رؤية تيار الوفاء بين المداهنة والممانعة .. التكامل والتخاذل .. ما لها وما عليها.

سلام من الله عليكم جميعا

ما كنت راغبا واقعا بالخوض في تقييم رؤية تيار الوفاء الاسلامي او نقدها وكنت متوقفا أقلب الأمر متفكرا في هذا الامر وخصوصا ان من أختلف معه هذه المرة ليس النظام او من شركائه او أعوانه " عن قصد او جهل " بل أناس تربعوا على جبل حبي ومودتي ولو بالنعل داس على الرأس لكنت في حقه مقصرا، فكنت أعيش صراعا مريرا بين هوى العقل وهوى النفس ومما زاد في مرارة الامر وثقل الخطب تحذير استاذي المفدى عبد الوهاب حسين حفظه المولى - وهو يعلم مقامه عندي .. وما جمعت له من ودي .. فلم اشرك له في قلبي غير المشيمع وشيخي الجمري - للجماهير بعدم إضعاف تيار الوفاء او إثارة الغبار في وجهه وعبارات قيلت في احدى الجلسات اتجنب ذكرها كان وقعها على النفس مؤلما جدا تحسست فيها وكأن اشفار تتراقص على الجراح وتتنقل بينها وبين القراح.

ما أوجع الكلمة حين تنطلق كالسهم من ثغر الحبيب .. وما أصدق الكلمة عندما تخط بيد المحب رسالة للمحبوب ناصحة.

قليل ما أكتب بأسلوب عاطفي او على شكل خواطر إلا عندما اتألم فتخرج عصارة قلبي على هذا النجو ولكن بقيادة عقل .. لا عاطفة و هوى .. او بغض وكره.

الصراع لم ينتهي ولكنه عقد هدنة بعد ان هد كياني وتوصلت الى حل يزيح بعض ما تراكم على كاهلي وقد رضي به العقل وهوى الحب:
* ان يقتصر موضوع النقد على جزئية التكامل في رؤية تيار الوفاء الاسلامي على ان لا اتبنى في هذا الطرح أي الآراء هي الأصح.
* ان ارفع اليد بالكامل عن نقد تيار الوفاء في الجلسات الخاصة فضلا عن المحافل العامة.
* أني ما زلت خادما وجنديا وفيا لتيار الممانعة وعليه سأكون مدافعا عن أطروحات تيار الوفاء عندما تتفق مع الخط العام لتيار الممانعة بجميع فصائله وجماهيره ومراقبا صامتا عندما تختلف مع هذا الميزان.

قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ .. هذا ما اتفق عليه الطرفان .. جنود الهوى وجنود الايمان، ويحز في نفسي هذا الامر وأنا استذكر درر أمير المؤمنين المنظومة وَلاَ تُخَالِطُونِي بالْمُصَانَعَةِ، وَلاَ تَظُنّوا بِيَ اسْتِثْقَالاً فِي حَقّ قِيلَ لِي، وَلاَ الْتمَاسَ إِعْظَام لِنَفْسِي، فَإِنَّهُ مَنِ اسْتَثْقَلَ الْحَقَّ أَنْ يُقَالَ لَهُ أَوْ الْعَدْلَ أَنْ يُعْرَضَ عَلَيْهِ، كَانَ الْعَمَلُ بِهِمَا أَثْقَلَ عَلَيْهِ. فَلاَ تَكُفُّوا عَنْ مَقَال بِحَقّ، أَوْ مَشُورَة بِعَدْل، فَإِنِّي لَسْتُ فِي نَفْسِي بِفَوْقِ أَنْ أُخْطِىءَ، وَلاَ آمَنُ ذلِكَ مِنْ فِعْلِي، إِلاَّ أَنْ يَكْفِيَ اللهُ مِنْ نَفْسِي مَا هُوَ أَمْلَكُ بِهِ مِنِّي .. ثُمَّ لْيَكُنْ آثَرُهُمْ عِنْدَكَ أَقْوَلَهُمْ بِمُرِّ الْحَقِّ لَكَ، وأَقَلَّهُمْ مُسَاعَدَةً فِيَما يَكُونُ مِنْكَ مِمَّا كَرِهَ اللهُ لاِوْلِيَائِهِ، وَاقِعاً ذلِكَ مِنْ هَوَاكَ حَيْثُ وَقَعَ.

حقيقة من روائع ما قاله أمير المؤمنين عليه السلام وكنت انطلق ارتكازا من هذه الأرضية المفعمة بخبرة الحكماء .. ألا وإنهم استغنوا عن بضاعتي فإني في حل من أمري ويشهد بذلك سمعي وبصري .

وبعد هذه المقدمة الواجبة تبيانها سيكون مدار البحث على جزئية التكامل مع الموقف منها والنظر الى تفعيلها او عدم إمكانية تفعيلها، حيث يوجد ثلاث أطروحات في قبال هذا المطلب في رؤية تيار الوفاء الاسلامي:

* الطرح الواقعي .
* طرح انصاف الحلول.
* الطرح الوحدوي .

حيث سأتناول الشرح تبيانا في المداخلة التالية بعون من الله وتوفيقه.

أكتفي بهذا المقدار .. على أمل اللقاء

والله يعطيكم العافية