الطمع يزيل ماجمع
صفحة 1 من اصل 1
الطمع يزيل ماجمع
وقد نقل ابن خلكان في وفيات الأعيان /ج1/ 386- 387 عن المعافى بن زكريا قصةً من المفيد اختصارها ، والوقوف عندها قليلاً ، ونحن نتحدث عن سوء الظن ، والهواجس النرجسيه القاتِله :
وملخص الحكايه أنّ المنصور العباسي كان قد تزوج امرأة من الموصل ، أيام بني أميّه ،
وأقام معها مدة حتى اذا حملت قال لها :
" هذه رقعة مختومة عندك لاتفتحيها حتى تضعي ما في بطنك ، فان ولدتِ ابنا فسميه (جعفراً) وكنيّه (أبا عبد الله)
وإنْ ولدتِ بنتاً فسميّها فلانه ...
وأنا عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ، فاستري أمري فانّا قوم مطلوبون "
وودّعها وخرج ، فولدت المرأة ولداً وسمته (جعفراً) ، ونشأ الولد عند أخواله .....
" وأقبل ابنها على الأدب فتأدب وكتب ، ونزعتْ به همتُه الى بغداد ، فدخل ديوان أبي أيوب ،كاتب المنصور "
-وأبو أيوب المورياني هو وزير المنصور -
وذات يوم ، احتاج المنصور كاتباً يكتب بين يديه ، فبعث به ابو ايوب المورياني الى المنصور
وقد ارتاح المنصور الى الغلام وأحبه واستجاد خَطَه ، واستملح فهمه
وبقى زماناً يكتب له ، وابو ايوب المورياني مسرورٌ بذلك ،فقد خفف عنه الغلام شيئاً من أعبائه .
وقد أعتنى بالغلام ووصله وكساه ...!!!
واستمرت الحال على ذلك الى أنْ سأل المنصور الغلام يوماً :
ما اسمك ؟
قال : جعفر
قال : ابن مَنْ ؟
فسكت متحيراً
قال المنصور :
ابن مَنْ ويحك ؟
قال : ابن عبد الله
قال : وأين أبوك ؟
" قال : لم أره ولم أعرفه ، ولكنّ امي أخبرتني أنَّ ابي شريف ، وان عندها رقعة بخطّه فيها نسبه .."
لقد تغيّر وجه المنصور حين ذكر الغلام الرقعه
فقال :
وأين أمُّك ؟
قال : في موضع كذا
قال : أتعرف فلانا
قال : نعم ، هو أمام مسجد محلتنا
قال : أتعرف فلاناً ؟
قال : نعم ......
( فلما راى الغلام أبا جعفر ينزع باسماء قومٍ يعرفهم أدركته هيبة له وجزع)
ودمعتْ عينا الغلام ، فادركتِ المنصور الرّقه عليه ،فلم يتمالك ان قال :
فلانه بنت فلان من هي منك ؟
قال : أمي
وحين سأل ابا ايوب عن الغلام مرّة بعد مرّة ، ارتاب ابو ايوب، الى درجة بغّضت اليه الغلام ، وخُيّل اليه ان المنصور، قد يستغني عنه مكتفيا بالغلام..!!
هذه الهواجس الشيطانيه أقّضت مضجعه وازدادت حدّةً ، مع ازدياد حب المنصور للغلام وتعلقه به ..!!
وهنا قرر (ابو ايوب ) احتجاز الغلام عنده ،وابعاده عن المنصور ، واذا بالمنصور يأمر باستدعاء الغلام دون غيره ، الأمر الذي عمّق المخاوف في نفس ابي ايوب المورياني
ثم ان الغلام أخبر المنصور بتغير المورياني عليه وبغضه له ، فقال له المنصور :
" يابنيّ قد حاك ذلك في صدري "
ثم رسم له المنصور خطةً ، يتوجه بمقتضاها الى أُمّه ، حاملاً اليها من المنصور هداياه ، وأمره ان يُقبل مع أمّه ، ومن أتبعها ،
الى موضع حددّه له ، وسيرسل المنصور اليه من يتفقد أموره ، ويطلع على أحواله.
وشددّ المنصور على الغلام بكتمان الأمر وعدم إطلاع احد عليه ...
وساءتْ العلاقة بين الغلام والمورياني وهنا نفّذ الغلام الخطه ، وغادر متجهاً الى أمْه ( وهي في الموصل) ،
وتفاقمت مخاوف المورياني الى درجة إرساله ، رجلاً من أصحابه أَمَرَهُ بتتبع آثار الغلام ، وقَتْلِه ، والاتيان بما حمله معه ..!!
وهكذا كان
وقُتِلُ الغلام خَنْقاً ،وطُرح في بئر ، وأُخِذَ ما كان معه ..!!
وحين وقف المورياني على كتاب المنصور بخطّه الى أمَ الغلام ، وَجَمَ ، وندم ، وعلم انه عجل وأخطأ ، وعزم على الحلف
والمكابرة انْ عُثر على شيء من أمره ,
ولم يكن صعباً على المنصور ان يعرف حقيقة ما جرى بعد ان استبطأ الغلام وأمه .
وحين تيقن المنصور من ايقاع المورياني بالغلام ، الذي هو ولده في الحقيقه - قرر معاقبته ، بقتله ومصادرة أمواله ، وأموال أهل بيته (...)
( ثم قَتلهم جميعاً وأباد خضراءهم )
وكان بعد ذلك ، كلما ذكر ابا ايوب لعنه وسبّه وقال :
(ذاك قاتل حبيبي)
-والمورياني نسبة الى مُوريان وهي قريه من قرى الأهواز .
وملخص الحكايه أنّ المنصور العباسي كان قد تزوج امرأة من الموصل ، أيام بني أميّه ،
وأقام معها مدة حتى اذا حملت قال لها :
" هذه رقعة مختومة عندك لاتفتحيها حتى تضعي ما في بطنك ، فان ولدتِ ابنا فسميه (جعفراً) وكنيّه (أبا عبد الله)
وإنْ ولدتِ بنتاً فسميّها فلانه ...
وأنا عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ، فاستري أمري فانّا قوم مطلوبون "
وودّعها وخرج ، فولدت المرأة ولداً وسمته (جعفراً) ، ونشأ الولد عند أخواله .....
" وأقبل ابنها على الأدب فتأدب وكتب ، ونزعتْ به همتُه الى بغداد ، فدخل ديوان أبي أيوب ،كاتب المنصور "
-وأبو أيوب المورياني هو وزير المنصور -
وذات يوم ، احتاج المنصور كاتباً يكتب بين يديه ، فبعث به ابو ايوب المورياني الى المنصور
وقد ارتاح المنصور الى الغلام وأحبه واستجاد خَطَه ، واستملح فهمه
وبقى زماناً يكتب له ، وابو ايوب المورياني مسرورٌ بذلك ،فقد خفف عنه الغلام شيئاً من أعبائه .
وقد أعتنى بالغلام ووصله وكساه ...!!!
واستمرت الحال على ذلك الى أنْ سأل المنصور الغلام يوماً :
ما اسمك ؟
قال : جعفر
قال : ابن مَنْ ؟
فسكت متحيراً
قال المنصور :
ابن مَنْ ويحك ؟
قال : ابن عبد الله
قال : وأين أبوك ؟
" قال : لم أره ولم أعرفه ، ولكنّ امي أخبرتني أنَّ ابي شريف ، وان عندها رقعة بخطّه فيها نسبه .."
لقد تغيّر وجه المنصور حين ذكر الغلام الرقعه
فقال :
وأين أمُّك ؟
قال : في موضع كذا
قال : أتعرف فلانا
قال : نعم ، هو أمام مسجد محلتنا
قال : أتعرف فلاناً ؟
قال : نعم ......
( فلما راى الغلام أبا جعفر ينزع باسماء قومٍ يعرفهم أدركته هيبة له وجزع)
ودمعتْ عينا الغلام ، فادركتِ المنصور الرّقه عليه ،فلم يتمالك ان قال :
فلانه بنت فلان من هي منك ؟
قال : أمي
وحين سأل ابا ايوب عن الغلام مرّة بعد مرّة ، ارتاب ابو ايوب، الى درجة بغّضت اليه الغلام ، وخُيّل اليه ان المنصور، قد يستغني عنه مكتفيا بالغلام..!!
هذه الهواجس الشيطانيه أقّضت مضجعه وازدادت حدّةً ، مع ازدياد حب المنصور للغلام وتعلقه به ..!!
وهنا قرر (ابو ايوب ) احتجاز الغلام عنده ،وابعاده عن المنصور ، واذا بالمنصور يأمر باستدعاء الغلام دون غيره ، الأمر الذي عمّق المخاوف في نفس ابي ايوب المورياني
ثم ان الغلام أخبر المنصور بتغير المورياني عليه وبغضه له ، فقال له المنصور :
" يابنيّ قد حاك ذلك في صدري "
ثم رسم له المنصور خطةً ، يتوجه بمقتضاها الى أُمّه ، حاملاً اليها من المنصور هداياه ، وأمره ان يُقبل مع أمّه ، ومن أتبعها ،
الى موضع حددّه له ، وسيرسل المنصور اليه من يتفقد أموره ، ويطلع على أحواله.
وشددّ المنصور على الغلام بكتمان الأمر وعدم إطلاع احد عليه ...
وساءتْ العلاقة بين الغلام والمورياني وهنا نفّذ الغلام الخطه ، وغادر متجهاً الى أمْه ( وهي في الموصل) ،
وتفاقمت مخاوف المورياني الى درجة إرساله ، رجلاً من أصحابه أَمَرَهُ بتتبع آثار الغلام ، وقَتْلِه ، والاتيان بما حمله معه ..!!
وهكذا كان
وقُتِلُ الغلام خَنْقاً ،وطُرح في بئر ، وأُخِذَ ما كان معه ..!!
وحين وقف المورياني على كتاب المنصور بخطّه الى أمَ الغلام ، وَجَمَ ، وندم ، وعلم انه عجل وأخطأ ، وعزم على الحلف
والمكابرة انْ عُثر على شيء من أمره ,
ولم يكن صعباً على المنصور ان يعرف حقيقة ما جرى بعد ان استبطأ الغلام وأمه .
وحين تيقن المنصور من ايقاع المورياني بالغلام ، الذي هو ولده في الحقيقه - قرر معاقبته ، بقتله ومصادرة أمواله ، وأموال أهل بيته (...)
( ثم قَتلهم جميعاً وأباد خضراءهم )
وكان بعد ذلك ، كلما ذكر ابا ايوب لعنه وسبّه وقال :
(ذاك قاتل حبيبي)
-والمورياني نسبة الى مُوريان وهي قريه من قرى الأهواز .
sun- تاريخ التسجيل : 09/10/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى