يقول..كـوثـر ديني ودنياي وسقمي وطبيبي ****أعجز الناس الذي يلحي محباً في حبيب..
وفي ولاية المأمون"القاضي يحي بن أكثم..قاضي القضاة وصاحب التأثير
في تدبير الملك..إلى جانب علمه الديني الواسع له اشعار تتغزل بغلامين مرد..كذلك امتلك الخليفة المتوكل
عشيقاً اسمه شاهك.. يروي المسعودي في كتابه “مروج الذهب” أن الخليفة المعتصم كان يحب جمع الأتراك وشراءهم من أيدي مواليهم فاجتمع له منهم أربعة آلاف فألبسهم أنواع الديباج والمناطق المذهبة والحلية المذهبة ،وكان الخصيان في الغالب من الأولاد فـإذا اشـتـدوا اتـخـذوا لحـراسـة الملوك والرؤساء واغتيال المطالبين بالعرش أو من يخشى أن يكونوا مطالبين به..فكم من خليفة قتلوه أو سملـوا عينيه وكم من ملك وسلطان
اغتالوه بتحريض من منافسيه أو من أعدائه وقـد اسـتـكـثـر الخلفاء منهم حتى بلغوا الآلاف فكانوا في قصر المتوكل أربعة آلاف وفي قصر المقتدر عشرة آلاف..وفي قصر الزهراء بالأنـدلـس ايضا عـشـرة آلاف وفي دولة المماليك كانوا يعرفون باسم
الطواشيـة) و(الاغـوات) ويعرف مقدمهم باسم (الأستاذ) وكان للمحنكين منهم نفوذ كبير في سياسة الدولة ويولون ويعزلون ويرفعون ويخفضون كما يحلو لهم..كذلك كان الخصيان يتخذون لخدمة (الحريم) فقد كان الخلفاء والسلاطين يأتمنونهم على
نسائهم لأنهم من غير أولي الأربة بالنـسـاء.. وكان لدى السلطان عبد الحميد 200 رجل من الخصيان يقومون على خدمة نسائه وبشكل عام فإن حضورهم كان كبير وملفت طوال حكم الدولة العثمانية حيث كان يتم تدريبهم من سنّ السّابعة على الرّقص و ارتداءِ
ملابسِ الإناثِ، والعزف على الآلات والرقص امام الرّجال بالحانات والقصور السّلطانيّة ويضعون أدوات التّجميل كالنّساء تمامًا
قضية الخصاء والخصيان تعد من المسائل المسكوت عنها في التراث العربي الإسلامي إلا أن هذا لم يمنع الجاحظ من ان يجعل منها مبحثا أساسيا من المباحث التي اشتغل عليها
في كتابي الحيوان و مفاخرة الجواري والغلمان .

خادم الحسين

ذكر تاريخ التسجيل : 03/12/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى