نص جواب السيد الصرخي الحسني على استفتاء قدم لسماحته بخصوص الصحابي بلال الحبشي هذا نصه

نص جواب السيد الصرخي الحسني على استفتاء قدم لسماحته بخصوص الصحابي بلال الحبشي هذا نصه

--------------------------------------------------------------------------------

نص جواب السيد الصرخي الحسني على استفتاء قدم لسماحته بخصوص الصحابي بلال الحبشي هذا نصه :


سؤال: هل صحيح ما يشاع من أن بلال الحبشي تخلف عن بيعة أمير المؤمنين ((عليه السلام)) و خرج عن خط الولاية لأهل بيت العصمة ((عليهم الصلاة و السلام)) ؟


الجواب : بعد الاطلاع المتيسر على بعض مصادر الحديث والسير والتاريخ يحصل الترجيح أو الاطمئنان إلى عدة أمور منها :

1 – كان بلال رضي الله عنه من المحبين والموالين لأهل بيت النبي الأكرم صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله الطاهرين, قال فيه أبو عبد الله جعفر بن محمّد (عليه السلام) : رحم الله بلالاً فإنّه كان يحبّنا أهل البيت ...
2- انه رحمه الله رجل صالح بشهادة ما ورد عن الإمام المعصوم(عليه السلام) ، فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان بلال عبداً صالحاً.
3- امتنع بلال أن يؤذن بعد وفاة الرسول الخاتم عليه وعلى اله الصلاة والسلام , وانه رحمه الله أذن مرة في المدينة استجابة لرغبة الزهراء عليها الصلاة والسلام لكنه لم يكمل الأذان بسبب ما حصل للزهراء عليها السلام من سقوط على الوجه والاغشاء، فعن أبي بصير ، عن أحدهما عليهما السلام أنّه لمّا قبض النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم امتنع بلال من الأذان ، وقال : لا أؤذّن [ لأحد ] بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وإنّ فاطمة عليها السلام قالت ذات يوم : « إنّي أشتهى أن أسمع صوت مؤذّن أبي بالأذان » ،
فبلغ ذلك بلالا ، فأخذ في الأذان ، فلمّا قال : الله أكبر [ الله أكبر ] .. ذكرت أباها وأيّامه ، فلم تتمالك من البكاء ، فلمّا بلغ إلى قوله : أشهد أنّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله .. شهقت فاطمة وسقطت لوجهها. وغشي عليها.
فقال الناس لبلال : امسك يا بلال ! فقد فارقت ابنة رسول الله (ص) الدنيا .. وظنّوا أنّها قد ماتت ، فقطع أذانه ولم يتمّه ، فأفاقت فاطمة عليها السلام وسألته أن يتمّ الأذان فلم يفعل وقال لها : يا سيدة النساء ! إنّي أخشى عليك ممّا تنزلينه بنفسك إذا سمعت صوتي بالأذان .. فأعفته عن ذلك.
4- وروي انه أذن في المدينة أيضا بناءا على طلب الإمامين الحسن والحسين منه ذلك , حيث ورد أنّ بلالا أيّام إقامته بالشام ، رأى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في المنام وهو يقول : ما هذه الجفوة يا بلال ؟ ، ما آن لك أن تزورنا ؟ ، فانتبه حزيناً ، فركب إلى المدينة ، فأتى قبر النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، وجعل يبكي عنده ، ويتمرّغ عليه ، فأقبل الحسن والحسين عليهما السلام فجعل يقبلهما ، ويضمّهما ، فقالا : نشتهي أن تؤذن في السحر ، فعلا سطح المسجد فلمّا قال : الله أكبر .. الله أكبر، ارتجّت المدينة ، فلمّا قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله ، زادت رجّتها ، فلمّا قال : أشهد أن محمداً رسول الله .. خرجت النساء من خدورهن ، فما رؤي يوم أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم.
5- وانه قد امتنع عن مبايعة الخليفة الأول والخليفة الثاني فلزم داره إلى أن هاجر أو ابعد عن المدينة المنورة إلى الشام ...
حيث ان ظاهر بعض الروايات انه طلب من الخليفة الأول أن يهاجر إلى الشام ويكون مع المجاهدين وظاهر روايات أخر إن الخليفة الثاني طرده أو أبعده إلى الشام بعد أن امتنع من بيعة الخليفة الأول ... ، وعن أبي البختري ؛ قال : حدّثنا عبد الله بن الحسن بن الحسن : أنّ بلالا أبى أن يبايع أبا بكر ، وأنّ عمر أخذ بتلابيبه وقال له : يا بلال ! هذا جزاء أبي بكر منك أن أعتقك ، فلا تجيء تبايعه ؟! فقال : إن كان أبو بكر قد اعتقني لله فليدعني لله. وإن كان أعتقني لغير ذلك ، فها أناذا. وأمّا بيعته فما كنت أبايع من لم يستخلفه رسول الله صلّى الله عليه وآله والذي استخلفه بيعته في أعناقنا إلى يوم القيامة ، فقال له عمر: لا أباً لك ! لا تقم معنا ..! فارتحل إلى الشام. وتوفي بدمشق بباب الصغير
6- ورد أيضا انه بعد فتح بيت المقدس فان الخليفة الثاني ألزم بلالا أن يؤذن في بيت المقدس فأذّن مرة واحدة هناك..
7- بقي بلال رضي الله عنه في الشام إلى أن وافاه الأجل فدفن هناك والأرجح أن دفنه في دمشق/ الباب الصغير ...

والله العالم ...