تغطية خطبة الاستاذ حسن مشيمع في قرية الدير 27/1|2010م (صوت + نص )

تغطية خطبة المشيمع في جامع الخيف بقرية الدير
بعد صلاة العشاءين – ليلة الخميس من كل أسبوع

( 11 صفر المظفّر 1431هـ )

ليلة الخميس – الموافق 27/1/2010م


للاستماع للخطبة
http://www.zshare.net/download/71763279b28758b4/



قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ . أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ } البقرة : 11-12.


استهجن فضيلة الأستاذ حسن المشيمع تصريحات رئيس الوزراء الأخيرة التي ادعى فيها بوجود سقف عال من الحرية والتعبير عن الرأي معتبرا أنها تصريحات كاذبة ومضللة ولا تنطلي على شعب البحرين الذي له تجربة ممتدة مع نظام الحكم انتهكت خلالها الحرمات وتعرَّض فيها الشعب للقمع والاضطهاد واضطرت العديد من العوائل للهجرة من البحرين حفاظا على شرفها وكرامتها، كما استهجن تصريحات وزير الداخلية خلال استدعاء عدد من الشخصيات من قرى المحافظات الخمس في نادي الضباط يوم أمس والتي تحدث فيها عن العنف في القرى حسب تعبيره ويقصد بها الاحتجاجات الشعبية المتواصلة في عدة قرى على خلفية تدهور الأوضاع السياسية والمعيشية واستمرار اعتقال الأبرياء وتلفيق التهم الأمنية ضدهم.

وأكد المشيمع أن الاجتماع بتلك الوفود بهذه الطريقة وما جرى خلال الاجتماع علامة على الضعف وليس القوة، وأضاف إنّ السلطة لا تملك الشجاعة الكافية والاستعداد للبحث بجدّية عن أسباب تدهور الأوضاع الأمنية ومعالجتها، وقال: لو كنتم تملكون ذرة من الإصلاح الحقيقي لسمحتم للناس بالتعبير عن آرائها بشكل حر ومباشر، في إشارة إلى الهيمنة الحكومية على وسائل الإعلام والتحكم التام بها.

وتساءل المشيمع: عن أي حرية تتكلمون؟ الصحافة لا تكتب غير ما تريدون، ومن يخرجون للاحتجاج لا تتم الاستجابة لهم، ولو لم تكن الأبواب والمنافذ مسدودة لما اضطروا للخروج والتعبير عن سخطهم بما توفر لديهم من وسائل كسد الشوارع بالإطارات المشتعلة والكتابة على الجدران. الناس تلجأ لهذه الوسائل حين تسد كل الأبواب والمنافذ ويحجر على الإنسان أن يقول رأيه، يكررون الكذب ولا يخجلون، وللأسف فإنَّ هناك من يصفّق لهم.

وأضاف: من الذي يمارس العنف؟ الفتاة في منطقة الدير، هل كانت تشارك في احتجاج أو تظاهرة أم أنها أصيبت وهي جالسة في منزلها؟ من الذي يمارس العنف والإرهاب؟ مثل هذه الإصابة لا تكون إلا بتوجيه، واضحٌ أنكم تتعمدون إيذاء الناس. أربعة أجنّة من نفس المنطقة ماتوا في أرحام أمهاتهم بعد استنشاقهن للغازات الخانقة!

ورأى المشيمع أن اللعبة الحكومية باتت مكشوفة وقد أدركها الشعب ووعاها وهي المحاولة المستمرة لتأجيج الأوضاع الأمنية على الدوام كما حدث في اعتقال عدد من شباب منطقة المعامير ولاحقا عدد آخر من مناطق مختلفة، وإعادة استئناف حكم البراءة بحق معتقلي منطقة كرزكان بعد الزج بهم في السجون لما يقارب العامين، والعمل على التنصل من تحمل مسئولية التعذيب التي مورست ضدهم!

وكان المشيمع قد أشار في مقدمة خطبته إلى مرض فقدان الإحساس والشعور الشعور بقيم الإنسانية لدى أي إنسان يتقوقع داخل نفسه ولا يفكر إلا في نفسه فهو يعيش أزمة شعور وإحساس، مضيفا: كل ظالم ومتكبر يمارس حكما بطريقة السيطرة وبالأنا والفرعونية وأي نظام وأي إنسان مهما كان إذا كان يتصرف انطلاقا من الأنا ولا يرى إلا نفسه ولا يرى الآخرين فسيفقد الإحساس والشعور بمعاناة غيره وبوجودهم.

وتابع بقوله: كلما ادلهمت الأمور وتفاقمت لا يفكّر بها وكل الناس لا قيمة لهم عنده لأنه فقد الشعور، و مهما وجد في الأمة من مفكرين ومن يمتلكون الحنكة والذكاء والإخلاص للبلد فلا يكترث بهم و يعتقد أن الناس مثل الدواب يقودهم كما يشاء ويتصرف فيهم كما يشاء ويستغل ماكينته الإعلامية في ترويج الكذب والافتراء. وقال: في الغرب ومع وجود الرقابة والمحاسبة يضطر الحاكم إلى الاستعانة بالخبراء والمستشارين لكي لا يغضب شعبه ويتفادى الاصطدام بالناس، على عكس حكامنا إذ يعمدون إلى اختيار مستشارين يقومون بتنفيذ الأوامر وليس طرح أفكار ويعملون على تحقيقات رغبات الحاكم. وأضاف: هناك في الغرب، من يريد الحصول على منصب تراه يتعلم ويحاول التقرب إلى الناس للوصول إلى مبتغاه أما نحن فنرى أنه يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، فمن أين يتولد لديه الشعور والإحساس بالآخرين؟

وختم المشيمع بالقول: إنكم تتمادون يوماً بعد يوم في غيِّكم وظلمكم واستبدادكم، لافتاً إلى ما نشر في الصحافة مؤخرا من لقاء مع عدد من حملة الشهادات العليا لكنهم يعملون في مواقع لا تناسب مؤهلاتهم وكذلك ما نشر سابقا عن آخرين من حملة الدكتواره والماجستير يعملون لقاء رواتب متدنية في حدود 250 دينارا في حين يحصل المستوطنون الذين تم منحهم الجنسية البحرينية ممن لا يحسنون القراءة والكتابة على رواتب تفوق الـ 1000 دينار، فهل هذه العدالة؟