من آداب الكلام
صفحة 1 من اصل 1
من آداب الكلام
السلام عليكم
إن «من آداب الكلام أن لا يتجاوز المرء في مدح ولا يسرف في ذم» كما قال أحد الحكماء. وخير من ذلك ما قاله سيد الخلق صلى الله عليه وسلم: «كل كلام ابن آدم عليه لا له، إلا أمرا بمعروف ونهيا عن منكر أو ذكر الله تعالى» (رواه الترمذي وابن ماجة).
لقد ذكر الله عز وجل في كتابه العزيز الكلمة الطيبة بأجل عبارة وأجمل مثل حيث قال جل من قائل: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ [ابراهيم:24-25]. هي كلمة التوحيد التي ينطق بها المؤمن ويحفظها في قلبه لتؤتي بعد ذلك ثمارا كثيرة من حسن الكلام وصالح الأعمال. ولأنها الأصل فكل ما يندرج تحتها هو فرع لها وامتداد لمعانيها السامية، ثم يكون أسمى هذه الفروع الدعوة إلى الله كما جاء في قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [فصلت:33].
فأحسن القول ما كان فيه دعوة إلى الله؛ وكل دعوة إلى الخير وإلى ما يحبه الله هو دعوة إليه جل وعلا. ثم اتباع القول بالعمل على هدي ما أمر به سبحانه؛ كل ذلك تحت ظل التسليم له قولا وفعلا. وإن القول السديد هو مقدمة العمل الصالح والداعي إليه, بتسديد من الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:70-71].
ويقول عليه الصلاة والسلام: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم سبعين خريفا» (متفق عليه). و«اللسان منبأ صلاح الإنسان» كما جاء في المثل. فلا يليق بالمرء أن يتكلم دون أن يتفكر فيما يؤول إليه كلامه.
ولنحذر مما لا يدخل تحت هذا الباب حيث يقول تعالى: ﴿لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [النساء:114]. فالله تعالى ينبهنا إلى ما فيه الخير من الكلام ترغيبا فيه، ويحذرنا مما لا خير فيه.
خادم الحسين- تاريخ التسجيل : 03/12/2010
مواضيع مماثلة
» الكلام الحسن
» روائع الكلام
» من روائع الكلام
» وهذه للسنة هذا الكلام لهم خصوصي
» أحدث برنامج لتحويل الكلام الى كتابة
» روائع الكلام
» من روائع الكلام
» وهذه للسنة هذا الكلام لهم خصوصي
» أحدث برنامج لتحويل الكلام الى كتابة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى