منتديات نور الشيعه
يا هلا وغلا بل الجميع

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات نور الشيعه
يا هلا وغلا بل الجميع
منتديات نور الشيعه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

استشهاد الامام الحسين عليه السلام

اذهب الى الأسفل

استشهاد   الامام الحسين عليه السلام Empty استشهاد الامام الحسين عليه السلام

مُساهمة من طرف اميري علي الأربعاء فبراير 01, 2012 3:15 pm


استشهاد الإمام الحسين (ع)
ولما قتل أصحابه وأهل بيته ولم يبق أحد عزمعلى لقاء الله، فدعى ببردة رسول الله فالتحف بها فأفرغ عليها درعه، وتقلّد سيفهواستوى على متن جواده، ثم توجّه نحو القوم وقال: ويلكم على مَ تقاتلونني؟ على حقٍّتركته؟ أم على شريعة بدّلتها؟ أم على سنّة غيّرتها؟ فقالوا: نقاتلك بغضاً منّالأبيك وما فعل بأشياخنا يوم بدر وحنين. فلما سمع كلامهم بكى، وجعل يحمل عليهموجعلوا ينهزمون من بين يديه كأنهم الجراد المنتشر، ثم رجع إلى مركزه وهو يقول: لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وهو في تلك الحالة يطلب شربة من الماء وكانيقول:
أنا ابن عليّ الطهر من آل هاشمٍ *** كفاني بهذا مفخراً حينافخر
وجدي رسول الله ا كرم من مشى *** ونحن سراج الله في الأرضنزهر
وفاطم أمي من سلالة أحمد *** وعمّي يدعى ذا الجناحين جعفر
وفينا كتاب الله أنزل صادقاً *** وفينا الهدى والوحي بالخيريذكر
فنحن أمان الله للناس كلّهم *** نسرّ بهذا في الأنام ونجهر
ونحن ولاة الحوض نسقي ولاتنا *** بكاس رسول الله ما ليسينكر
وشيعتنا في الحشر أكرم شيعة *** ومبغضنا يوم القيامة يخسر
فطوبى لعبدٍ زارنا بعد موتنا *** بجنة عدن صفوها لايكدّر

فصاح عمر بن سعد: الويل لكم! أتدرون لمن تقاتلون؟ هذا ابنالأنزع البطين هذا ابن قتَّال العرب، احملوا عليه من كل جانب. فحملوا عليه فحملعليهم كالليث المغضَّب، فجعل لا يلحق منهم أحداً إلا بعجهُ بالسيف فقتله، حتى قتلمنهم مقتلة عظيمة، وفي خبر أنه قتل ألفاً وتسعمائة وخمسين رجلاً، فحالوا بينه وبينرحله، فصاح: ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد،فكونوا أحراراً في دنياكم، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عربا.
فناداه شمر: ماتقول يا بن فاطمة؟
قال أقولك أنا الذي أقاتلكم وأنتم تقاتلونني، والنساء ليسعليهن جناح، فامنعوا عتاتكم وجهّالكم عن التعرّض لحرمي ما دمت حيّا.
فصاح شمربأصحابه: تنحّوا عن حرم الرجل واقصدوه بنفسه، فلعمري هو كفؤٌ كريم، فتراجعالقوم.
فنزلت الملائكة من السماء لنصرته فلم يأذن لهم بشيء، ثم التفت يميناًوشمالاً فلم ير أحداً من أصحابه إلا من صافح التراب جبينه وقطع الحمام أنينه،فخاطبهم وعاتبهم فما سمع منهم جواباً.
لما رأى السبط أصحاب الوفا قتلوا *** نادى أبا الفضل أين الفارسالبطل
وأين من دوني الأرواح قد بذلوا *** بالأمس كانوا معي واليوم قدرحلوا
وخلّفوا في سويد القلب نيرانا
ثم نادى برفيع صوته: هلمن ناصر ينصرني، هل من معين يعينني؟ فخرج زين العابدين وهو مريض لا يتمكّن أن يحملسيفه، وأمّ كلثوم تنادي خلفه ارجع.
فقال: يا عمّتاه ذريني أقاتل بين يدي ابنرسول الله.
فقال الحسين: خذيه، لئلا تبقى الأرض خالية من نسل آل محمد.
وفيرواية جاء الحسين واحتمله وأتى به إلى الخيمة ثمّ قال: ولدي ما تريد أن تصنع؟ قال: أبه إن نداءك قطع نياط قلبي، وأريد أن أفديك بروحي، فقال الحسين: يا ولدي أنت مريض،ليس عليك جهاد، وأنت الحجّة والإمام على شيعتي وأنت أبو الأئمة، وكافل الأيتاموالأرامل، وأنت الرادّ لحرمي إلى المدينة.
فقال زين العابدين: أبتاه تقتل وأناأنظر إليك؟ ليت الموت أعدمني الحياة، روحي لروحك الفداء، نفسي لنفسك الوقاء.
ثمذهب الحسين إلى خيام الطاهرات من آل رسول الله، ونادى: يا سكينة ويا فاطمة ويا زينبويا أم كلثوم: عليكنّ مني السلام فهذا آخر الاجتماع، وقد قرب منكنّالافتجاع.
فعلتْ أصواتهن بالبكاء وصحْن: الوداع الوداع، الفراق الفراق،فجاءته عزيزته سكينة وقالت: يا ابة استسلمت للموت؟ فإلى من اتّكل؟ قال: يا نور عينيكيف لا يستسلم للموت من لا ناصر له ولا معين. قالت: ابه ردّنا إلى حرم جدّنا؟ فقالالحسين: هيهات، لو ترك القطا لغفا ونام.
فبكت سكينة فأخذها وضمّها إلى صدره ومسح الدموع عن عينها وهويقول:
سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي *** منك البكاء إذا الحِمامدهاني
لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة *** مادام منيّ الروح في جثماني
فإذا قتلت فأنت أولى بالذي *** تأتينه يا خيرةالنسوان

ثم إن الحسين دعاهن بأجمعهن، وقال لهن: استعدوا للبلاءواعلموا أن الله حافظكم وحاميكم، وسينجيكم من شر الأعداء ويجعل عاقبة أمركم إلىخير، ويعذب أعاديكم بأنواع العذاب، ويعوّضكم عن هذه البليّة بأنواع النعم والكرامة،فلا تشكوا ولا تقولوا بألسنتكم ما ينقص قدركم.
ثم أمرهن بلبس أزرهنومقانعهن، فسألته زينب عن ذلك، فقال: كأنّي أراكم عن قريب كالإماء والعبيد يسوقونكمأمام الركاب، ويسومونكم سوء العذاب، فنادت زينب: وا جدّاه وا قلّة ناصراه، فشقّتثوبها ونتفت شعرها ولطمت على وجهها، فقال الحسين لها: مهلاً يا بنت المرتضى إنالبكاء طويل، فاراد الحسين أن يخرج من الخيمة فتعلّقت به زينب، وقالت: مهلاً يا أخيتوقّف حتى أتزوّ منك ومن نظري إليك وأودّعك وداع مفارق لا تلاقي بعده.
فجعلتتقبّل يديه ورجليه، وأحطن به سائر النسوة يقبّلن يديه ورجليه، فسكّتهن الحسين،وردّهن إلى الفسطاط.
ثم دعا بأخته زينب وصبّرها وأمرّ يده على صدرها وسكّنهامن الجزع، وذكر لها ما أعدّ الله للصابرين، فقالت له: يابن أمي طب نفساً وقرّ عيناًفإنك تجدني كما تحب وترضى. فقال الحسين: أخيّة إيتيني بثوب عتيق لا يرغب فيه أحد،أجعله تحت ثيابي لئلا أجرّد بعد قتلي، فإني مقتول مسلوب، فارتفعت أصواتهنّ بالبكاء،فأتي بتبّان، وهو ثوب قصير ضيّق، فقال: لا، ذاك لباس من ضربت عليه الذلّة، فأخذثوباً خَلِقاً فخرقه وجعله تحت ثيابه فلما قتل جرّدوه منه.
ثم نادى الحسينهل من يقدم إليّ جوادي؟ فسمعت زينب فخرجت وأخذت بعنان الجواد وأقبلت إليه وهي تقول: لمن تنادي وقد قرحت فؤادي.
فعاد الحسين إلى القوم فحمل عليهم وكانت الرجالتشدّ عليه فيشدّ عليها، فتنكشف عنه انكشاف المعزى إذا حلّ فيها الذئب، حمل علىالميمنة وهو يقول:
الموت خير من ركوب العار *** والعار أولى من دخولالنار

وحمل على الميسرة وهو يقول:
أنا الحسين بن علي *** آليت أن لا أنثني
أحمي عيالاتُ أبي *** أمضي على دين النبي

فجعلوايرشقونه بالسهام والنبال حتى صار درعه كالقنفذ، فوقف ليستريح ساعة وقد ضعف عنالقتال فبينما هو واقف إذ أتاه حجرٌ فوقع على جبهته، فاخذ الثوب ليمسح الدم عن عينهفأتاه سهم محدّد مسموم له ثلاث شعب فوقع السهم في صدره على قلبه، فقال الحسين: بسمالله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملّة رسول الله، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: الهيإنك تعلم أنّهم يقتلون رجلاً ليس على وجه الأرض ابن نبيّ غيره.
ثم أخذ السهموأخرجه من قفاه فانبعث الدم كالميزاب، فوضع يده على الجرح فلما امتلأت دماً رمى بهإلى السماء، ثم وضع يده على الجرح ثانياً فلما امتلأت لطّخ به رأسه ولحيته وقالهكذا أكون حتى ألقى جدّي رسول الله وأنا مخضوب بدمي أقول: يا رسول الله قتلني فلانوفلان.
فعند ذلك طعنه صالح بن وهب على خاصرته طعنة، فسقط عن فرسه على خدهالأيمن وهو يقول: بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملّة رسول الله، ثم جعل يجمعالتراب تحت يده كالوسادة فيضع خدّه عليها ثم يناجي ربّه قائلاً:
صبراً على قضائكوبلائك، يا رب لا معبود سواك، ثم وثب ليقوم للقتال فلم يقدر، فبكى بكاءاً شديداً،فنادى: وا جدّاه وا محمّداه، وا أبتاه وا عليّاه، وا غربتاه وا قلّة ناصراه، ءأقتلمظلوماً وجدّي محمد المصطفى؟ ءأذبح عطشانا وأبي عليّ المرتضى؟ ءأترك مهتوكاً وأميفاطمة الزهراء؟
ثم خرجت زينب من الفسطاط وهي تنادي: وا أخاه، وا سيداه، واأهل بيتاه، ليت السماء أطبقت على الأرض، ليت الجبال تدكدكت على السهل، اليوم ماتجدّي اليوم ماتت أمي.

ثم نادت: ويحك يابن سعد أيقتل أبو بعد الله وأنت تنظرإليه؟ فلم يجبها عمرو بشيء، فنادت: ويحكم أما فيكم مسلم؟ فلم يجبها أحد.
ثمانحدرت نحو المعركة وهي تقوم مرّة وتقعد أخرى، وتحثو التراب على راسها حتى وصلت إلىالحسين فطرحت نفسها على جسده وجعلت تقول:
ءأنت الحسين أخي؟
ءأنت ابنأمي؟
ءأنت حمانا؟
ءأنت رجانا؟
والحسين لا يرد عليها جواباً، لأنه كانمشغولاً بنفسه، فقالت: أخي بحق جدّي إلا ما كلّمتني، وبحق أبي أمير المؤمنين إلا ماخاطبتني، يا حشاش مهجتي كلّمني يا شقيق روحي، ففتح الحسين عينه. فعند ذلك جلست زينبخلفه وأجلسته حاضنة له بصدرها، فالتفت إليها الحسين وقال: أخيّة كسرتِ قلبي وزِدتنيكرباً فوق كربي، فبالله عليك إلا ما سكتِ وسكنتِ.
فصاحت: وا ويلاه يابن أميكيف اسكن واسكت وأنت بهذه الحالة تعالج سكرات الموت؟
روحي لروحك الفداء، نفسيلنفسك الوقاء.
فخرج عبد الله بن الحسن وهو غلامٌ لم يراهق من عند النساء،فشدّ حتى وقف إلى جنب عمّه الحسين، فلحقته زينب بنت علي لتحسبه، فقال لها الحسين: احبسيه يا أختي فابى وامتنع عليها امتناعاً شديداً وقال: والله لا أفارق عمي، واهوىأبحر بن كعب إلى الحسين بالسيف فقال له الغلام: ويلك يابن الخبيثة أتقتل عمّي فضربهأبحر بالسيف فأتقاه الغلام بيده وأطنّها الى الجلد فإذا هي معلّقة، ونادى الغلام: يا عمّاه يا أبتاه فأخذه الحسين فضمّه إليه وقال: يابن أخي صبراً على ما نزل بكواحتسب في ذلك الأجر فإن الله يلحقك بآبائك الصالحين فرماه حرملة بسهم فذبحه في حجرعمّه الحسين.
ثم صاح عمر بن سعد بأصحابه: ويلكم إنزلوا وحزّوا رأسه، وقاللرجل: ويلك إنزل إلى الحسين وأرحه. فأقبل عمرو بن الحجاج ليقتل الحسين فلمّا دنىونظر إلى عينيه ولّى راجعاً مدبراً، فسألوه عن رجوعه؟ قال: نظرتُ إلى عينيه كأنهماعينا رسول الله. واقبل شبثُ بن ربعي فارتعدت يده ورمى السيف هارباً، فعند ذلك أقبلشمرٌ وجلس على صدر الحسين ووقعت المصيبة الكبرى التي يعجز القلم عن وصفها.
يا قتيلاً قوّض الدهر به *** عمد الدين وأعلام الهدى
قتلوه بعد علم منهم *** إنه خامس أصحاب الكسا
وا صريعاً عالج الموت بلا *** شدّ لحيين ولا مدّ ردا
غسّلوه بدم الطعن وما *** كفّنوه غير بوغاءالثرى
ألا لعنة الله على القوم الظالمين
اميري علي
اميري علي

ذكر تاريخ التسجيل : 31/01/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى