منتديات نور الشيعه
يا هلا وغلا بل الجميع

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات نور الشيعه
يا هلا وغلا بل الجميع
منتديات نور الشيعه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ياشيعه أجيبونا إن كنتم على حق !

4 مشترك

اذهب الى الأسفل

ياشيعه أجيبونا إن كنتم على حق ! Empty ياشيعه أجيبونا إن كنتم على حق !

مُساهمة من طرف ورده السنه الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 12:19 am

ياشيعه أجيبونا إن كنتم على حق !


بسم الله الرحمن الرحيم


لماذا لم يكن الشيعه المعاصرون للحسين عليه السلام او الامام الصادق أو الباقر أو من قبلهم أو من بعدهم من الأامه . يذهبون لأحد الأامه وهو حي ويقولون يا إمام إشف مريضنا ؛ يا إمام إرزقنا؟

لماذا عندما يصبحون عضاماً في قبورهم ( رحمهم الله) يذهبون إلا القبر ويدعونه من دون الله ؟

أم أنهم كانو يخشون من قنبرا لذالك لم يدعون علي من دون الله وهو حي ؟؟
إني لما رأيت الأمر أمرا منكرا *** أوقدت ناري ودعوت قنبرا

أم أنهم كانو يخشون أن يجيبهم الحسين رضي الله عنه بتلاوة هذه الآيه قال تعالى ( قل لا املك لنفسي نفعا ولاضرا الا ماشاء الله ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير ومامسني السوء ان انا الانذير وبشير لقوم يؤمنون

ورده السنه

انثى تاريخ التسجيل : 11/09/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ياشيعه أجيبونا إن كنتم على حق ! Empty رد: ياشيعه أجيبونا إن كنتم على حق !

مُساهمة من طرف لؤلؤة مكه الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 9:24 am

جزاك الله خير ونفع بك ............ أتحدا إذا جاوبو بس يدخلون يسبون وبعدين ينقلعون

وفي سؤال محيرني ..... هل علي رضي الله عنه كان يعلم الغيب وهو حي أم عندما مات تطور و أصبح يعلم الغيب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الرجاء الإجابه لكن لا حياة لمن تنادي ............. أتحدا إذا جاوبتو
لؤلؤة مكه
لؤلؤة مكه

انثى تاريخ التسجيل : 18/07/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ياشيعه أجيبونا إن كنتم على حق ! Empty رد: ياشيعه أجيبونا إن كنتم على حق !

مُساهمة من طرف ورده السنه الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 9:41 am

بارك الله فيك اخيتي
اتمني من اخواني واخوتي الشيعه
ان يجلسون مع انفسهم ويراجعون انفسهم
ويقارون بين السنه والشيعه
ويجاوبين علي اسلتنا حتي مع انفسهم لماذا لا يجدون اجابهم
سبحان الله ميزنا الله بالعقل
مذهب مبني علي المتعه والسرقه والكذب

ورده السنه

انثى تاريخ التسجيل : 11/09/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ياشيعه أجيبونا إن كنتم على حق ! Empty رد: ياشيعه أجيبونا إن كنتم على حق !

مُساهمة من طرف sun الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 12:33 pm

طيح الله حظكم يا وهابية

الناس كانت تذهب زمرا زمرا الى رسول الله صل الله عليه وعلى اله وسلم

ويطلبون منه فقط يضع يده الكريمه على راسهم وراس ابنائهم ويدعوا لهموكذلك الحال مع ذريته من بعده

لانكم غير مسلمين وكذلك ابائكم لا تعرفون هذا الشي

sun

انثى تاريخ التسجيل : 09/10/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ياشيعه أجيبونا إن كنتم على حق ! Empty رد: ياشيعه أجيبونا إن كنتم على حق !

مُساهمة من طرف لؤلؤة مكه الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 12:43 pm

sun كتب:طيح الله حظكم يا وهابية

الناس كانت تذهب زمرا زمرا الى رسول الله صل الله عليه وعلى اله وسلم

ويطلبون منه فقط يضع يده الكريمه على راسهم وراس ابنائهم ويدعوا لهموكذلك الحال مع ذريته من بعده

لانكم غير مسلمين وكذلك ابائكم لا تعرفون هذا الشي

طيب إحنا ماجبنا شي من روسنا ...... نحن نسألكم من أقوالكم

و انتي تقولين بأنا غير مسلمين ....... فهل هذا يعتبر تكفير أم لا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ دخلتي نفسك في متاهه
لؤلؤة مكه
لؤلؤة مكه

انثى تاريخ التسجيل : 18/07/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ياشيعه أجيبونا إن كنتم على حق ! Empty رد: ياشيعه أجيبونا إن كنتم على حق !

مُساهمة من طرف يحيى الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 1:16 pm

الأدلة القرآنية على حياة الموتى :



قال تعالى :

{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ }[1]

أي واضح من هذه الآية أن الأموات أحياء بشكل يرفع اللبس ولكن عدم شعورنا بحياتهم لا يغير من حياتهم حيث إننا نحن نغفل ولا نشعر بكثير من الأمور وهذا لا يمنع تحقق الشيء على سبيل المثال نبي الله عيسى حي ولكن نحن لا نشعر بحياته وهذا لا يمنع أن يكون حي حيث أن الأدلة القرآنية القطعية دالة على حياته وكذلك كثير من الوجودات الكونية كالعناصر الطبيعية التي تحيطنا لا نشعر بها ولكن لا نستطيع أن ننكرها لثبوتها بالأدلة القطعية ومثال على ذلك لا نستطيع أن نشعر بالذرة ووجودها قطعي وكذلك حركة دوران الأرض لا نشعر به وهذا لا يلغي دورانية الأرض حول الشمس فعدم شعورنا بحياة الموتى لا ينفي حياتيتهم .



ولو قلنا أن الأموات لا يشعرون لا يحسون فما فائدة الحديث المشهور (( القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار )) فكيف الميت يحس بالجنة ويحس بالنار وهو ميت فان قالوا نحن لا نعلم ما هي الحياة البرزخية فيقال لهم كيف إذن ادعيتم أن الأموات في الدنيا في قبورهم أموات والأدلة القاطعة دلت على حياتهم ولكن نحن لا نعلم الآلية التي يعيشونها ولكن نعلم أنهم أحياء ويسمعون كما سنبين لا حقا .



وقال تعالى :

{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }[2]

أي ان الأموات الشهداء عند ربهم يرزقون وهذا دليل قطعي أن الذي يرزق حي ولكن قد قائل يقول أنهم عند ربهم نحن نقول نعم عند ربهم أي بفضل من ربهم ولا يوجد موجود ليس عند الله وكلنا عند الله ولكن عندية الشهداء لها مكانة خاصة والعندية هي القرب المقامي وليس الوجود المكاني وإلا الكل يعرف أن الشهيد يدفن بالقبر ووجود القبر المكاني في الأرض بجوار قبور سائر الموتى وقد يكون قبر الشهيد بجوار قبر الفاسق والفاجر والكافر وقد لا يكون له قبر ولكن العندية هنا القرب الإلهي في المقامات .



وقال تعالى :

{فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }[3]

ولو كانوا أموات كيف يفرحون بما آتاهم الله عز وجل وكيف الميت يفرح وكيف الله عز وجل يأتي النعم للميت وهو لا يحس فهذا لغو منه عز وجل وهو باطل بالضرورة أن يصدر من الحكيم المطلق اللغو .



وقال تعالى :

{لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ }[4]



يقول الطبري :

{ فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد } قال : فانكشف الغطاء عن البر والفاجر فرأى كل ما يصير إليه[5]



وقال عز وجل :

{حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ }[6]

وهنا الآية قطعية الدلالة على حياتهم بعد الموت ينادونَ ربهم أن يرجعهم حتى يعملوا صالحا ولو كانوا ميتين كيف يطلبون من ربهم الرجوع ؟



ويحتج أتباع محمد بن عبد الوهاب أن الله عز وجل يقول :

{وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ }[7]

هذه الآية المباركة عبارة عن تمثيل أن تأثير الكلام كالميت في الدنيا لا يسمع قول الحق لأنه مات على الباطل وهو في مقام عدم قبولهم للحق بعد الموت وليس بصدد نفي الحياة بعد الموت.



وهذا ما ذهب إليه ابن كثير في تفسيره قال :

{ وما أنت بمسمع من في القبور } أي كما لا ينتفع الأموات بعد موتهم وصيرورتهم إلى قبورهم وهم كفار بالهداية والدعوة إليها كذلك هؤلاء المشركون الذين كتب عليهم الشقاوة لا حيلة لك فيهم ولا تستطيع هدايتهم[8]



وهذا ما ذهبت إليه السيدة عائشة وهو ما نقله عنها البخاري قال :

حدثني عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال: ذكر عند عائشة رضي الله عنها أن ابن عمر رفع إلى النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ( أن الميت ليعذب في قبره ببكاء أهله ) . فقالت وهل ابن عمر رحمه الله إنما قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ( أنه ليعذب بخطيئته وذنبه وان أهله ليبكون عليه الآن ) . قالت وذاك مثل قوله إن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قام على القليب وفيه قتلى بدر من المشركين فقال لهم مثل ما قال أنهم ليسمعون ما أقول ) . أنما قال ( إنهم الآن ليعلمون أن ما كنت أقول لهم حق ) . ثم قرأت { إنك لا تسمع الموتى } { وما أنت بمسمع من في القبور } . تقول حين تبوؤوا مقاعدهم من النار[9]



ويستفاد من الآية على سماع الموتى من جهتين :

· الجهة الأولى : أن ابن عمر يصرح أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه وإقرار من ابن عمر بحياة الميت في القبر .



· الجهة الثانية : أن عائشة تبين أن معنى عدم السماع ليس بمعنى الميت في الدنيا إنما لا يفيد بهم الكلام حين يبوؤون مقاعدهم من النار وفي النار الإنسان يكون حيا سواء كان في القبر أو في الآخرة .



وقد صرح بذلك ابن قيم الجوزية في كتاب الروح :

وقد قال تعالى وما أنت بمسمع من في القبور فنفي السمع عمن في القبور وهي الأجساد بلا شك ولا يشك مسلم أن الذي نفي الله عز وجل عنه السمع هو غير الذي أثبت له رسول الله قال ولم يأت قط عن رسول الله في خبر صحيح أن أرواح الموتى ترد إلى أجسادهم عند المساءلة ولو صح ذلك عنه لقلنا به[10]



وقال الآلوسي في ذيل هذه الآية :

{ وما أنت بمسمع من في القبور } فنفى عز وجل السمع عمن في القبور وهي الأجساد بلا شك . ولا يشك مسلم في أن الذي نفى الله عز وجل عنه السمع هو غير الذي أثبت له رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم السمع فهذا هو الحق وأما ما خالف هذا فخلاف لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه (وآله) وسلم مكابرة للعقل وللمشاهدة ][11]

يحيى
يحيى

ذكر تاريخ التسجيل : 18/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ياشيعه أجيبونا إن كنتم على حق ! Empty رد: ياشيعه أجيبونا إن كنتم على حق !

مُساهمة من طرف يحيى الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 1:19 pm

زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
إذا كان في زيارة الميِّت من تجديد العهد معه والاِحساس بالقرب منه ما لا يخفى من الاَثر، وإذا كان في زيارة العظماء إحياءً لروح التأسِّي والاقتداء.. فإنّ ذلك كلُّه أولى أن يكون مع سيِّد البشر وخاتم الاَنبياء صلى الله عليه وآله وسلم والاَئمة الهداة من أهل بيته الذين أمر بحبِّهم والاقتداء بهم..
وإذا كان في زيارة القبور عائدة ثوابٍ على الزائر، فإنّها في زيارة النبي وآله أكبر وأكبر.
وفي كلِّ هذه الاَبعاد جاء عنه صلى الله عليه وآله وسلم وعنهم عليهم السلام حديث كثير، يعلِّمون الاَمّة فيه شيئاً من آداب الاِسلام ومن مفاتح أبواب الخير.
وربَّما وقع الكلام في أسانيد بعض هذه الاَحاديث، ممّا اضطرنا إلى الاِطالة
( 34 )
نسبياً في مناقشة أسانيد وطرق ما اعتمدناه هنا، حتى إذا حقَّقنا القدر الكافي من الدلالة على صحّة الاحتجاج بهذه الاَحاديث، مِلنا إلى الاختصار والتركيز.
ونبدأ هنا بما ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم في زيارة قبره الشريف:
الحديث الاَول:

قال صلى الله عليه وآله وسلم : «من زار قبري وجبت له شفاعتي»(1).
والكلام أولاً في سند الحديث:
قال الدارقطني: حدّثنا القاضي المحاملي، ثنا عبيد بن محمد الوراق، ثنا موسى بن هلال العبدي، عن عبيدالله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : الحديث..
وهذا الاِسناد صحيح، رجاله ثقات، بلا خلاف، وإنّما وقع الكلام في عبيدالله بن عمر، وهو ثقة أيضاً، غير أنّ بعضهم رواه عن عبدالله، أخي عبيدالله، وهو دون أخيه(2)، وبهذا تمسّك من ذهب إلى تضعيف الحديث.
غير أنّ الثابت في جميع نسخ سنن الدارقطني «عبيدالله» مصغّراً، وهكذا رواه الدارقطني في غير السنن أيضاً، وكذلك أورده أبو اليمن زيد ابن الحسن في كتابه ( إتحاف الزائر وإطراف المقيم المسافر في زيارة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ). وهكذا

(1) سنن الدارقطني 2 : 278|194، السنن الكبرى| البيهقي 5 : 245، شعب الاِيمان| البيهقي 3 : 49، الاَحكام السلطانية| الماوردي: 109، نيل الاَوطار| الشوكاني 5: 108.
(2) هو عبد الله بن عمر بن حفص، بن عاصم بن عمر بن الخطاب، أبو عبد الرحمن العمري، خرج مع محمد ذي النفس الزكية بن عبد الله بن الحسن المثنى في ثورته على المنصور، فحبسه المنصورأخرجه عنه، توفي سنة 171 وقبل 173هـ. ويأتي الكلام في أقوال أهل الجرح والتعديل فيه لاحقاً.. تهذيب التهذيب 5 : 285 ـ 286.
( 35 )
رواه أيضاً الحافظ أبو الحسين القرشي في كتابه (الدلائل المبينة في فضائل المدينة). وهكذا أيضاً رواه الخلعيّ عن الدارقطني، وأورده ابن عساكر عن الخلعيّ، كلهم يذكرون «عبيدالله» مصغّراً. فاتفقت الرواية بهذا الاسناد عن «عبيدالله»(1).
وهكذا في رواية البيهقي بإسناده الذي يلتقي مع إسناد الدارقطني في عبيد بن محمد الوراق، وفيه «عبيدالله» المصغّر(2).
وعبيدالله هو عبيدالله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، من صغار التابعين، ولد بعد سنة 70 هـ ، سمع الحديث من سالم بن عبدالله بن عمر، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، ونافع مولى عمر، وكان ملازماً له، وقد سئل أحمد ابن حنبل عن مالك بن أنس، وأيوب السختياني، وعبيدالله بن عمر، أيّهم أثبت في نافع؟ قال: عبيدالله أثبتهم وأحفظهم وأكثرهم رواية(3).
وقد ورد الحديث بنحو هذا اللفظ عن عبدالله بن عمر بن الخطاب من طريق آخر، أخرجه البزار في مسنده، قال: حدَّثنا قتيبة، ثنا عبدالله بن إبراهيم الغفاري، ثنا عبدالرحمن بن زيد، عن أبيه، عن ابن عمر، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «من زار قبري حلّت له شفاعتي».
قال الهيثمي: وفيه عبدالله بن إبراهيم الغفاري، وهو ضعيف(4).
والغريب من الحافظ ابن كثير وهو يتصدى لجمع المسانيد والسنن أنه لا
(1) انظر: شفاء السقام|السبكي :2 ـ الطبعة الثانية|حيدر آباد الدكن ـ 1402|1982.
(2) شعب الاِيمان|البيهقي 3 : 490.
(3) سير أعلام النبلاء 6 : 304 ـ 305.
(4) مجمع الزوائد 4 : 2.
( 36 )
يروي هذا الحديث في مسند ابن عمر إلاّ من هذا الطريق، طريق عبدالله بن إبراهيم الغفاري، ويترك الطريق الذي اعتمده الدارقطني، والآخر الذي اعتمده البيهقي(1)، أما محقق كتاب ابن كثير، هذا، فلم يزد على أن أورد تعليقة الهيثمي في تضعيف الغفاري، دون أن يذكر طريقاً آخر للحديث(2).
وأما صاحب (موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف) فقد أخرج الحديث بلفظه عن سنن الدارقطني، و(الكنى والاسماء) للدولابي، و(مجمع الزوائد) للهيثمي، و(تلخيص الحبير) لابن حجر، و(الدر المنثور) للسيوطي، و(إتحاف السادة المتقين) للزبيدي، و(كنز العمال) للمتقي الهندي، و(تذكرة الموضوعات) للفتني، و(الدرر المُنتثرة في الاَحاديث المشتهرة) للسيوطي، و(الكامل في الضعفاء) لابن عدي(3). ولم يشر إلى رواية البيهقي في (السنن الكبرى) ولا في (شعب الاِيمان) المؤيدة لرواية الدارقطني، وهما من مصادر كتابه(4).
الحديث بلفظ آخر

وقد جاء بإسناد آخر، وبلفظ مقارب جداً للاَول، وفيه «عبيدالله» المصغر أيضاً:
قال السبكي: ورواه عن موسى بن هلال جماعة، منهم: جعفر بن محمد البزوري:
قال العقيلي في كتابه: ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي، ثنا جعفر بن محمد

(1) انظر: جامع المسانيد والسنن 28 : 130|244.
(2) جامع المسانيد والسنن 28 : 130.
(3) موسوعة أطراف الحديث 8 : 286.
(4) انظر: المصدر نفسه 1 : 21 رقم 145 و 146.
يحيى
يحيى

ذكر تاريخ التسجيل : 18/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ياشيعه أجيبونا إن كنتم على حق ! Empty رد: ياشيعه أجيبونا إن كنتم على حق !

مُساهمة من طرف يحيى الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 1:22 pm

التوسُّل بالاَنبياء والصالحين في حياتهم

المراد هنا التوسُّل بالاَنبياء والصالحين بأنفسهم وذواتهم، لما لهم عند الله من شأن ومنزلة، وأمثلته مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حياته كثيرة.
ـ فقد تقدّم قول الاَعرابي للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : (فإنّا نستشفع بك على الله، ونستشفع بالله عليك) وردَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليه قوله الاَخير (نستشفع بالله عليك) مقرّاً قوله الاَول (فإنّا نستشفع بك على الله). وهو صريح في جواز الاستشفاع بالنبي نفسه إلى الله تعالى، لمنزلته الشريفة عنده ومقامه المحمود لديه.
ـ كما تقدّم ذكر أبيات أبي طالب في الاستشفاع بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم نفسه، وليس

( 138 )
بدعائه وحسب، وإقرار النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذه الاَبيات واستبشاره بها.
ـ وفي الصحيح الثابت أيضاً توسُّل الاَعمى بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في دعاء علَّمه إيّاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه..
عن عثمان بن حنيف : إنّ رجلاً ضريراً أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : ادعُ الله أن يعافيني.
فقال صلى الله عليه وآله وسلم : «إن شئت دعوتُ، وإن شئت صبرتَ، وهو خير لك».
قال : فادعه.
إلى هنا يظهر من الحديث أنّ الرجل كان يتوسَّل بدعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم له، غير أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم سينقله إلى أُسلوب آخر من أساليب التوسُّل، فبدلاً من أن يدعو له بالشفاء، علَّمه دعاءً يدعو به صاحب الحاجة نفسه..
يقول الحديث : فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : «ائتِ الميضأة فتوضَّأ، ثمَّ صلِّ ركعتين، ثمّ قل : اللّهم إنّي أسألك وأتوجَّه إليك بنبيِّك محمدٍ نبيِّ الرحمة، يا محمد، إنّي أتوجَّه بك إلى ربِّي فيجلِّي لي عن بصري، اللّهم فشفِّعه فيَّ».
قال عثمان بن حنيف : فوالله ما تفرَّقنا، وما طال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنَّه لم يكن به ضرٌّ قط(1).
ابن تيمية روى هذا الخبر عن البيهقي، ثمَّ قال :
(قال البيهقي : ورواه أحمد بن شبيب بن سعيد، عن أبيه، بطوله. ورواه أيضاً هشام الدستوائي عن أبي جعفر، عن أبي أمامة بن سهل، عن عمِّه عثمان بن

(1) مسند أحمد 4 : 138. الجامع الصحيح للترمذي ح|3578 ـ كتاب الدعوات، سنن ابن ماجة ح|1385.
( 139 )
حنيف). ثمَّ واصل ابن تيمية قائلاً : (قلتُ : وقد رواه ابن السُنّي في كتاب عمل اليوم والليلة، من طريقين، وشبيب هذا صدوق روى له البخاري)(1).
وقال أيضاً : (وقد روى الطبراني هذا الحديث في المعجم) ثمَّ ذكر الحديث بطوله بإسناد آخر إلى أن قال : (قال الطبراني : روى هذا الحديث شعبة، عن أبي جعفر ـ واسمه عُمير بن يزيد ـ وهو ثقة، تفرَّد به عثمان بن عمير عن شعبة، قال أبو عبدالله المقدسي : والحديث صحيح). قال : (قلتُ : والطبراني ذكر تفرُّده بمبلغ علمه، ولم تبلغه رواية روح بن عبادة عن شعبة، وذلك إسناد صحيح يبيِّن أنّه لم ينفرد به عثمان بن عمير)(2).
لكنّه مع هذا كلّه، ومع وضوح النص النبوي، يقول : فهذا طلبَ من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمره أن يسأل الله أن يقبل شفاعة النبي له في توجّهه بنبيِّه إلى الله، وهو كتوسُّل غيره من الصحابة به إلى الله، فإنّ هذا التوجّه والتوسُّل هو توجّه وتوسُّل بدعائه وشفاعته!(3).
ويستنتج من ذلك وأمثاله ممّا تقدّم ذكره أنّ الصحابة كانوا يطلبون من النبي الدعاء، وهذا مشروع في الحيّ(4).
وفي هذا مصادرة على الحقيقة غير خافية، ففرق كبير بين أن يطلب أحد الدعاء من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فيدعو له، وبين أن يطلب منه الدعاء، فيعلّمه أن يدعوا بنفسه ويتوسَّل في دعائه بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وسيلةً وشفيعاً. ففي الاَوَّل يتولَّى النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم

(1) التوسُّل والوسيلة : 101، 102، 103.
(2) التوسُّل والوسيلة : 105 ـ 106.
(3) التوسُّل والوسيلة : 92، وكتاب الزيارة| لابن تيمية أيضاً : 47 ـ المسألة الرابعة.
(4) التوسُّل والوسيلة : 20، كتاب الزيارة : 86 ـ المسألة السابعة.
( 140 )
الدعاء للسائل الذي توسَّل بدعائه له، وهو مرتبة من مراتب التوسُّل، وفي الثاني يتولَّى المرء نفسه الدعاء متوسِّلاً بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم نفسه.
والاَمر واضح، لاسيما وفي الحديث عبارة صريحة تقول : «يا محمّد يا رسول الله، إنّي أتوجّه بك إلى ربِّي في حاجتي».
فهو توجّه صريح بمحمّد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نفسه، وتوسل به نفسه إلى الله تعالى، ولا يؤثر على هذا المعنى ما جاء بعده من قوله «اللّهم فشفّعه فيَّ» لاَنّ هذه هي غاية التوسُّل والتوجُّه والاستشفاع، سواء كان توسُّلاً بالدعاء، أو كان توسُّلاً بذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
كما أنّ قول الاَعرابي المتقدّم الذكر (ادعُ لنا) الذي يفيد التوسُّل بدعائه صلى الله عليه وآله وسلم لا يلغي دلالة قوله : (فإنّا نستشفع بك على الله) بعد إقرار النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا القول الذي هو صريح بالتوسُّل بذاته الشريفة.
ومثله في صراحة التوسُّل بذاته الشريفة قول أبي طالب الذي استبشر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمالُ اليتامى عصمةٌ للاَراملِ

ومثل هذا في الدعاء كثير، نكتفي منه بما أثبته ابن تيمية نفسه من حديث ابن ماجة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه ذكر في دعاء الخارج للصلاة، أن يقول : «اللّهم إنِّي أسألك بحقِّ السائلين عليك، وبحقِّ ممشاي هذا، فإنِّي لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا رياءً ولا سمعةً، خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، أسألك أن تنقذني من النار، وأن تغفر لي ذنوبي فإنّه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت».
ثمّ نقل بعض أهل العلم أنّهم قالوا : ففي هذا الحديث أنّه سأل بحقِّ السائلين عليه


( 141 )
وبحقِّ ممشاه إلى الصلاة، والله تعالى قد جعل على نفسه حقّاً، قال الله تعالى : ( وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِين )(1)ونحو قوله : ( كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُولاً )(2).
وفي الصحيحين عن معاذ بن جبل أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له : «يا معاذ أتدري ما حقُّ الله على العباد؟».
قال : الله ورسوله أعلم.
قال صلى الله عليه وآله وسلم : «حقُّ الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، أتدري ما حقُّ العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ فإنّ حقَّهم عليه أن لا يعذّبهم».
وقد جاء في غير حديث : «كان حقّاً على الله كذا وكذا» كقوله : «من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوماً، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد فشربها ـ في الثالثة أو الرابعة ـ كان حقّاً على الله أن يسقيه من طينة الخبال».
قيل : وما طينة الخبال؟
قال : «عصارة أهل النار»(3).
وكل هذا دليل على صحة التوسُّل بالصالحين أنفسهم، وليس بدعائهم وحسب.
بل في هذا الحديث دلالة واضحة على جواز التوسُّل بهم بعد موتهم، فقوله صلى الله عليه وآله وسلم : «بحقِّ السائلين» لفظ عام يستوعب كل السائلين من لدن آدم عليه السلام إلى يوم السائل هذا، بل يستوعب الملائكة ومؤمني الجن أيضاً، ولا يمكن حصره

(1) سورة الروم : 30|47.
(2) سورة الفرقان : 25|16.
(3) زيارة القبور والاستنجاد بالمقبور : 39 ـ 40.

( 142 )
بالسائلين هذا اليوم أو من الاَحياء، إذ لا دليل على هذا يحمله الحديث، ولا مخصص له من خارجه أيضاً، وسيأتي الكلام في هذا في الفقرة اللاحقة.
كما أنّ في الحديث شاهد آخر على التوسُّل بالاَعمال الصالحة : «بحقِّ ممشاي هذا...».
القسم الثاني : التوسُّل بالاَنبياء والصالحين بعد موتهم

وهذا هو أكثر ما وقع فيه الخلاف، لاسيما من قبل ابن تيمية ومقلِّديه من سلفية ووهابية، والتحقيق يثبت أنّهم ليسوا على شيء في ما ذهبوا إليه، وليس لهم إلاّ الرأي الذي لا يشفع له دليل، بل الدليل الذي لا يستطيعون إنكاره قائم على خلاف ما يقولون، وسنرى هنا كيف يجادل ابن تيمية في أدلة هذا القسم بعد أن يثبت صحة كل واحد منها، دون أن يستند على شيء البتة..
وبعد أن قدّمنا الكلام في دلالة الحديث السابق «بحقِّ السائلين عليك» على التوسُّل بالموتى، إذ ليس في الحديث ولا خارجه ما يفيد حصره بالاَحياء، نشرع باختصار كلام ابن تيمية في هذا الموضوع، والردِّ عليه، مقدِّمين في الردِّ ما أثبت صحته بنفسه.
يقسِّم ابن تيمية التوسُّل بالاَنبياء والصالحين إلى ثلاث درجات، ويقطع بحرمتها جميعاً، وهي :

الدرجة الاَولى :

أن يسأل الميتَ حاجتَه، مثل أن يسأله أن يزيل مرضه، أو مرض دوابه، أو يقضي دَينه، أو ينتقم له من عدوِّه، ونحو ذلك، ممّا لا يقدر عليه إلاّ الله عزَّ وجلَّ.


( 143 )
يقول : وهذا شرك صريح، يجب أن يستتاب صاحبه، فإن تاب وإلاّ قُتل(1).
ومعنى هذا أنّ السائل يسأل الميت، نبياً كان أو من الاَولياء الصالحين، حاجته، معتقداً أن هذا المسؤول هو الذي بيده الاَمر، وهو الذي سيستجيب دعاءه ويعطيه مراده.
ومثل هذا الاعتقاد لا ينسب إلى المؤمنين، ولا يراود مؤمناً عاقلاً، لكن قد يزاوله بعض الجهّال من عوام الناس، لسذاجةٍ فيهم، دون معرفة بحقيقة هذا الاَمر ومآله، والواجب أن يُعلَّم هؤلاء ويُرشَدوا بالاَساليب المناسبة لقدراتهم العقلية ولاستعداداتهم النفسية، دون الوصول بهم إلى التكفير.
أمّا إذا كان يفعله الغلاة، من أيِّ فريقٍ كانوا، فالغلاة قد أخرجهم غلوُّهم من الاِيمان قبل أن يخرجهم توسُّلهم هذا، فأولى أن يستتابوا على اعتقاداتهم الفاسدة أولاً، فهي الاَصل في هذا وغيره.
الدرجة الثانية :

وهي أن لا تطلب منه الفعل، ولا تدعوه.. ولكن تطلب أن يدعو لك، كما تقول للحي : ادعُ لي، وكما كان الصحابة يطلبون من النبي صلى الله عليه وآله وسلم الدعاء، فهذا مشروع في الحي، وأمّا الميت من الاَنبياء والصالحين فلم يشرّع لنا أن نقول : ادعُ لنا. ولا اسئل لنا ربَّك.. فلم يفعل هذا أحد من الصحابة والتابعين، ولا أمر به أحد من الاَئمة، ولا ورد فيه حديث.
ثمَّ استدلَّ على كلامه بأنَّ المسلمين حين أجدبوا زمن عمر بن الخطاب،

(1) زيارة القبور : 18.

( 144 )
استسقى عمر بالعباس، وقال : (اللّهم إنّا كنّا إذا أجدبنا نتوسَّل إليك بنبيِّنا فتسقينا، وإنّا نتوسَّل إليك بعمِّ نبيّنا فاسقنا) ولم يجيئوا إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قائلين : يا رسول الله ادع لنا واستسق لنا(1). ثمَّ أطال الكلام بما ليس له في الموضوع صلة، إذ طفق يتكلَّم طويلاً عن بناء القبور واتخاذها مساجد والتبرُّك بها(2).
والتحقيق يثبت خلاف هذا الرأي ويكشف عن ثغرات هذا الاستدلال..
بدءاً : إنّ الاستدلال باستسقاء عمر بالعباس لا ينهض دليلاً على الرأي المذكور، لعدة وجوه :
الاَول : إذا كان هذا يمثِّل قناعة عمر بالتوسُّل بالحيّ، فليس فيه دلالة على حرمة التوسُّل بالميِّت.
الثاني : إذا كان موقف عمر هذا يدلُّ على عدم صحة التوسُّل بالميت، فليس فيه دلالة على أنّ هذه هي قناعة كلِّ الصحابة حتى المشاركين له في هذا الاستسقاء. فإذا حُمِل إقرارهم قول عمر على أنّه إجماع سكوتي يدلُّ على صحّة رأيه، فهو من ناحيةٍ : إنّما يدلُّ على إقرارهم التوسُّل بالحي الذي تمَّ بالفعل، ولا يدلُّ على نفي التوسُّل بالميِّت..
هذا إذا عُدَّ الاِجماع السكوتي حجّة، والاختلاف فيه كبير جدّاً..
فقد أنكر الاجماع السكوتي طائفة كبيرة من الفقهاء، فلم يعدُّوه إجماعاً ولا حجّة، وهذا هو مذهب المالكية، وهو قول الشافعي، وداود الظاهري إمام
(1) زيارة القبور : 24 ـ 25.
(2) انظر : زيارة القبور : 26 ـ 37.
( 145 )
الظاهرية، وإليه ذهب الآمدي، والفخر الرازي، والبيضاوي(1).
وقد انتقده ابن حزم نقداً لاذعاً، فقال : إنّ القول بمثل هذا الاجماع يعني إيجاب مخالفة أوامره صلى الله عليه وآله وسلم ما لم يجمع الناس عليها!! وهذا عين الباطل.. بل إذا تنازع الناس ردّدنا ذلك إلى ما افترض الله تعالى علينا الردّ عليه من القرآن والسنة، ولا نراعي ما أجمعوا عليه مع وجود بيان السنّة(2).
ويجب أن يضاف إلى هذا أنّ هناك حقيقة واقعة جديرة بالاهتمام والملاحظة في أحداث كهذه، ألا وهي هيبة السلطان وصعوبة الردِّ عليه، لاسيما عمر في زمان حكومته، وأمره هذا أشهر من أن يستدعي سوق الاَدلّة والبراهين.
هذا كلُّه فيما لو دلَّت الواقعة على تحقُّق إجماع سكوتي، وغاية ما يدلُّ عليه هذا الاِجماع لو كان متحقِّقاً فعلاً إنّما هو الاجماع على جواز التوسُّل بالحي وبدعائه، وهذا أمر معلوم بغير هذه الواقعة.. ولا تتحمَّل هذه الواقعة أيَّ دلالةٍ زائدةٍ على هذا، لما سيأتي من عمل بعض الصحابة بعد عمر بالتوسُّل بالميِّت.
الثالث : إنّ كلمات عمر في هذه الواقعة تتجاوز مسألة التوسُّل بالدعاء إلى التوسُّل بنفس الشخص وذاته، فهو يقول في أول كلامه : (اللّهم إنّا كنّا نتوسَّل إليك بنبيِّنا فتسقينا، وإنّا نتوسَّل إليك بعمِّ نبيِّنا فاسقنا). فهو صريح في التوسُّل بالعبّاس نفسه، وليس بدعائه فقط، كما أراد أصحاب الرأي المتقدِّم، فالحديث صريح في أنّ عمر هو الذي كان يدعو، وليس العبّاس، ولم يرد في أيٍّ من طرق هذا
(1) راجع : الاَحكام| للآمدي 1 : 312، موسوعة الاجماع في الفقه الاِسلامي| سعدي أبو حبيب 1 : 31.
(2) المحلّى 7 : 165 ـ 166.
( 146 )
الخبر أنّ عمر قال للعبّاس (ادعُ لنا)!
ويزيد في هذا وضوحاً ما ذكره ابن الاَثير في هذه الحادثة بعد ذكرها، إذ قال : فسقاهم الله تعالى به ـ أي بالعبّاس ـ وأخصبت الاَرض، فقال عمر : هذا والله الوسيلة إلى الله، والمكان منه.
قال : ولمّا سقي طفق الناس يتمسَّحون بالعبّاس، ويقولون : هنيئاً لك ساقي الحرمين(1).
إذن هو توسُّلٌ بالعبّاس نفسه لقرابته من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وليس توسُّلٌ بدعائه، هذا من ناحية..
ومن ناحيةٍ أُخرى فهو عريٌّ عن الدلالة على عدم صحة التوسُّل بالميِّت أو بدعائه، وذلك :
1 ـ لما تقدّم من انحصار دلالته على ما ثبت في موضوعه.
2 ـ لما سنورد بعضه ممّا ثبت عن الصحابة أنفسهم من التوسُّل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وبدعائه بعد وفاته..
ـ نبدأ ذلك بالتذكير بما تقدَّم في القسم الاَول من حديث الاِمام عليٍّ عليه السلام ، ومن حديث عمر بن حرب الهلالي، في زيارة اثنين من الاَعراب بمحضر من كل منهما، وتوسُّلهما بدعائه صلى الله عليه وآله وسلم .
ـ وشاهد ثالث أقرّه ابن تيمية نفسه(2)، وأخرجه ابن أبي شيبة وغيره. وفيه :
أنّه أصاب الناس قحطٌ في زمان عمر بن الخطاب، فجاء رجلقبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ،
(1) أسد الغابة| ترجمة العبّاس.
(2) اقتضاء الصراط المستقيم : 373.
( 147 )
فقال : يا رسول الله، استسق الله لاَُمّتك، فإنّهم قد هلكوا.
فأتاه رسول الله في المنام، فقال : «أئتِ عمر فأقرئه السلام، وأخبره أنّهم مُسْقَون، وقل له : عليك الكَيس، الكَيس» فأتى الرجل عمر فأخبره(1).
وهذا وحده ـ بعد أن أقرّه ابن تيمية ـ كافٍ في دفع شبهته، وفي ردِّ احتجاجه بتوسُّل عمر بالعبّاس على نفي جواز التوسُّل بدعاء الميِّت، ثمَّ بالميِّت نفسه.
ـ وأخرج السبكي من حديث عائشة؛ أنّه أصاب المدينة قحطٌ، فقالت : انظروا قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف.
ففعلوا، فمُطروا حتى نبت العشب، وسمن الاِبل حتى تفتَّقت من الشحم، فسمِّي ذلك العام : (عام الفتق)(2).
وبهذا، بل ببعضه ثبتت صحة التوسُّل بدعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد موته.
الدرجة الثالثة :

التوسُّل بالجاه والحرمة..
قال ابن تيمية : لم يبلغني عن أحدٍ من العلماء في ذلك ما أحكيه، إلاّ ما رأيت في فتاوى الفقيه أبي محمد بن عبدالسلام، فإنّه أفتى أنّه لا يجوز لاَحدٍ أن يفعل ذلك إلاّ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، إن صحَّ الحديث في النبي صلى الله عليه وآله وسلم ! قال : ومعنى الاستسفتاء : قد روى النسائي والترمذي وغيرها أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم علَّم بعض أصحابه أن يدعو فيقول :


(1) المصنّف| لابن أبي شيبة 12 : 31 ـ 32.
(2) شفاء السقام : 172.
( 148 )
«اللّهم إنِّي أسألك وأتوسَّل إليك بنبيِّك نبي الرحمة، يا محمّد يا رسول الله، إنّي أتوسَّل بك إلى ربِّي في حاجتي ليقضيها لي، اللّهم فشفِّعه فيَّ» فإنّ هذا الحديث قد استدلَّ به طائفة على جواز التوسُّل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في حياته وبعد مماته.
قالوا، والكلام لابن تيمية : وليس في التوسُّل دعاء المخلوقين، ولا استغاثة بالمخلوق، وإنّما هو دعاء واستغاثة بالله، لكن فيه سؤال بجاهه، كما في سنن ابن ماجة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه ذكر في دعاء الخارج للصلاة أن يقول : «اللّهم إنِّي أسألك بحقِّ السائلين عليك...» الحديث، ففي هذا الحديث أنّه سأل بحقِّ السائلين عليه.. والله تعالى قد جعل على نفسه حقّاً.. إلى أن قال : وقالت طائفة : ليس في هذا جواز التوسُّل به بعد مماته وفي مغيبه، بل إنّما فيه التوسُّل في حياته بحضوره..
ثمّ أخذ ينتصر لهذا الرأي الاَخير، قائلاً : وذلك التوسُّل به أنّهم كانوا يسألونه أن يدعو لهم، فيدعو لهم، ويدعون معه، ويتوسَّلون بشفاعته ودعائه، ومثَّل لذلك بحديث الاَعرابي : يا رسول الله، هلكت الاَموال وانقطعت السبل فادعُ الله لنا أن يمسكها عنّا.
قال : فهذا كان توسُّلهم به في الاستسقاء ونحوه، ولمّا مات توسَّلوا بالعبّاس رضي الله عنه .. وكذلك معاوية بن أبي سفيان، استسقى بيزيد بن الاَسود الجرشي، وقال : اللّهم إنّا نستشفع إليك بخيارنا، يا يزيد ارفع يديك إلى الله...
ثمّ ختم بقوله : ولم يذكر أحد من العلماء أنّه يشرع التوسُّل والاستسقاء بالنبي والصالح بعد موته ولا في مغيبه، ولا استحبّوا ذلك في الاستسقاء ولا في الاستنصار ولا غير ذلك من الاَدعية، والدعاء مخُّ العبادة(1).

(1) زيارة القبور والاستنجاد بالمقبور : 37 ـ 43.
( 149 )
والخلط والتمويه والتناقض واضح في أكثر من موضع من هذا الكلام، نبدأ بالكشف عنه قبل تقديم الاَدلّة على المطلوب.
1 ـ قد خلط بين التوسُّل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين التوسُّل بالجاه، فالفرق واضح بين قولك : «يا محمّد، يا رسول الله إنّي أتوجّه بك إلى الله» وبين أن تقول «اللّهم بحقِّ السائلين عليك» أو «اللّهم بحقِّ محمّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم » فالاَول توجّه وتوسُّل به، والثاني توجُّه وتوسُّل بحقِّه وجاهه ومنزلته، فهذان نوعان من التوسُّل بالاَنبياء والصالحين يدخلان في هذا القسم، وقد حمل ابن تيمية الاَول على الثاني، وهو حمل غير صحيح.
2 ـ خلط هنا كما خلط من قبل بين التوجُّه بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين طلب الدعاء منه، والفارق واضح، ولا يخفى أنّه صنع هذا تمويهاً، ليس إلاّ، ولذلك تراه عندما استدلَّ بحديث الاَعرابي أتى بفقرةٍ منه وترك قوله الذي قدَّمناه آنفاً : «يا رسول الله إنّا نستتشفع بك على الله» هذا القول الذي أقرَّه النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
3 ـ ناقض نفسه في النقل عن العلماء، ثمَّ لجأ إلى تقسيم الدعاء إلى استسقاء وغيره تمويهاً على الاَذهان لا غير، لاَنّه عاد فجمع كل أصناف الدعاء (ولا استحبّوا ذلك في الاستسقاء ولا في الاستنصار ولا في غير ذلك من الاَدعية).
فقد نقل أولاً عن العلماء قولهم بجواز التوسُّل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في حياته وبعد مماته، ثمَّ عاد يقول : ولم يذكر أحد من العلماء أنّه يشرع التوسُّل والاستسقاء بالنبي والصالح بعد موته!!
ونأتي هنا على ما ينقض دعواه هذه بأدلَّةٍ أقرَّ هو بصحة بعضها، ولم يذكر البعض الآخر بإثبات أو نفي :
( 150 )
ـ أثبتنا ونؤكد أنّ ابن تيمية لم يجد نصّاً يستفيد منه النهي عن التوسُّل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فطفق يحمِّل بعض النصوص ما لا تحتمل، وسنراه هنا كيف يدير ظهره لنصٍّ ثبتت صحّته لديه بنحو لا غبار عليه :
إنّه ينقل بطرق يعرف صحّتها عن الصحابي الجليل عثمان بن حنيف أنّه يعلِّم الناس التوسُّل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في عهد عثمان بن عفّان، ثمَّ يشفِّعه بأخبار مماثلة عن السلف..
يقول : روى البيهقي أنّ رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفّان في حاجةٍ له، وكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقي الرجل عثمان بن حنيف فشكا إليه ذلك، فقال له عثمان بن حنيف : ائتِ الميضأة، فتوضّأ، ثم ائتِ المسجد فصلِّ ركعتين، ثمَّ قل : «اللّهم إنّي أسألك وأتوجّه إليه بنبيِّنا محمّدٍ نبيِّ الرحمة، يا محمّد، إنّي أتوجَّه بك إلى ربِّي ليقضي لي حاجتي» ثمَّ اذكر حاجتك، ثمَّ رح حتى أروح معك..
فانطلق الرجل، فصنع ذلك، ثمَّ أتى بعدُ عثمان بن عفّان، فجاء البوّاب فأخذ بيده فأدخله على عثمان فأجلسه معه على الطنفسة، وقال : انظر ما كانت لك من حاجة، فذكر حاجته، فقضاها له.
ثمّ إنّ الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف، فقال له : جزاك الله خيراً، ما كان لينظر في حاجتي ولا يلتفت إليَّ حتى كلَّمْتَه فيَّ.
فقال عثمان بن حنيف : ما كلّمته، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد جاءه ضرير وشكا إليه ذهاب بصره، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : «أوَ تصبر» ثمَّ ذكر الحديث المتقدِّم.
( 151 )
قال البيهقي ـ والكلام ما زال لابن تيمية ـ : ورواه أحمد بن شبيب بن سعيد عن أبيه بطوله، ورواه أيضاً هشام الدستوائي، عن أبي جعفر، عن أبي أمامة بن سهل، عن عمِّه عثمان بن حنيف. ثمَّ ذكر ابن تيمية لهذا الحديث أسانيد كثيرة، وصحّحها، إلى أن قال :
وروي في ذلك أثر عن بعض السلف، مثل ما رواه ابن أبي الدنيا في كتاب (مجاني الدعاء) بإسناده : جاء رجل إلى عبد الملك بن سعيد بن أبجر، فجسّ بطنه فقال : بك داء لا يبرأ.
فقال الرجل : ما هو؟
قال : الدُبَيلَة(1).
فتحوَّل الرجل، وقال : الله، الله، الله ربِّي لا أشرك به شيئاً، اللّهم إنِّي أتوجّه إليك بنبيِّك محمد نبيِّ الرحمة صلى الله عليه وسلّم تسليماً، يا محمّد، إنِّي أتوجّه بك إلى ربِّك وربِّي يرحمني ممّا بي.
قال : فجسّ بطنه، فقال : برئتَ، ما بك علّة..
أضاف ابن تيمية قائلاً : فهذا الدعاء ونحوه قد روي أنّه دعا به السلف، ونُقل عن أحمد بن حنبل في (منسك المروذي) التوسُّل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في الدعاء(2).
هكذا يشهد على بطلان رأيه، وبطلان دعواه السابقة في أنّه لم ينقل عن أحدٍ من السلف التوسُّل به صلى الله عليه وآله وسلم بعد موته، هذه الدعوى التي أصرَّ عليها، وصدَّر بها لكتابه
(1) الدُبَيلَة : دُمّل كبار تظهر في الجوف وتقتل صاحبها غالباً.
(2) انظر : التوسُّل والوسيلة : 97، 98، 101 ـ 103.
( 152 )
(التوسُّل الوسيلة)(1) !
يحيى
يحيى

ذكر تاريخ التسجيل : 18/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ياشيعه أجيبونا إن كنتم على حق ! Empty رد: ياشيعه أجيبونا إن كنتم على حق !

مُساهمة من طرف لؤلؤة مكه الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 1:24 pm

يحيى الشهداء فقط هم الاحياء ....... نعم أحياء ولكن لايعلمون الغيب و الله أعلم كيف هي حياتهم

وآية {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ }[6]

فسرت الآيه خطأ والله منت فاهم شي و خبصت الدنيا

تفسير آية {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ }

تفسير مختصر

يقول تعالى ذكره : حتى إذا جاء أحد هؤلاء المشركين الموت ، وعاين نزول أمر الله به ، قال : - لعظيم ما يعاين مما يقدم عليه من عذاب الله تندما على ما فات ، وتلهفا على ما فرط فيه قبل ذلك ، من طاعة الله ومسألته للإقالة - : ( رب ارجعون ) إلى الدنيا فردوني إليها ، ( لعلي أعمل صالحا ) يقول : كي أعمل صالحا فيما تركت قبل اليوم من العمل فضيعته ، وفرطت فيه .

.
.
وكل أدلتك ليست في موضعها


وعلى فكره أنا ما سألت عن حياة الأموات و الشهداء

أنا سألت .......... هل علي رضي الله عنه كان يعلم الغيب قبل موته أم فقط عندما مات تطور و أصبح يعلم الغيب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟


و هناااااك فرق شااسع .. بين الحياه و علم الغيب
لؤلؤة مكه
لؤلؤة مكه

انثى تاريخ التسجيل : 18/07/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى