بيان الأستاذ حسن مشيمع .. الموقف لنصرة العمامة

وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ

إلى أنصار الحق وإلى المتواصين بالصبر على ذات الشوكة .. إلى أنصار الإسلام وأركانه .. إلى أنصار الدين وحماته
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
نعبر عن بالغ ألمنا وإمتعاضنا وشديد حزننا لما تعرض له سماحة آية الله الشيخ حسين النجاتي – حفظهالله – وعائلته الكريمة من سحب لجنسياتهم البحرينية .. وهو ظلم ان عده البعض بالظلم الشخصي وجب فيه النصرة لرفع الظلامة .. وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ.
فكيف بقامة علمية رفيعة كسماحته ممن نال ثقة مراجعنا الأعلام والأوساط الحوزوية .. وكانت جريمته – عند هؤلاء القوم – انه كان صوتا للمضطهدين وأبا للمظلومين .. ولسانا ناصحا للقوم الظالمين .. فأرادوا بقبيح فعالهم كسر إرادة سماحته .. والبدأ بمشروع الهيمنة على المنابر الحرة في المساجد والمآتم .. وإرهاب العلماء الأجلاء لتركيع الشعب بعد ذلك .
فهل تهان عمامة رسول الله – صلى الله عليه وآله – وأنتم أبناء الإسلام وأنصاره .. وهل تقبلون ان يستفرد النظالم الجائر في البحرين بالعلماء وانتم تنظرون .. ما هكذا الظن بكم يا شعب البحرين .. واني على ثقة بانكم أهل الحمية والغيرة الاسلامية التي لا تقبل بذلك .. لان وعيكم وبصيرتكم أكبر من ان يمرر هذا الأمر ويتم السكوت عليه .. وإذا لم تكن ردة الفعل على مستوى الجريمة فستكون كل عمامة لا تسبح في فلك الطاغوت مصيرها الإهانة والإستهداف ولن تبقى حرمة بعد ذلك لا لعالم دين سواء كان فقيها او طالبا حوزويا ولا إلى مواطن .
ان المبدأ القرآني يحث على التواصي والتعاون في نصرة الحق والصبر على الأذى في جنبه .. وإن هذا التعدي السافر على العمامة تجعلنا جميعا نفكر بجدية ان نضع أيدينا في أيدي بعضنا البعض لنتكاتف ونجمد الآراء المختلفة ونجلس جلسة قوم قد اعد لهم الظالم خبث مكره فنخرج أقويا لمواجهته .. وإن الثقة بعد الله على هؤلاء الرموز العلمائية والوطنية والجماهير الوفية لتهيئة أرضية الوحدة للنصرة .

إلى السلطة الحاكمة في البحرين .. هل فعلا أنتِ تنتمين إلى الإسلام؟!!




وأقول لهؤلاء الذين يدعون انهم من المسلمين .. ما هو الفرق بينكم وبين من أراد ان يحرق القرآن الكريم .. ذاك الجاهل أراد إهانة الإسلام وأنتم أهنتم الإسلام عبر إهانتكم لحماته .. بل أنتم أسوء منه لان ذاك المتعصب تراجع عن جهله وأنتم تماديتم في الجهالة وأوغلتم في الضلالة.
ألا تخجلون من أنفسكم .. وأنتم تتبجحون بكذبة دولة القانون والمؤسسات في حين ان قوانينكم الجائرة لم تسلم من التلاعب وضربها بعرض الحائط.
إذا كنتم تصدقون كذبة دولة القانون والمؤسسات .. فمن منح سماحة آية الله الشيخ النجاتي وعائلته الجنسية البحرينية .. رغم إيماننا بأحقية حصوله على الجنسية بحكم وجود سماحته في البحرين على زمن متطاول تؤهله باستحقاق ذلك؟
وإذا كنتم تدعون إن حصول سماحته للجنسية مع عائلته مخالف لأحكام قانوني الجنسية وجوازات السفر، فلماذا الآن تم اكتشافه وقد مر على حصوله قرابة العشر سنوات ؟ إلا يدلل ذلك على مزاجيتكم في إستهداف الطائفة ورموزها ؟
ولو فرضنا جدلا ان سماحته حصل على الجنسية كما تدعون .. ألا تخجلون ان تحرموا الجنسية لشخص في مقام سماحته .. رجل وصل الى مصاف الفقهاء وأسس لمدارس تربوية لخدمة الشعب تسحب الجنسية منه .. ونكرات وأوباش لا يعرفون القراءة ولا الكتابة استجلبتموهم من قفار الأرض ومنحتموهم الجنسية البحرينية بعشرات الآلاف من دون إذن الشعب فطاب لكم العمل .
لو كان سماحة آية الله الشيخ النجاتي حفظه الله وعائلته الكريمة في بلد غير البحرين ممن يطبقون عنوان دولة القانون والمؤسسات قولا وعملا لعدو منح الجنسية لسماحته شرفا لهم ومنة منه عليهم.
فإن كان هذا العمل الجبان إقتداء بممارسات طاغية العراق المقبور لنشر الرعب وتركيع الشعب من خلال استهداف رموزه العلمائية والوطنية فأنتم واهمون ولا تعون حقيقة السنن الكونية حيث تكون فيها الغلبة بفضل الله وقدرته للمستضعفين في الأرض .. أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ .. وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ
فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ

ورسالة متواضعة أوجهها الىالمربي الفاضل سماحة آية الله الشيخ النجاتي أيده الله بنصره لتحمل لسماحته كل معاني الدعم والتأيد وكل معاني التعاضد والتآزر:
وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ .. إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ .. ما يصبرني ويصبركم .. ويبشرني ويبشركم بالنصر هو قول مولانا زين العابدين عليه السلام كَفَى بِنَصْرِ اللهِ لَكَ أنْ تَرَى عَدوَّكَ يَعمَلُ بِمَعاصي اللهِ فِيكَ.
إن ظلامتكم وظلامة عائلتكم الكريمة هي ظلامتي وظلامة كل مواطن حر وشريف على ارض الوطن .. وإن استهدافكم استهداف للدين .. وإهانتكم إهانة للدين .




لذلك أجد نفسي معكم .. وأعيش هم هذه الظلامة لأبعادها التأمرية .. كما عشتم انتم هم ظلامة الوطن وكنتم للوطن كل الوطن مظلة للجميع تسيرون مع العلماء لصلاح الشعب وإصلاحه.
ولا أخفيكم مشاعري ومدى تألمي لهذا الخبر .. ويشهد الله لو كنت في البحرين لسرت اليكم داعما ودعوت الناس الى بيتكم ولكن مشيئة الله ماضية وله الحمد والشكر .. غير اني على ثقة بالاحبة من السادة العلماء والإخوة من الرموز السياسية والوطنية وعموم الجماهير المؤمنة ان يكون لها موقف مشرف إزاء ما يحصل من تعدٍ وتطاول.
لقد حسب هؤلاء الحمقى ان بإمكانهم ان يحاصروا صوتكم الحر او يكسروا صمودكم .. ولكن مسعاهم سيخيب وسندحر إنطلاقا من ثقتنا بالله العزيز .. إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ.

نسأل الله ان يسدد خطاكم ويحفظكم .. إنه سميع مجيب الدعاء

حسن مشيمع
20/09/2010