تململ أهالي القرى من أعمال حرق الإطارات

أكد عدد من الأهالي «تململ أهالي القرى من أعمال حرق الإطارات والقمامة التي تعطل حياتهم ولا تجلب أية فائدة، فضلا عن أن يقوم بها لا هدف له سوى القيام بهذه الأعمال الصبيانية المضرة»، وبينوا أن «على من يقول إن الأغلبية مؤيدة لمثل هذه الأعمال أن يستطلع آراء الناس التي قد يخاف البعض منهم قول رأيه من قيام هؤلاء من أعمال صبيانية اتجاهه أو اتجاه أهل بيته».
ولفتوا إلى أن «حالات أثبتت أن من يقومون بالحرق أمام منازل الأهالي هم ليسوا من أهل تلك القرية بل جاءوا من قرى أخرى، وذلك لإبعاد الضرر عن أنفسهم وعن أهليهم بينما يتضرر بها الآخرون»، منوهين إلى أن «هذه الأعمال تهدد حياة المرضى في البيوت التي يقوم هؤلاء بعمليات الحرق أمامها، كما أنها تشكل خطرا على مستخدمي الطرق من الناس أنفسهم».
وقال جعفر: «إن قريبي كبير في السن ومصاب بأمراض عدة وهو لا يتحمل أي شيء، وعلى رغم كل ذلك يقوم هؤلاء الصبية وبصورة مستمرة في الليالي بحرق الإطارات والقمامة عند باب بيته»، وتابع «وما أن تتدخل قوات مكافحة الشغب التي تقوم هي الأخرى بإمطار المنطقة بمسيلات الدموع والرصاص المطاطي بصورة عشوائية حتى تزداد حالته سوءا، فهو بين الدخان الخانق وبين مسيلات الدموع لذلك يقوم أبناؤه بنقله إلى المستشفى حالا بعد ذلك».
وبين أن «هذا هو حالهم في ليالي الإجازة وهو البقاء في طوارئ مجمع السلمانية الطبي معه، لو تسبب ذلك لا قدر الله في وفاته، هل ذلك حلال في سبيل الحصول على ما يريده هؤلاء الصبية؟، وأنا متأكد أنه لا هدف لهم سوى أنها أعمال صبيانية».
ونوه إلى أن «أبناء القرى لهم حقوق يريدونها لكن هناك إجماعا على رفض هذه الأعمال التي تضرهم هم لا غيرهم، وأطلب ممن يدعون أن هذه الأعمال مؤيدة من قبل الناس أن يكفوا عن هذا الهراء وليذهبوا للقرى ويروا التململ منها»، لافتا إلى أن «هذا الرجل المسن وغيره حياتهم مهددة بسبب هذه الأعمال الصبيانية، والحصول على الحق يكون باتباع طريق الحق وأسلوب صحيح غير محرم شرعا»، مؤكدا أن «هذه الأعمال لا تجر علينا سوى الويلات، كما أن من يقومون بها يضيعون مستقبلهم إذ إن مكانهم هو المقاعد الدراسية لا الطرقات وحرق الإطارات».
ويروي أحمد ما جرى في إحدى قرى الشمالية، مبينا أن «الأهالي ملوا من عمليات الحرق التي تستهدف محلاتهم وبيوتهم فقرروا وقف هؤلاء، وتجمع عدد من الشباب وأوقفوا من يقومون بعمليات الحرق وبعد أن كشف عنهم اللثام أثناء الحديث معهم تبين أنهم جميعا لا ينتمون إلى القرية»، وتابع «نعم لو كانوا من أهل المنازل التي يخنق أهلها الدخان وتتعطل حياتهم ويصاب صغارهم بالرعب جراء ما يجري لكان لديهم إحساس بما يجري حولهم ولما قاموا بهذه الأعمال». وقال: «إن من يريد الحصول على حقوقه يقوم بحرق محطة كهرباء مصابيح الطرق ليظل الناس في الظلام، لا أعلم من المتضرر من هذا العمل غير الأهالي؟، وهل سيقفون يوم القيامة أمام الله لتسببهم في وقوع حوادث مرورية عديدة وقد تؤدي بعضها للوفاة»، وأضاف أن «المصابيح والحدائق وإشارات المرور هي للناس وملك عام والأمر الأول أن حرقها أمر محرم شرعا والأمر الثاني أن لا متضرر من هذه الأعمال سوى الناس؟، فالإشارات للناس والحدائق للناس والكهرباء للناس»، وختم «لا يستطيع أحد التحدث لهؤلاء لأنهم لا يتحركون وفق العقلائية إذ يخاف أي شخص أن يتحدث عليهم بأن يتسببوا بأضرار له أو لأهله».
وبينت أم محمد أن «عراكا شهده أحد بيوت القرية بين الأخت الكبرى وشقيقها الصغير بسبب هذه الأعمال»، مشيرة إلى أن «الأخ الأصغر قام بحرق الإشارة الضوئية مع عدد من الصبية، ولكن مع عودته للمنزل كانت شقيقته تنتظره بعد أن تعرضت لحادث بسبب تعطيل الإشارة ليحصل بينهما عراك ما له أول ولا آخر»، وتابعت «ألم يكن ذلك الأخ هو المتسبب فيما جرى لشقيقته ولا سمح الله لو وصل ذلك إلى أن خسرت حياته، هل سيقول إن ذلك هو لتحقيق المطالب؟، أي عقل يفكر به هؤلاء»، وأرفت «نريد حقوقنا ومستعدون للتضحية من أجلها ونحن منذ سنوات طوال نواصل هذا الدرب ولكن لكل وقت أسلوب، وهذا الأسلوب ينغص علينا حياتنا ولسنا مجبرين على تقبله وعلى من يريده أن يفعل ذلك أمام منزله لا أمام منازل الآخرين».
وطالبت «أولياء الأمور إما بتوجيه أبنائهم إلى الدراسة والمسجد والحسينية وتعقيلهم أو عليهم أن يتحملوا هم الدخان ومسيلات الدموع بالقرب من منازلهم، وأما البعض الذي يصرح كأبطال في الإنترنت وغيره فعليهم أن يكونوا هم الوقود لا أن يجعلوا أبناء الناس»، وأشارت إلى أن «هؤلاء يرتكبون أمرا محرما شرعا بأعمال الحرق في تعطيلهم للحياة العامة بالإضافة إلى أنهم يرتبكون أمرا أكثر حرمة من خلال جعل الأولاد متمردين على آبائهم وأمهاتهم، فضلا عن ارتكاب أمر لا يقل عن ذلك وهو خسران هؤلاء لمستقبلهم».
وكان عدد من الأهالي أكدوا أن «أعمال الحرق لا يمكنها أن تحل المشكلات السياسية الموجودة في البحرين أبدا، وأن على من يقومون بها الالتفات لدراستهم بدلا من القيام بهذه الأعمال التي تشل حياتنا»، وتابعوا «إن كنا مسلمين فالإسلام يرفض الشعار القائل «إن الغاية تبرر الوسيلة»، فتعطيل حياة الناس من غير رضاهم وحرق الممتلكات العامة هي حرام شرعا، فبالتالي لا يمكن أن يأتي أي مسلم ليبرر لي فعله المحرم بأن هدفه هو نصرة الحق».