خطبة المقداد الأخيرة وحرق الاطارات

خطبة الجمعه لسماحة العلامة الشيخ عبد الجليل المقداد (حفظه الله)
5-2-2010 م .. 20 صفر1431هجري.. مسجد خلف/ قرية نويدرات... يوم الأربعين..

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى أربعين الإمام الحسين سيد الشهداء عليه أفضل الصلاة والسلام ورزقنا الله وإياكم في الدنيا زيارته وفي الاخره شفاعته.

هناك جدل دائر حول ما يجري في الشارع من أحداث واحتجاجات فمن ذاهب وقائل بضرورة وقف وإيقاف تلك الأحداث والوقوف في وجهها ومن قائل بدعمها مع تحفظه على بعض أساليبها ويرى انه ما لم يكن هناك بديل جدي فعال يحل محل هذه الاحتجاجات فلا يتسنى له ولا يصح منه لا بالمنظور العقلاني ولا بالمنظور الشرعي أن يردع تلك الأحداث وتلك الاحتجاجات أو أن يقف في وجهها .



حجج من يريد وقف الاحتجاجات

تعال من اجل أن نناقش هذا الموضوع بكل أريحيه وموضوعيه ونزاهة حتى نستطيع أن نعطي موقف واضح من هذه الاحتجاجات ما هي حجة من يرى ضرورة إيقاف هذه الاحتجاجات بل والوقوف في وجهها حجتهم أن هذه الاحتجاجات تضر بمصالح المؤمنين وتلحق الأذى بهم وتزيدهم بؤس إلى بؤسهم وحرمان إلى الحرمان الذي يعيشونه ولا يصح بوجه ما أن الإنسان يطالب بحقه بوسيلة غير شرعية لان القاعدة المعروفة الغاية لا تبرر الوسيلة هذه حجة من يقول بضرورة وقف وإيقاف هذه الأحداث والاحتجاجات وضرورة الوقوف في وجهها.

أقول لو تمت هذه المقولة لكان ينبغي الالتزام بها في مواقع وفي مواقف متعددة لان هذه المقولة ايضا تصلح ذريعة للجهة المقابلة لخط المقاومة الإسلامية في لبنان هم يقولون بنفس هذه المقولة وبشكل أعمق وأدق هم يقول من اجل مواجهة هؤلاء الصهاينة ومن اجل ألمطالبه بإطلاق سراح سجنائكم تلحقون أذى بالناس بمقاومتكم عرّضتم مصالح الناس للضرر دمرتم لبنان مئات الشهداء آلاف المساكن والوحدات السكنية عرضتم مصالح العباد للتعطيل هذه الحجة التي تقال في بلدنا هذا تقال في وضع المقاومة اللبنانية بشكل أعمق لان الحديث هناك ليس عن ضرر يلحق الناس من دخان إطار اشتعل أو سد طريق الحديث هناك عن صواريخ وطائرات تقصف بلا رحمة ولا هوادة إذن فلنخطأ المقاومة الإسلامية ونقول بضرورة إيقافها والوقوف في وجهها هذه الحجة التي تقال بشكل أدق وأعمق بحق المقاومة الفلسطينية المتمثلة في حماس وفي الجهاد وبقية الفصائل الفلسطينية هناك ايضا من على رأس السلطة الفلسطينية والخط الآخر يقول انتم بمقاومتكم تحركون هؤلاء الصهاينة ويأتون من باب الرد على الصواريخ التي تطلقونها من غزة أو أي منطقة أخرى يردون عليكم بحرق الأخضر واليابس فلنخطأ المقاومة الفلسطينية ، الجمهورية الإسلامية بموقفها الممانع المصر على حفظ مصالحها وأحقيتها في برنامجها النووي السلمي هي ايضا تتعرض لضغوط هناك ايضا من يقول بموقفكم الممانع لأمريكا عرضتم مصالحنا الوطنية للضرر اقتصاد ضئيل أحوال الناس ضعيفة إيران اوجب موقفكم هذا أن تكون معزولة عن العالم هناك خطر توجيه ضربة إلى الجمهورية الإسلامية لماذا هذا الموقف الممانع هذه الحجة يا أخي كما تقال هنا تقال في مواضع كثيرة ماتقول هناك واضح ان الجواب الذي نسمعه كثيرا انه فرق أسهل لا يكلف عناء لا نكلف نفسنا على البحث بموضوعية ونقول لا فرق إذا كان المعيار على عدالة القضية فكما هناك القضية عادلة ما نحمله من قضية هي ايضا قضية عادلة هذا أمر.



الموقف من حركة الشارع

الأمر الآخر الذي ينبغي أن أتعرض له ماهو موقفنا الواضح ( أنا أتكلم عن نفسي ) وقد يشاطرني غيري ماهو الموقف من حركة الشارع ؟ الذي نقول مسئولين أمام الله تعالي في موقفنا هذا في مناسبات عديدة صرحت أنا وغيري بهذه الحقائق إننا لا نرضى بالتعدي على المال الخاص لأنه من المحرمات الشرعية الواضحة ولا التعدي على الأرواح لا المواطنين ولا المقيمين ولا الأجانب لا نرضى بهذا ولا نرضى بإلحاق الأذى بإنسان مؤمن أو إنسان مسلم أو إنسان مقيم لا نرضى بإلحاق الأذى وهذا صرحنا به مرارا وتكرارا إلى حد أننا قد سئمنا من هذا التصريح كما أننا لا نرضى بالتعدي على المال العام خصوصا الأمور التي ترتبط بحفظ النظام مثل إشارات المرور وما شابه ذلك وهذا لا نقوله كمجاملة ومعروف منا ومن مقالنا وتوجهنا ومذاقنا ومن التزامنا بقيم ديننا لا نقوله مجاملة بل نقوله باعتقاد راسخ لا شك فيه ولا ريب نوصي كثيرا باجتناب حرق الإطارات داخل القرى وان هذا الأمر مهما أمكن ينبغي أن نتجنب ان .. وقلت كثيرا أن الاحتجاجات لا ينبغي أن تكون في القرى لها أماكن أخرى بالنسبة للإخوة الذين يمارسون هذه الاحتجاجات.


الذين يخرجون في مظاهرات لا يخرجون لنزهة أو لهو

نحن نقول لكم قد يقول البعض صبية المهم هؤلاء الإخوة الذين يمارسون الاحتجاجات الكثير منهم لا يخرج لنزهة أو مشاهدة العاب نارية أو مشاهدة فيلم سينمائي أو لمشاهدة سيرك أو ما شابه ذلك ولا يخرج للهو واللعب والعبث وإذا كان منهم من يتصف بهذا يقال بان البعض يتلهى بحرق الحاوية أو يلعب أو يلهو أو ماشابه ذلك فلا يصح لنا أن نوصف الجميع بأنهم كذلك الغالبية منهم يخرجون لأنهم يحملون قضية ولو سالت الواحد منهم وهو ابن الخامسة عشر نعم نسلم بان أعمارهم تتراوح بين الرابعة عشر والخامسة عشر وبين العشرين ايضا يزيد على ذلك الغالبية منهم الغالبية الكثيرة منهم في سن 14 والخامسة والعشرين لكن لو سألنا الواحد منهم ماتحمل من هم لقال انه يحمل هم قضية يطالب بحقوق مشروعه يطالب بالإفراج عن السجناء ضاق ذرعا من التجنيس والبطالة والتمييز ثم تعال يا أخي وهل عيب في الإنسان وهل عيب في هؤلاء أن تكون أعمارهم في سن الخامسة عشر أو قريب من ذلك أو يزيد عليه وهل حمل قضايا الأمة وحمل هم الأمة مخصوص بأصحاب الأربعين والخمسين وعيب في حق ابن الخامسة عشر أن يحمل هم أمه وقضية امة نستند إلى أي معيار ابن 14 يمكن أن يحمل هم الأمة وابن الخامسة عشر يمكن أن يحمل هم امة ولنا في كربلاء شواهد واضحة هل هذا عيب؟ يعلم الله سبحانه وتعالى كم نحب مصلحة هؤلاء الفتية لأنهم إخوة لنا في الدين يعلم الله كم نحب مصلحتهم وكم نوجههم وكم نحب لهم الخير والسعادة وكم نحثهم على دراستهم ومستقبلهم يعلم الله أنني في موارد كثيرة عندما التقي الإخوة الأعزاء من أي بلد أحثه على دراسته واحذرهم من مخاطر اللامبالاة ومخاطر عدم التوجه للدراسة .



المواقف التي نقفها ليست لطلب زعامة بل لأداء تكليف ومسئولية

فمن الظلم ما يقال أننا أو أن البعض منا يريد أن يبني لنفسه زعامة على أكتاف هؤلاء من الظلم حقيقة وهذه اعتبرها زلة لكاتب محترم نحترم فيه حرصه على أبناء وطنه ونحترم فيه نزاهته ولكن الجواد قد يكبو كما أن السيف قد يلبو والله الذي لا اله إلا هو لا نريد أن نتوج زعماء ورموز على حساب هؤلاء لان هذا ظلم فاحش أن تبني لنفسك مجدا على أكتاف المحرومين وعلى أكتاف المستضعفين وقلناها إلى أن تعبنا وعجزنا ويا ليت لو نجد آذان صاغية ليست هذه المواقف التي نقفها لطلب الزعامة ولا طلب لرئاسة ولا طلب لجاه إنما أداء للتكليف والمسؤليه.

[/COLOR][/SIZE]

هذه الحملة مواساة مع الحملة الأمنية لوزارة الداخلية.
والخشية أن يكون التطبيل لمشاريع الظلمة الافسادية جزء من الدين.



ثم تعال يا أخي نتساءل وبكل موضوعية يقولون أن هذه الممارسات وهذه الاحتجاجات تلحق أذى بالمؤمنين وتزيدهم بؤسا وحرمانا إلى حرمانهم تعال لنتساءل وبكل موضوعية وإذا صار لنا أن نتصارح تعال يا أخي أيهما اشد ضررا علينا فعل هؤلاء الصبية الفتية الإخوة أم أداء المعارضة لاحظ قرابة أربع سنين عجاف إلى أين وصلنا والأضرار التي لحقت بنا في تقديري الضرر الذي لحقنا من أداء المعارضة أكثر بكثير أم الأضرار التي يقال بها جراء هذه الأحداث والاحتجاجات (أم أن أخطاء الكبار مغفورة ويستر عليها الستار وأخطاء الصغار ليست مغفورة بل تضخم) اعتقد أن الوقت الذي نقر بان هناك سلبيات في حركة الشارع الاحتجاجية اعتقد أن المسألة ضخمت كثيرا والعجب أن تأتي الحملة الإعلامية من أناس يحسبون عليك مواساة مع الحملة الأمنية التي يقوم بها وزير الداخلية ما هذا الاقتراب ، حرق الإطارات لم يكن يوما جزء من الدين ولن يكون لكن الخشية أن يكون التساهل والتسامح في قضايا الأمة وتحت غطاء شرعي الخشية أن يكون التخاذل والتراجع جزء من الدين من خلال التوظيف الشرعي نحن غاية ما نقول في حرق الإطارات أو ما نقوله في الحركة الاحتجاجية التي يقوم بها الشارع إننا لا نملك المسوغ الشرعي ولا العقلاني للوقوف في وجهها أو إيقافها ولا ندعي أنها جزء من الدين الخشية أن يكون التطبيل لمشاريع الظلمة الافسادية جزء من الدين لا تخاف يا أخي لن يكون حرق الإطار جزء من الدين اضمن لنا التطبيل لمشاريع الإفساد والظلمة ما تكون في يوم من الأيام جزء من الدين.



الحل هو بالتقاء المعارضة والتحاور على مشروع محدد الأهداف.
ما هو الحل الأمثل الحل الذي نرتئيه والذي صرحنا به في مناسبات كثيرة هو أن تلتقي المعارضة بتوجهاتها المختلفة أن تلتقي وتتحاور على مشروع محدد الأهداف والوسائل وتقول للناس هذا هو الدليل وهذا الذي بحت أصواتنا ونحن نطالب به وقلنا تعالوا نلتقي على مشروع نحدد أهداف ونحدد وسائله نحدد إطاره ثم الشارع بأيدينا والله الشارع بأيدينا ولا زال بأيدينا مع فارق أن في وقت ما كان الشارع في أيدينا بلا تمرد أما الآن مع تمرد بسببنا (( وإنما قام الصغار بهذه الاحتجاجات وهذه الأحداث بعد أن تخلف الكبار وبعد أن قالوا سقط مافي أيدينا ولا نستطيع عمل شي هذا كلام يقوله الكبار)) تعالوا من اجل نلتقي هذا هو الحل الأمثل( أما أن تطالب بإيقاف حركة الشارع في قبال لاشيء في قبال ماذا مجلس مخصي أو في قبال أداء وضوح حاله اغنى عن الكلام فيه) نعم نقولها بصراحة لا بديل وإذا وجدنا البديل المجدي الفاعل الشارع سوف يكون وسوف يكون تابع لها ويأتمر بأمرنا وإذا تخلف متخلف منه فهو يتحمل مسئولية تخلفه وهذه قناعاتنا ولا ندعي أنها من ثوابت الدين وإننا على استعداد على أن نتحاور ونتباحث في أوضح قناعاتنا على استعداد أن نضعها على طاولة الحوار على استعداد أن نأخذ ونعطي فيه من اجل الوصول لما يرضي الله سبحانه وتعالى وهذا الشعب ولا ندعي أن قناعاتنا تمثل دينا وإنما نقول هذا هو اجتهادنا فالحمد لله وان أخطأنا فنسال الله الغفران والتسديد ولا تسديد إلا منه سبحانه وتعالى.


والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل محمد