اخر خلفاء بني العباس وجه لوجه مع هولاكو

السلام عليكم


جيوش هولاكو على ابواب بغداد \ سنة 656 هجرية


ما الذي فعله اخر خلفاء بني العباس ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


اخر الخلفاء العباسيين هو المستعصم بالله ، وهو كما يصفه المؤرخ الذهبي في تاريخ الاسلام ( ضعيف الشخصية متعلقا بالمظاهر والاحتفالات والانهماك بهواياته الخاصة مثل اللعب بالطيور والطرب والغناء، وقد اتخذ من احد السوقة وهو ابن الدرنوس (الخبير بانواع الطيور) مستشارا له ) وقد كان مولعا ببناء القصور والانفاق عليها بسخاء في الوقت الذي سرح فيه اعداد كبيرة من افراد الجيش من خلال تخفيض رواتبهم او حرمانهم منها الامر الذي تسبب في هروب بعضهم الى الشام وتحول البعض الاخر الى شحاذين يتسولون على ابواب البيوت والجوامع بحثا عمن يتصدق عليهم بحسب قول الذهبي نفسه ، وكان من نتائج ذلك تحكم عصابات الجريمة المنظمة ببغداد ، واصبح قائد الجيش المسمى ب(الدويدار الصغيروهو بالمناسبة تركي القومية وليس بعربي)على علاقة مباشرة بهم وكان يستخدمهم كورقة ضغط على الخليفة متى مايشاء ، وهكذا اصبح الناس يسرقون في وضح النهار دون رادع او خوف.

مالذي فعله امراء بني العباس ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

كانت بغداد مدينة منكوبة يعمها الخراب منذ مايزيد على نصف قرن حيث يتحدث الرحالة ابن جبير الذي زارها سنة 580 هجريةعن استيلاء الخراب على جانبي الكرخ والرصافة ، كما تحدث ياقوت الحموي صاحب معجم البلدان عن خراب كثير من محلاتها في العام 621هجرية ، وفي العام 654 هجرية حدث فيضان عظيم اغرقها بالكامل حسب المؤرخ رشيد الدين صاحب جامع التواريخ ، وفي العام نفسه حدث توتر بالعلاقة بين الوزير ابن العلقمي والدويدار الصغير وهما يمثلان المستوى السياسي والعسكري على التوالي وسبب هذا التوتر الذي ستكون له عواقب وخيمة لاحقا هو سريان اشاعة بان الدويدار الصغير ينوي قتل الوزير ثم الخليفة ومبايعة ولده الكبير.وقد انكر الدويدار امر المؤامرة وانزعج بشدة واخيرا تدخل ابن الدرنوس وابن الدامغاني للوساطة وانتهى الامر بتعزيز دور الدويدار الصغير دخل هولاكوا الى بغداد وحصريا الى قصر الخليفة وصار وجها لوجه مع الخليفة المستعصم بالله

ماذا دار بينهم من حديث

تابع معنا :


لكن إصرار الخليفة المستعصم بالله على أن يأخذ نصيبَه كاملاً من متع الدنيا ولذائذها والانغماس حتى آخر لحظة من حياته بالرقص والطرب وترك مقاليد الأمور بأيدي الضعفاء وغير الأكفَّاء من الكادر المحيط به، إنه الخليفة الحالم الذي بعث بهذه الرسالة إلى هولاكو عندما كانت الجيوش المغولية في همذان وهي في طريقها إلى بغداد ردَّاً على رسالة بعث بها هولاكو إليه(ألا ليعلم الأمير (هولاكو)، أنه من الشرق إلى الغرب، ومن الملوك إلى الشحاذين، ومن الشيوخ إلى الشباب ممن يؤمنون بالله ويعملون بالدين، كلُّهم عبيد هذا البلاط وجنودٌ لي، وحين أُشير بجمع شتاتهم سأبادر إلى حسم الأمور في إيران، ثم أتوجه منها إلى بلاد توران، وأضع كلَّ شخص في موضعه، وعندئذ وسيعم القلق والاضطراب أرجاء المعمورة))(46).ولسنا ندري على أي جيش كان سيعتمد في صد أولئك البرابرة وهو الذي سرًح الآلاف منهم وتركهم إما أن يهربوا إلى بلاد الشام لعَرض خدماتهم على ملوكها أو أن يشحذوا في الأزقة وعلى أبواب الجوامع. بينما ظل يواصل بناء القصور وادِّخار الأموال ونهبها من أقرب المقرَّبين إليه ومن البعيدين عنه ــ مرَّ بنا كيف أنه استولى على وديعة الملك الناصر داود التي أودعها عنده ــ ثم ليقدِّم جميع ما ادَّخره من كنوز وأموال وما ورثه من آبائه في ساعة واحدة ــ وهو يرتجف هَلَعَاً ــ هديَّة لهولاكو عقب احتلال بغداد. لقد ظلَّ حالماً حتى في لحظات الموت بأنه سينجو ويرجع إلى نعيمه وسروره، حين أصدر هولاكو عقب إلقاء القبض عليه أمراً بإحصاء نسائه ((فعدُّوا سبع مئة زوجة وسُرِّيَّة(47)وألف خادمة، فلما عَلِمَ الخليفة بتعداد نسائه تضرَّع قائلاً:هَبْني نسائي اللواتي لم تطلع عليهن الشمس والقمر. فقال له هولاكو: اخترْ مئةً من هؤلاء النساء واترك الباقي. فأخرج الخليفةُ معه مئة امرأة من قريباته والمحبَّبات إلى قلبه))(48).في ذلك الموقف المرعب وقف لينتقي هذه وتلك على أمل واحد فقط وهو النجاة والعودة معهن لفردوسه المفقود. كل ذلك هو الذي أدَّى إلى الكارثة التي حلَّت ببغداد وأهل بغداد الذين قُدِّر لهم أن يتولى أمورهم هذا الخليفة بمن معه من الضعفاء والعابثين واللصوص والعاجزين. في ذلك الموقف المرعب وقف لينتقي هذه وتلك ــ ولا شك في أنه أمر محيِّر ينطوي على لفتة إنسانية تعبر عن الوفاء لهؤلاء البائسات اللواتي سيلاقين مصيرهن التعس بعد لحظات على أيدي جلادي هولاكو ــ على أمل واحد فقط وهو النجاة والعودة معهن لفردوسه المفقود.كل ذلك هو الذي أدَّى إلى الكارثة التي حلَّت ببغداد وأهل بغداد الذين قُدِّر لهم أن يتولى أمورهم هذا الخليفة بمن معه من الضعفاء والعابثين واللصوص والعاجزين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) باحث في التأريخ الإسلامي.
(2) الأعلام للزركلي، 6/298.
(3) أدب الطلب ومنتهى الأرب، 31، 32.
(4) أدب الطلب ومنتهى الأرب، 95. الخَوَل: العبيد والإماء وأمثالهم.