ماذا تريد السعودية

**sun** تاريخ التسجيل : 09/10/2010

هل تنطق الرياض عن الهوى؟!

حميد عبدالله

معروفٌ عن آل سعود انهم لايتدخلون في شؤون غيرهم الا حين تبلغ اللحظة الحرجة مداها،أو حين يطلب منهم ان يكونوا صمام امان، أو حين يكون التدخل السعودي مطلباً عربياً أو اقليمياً،أو يكون تدخلاً بالنيابة!

قبل اسابيع قليلة من مبادرتها نفت السعودية ترحيبها بترشيح نوري المالكي لرئاسة الحكومة القادمة،واكدت انها تنأى بنفسها عن التدخل في الشأن العراقي،لكنها تتمنى للعراق كلّ خير!

وبعد ذلك بأيام أبدى وزير الداخلية السعودية نايف بن عبدالعزيز استعداد بلاده للتعاون الامني مع بغداد،مشخصاً في الوقت نفسه عدم قدرة العراق على التعاون الكامل بسبب ظروفه الاستثنائية!

حتى الآن لم يلح في الأفق نيّة سعودية للدخول على الخط العراقي،وبرغم ان بعض الاطراف السياسية العراقية تغمز من قناة السعودية اتهاماً وقدحاً وتجريحاً،الا ان الرياض ظلت تتعامل مع تلك الاتهامات بصبر البدوي،وحكمة ابن الصحراء،من غير ان تصدر عنها ردود فعل متشنجة،أو انفعالية بحق هذا،أو ضد ذاك!

لماذا اذن دخلت السعودية بكامل ثقلها في الشأن العراقي الآن؟أ أوحي لها بذلك؟أم أوكلت لها المهمة باعتبارها الطرف العربي الاكثر ثقلاً،واعتدالاً، ومقبولية،وقدرة على احداث حالة من التوازن بين المحيط العربي السني والجار الايراني الشيعي؟

لم تكتفِ السعودية بالمبادرة،بل ألحقتها بايضاحات صدرت عن وزير الخارجية السعودي، وعززتها بمساندة عربية وخليجية،ودعم امريكي،وان غير مباشر،وهذا يعني ان المبادرة السعودية ليست ابنة لحظتها،ولا هي مبادرة حسن نية فحسب،بل هي اقرب الى الطبخة منها الى تنقية الاجواء التي يصعب تنقيتها في عراق يتصارع فيه الجميع ويشتبكون!

ماتسرب من الكواليس يشير الى ان الامريكان اقلقهم تحالف المالكي مع الصدريين، وزاد من قلقهم ماحصلوا عليه من معلومات تفيد بأن المالكي تعهّد للصدريين بإشراكهم بالقرار السياسي،ومنحهم 25بالمائة من الوظائف العامة،وربما سيسند لهم مناصب سيادية أو أمنية مهمة وحساسة!

واشنطن تدعم المالكي من غير الصدريين،لكنها تتحسب كثيراً من مجيء اعداء الامس الى سدة الحكم في بلد أهرق على ارضه دم امريكي كثير، وانفقت ثروات طائلة من المال الامريكي،وتبدد الكثير من السمعة الامريكية او ديست في ارض اكتشف الامريكان،ان بعد فوات الاوان،ان البقاء فيها اصعب كثيرا من اجتياحها!

المالكي استشعر الاهداف الحقيقة للمبادرة السعودية،وتيقن ان وراء الاكمة ماوراءها فرفضها بالفطرة السياسية،وبالايحاء ايضا، بينما تحمّس لها خصمه اياد علاوي بالفطرة وبالايحاء ايضا!