قصيدة حول البحرين لأبي العتاهية

بحريننا ..غارقة.. فارطة في داهية
أنهكها الحاكم من ثلته للحاشية
تعاونوا في نهبها .. تقاسموا الأراضيَ
ووزعوها بينهم في ليلة وتالية
من بحرها لبرها ونخلها والساقية
ولم يكتفوا بنهبها فالثروة ليست كافية!
بل زوروا تاريخها وحرفوا المعانية
بحريننا ..غارقة.. فارطة في داهية
وزيرها، وكيلها، ضابطها، والألوية
والقاضي والسفير من عائلة العتاوية
عصابة نافذة شبيهة بالمافيا
الغدر منهم واضح والأيدي ليست خافية
تآمروا وخططوا والناس كانت غافية
وأغدقوا وعودهم كاذبة وخاوية
وحولوا بحريننا مملكةً إقطاعية
وأبدلوا دستورها بمنحة مجافية
وفتتوا أبناءها مذاهباً معادية
استجلبوا الأغراب من كل البقاع النائية
وجنسوهم، أكرموهم، عززوزهم عالية
والشعب فينا يكتوي بنار فقر حامية
مصائبه لا تنجلي .. من كل صوب آتية
عطالةٌ، بطالةٌ، والعيش بات غاليا
بحريننا فيها العجب، فيها الغريب حاميا!
الحر فيها يعتقل ويخرجوا الحراميةَ
والجلاد صار دَيِّناً وواعظاً وداعية
بحريننا ..غارقة.. فارطة في داهية
المدح فيها سُلَّمٌ لتبلغ الكراسية
ومن أراد جاهةً بمنصبٍ إداريا
امتهن التقبيل في الأنوف والأياديَة
أو صار بوقاً أو عصا أو طبلة موالية
بحريننا ..غارقة.. فارطة في داهية
...
أقولها مؤكِداً وواثقاً وواعيا
حكامنا أفعالهم تقودهم للهاوية
تاريخهم وعُفنُهم مصيره للحاوية
أقولها صراحة .. أقولها علانية
لو وسعوا المعاقل وأطلقوا المنافيَ
بحريننا ..غارقة.. ولن تعود ناجية