منتديات نور الشيعه
يا هلا وغلا بل الجميع

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات نور الشيعه
يا هلا وغلا بل الجميع
منتديات نور الشيعه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جذور الاختلافات الداخلية ... توصيات مهمة من السيد الإمام الخميني .. هل يأخذ بها علماء البحرين ؟

اذهب الى الأسفل

جذور الاختلافات الداخلية ... توصيات مهمة من السيد الإمام الخميني .. هل يأخذ بها علماء البحرين ؟ Empty جذور الاختلافات الداخلية ... توصيات مهمة من السيد الإمام الخميني .. هل يأخذ بها علماء البحرين ؟

مُساهمة من طرف الزوبع الأربعاء مارس 10, 2010 6:19 pm

المكان: قم ـ المدرسة الفيضية
الموضوع: جذور الاختلافات الداخلية
المصدر: صحيفة الإمام، ج‏6، ص: 225
التاريخ: 11 اسفند 1357 ﻫ.ش/ 3 ربيع الثاني 1399ﻫ.ق‏
الحاضرون: ممثلو العلماء وطلاب العلوم الدينية وسائر الفئات الاجتماعية



بسم الله الرحمن الرحيم‏

الغرور يقود إلى الهزيمة

إنني لم أكن قد سمعت حديثه لحد الآن، ذلك الحديث الذي أخجل تواضعنا جميعا.

إنني أتمنى التوفيق لجميع ممثلينا ونوابنا، ولكني أريد القول بأني أرفض المبالغة التي تحدث فيها البعض فيما يتعلق بي شخصيا[1].

أنا خادمكم جميعا وليس بيني وبينكم زعامة أو قيادة، القضية الأساسية هي الثورة، والصف الواحد، والاتحاد. إن المتحدث ـ تحدث بشكل جيد لكنه بالغ في الإطراء بالنسبة لي، خصوصاً وأن إطرائه هذا جاء في حضور الشخص صاحب الشأن، وربما يؤدي ذلك إلى أن يصدق الممدوح ما قيل عنه ويغفل عن نفسه ويؤدي الأمر بالنتيجة إلى وقوع فاجعة.

إنني آمل من جميع السادة أن يلتفتوا إلى هذه القضية وهي: أن نهضتنا المقدسة كانت رائعة وليس لها نظير في أي مكان آخر نتيجة لما حققته من مكاسب كثيرة بخسائر قليلة، وما آلت إليه من استئصال للنظام المنحوس من جذوره في عدة ساعات، إلا أنه لا ينبغي أن يصيبنا ذلك بالغرور، فالغرور يقود إلى الهزيمة، بيد أنه ينبغي لنا أن نكون عبيداً لله ونعتقد بأن كل ما تحقق لنا هو من الله.

شمول الثورة ناجم عن الرعاية الإلهية

لقد شعرت بالأمل حينما رأيت أن هذه الثورة شملت كافة فئات الشعب وشارك فيها حتى الوليد الصغير الذي ردد الشعارات ومصاصته في فمه. حينما رأيت أن الأمر لم يقتصر على شريحة اجتماعية واحدة بل شمل كافة الفئات وتخطى ذلك أيضا، شعرت بالأمل لأنني عرفت أن هذا الأمر ليس من طاقة البشر، فمثل هذا الأمر لا يتسنى لقيادة ما أو قوة ذاتية، إنها قضية إلهية، إنها قدرة الله تبارك وتعالى الذي وجه الأمور بالطاقة الخاصة وجعل كافة فئات الشعب تتكلم بلسان واحد وتتحرك نحو هدف واحد وتردد شعاراً واحداً .. لما رأيت كل ذلك شعرت بالأمل.

خشية الأعداء من عودة الإمام إلى إيران

آنذاك كنت أعاني وكانت الهجمات تشن من كل الأطراف والتهديدات تنهال من كل حدب وصوب، من أمريكا، من إيران، كانوا يريدون منعي من العودة إلى إيران وخططوا لتلك المؤامرات التي أحبطت بحمد لله. ومن يومها وإن لم أكن متأكدا إلى حد كبير، غير أنه رجح لدي احتمال قوي بأن القضية غير عادية وقد كانت كذلك بالفعل.

ولهذا فإن كل تلك التهديدات والتوصيات التي وصلتني من الحكومة الإيرانية بواسطة الحكومة الفرنسية والأمريكية بوسائل مختلفة، قد عززت من اعتقادي في أنهم يدبرون أمرا ما، وأن قلوبهم تمتلئ بالخوف من عودتي إلى إيران، وأنهم يريدون تأخير هذا الأمر بأي ثمن. فكانوا يرددون «لا تتعجل الذهاب الآن!» وكأنهم يريدون إظهار نوع من التعاطف معنا وحرصا على مصالحنا، في حين كنت أعلم بأن الأعداء لا يريدون مصلحتنا، إنهم يريدون تحقيق مصالحهم وحينما أدركت ذلك عزمت على العودة وقلت يجب أن أعود.

كما بعض الأصدقاء المحيطين أوصلوا إلينا مقترحاتهم من أن الوقت لا يزال مبكرا للعودة إلى إيران، ولكني أدركت من إصرارهم بأن الوقت ليس مبكرا وينبغي العودة إلى إيران الآن فهم يحاولون تجميع قواهم والقيام بمؤامرة ما.

وحينما وصلت قال بعض السادة يا حبذا لو لم تأت الآن، فالوقت لا يزال مبكرا، ولكني كنت واثقاً بأن الوقت لم يكن مبكرا، ولو أننا أمهلناهم وأخرنا المجي‏ء لكان ممكنا أن يستغرق الأمر حتى هذا الوقت ولكانوا قاموا بتنفيذ مخططاتهم ولعجزنا عن القيام بأي عمل بعد ذلك، وربما يتمكنوا من منعنا من تحقيق ما حققناه.

ولكني واستنادا إلى هذه الأمور، أدركت نتيجة ما قاموا به وما أرسلوه من توصيات، وأحسست بوجود أمر ما وحينما كان رفاقي يقولون لي أرجئ أمر عودتك إلى إيران قليلا كنت أرفض ذلك وأقول إن هذا القول قول أعداءنا فهم الذين يقولون لا تذهب ولو أنهم لم يقولوا ذلك لكان الأمر جديرا بالتأمل، ولكن الأعداء هم الذين كانوا يقولون لا تذهب الآن الوقت لا يزال مبكرا! نعم إن الوقت مبكر بالنسبة لهم.

أعداء الثورة متربصون‏

لقد حققنا ولله الحمد تقدما ملحوظا لحد الآن، كجعل من ثورتنا هذه نموذجا لجميع الثورات على مرّ التاريخ، فأنا لا أتصور ثورة تشارك فيها كافة الفئات، ولا أرى في التاريخ ثورة خرج فيها الأطفال يرددون ذات الشعار الذي يردده الشبان والشيوخ. كذلك فإن وقوف أبناء هذه الثورة بأيد خالية أمام قدرة هائلة مدعومة من القوى العظمى هو الآخر أمر غيبي.

بيد أنه علينا أن لا نصاب بالغرور، متصورين أننا نحن الذين حققنا ذلك. إن الله هو الذي حقق بإرادته المقدسة كل ذلك.

واليوم فإن علينا أن نرص صفوفنا أكثر فأكثر، فليس بوسع طبقة معينة أن تعيد بناء كل هذا الخراب، علينا جميعا ومعاً أن نقوم بذلك، كافة الفئات معا إلى الأمام, ولو تراخينا من الآن فإن هذه الثورة لا سمح الله ستضعف هي الأخرى، فأعداؤنا متربصون بنا، ولم يكفوا بعد عن‏ محاولاته فهذا البلد غني بالنفط وثروات كثيرة وهم لن يكفوا عنا، إننا نحتل موقعاً إستراتيجياً بالنسبة لهم وهم لن ينسحبوا بهذه السرعة، وشعبنا يجب أن يكون واعيا وأن لا يتصور بأن الأمر قد انتهى. إن على السادة أن لا يتوهموا بأن الأمر قد انتهى. الأمر في غاية الأهمية وعلينا من الآن فصاعداً أن نعزز من وحدتنا وتقدمنا.

الاختلافات تؤدي إلى هزيمة الإسلام‏

يجب أن يكون إعلامنا أقوى من السابق، يجب أن تكون صفوفنا متراصة أكثر من السابق، وأن ننهي اختلافاتنا إلى أدنى حد ممكن. إنني أشعر بالأسف حينما أسمع عن وقوع خلافات في بعض مناطق البلاد، على ماذا نختلف؟ ولماذا نختلف؟ معلوم أن هؤلاء الذين يبثون الفرقة والاختلاف لا حظ لهم من الإسلام إطلاقاً، إن الاختلاف يعني هزيمة الإسلام.

إذا اختلفنا مع بعضنا فإن الإسلام سيمنى بهزيمة، ولو اختلف علماء الدين فيما بينهم لا سمح الله ـ فإن الناس سيشعرون بأن هذه الاختلافات هي من أجل الدنيا، فليس هناك من اختلاف من أجل الدين، جميعنا نعتنق دينا واحدا، ونتمسك بقرآن واحد وإذا وقع الاختلاف فهذا يعني أن دافعه الدنيا، والشيطان هو الذي يحث على الاختلاف.

إذا أحس الناس بأن علماء الدين مختلفون فيما بينهم نتيجة الأهواء النفسانية، لو أحسوا بأن طلبة العلوم الدينية مختلفون فيما بينهم نتيجة الأهواء النفسية، فإنهم سيشيحون بوجههم عنكم، ولو فعلوا ذلك فهذا يعني هزيمتكم، وهزيمتكم تعني هزيمة الإسلام.

إن مسؤوليتكم خطيرة، وينبغي لكم أن تمارسوا الدعوة للناس بأخلاقكم وأعمالكم. أنتم هداة الناس ينبغي أن تكونوا منارة ونورا، هذبوا أنفسكم وأخرجوا حب الدنيا من قلوبكم، فحب الدنيا رأس كل خطيئة، كل الخطايا من حب الدنيا وحب الشهرة، أخرجوا هذا الحب من قلوبكم وأميتوه وأحيوا قلوبكم بحياة الإسلام، بالحياة الإلهية.

أنتم إلهيون، فلتتوحدوا، ولتكونوا صفا واحدا. الأعداء يتربصون بكم وبهذا الشعب. لقد أدرك الأعداء الآن بأن الوحدة تحققت في إيران وأن هذه الوحدة هي التي هزمتهم.

إنهم يسعون الآن إلى بث الاختلاف والفرقة بينكم، تفريق بعضكم عن بعض وإبعادكم عن الفئات الأخرى وذلك لمستموه من مكاسب الوحدة التي تحققت لدينا، والعذاب الذي أذاقتهم إياه تلك الوحدة.

إنهم يريدون عزل الجامعة عن الحوزة الإسلامية، يريدون عزل الجامعات عن حوزات العلوم الدينية. يريدون عزل الفئات الحديثة والمتنورة عنكم. كما كان الحال خلال القرنين أو الثلاثة الماضية، فقد كان مخططهم يهدف للإبقاء على إيران خربة من أجل أن يحققوا أهدافهم، إقرأوا الكتب التي كتبت في هذا الصدد. ولكن لا يمكن تدمير إيران إلّا بتدمير الأجنحة فيها. إيران لا يمكن فتحها إلا بتفريقكم.

ضرورة اتحاد علماء الدين‏

على علماء الدين أن يتحدوا فيما بينهم، فهم جميعا جيش إمام الزمان وعليهم أن يكونوا معا ولو حدث في صفوفكم خلل ما لا سمح الله فإن مثل هذه الخلل خلل شيطاني وبدافع‏ الأهواء النفسية. إذا وقع هذا الخلل فإنه سينتقل إلى الشعب، وإذا انتقل إلى أوساط الشعب، فإن هؤلاء الذين يتربصون بنا سيهجمون وسيستأصلونكم من الجذور، ولو تحققت لهم الغلبة هذه المرة لا سمح الله فلن يتبقى أثر لعلماء الدين ولا للمثقفين، لن يبقى أحد لا من الشريحة الجديدة ولا من الشريحة التقليدية.

لقد فهموا بأننا تقدمنا بهذه الوحدة وهزم الاستعمار، ولكن هذه الهزيمة في بدايته وإذا وقع خلل ما لا سمح الله فإن الله تبارك وتعالى لن يرضى عنكم، لن يرضى عن علماء الدين، فعالم الدين مبدأ الأمور و«إذا فسد العَالِم فسد العَالَم»[2]. إذا فسد العَالِم وتعفن فإن العَالمَ بأسره سيتعفن وإن أهل جهنم ليفرون من ريح عَالِم السوء، إن هذا التعفن ناجم عن الاهتمام بالدنيا والاهتمام بالمقام والرئاسة لذا فاجتنبوا مثل هذه الأمور.

الفقه تهذيب وجهاد

إن بإمكانكم أنتم الذين تتمتعون بقوة الشباب أن تعكفوا على تهذيب أنفسكم، فإذا شبتم فستصبحون ضعفاء وستعجزون عن ذلك، قواكم الآن عالية وأثر الشيطان في أنفسكم ضعيف فإذا تقدمتم بالسن ضعفت قواكم وزاد أثر الشيطان وحينها ستعجزون وستهزمون. عليكم أن تهذبوا أنفسكم من الآن، على الحوزات العلمية أن تسعى في تهذيب منتسبيها وفي ظلال التهذيب يمكن متابعة الدراسة وتحصيل العلوم.

إننا بحاجة إلى التفقه وإذا خسرنا فقيها خسرنا الإسلام، نحن بحاجة للفقيه وعلينا أن نسعى لإيجاد الفقيه ولكن في الوقت نفسه علينا أن نسعى لتحقيق أمور أخرى. تماما كما كان الأئمة عليهم السلام يفعلون، فحضرة الأمير (علي بن أبي طالب سلام الله عليه) كان يحرص على صلاته وعبادته حريصاً أن يكون سيفه جاهزاً أيضا. لقد كان أمير المؤمنين يحرص على بسط العلم والتوحيد فيترك لنا كتابا مثل نهج البلاغة، لكنه كان يخوض غمار الحروب ويستل سيفه المعروف. فهو في ذات الوقت الذي كان زاهدا، كان شجاعاً ومقتدرا ومحاربا، كل هذه الأمور مع بعضها.

تحريف الإسلام الأصيل‏

إن الإسلام هو كل شي‏ء … إن من أسوأ ما حرص الأجانب على ترويجه بين الناس وبيننا هو أن الإسلام يقتصر على طقوس عبادية، تماما كما فعلوا في مسخ الديانة المسيحية، فالديانة المسيحية الحالية ممسوخة، ولا يمكن أن تكون دعوة المسيح دعوة للعبادة فقط وترك الظلمة يفعلون ما يشاؤون! هذا غير ممكن، ولا يمكن أن يكون هناك نبي بهذه الصفة، لقد مسخت تلك الديانة.

كذلك حاولوا مسخ الإسلام في أنظارنا، في أنظار الجاهلين وأظهروه لنا بشكل آخر، وهذه من المكائد التي نفذوها عبر مخططات معينة، ونحن بدورنا صدقنا ذلك: «ما دخل عالم الدين‏ بالسياسة!»؟ هذا الكلام كلام الاستعمار: عالم الدين لا ربط له بالسياسة ؟! إن علماء الدين هم ساسة العباد، ففي دعاء الزيارة الجامعة ورد التعبير عن الأئمة (عليهم السلام) بأنهم ساسة العباد، فكيف يمكن أن نقول نعم للإمام والسياسة، ولا لعالم الدين والسياسة؟!. لقد حكم أمير المؤمنين بلاد شاسعة وكان سائسا لتلك البلاد، وتقولون ما شأن عالم الدين بالسياسة؟!

إن هذا الأمر من ترويجات المستعمر كي يعزل عالم الدين عن الحكومة والشعب. لقد أوحوا له بذلك. وعالم الدين صدق ذلك فبعض علماء الدين يعارضوننا ويقولون: ما شأنكم بالسياسة!، أو يقولون إن عالم الدين هذا سياسي. وهذه الأمور هي التي أعادتنا إلى الوراء ..

عالم الدين نموذج للإسلام. الإسلام هو كل شي‏ء، القرآن هو كل شي‏ء، القرآن مدرسة الإنسان، كتاب لصياغة الإنسان وكل شي‏ء موجود في القرآن: السياسة، والفقه، والفلسفة، وكل شي‏ء الإنسان هو كل شي‏ء، لذا يجب أن يؤمن القرآن كل احتياجاته، الإنسان معجزة هذا العالم، والقرآن معجزة تصنع من الإنسان نموذجا في كل المجالات.

ففي الوقت الذي يقوم القرآن بإعداد الفقيه، والفيلسوف، فإنه يقوم بإعداد المحارب، والبطل من الإنسان نفسه، فالفقيه يجب أن يكون محاربا، يجب أن يكون بطلا، أن يكون فقيها وأن لا يفرط في فقهه.

جند الله أم جند الشيطان؟

لا تجعلوا الأمور تبدو بصورة خاطئة، فتقولون مثلًا الوقت الآن وقت الثورة فلا مجال للدرس. هذا خطأ، فالعلم هو كل شي‏ء، العلم يدعم كل الاتجاهات، فقد كان أمير المؤمنين يضرب بالسيف من أجل العلم، يضرب بالسيف من أجل التوحيد، يضرب بالسيف من أجل إشاعة التفقه، فلا تتصوروا بأننا ما دمنا دخلنا في الأمور السياسية فلا ينبغي لنا بعدها الخوض في المسائل العلمية.

أنتم مازلتم شباناً وعليكم أن تسعوا لتحصيل الفقاهة، أوجدوا الفقاهة في أنفسكم، عليكم أن تصبحوا فقهاء، فالفقيه مهم، ولكن ينبغي أن يكون فقهيا مهذبا، طالب علم مهذب، إنسان مهذب والنتيجة شعب مهذب.

على الجميع أن يسعوا لتهذيب أنفسهم، عليهم أن يجاهدوا أنفسهم، ولكنكم الأولى بهذا الأمر فأنتم جند الله وعليكم أن تذعنوا لأمر الله وتعملوا به. «جند الله» تعني العمل بأحكام الله وإطاعة أوامره تماما كما يفعل الجند بأوامر قادتهم. أنتم جند الله وعليكم أن تطيعوا أوامره وتعملوا بها، ولو تخطيتم أوامره فلستم بجند الله. مهما كان مقدار ذلك التخطي، فأنتم إما جند الله أو جند الشيطان. وإذا كانت الدنيا همّكم فأنتم جند الشيطان وإذا كان الحق تعالى مبتغاكم فأنتم جند الله.

ظل الله هو المعيار في تمييز الحق عن الباطل‏

كذلك هو ظل الله، السلطان ظل الله ولكنه إذا ارتكب مخالفة معينة أصبح ظلاً للشيطان، والظل هو الفيء لكل ذي فيء وظل، فهو بذاته لا يملك شيئا. ظل الله هو الذي تكون كل حركاته وسكناته بأمر الله، تماما كالظل فهو بذاته لا شي‏ء، الظل بحد ذاته ليس فيه حركة إنما هو يتحرك إذا تحرك صاحب الظل. أمير المؤمنين ظل الله، الرسول الأكرم ظل الله، ليس فيهم شي‏ء من ذاتهم وكل ما هو موجود فيهم هو من الله.

أما أولئك فهم ظل الشيطان! هؤلاء السلاطين الذين يقال عنهم بأنهم ظل الله هم ظل الشيطان! ظل الله معيار للتمييز بين حقانية السلطان أو بطلانه. ظل الله هو ما يجعلنا نفهم إن كان هذا السلطان حقاً أو باطلًا. فإذا قام بعمل من ذاته فهو باطل، وإذا نفذ أمر الله فهو ظل الله وإلا فهو ظل الشيطان.

جند الله أيضا، الشعار الذي اخترتموه أو اختير لكم، يعني هذا المعنى تماماً: العمل بأمر الله، فإذا قال أقعد تقعد، إذا قال انهض تنهض، وإذا كان الأمر كذلك فأنتم جند الله، ولكن إذا قال الله هبوا للعمل الفلاني ولم تهبوا له فهذا التخلف من الشيطان.

أحيانا ترون إنسانا لا تكون كل أعماله لله بل للشيطان، فإنه سيصبح إنسانا بصورة شيطان، وحينما يحشر هناك سيحشر على صورة شيطان.

الفقهاء حماة الإسلام‏

اسعوا أيها السادة إلى تهذيب النفس، إلى تحكيم مبادئ الإسلام، إلى تحكيم أسس الفقه الإسلامي. وفي عالم واسع مثل عالم الفقه فأنتم لستم بشي‏ء فاغنوا هذا الفقه ووسعوا دائرته، ولكن في الوقت نفسه الذي تكونون فقهاء لا تتركوا ميدان السياسة، فكروا في الأمور واهتموا بها وتدخلوا فيها، فلا يمكن القول «أنا فقيه ولا شأن لي بأي أمر آخر»، أنت فقيه ولكن عليك التدخل في سائر الأمور، عليك التدخل في الحفاظ على مقدرات الناس، أنتم جنود الإسلام وحماته وعليكم أن تحفظوه.

أسأل الله أن يمن عليكم جميعا بالتوفيق وأسأله أن يحفظنا في كنفكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
الزوبع
الزوبع

ذكر الحمل تاريخ الميلاد : 13/04/1994
تاريخ التسجيل : 07/02/2010
العمر : 30

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى