أعمدة الفتنة في الوطن العربي
صفحة 1 من اصل 1
أعمدة الفتنة في الوطن العربي
أعمدة الفتنة في الوطن العربي
العديد من رجال الدين يحملون مفاتيح الجنة والنار بأيديهم أو جيوب ملابسهم، ولديهم الاستعداد
لتصنيف الناس حسب مكانتهم يوم القيامة. العديد منهم يتدخلون في الإرادة الإلهية !!!
لا يوجد رجال دين في الإسلام، لكنهم فئة تطورت مع الزمن لأسباب متنوعة، وهي موجودة الآن بألوان
مختلفة. وللحق، لا بد من القول إن من رجال الدين من يعرفون الله ويتقونه، ويحاولون إيصال الدعوة
بالكلمة الطيبة وهدوء واحترام وحسنى، ويحرصون على التعامل الجيد مع الناس، ويستعملون أساليب
محببة وغير منفرة في علاقاتهم العامة. هؤلاء يعطون صورة طيبة عن الإسلام والمسلمين، لكن الساحة
الإسلامية تنطبع بسلوك الآخرين الذين يمكن نصنيفهم وفق الأمور التالية:
أ- رجال دين السلطة الذين لديهم الاستعداد لبيع آخرتهم بدنياهم، وإصدار الفتاوى التي تبرر للحاكم
سوء صنيعه. إنهم شركاء الحاكم في فتنة الناس وإغوائهم وتضليلهم. هؤلاء هم الذين يفتون بحرمة
الخروج على الحاكم الظالم لأن، حسب قولهم، الفتنة أشد من القتل، وهم لا يعلمون أن الظلم فتنة
تؤدي إلى التفسخ والضعف والتدهور الأخلاقي، وتنتهي بافتتال بين الناس. إسلاميا، من المفروض
التخلص من الحاكم الظالم قبل استفحال خطره ونشوب اقتتال بين المسلمين.
ب- من الملاحظ أن رجل الدين بصورة عامة وليس مطلقة قد فرض حول نفسه غالبا هالة أو جوا معينا
جعلته يتميز بحيث يُقبل عليه بعض الناس ويتجنبه آخرون. هناك من يقبلون عليه قناعة منهم أو ظنا أنه
يهدي إلى سواء السبيل، وهناك من ينفرون منه بسبب ما اعتاد عليه من إصدار أحكام مطلقة وغلظة في الحديث وتعصب.
ت- العديد من رجال الدين يحملون مفاتيح الجنة والنار بأيديهم أو جيوب ملابسهم، ولديهم الاستعداد
لتصنيف الناس حسب مكانتهم يوم القيامة. العديد منهم يتدخلون في الإرادة الإلهية ويصدرون قرارات
حول مصير الشخص يوم القيامة، أو يصدرون أحكاما حول الحسنات التي يمكن أن يجنيها المرء لقاء أعمال
معينة، والسيئات التي يمكن أن تلحق به نتيجة أعمال أخرى. وقد صنع هؤلاء لأنفسهم ما يشبه التفويض
الإلهي الذي ساد في القرون الوسطى الأوروبية. إنهم يتطاولون على الذات الإلهية.
ث- احتكار الجنة الذي يعني أن الآخرين الذين لا يتبعون ذات الدين أو المذهب كافرون لا يملكون الحقيقة
ويجب أن يتم التعامل معهم وفق أحكام شرعية قاسية ترفض الآخر جملة وتفصيلا. أهل الجنة هم
وحدهم الذين يملكون الحقيقة التي لا حقيقة بعدها، وضل غيرهم وسقطوا في الهاوية. ولهذا مزقوا
الناس وفق سلوكهم الديني في الدنيا، وتبعا لمكانتهم المحددة سلفا في الآخرة، وزرعوا بذور الفتنة
والفساد والاقتتال. تحولت الأخلاق الدينية إلى انغلاق وتعصب وسوداوية، وانقلب المجتمع إلى متدينين
من مذهب أو دين معين، مقابل فاسقين وملحدين وكافرين، وبدل أن يكون الدين سمحا ولطيفا ورحيما
أخذ يتحول بالنسبة لعدد كبير من الناس إلى كابوس يصعب التعايش معه.
ج- التضييق الديني من خلال اتساع رقعة الحرام وتعقيد الدين الإسلامي. أصحاب هذا التوجه يسهبون
في الأمور الفقهية والتي قد لا تستند إلى مبرر إسلامي، ويعزفون عن الفكر الإسلامي. دفع هؤلاء الناس
إلى زاوية الكهنوت المثقل بالطقوس بدل النهوض بهم نحو العلم والتفكير العلمي والنقدي. ومن شأن
هذا في النهاية أن يضعف القدرات الفكرية اللازمة لبناء أمة إسلامية متماسكة.
محور من مقال للأستاذ عبد الستار قاسم تحت نفس المنشور أعلاه
--------------------------------------------------------------------------------
sun- تاريخ التسجيل : 09/10/2010
مواضيع مماثلة
» ؤامرة قطر لتمويل القتل والخراب في الوطن العربي
» بالصور : أحرار كرباباد يستقبلون أول أيام الفورملا1 بإطلاق أعمدة الدخان الكثيفة
» غربان الفتنة في ليبيا
» قنوات الفتنة التكفيرية في السعودية
» الوطن فى الوجدان
» بالصور : أحرار كرباباد يستقبلون أول أيام الفورملا1 بإطلاق أعمدة الدخان الكثيفة
» غربان الفتنة في ليبيا
» قنوات الفتنة التكفيرية في السعودية
» الوطن فى الوجدان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى