حرق الاطارات ,, سياسة ام لعب اطفال

كثر الجدل مؤخرا عن اسلوب حرق الاطارات و هل هو شرعي ام لا و انه يسبب للناس ازعاجا و اذا و الى غير ذلك , هذه القضية الان التي تؤرق الشارع البحراني و التي قد تسبب الفتن بين ابناء الوطن الواحد .

طبعا اسلوب حرق الاطارات استخدمته المعارضة اثناء فترة التسعينات و لا اعتراضات الا من جانب مؤيدي الحكومة , الا انه الان بات يشكل قاسما بين الاطراف البحرانية بعد خيانة الميثاق من قبل الملك حمد بن عيسى .

فيا ترى من هو على حق في هذه القضية ؟

سنستعرض القضية على عدة نقاط .

النقطة الاولى : هي ان حرق الاطارات كما اسلفت كان من اساليب المعارضة ايام التسعينات , و قد كانت تتردد على مسامعي ان الشعب مضطر لعمل هذا لان لا اعلام له , فلذا تخط الجدران و تحرق الاطارات تعبيرا عن امتعاض ابناء الشعب عن مساوئ الحكومة , و لم تكن ترح قضية حرق الاطارات في الساحة ابدا الا مرات قليلة و لم يكن لها اي تاثير فالكل مجتمع حول القيادة المتمثلة في الشيخ الجمري .

النقطة الثانية و هي استخدام هذا الاسلوب من اكبر احزاب الشيعة العرب و هو حزب الله ابان اغلاقهم لبيروت و كلنا راينا كيف رضخت الحكومة !

من خلال النقطتين الفائتتين نصل الى استنتاج واحد يقول بان حرق الاطارات حق للشعب اذا ما تعرض الى تضييق اعلامي او سياسي من قبل الحكومة و انه اسلوب فعال مجرب من قوى معارضة تتبع راي العلماء ..

لكن استدرك الامر بنقطة

هل حرق اسلوب حرق الاطارات هو بذاته الذي كنا نتبعه ايام التسعينات ؟؟

الجواب هو ليس كليا ,,, و ليس كل من يحرق الان هو على نهج التسعينات

فلو نظرنا الى ايام التسعينات لوجدنا ان حرق الاطارات منظم و فعال و لا يستخدم الا وقت حدوث مكروه عظيم لتعلم الحكومة ان الشعب لازال ثائرا , اما الان فقد افرط الحراقون حتى صارت لدى قوات اثارت الشغب خبرة و لدى الاطفائيين عمل يومي لا يتوقف , و قد حصلوا على حجة لقمع الناس جميعها , هذا علاوة على ان الناس قد زهقت من هذا و ضجرت من هذا العمل اليومي , فهذا مضر بالمسيرة السياسية و مضر بمصلحة الناس جميعها .

ايضا لو نظرنا الى من يحرق في التسعينات و الى من يحرق الان ؟؟!! ان الفرق شاسع , في السابق كان لدى من يحرق معرفة عميقة بالقضية و لا يتحرك الا اذا وجد ضوءا اخضرا اما اذا سمع بالمنع فانه يتوقف , اما الان فيالمصيبة ,,, اطفال صغار بعضهم لم يتجاوز الثالثة عشر !! ليس من كيسي يا جماعة بل هذا شئ رايته بعيني , اطفال لا علم لهم و لا دراية حرقوا اطارا مع بعض القمامة و هم يتضاحكون و يتنظرون قوات الشغب , ان المسالة مسالة تحدي و مغامرة بالنسبة اليهم لا اكثر , و اين حرقوا و في ايو وقت ؟؟ سترة و بلاقرب من سوق الثلاثاء , و هو سوق للباعة البسطاء من ابناء البحارنة جاؤا كي يترزقوا ربهم لعلهم يكسبون لقمة عيشهم في احضان سياسة حكومة ال خليفة , لكن كيف هذا و هؤلاء الاطفال يفسدون عليهم رزقهم ؟؟؟ و الخبيث في الامر ما روته لي اختي لما كانت تتبضع هناك و هو امر عجيب ,, اذ تغلغل احد الاطفال الملثمين بين النساء في السوق و هو يقول لقوات البربر ((( تعالوا ))) ,, بالله عليكم هل هذا فعل شخص عاقل او حتى متربي ؟؟

اذا كثير من الحرائق اليومية هي حرائق عابثة لا دخل لها بالسياسة انما فق بالطياشة و الجهل , لكن ماذا نقول ؟؟ هؤلاء ضحايا ثقافة خاطئة فهم حتى لم ينضجوا سياسيا و لم يذوقوا من مسئولية الحياة شيئا , اطفال بمستوى اللعب و العبث تسلموا الشارع بدل قيادة الشارع و هي قيادة الممانعة ؟

نعم هناك بعض الشباب من استعمل هذا الاسلوب بحكمة و بتواقيت معينةو ليس كل يوم ليؤذي به الناس قبل ان تتاثر الحكومة بذلك ,,,,

لكني احمل المسئولية اباء و امهات هؤلاء الاطفال و كذلك اقاربهم , كيف غفلت اعينهم عن ابنائهم بدون سؤال ,, اين كنت ... اهمالكم يا اولياء الامور ان كنت قد استحققتم هذه الولاية ,, اهمالكم لابنائكم قادهم لهذا الفعل الخاطئ ..

و البعض يدافع عنهم عن جهل ,, لكني اقول له اذا شئت اذهب الى جزيرة سترة و في الشارع العام و لترى بام عينك كيف هو الحال