ما حقيقة التكامل في الأدوار بين المقاطعة والمشاركة؟

وبخصوص رؤية تيار الوفاء الإسلامي حول الموقف من انتخابات العام 2010م، قال : لو نجحنا في تفعيل قراري المشاركة والمقاطعة على أساس التكامل بينهما ( وهي رؤية إستراتيجية يتبناها التيار وأعلنها في بيان الانطلاق ) فلا شك أن ذلك سيعود بنتائج إيجابية على الساحة الوطنية، وأحد أهم هذه النتائج هو توفير ظروف أفضل لعمل المشاركين والمقاطعين، بحيث يتجنب الطرفان المواجهة البينية داخل قوى المعارضة، وأن يكون التركيز على نيل الحقوق من السلطة وتحقيق الأهداف الوطنية، بحيث يعمل كل طرف لتحقيق أهدافه من خلال رؤيته وبرامج عمله دون الانشغال بالأخر .

وقال : لا يلزم العمل من أجل تحقيق أهداف المشاركة والمقاطعة الانشغال بالطرف الآخر، ولا يلزم من التكامل عدم سعي كل طرف لتحقيق أهدافه، بل إن تجنب المواجهة البينية سوف يخلق بيئة أفضل للنجاح . وقد ذكر تيار الوفاء في نهاية الرؤية : " أن تتطلع القوى المقاطعة لكسب الأكثرية لرؤيتها وموقفها على أسس واقعية تصب في خدمة المصلحة الوطنية العليا، بدون إحداث التصادم مع المشاركين " فالتيار سوف يسعى لبيان وجهة نظره وتحقيق أهدافه ولكن بالحسنى.



الفقرة السالفة وردت في لقاء الثلثاء الأخير للأستاذ عبدالوهاب حسين.

في الواقع لا أرى أن المواجهة البينية التي يتحدث عنها الأستاذ أمر حاصل بين قوى المعارضة المشاركة منها كطرف والمقاطعة منها يمثل الطرف المقابل، إنما هذه المواجهة حصلت على مستوى أفراد ينتمون للوفاق أو هم يتبنون رؤية الوفاق ورأوا أن المقاطعين قد أساؤوا للوفاق بما أطلقوا من تصنيفات تسيء للمشاركين عن قصد أو غير قصد فأخذتهم الغيرة للدفاع عن الوفاق وقائدها ولم تكن الوفاق طرفا في هذه المواجهة البينية التي يدعيها الأستاذ، لكن إنه لمن الوضح أن الوفاء الاسلامي كحركة أشغلت نفسها (على مستوى القادة والجمهور) بهذه المواجهة بينها وبين أفراد إستخدموا الانترنت دفاعا عن الوفاق وقائدها في قبال حركة بأكملها شملت قادتها وجمهورها، هذا ورغم أن الشيخ عيسى قد وجّه الى عدم التحارب على مستوى الألسن بين الأخوة في الايمان إلا أن بعض من ينتمون الى قيادته من أفراد لم يلتزموا.

أما بالنسبة للتكامل بين المقاطعين والمشاركين لا أظنه أمر واقعي ولا يفضي هذا الرأي الى شيء أبدا مهما نظّرنا في الأمر، لأنه وبكل بساطة نرى أن الوفاء الاسلامي تتطلع الى أن يكون لها الجمهور الأوسع والأكثر على الساحة وهذا ما جعلها تطلق التوصيفات التي ساءت كثيرا الى المشاركين وهذا استفز وما زال يستفز الجمهور الذي شارك ويؤمن بصحة خيار من اتبعه من قائد و جمعية أكثر فاكثر يوما بعد يوم ولا يؤمن بخيار من يراه ويعتقد أنه سبب الانشقاق والتباعد بيننا والاساءة الى العلماء والوفاق.

مسألة الانشغال بالواجهة البينية خلقه قادة الوفاء وما زالوا في نفس الطريق وهم الذين انشغلوا وسينشغلون به ما داموا هم على نفس النهج لم يغيروا، ولا أرى بوسعهم أن يحوزوا على القاعدة الجماهيرية التي هي عند الوفاق فضلا عن القاعدة الجماهيرية التي تمثل أكبر كتلة جماهيرية خلف القائد أبو سامي آية الله قاسم.