منتديات نور الشيعه
يا هلا وغلا بل الجميع

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات نور الشيعه
يا هلا وغلا بل الجميع
منتديات نور الشيعه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جاوب يا شيعي ممكن

5 مشترك

صفحة 1 من اصل 2 1, 2  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل

 جاوب يا شيعي ممكن  Empty جاوب يا شيعي ممكن

مُساهمة من طرف ورده السنه الأحد سبتمبر 11, 2011 4:50 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اتحدى اي شيعي ولو للحظه ان يجاوب على هذه الاسئله البسيطه
ان يفكر فيهاااا ان يرجع للقران والسنه ان يحكم عقله ولوقليلا ولا ينقاااااد
ل الخميني ومقتدى الصدرواتباااااااعهم اللي بالعراااق وايراااااااان
وبالبحرين اترك قلبك وصوت عقلك يتكلم هل اعتقاااداتكم وافعالكم
فيها شي من العقل والحكمه والبصيره هل هذا الدين اللي اتبعه
علي بن ابي طالب والحسن والحسين هل هذا من المحبه
ان تسبوااا وتشتمواااا اصحاب الحسن والحسين وعلي بن ابي طالب
لماذا نحن اهل السنه نحب محمد واصحابه كلهم ولا نفرق بينهم
وانتم تحبون علي والحسن والحسين وتكرهووون ابو بكر وعائشه
وعثمان وعمربن الخطاب لماذا تفرقون بينهم هل هذا من الدين
اشهدبالله شهادة حق لوكان موجووود علي بن ابي طالب
والحسن والحسين لقالوا لكم اتقوا الله ولا تنسبوااا الينااا افعال
ومعتقدات لم ناتي بها ولم نفعلها اتقوالله ولا تنقلون عنا الكذب
ولا تتبعون من سيهوي بكم في نار جهنم ليس هذا من الاسلاااام
ولم نفعل هذه الافعال في عهد النبي محمدصلى الله عليه وسلم
اهذه محبة ال البيت (سب وشتم زوجة الرسول عائشه)
انتبرك بقبورهم ونبكي وندعوهم دون الله
(ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذلك)
هل في قتل السني الان في البحرين وترويع الابرياء
وضرب كبار السن والاعتداء على الفتيات
في الجامعات والمدارس تقرب وطاعه
ل علي والحسن والحسين

امـــــا تعقلوووووون مايحدث
اتدعون من لا يسمع الصوت عندالمقااااابر ومقبوووور
ومدفون
اتطلبون الشفاعه من ميت ومن صنم ومن جدااااااار
التمتع بالنسااااء وبالاطفال الصغاااار كالزوجاااات
وضرب الاجسااااد يوم عاشووووراء
اتقو الله شوهتو الاسلام بافضع بشاااعه
كل هذا من ابن سبا وعبدالله المجوسي والخميني ومقتدى الصدر
واتباااعهم مذهب ظلال وظلماااات ونار بالاخره عافانا الله
ستتقابلون وقت الحساب وسترون على روووس الخلايق
كذبهم وفضيحتهم وسيلعن بعضكم بعضاااا في يوم لاينفع
فيه مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم
نرجع لاسئلتــــــناااا جاوبوا يالشيعه هيا فكروا معي..

السؤال الأول :
هل تؤمن أيها الشيعي بالقضاء والقدر؟
إن قلت نعم سأقول لك لماذ تضرب نفسك وتجلد ظهرك
وتصرخ وتبكي على الحسين؟
وإن قلت أنك لاتؤمن بالقضاء والقدر انتهى الأمر بإعتراضك على قضاء الله وعدم رضاك بحكمته.


السؤال الثاني :
من أمرك أيها الشيعي أن تفعل هذه الأفعال في عاشوراء؟
إن قلت الله ورسوله أمراني بهذا سأقول لك أين الدليل؟
وإن قلت لي لم يأمرك أحد سأقول لك هذه بدعة
وإن قلت أهل البيت أمروني سأطالبك أن تثبت من فعل هذا منهم؟
وإن قلت أني أعبر عن حبي لأهل البيت فسأقول لك إذاً كل المعممين يكرهون أهل البيت لأننا لانراهم يلطمون وأهل البيت يكرهون بعضهم بعضاً لأنه لا يوجد أحد منهم لطم وطبر على الآخر


السؤال الثالث :
هل خروج الحسين لكربلاء وقتله هناك عز للإسلام والمسلمين أم ذل للإسلام والمسلمين ؟
إن قلت عز للإسلام سأقول لك ولماذ تبكي على يوم فيه عز للإسلام والمسلمين أيسوؤك أن ترى عز للإسلام؟
وإن قلت ذلاً للإسلام والمسلمين سأقول لك وهل نسمي الحسين مذل الإسلام والمسلمين؟
لأن الحسين في معتقدك أيها الشيعي يعلم الغيب ومنها يكون الحسين قد علم أنه سيذل الإسلام والمسلمين .


السؤال الرابع :
مالذي استفاده الحسين رضي الله عنه من الخروج لكربلاء والموت هناك؟
إن قلت خرج ليثور على الظلم فسأقول لك ولماذا لم يخرج أبوه علي بن أبي طالب على من ظلموه ؟ أم أن الحسين أعلم من أبيه أو أن أبيه لم يتعرض للظلم أو أن علي لم يكن شجاعاً ليثور على الظلم ؟
ولماذا لم يخرج أخوه الحسن على معاوية بل صالحه وسلمه البلاد والعباد فأي الثلاثة كان مصيباً ؟


السؤال الرابع :
لماذا أخذ الحسين معه النساء والأطفال لكربلاء؟
إن قلت أنه لم يكن يعلم ماسيحصل لهم سأقول لك لقد نسفت العصمة المزعومة التي تقول أن الحسين يعلم الغيب.
وإن قلت أنه يعلم فسأقول لك هل خرج الحسين ليقتل أبناؤه ؟
وإن قلت أن الحسين خرج لينقذ الإسلام كما يردد علمائك فسأقول لك وهل كان الإسلام منحرفاً في عهد الحسن ؟ وهل كان الإسلام منحرفاً في عهد علي؟
ولماذا لم يخرجا لإعادة الإسلام؟
فأما أن تشهد بعدالة الخلفاء وصدقهم ورضى علي بهم أو تشهد بخيانة علي والحسن للإسلام.


السؤال الخامس :
من قتل الحسين ؟
إن قلت يزيد بن معاوية سأطالبك بدليل صحيح من كتبك ( لاتتعب نفسك بالبحث فلا يوجد دليل (في كتبك يثبت أن يزيد قتل أو أمر بقتل الحسين
وإن قلت شمر بن ذي الجوشن سأقول لك لماذ تلعن يزيد ؟
إن قلت الحسين قتل في عهد يزيد فسأقول لك أن إمامك الغائب المزعوم مسؤول عن كل قطرة دم نزفت من المسلمين ففي عهده ضاعت العراق وفلسطين وافغانستان وتقاتل الشيعة وهو يتفرج ولم يصنع شيء .
(الشيعة يعتقدون أن إمامهم الغائب هو الحاكم الفعلي للكون )


السؤال السادس :
أيهما أشد على الإسلام والمسلمين وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أم مقتل الحسين ؟
إن قلت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم سأقول لك لماذا لانراكم
تلطمون على النبي؟
وإن قلت مقتل الحسين أشد ستثبت للناس أن النبي لاقدر له عندكم وأنكم تفضلون عليه الحسين.


السؤال السابع :
الحسين رضي الله عنه (في دين الشيعة ) يعلم الغيب كاملاً فهل خرج منتحراً وأخذ معه أهله؟
إن قلت نعم طعنت بالحسين واتهمته بقتل نفسه وأولاده.
وإن قلت لا نسفت عصمته وأسقطت إمامته ..


السؤال الثامن :
يقول علمائكم أن للأئمة ولاية تكوينية تخضع لسيطرتها جميع ذرات الكون ، فهل كان شمر قاتل الحسين يخضع لولاية التكوينية؟
إن قلت نعم فهذا يعني أن الحسين مات منتحراً لأنه لم يستخدم ولايته التكوينية .
وإن قلت لا لايخضع كذّبت كل علمائك الذين أجمعوا على القول بالولاية التكوينة.


السؤال التاسع :
في حفلات عاشوراء أقول حفلات لأن المعممين يأخذون أموالاً مقابل إحياء هذه الأيام مثل المطربين في حفلات الصيف ، في حفلات عاشوراء هل أخذ المعمم والرادود للأموال مقابل أن يبكي أو يغني لكم
هل نعتبره متاجرة بذكرى الحسين ؟
إن قلت نعم انتهى أمرهم .
وإن قلت لا قلت لك لماذا لايبكون ويغنون مجاناً لو كانوا يحبون الحسين؟


السؤال العاشر :
لماذا نرى من يلطم ويصرخ ويجلد نفسه بالسلاسل ويضرب رأسه بالسيف هم أنتم أيها البسطاء بينما لم نرى أصحاب العمائم يفعلون ذلك ؟
إن قلت كلامي غير صحيح وهم يلطمون ويطبرون ويزحفون مثلكم طالبتك بالإثبات ؟
وإن قلت نعم هذا هو الواقع فسأترك ألف علامة استفهام في رأسك حول ولائهم ومحبتهم للحسين


السؤال الحادي عشر :
أنتم تصرخون في عاشوراء من كل عام يالثارات الحسين بإشارة واضحة منكم للإنتقام ممن قتل الحسين! السؤال هنا لماذا لم يأخذ الأئمة بثأر أبيهم من قتلته كما تزعمون؟
فهل أنتم أكثر شجاعة منهم ؟
إن قلتم نحن أكثر شجاعة انتهى الأمر.
وإن قلتم لم يقدروا بسبب الأوضاع السياسية فسأقول لكم وأين الولاية التكوينية التي تخضع لسيطرتها جميع ذرات الكون ؟ أم هي خرافة فقط في رؤوسكم؟
ثم من هم الذين ستأخذون ثأر الحسين منهم ؟


السؤال الثاني عشر :
هذا السؤال موجه لمهدي الرافضة الهارب ، لماذ أنت هارب حتى الآن هل أنت خائف من شيء؟ أم أنك خرافة ؟ وهل صحيح أنك ستخرج بقرآن جديد غير هذا القرآن؟
إن قلت أن لست خائف فسأقول لك ماذا تنتظر لتخرج؟
إن قلت أنتظر أمر الله فسأطلب منك الدليل لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك شيئاً إلا بينه لنا، إلا كنت ستطعن في النبي فهذا أمر آخر .
عندما ألتقيك أيها الإمام الوهمي سأطلب منك إقامة مناظرة بيني وبينك في غرفة أنصار أهل البيت عليهم السلام في البالتوك



أيها الشيعي لا أطلب منك إلا شيئاً واحداً فقط وهو
أن تستخدم عقلك وتفكر ولا تسلمه للمعمم ليفكر نيابة عنك ويقرر لك مصيرك فيكفي أن المعمم سرق مالك وقد يكون سرق عرضك فأحفظ عقلك وفكر

فكر فقط !
نسأل الله لكم الهداية
اللهم ءآمييييين






ورده السنه

انثى تاريخ التسجيل : 11/09/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 جاوب يا شيعي ممكن  Empty رد: جاوب يا شيعي ممكن

مُساهمة من طرف يحيى الأحد سبتمبر 11, 2011 5:44 pm

المنشأ لتنصيب يزيد لابن زياد على الكوفة

ونبدأ أولا : ببيان المنشأ من تنصيب يزيد بن معاوية لعبيد الله بن زياد على الكوفة بعد أن لم يكن والياً عليها في أيام معاوية بن أبي سفيان وانما كان والياً أيام معاوية على البصرة فحسب ، وقد ذكر المؤرخون انَّ يزيد بن معاوية كان واجداً على ابن زياد حتى همَّ بعزله عن ولاية البصرة .

وملاحظة كتب التاريخ تكشف عن انَّ المنشأ من تنصيب يزيد لابن زياد على الكوفة انما هي قضية الحسين (عليه السلام) بعد أن أبى البيعة وسافر الى مكة المكرمة وبعد ان بعث اليه أهل الكوفة يسألونه البيعة والخروج على يزيد بن معاوية ، وبعد ان تناهى الى مسامع يزيد بن معاوية انَّ الكوفة تتهيّأ للثورة على الخلافة الاُموية بقيادة الحسين بن علي (عليه السلام) وانَّ النعمان بن بشير ـ والذي كان والياً على الكوفة آنذاك ـ ضعيف أو يتضاعف .

واليك هذا النص التاريخي الذي ينقله لنا الطبري ، حيث قال بعد ان ذكر انَّ اثني عشر ألفاً من أهل الكوفة قد بايعوا مسلم بن عقيل رسول الحسين (عليه السلام) قال : « قام رجل ممن يهوى يزيد بن معاوية الى النعمان بن بشير فقال له : إنَّك ضعيف أو متضعف ، قد فسد البلاد . فقال له النعمان ; ان أكون ضعيفاً وأنا في طاعة الله أحبُّ اليَّ من ان أكون قوياً في معصية الله ، وماكنت لاهتك ستراً ستره الله .

فكتب بقول النعمان الى يزيد ، فدعى يزيد مولىً له يُقال له سرجون ، وكان يستشيره ، فأخبره الخبر ، فقال له : أكنت قابلا من معاوية لو كان حياً ، قال : نعم ، فاقبل منِّي فإنَّه ليس للكوفة إلا عبيد الله بن زياد ، فولاها إيّاه ، وكان يزيد عليه ساخطاً ، وكان همَّ بعزله عن البصرة ، فكتب اليه برضائه وانَّه ولاَّه الكوفة مع البصرة ، وكتب اليه ان يطلب مسلم بن عقيل فيقتله إن وجده »(1) .

إنَّ هذا النص التاريخي يوضح انَّ منشأ تنصيب يزيد لعبيد الله بن زياد على الكوفة انما هو قضية الحسين (عليه السلام) ، ولولاها لما كان يزيد لينصب ابن زياد على الكوفة بعد ان كان واجداً عليه وبعد ان همَّ بعزله ، وذلك يوضح انَّ غرض يزيد بن معاوية هو ان يتصدى ابن زياد لهذه المشكلة الخطيرة .

وهنا نقول : إنَّ يزيد بن معاوية إمَّا أن يكون قد فوّض الأمر لعبيد الله بن زياد وأعطاه صلاحية الممارسة لتمام الخيارات والتي منها قتل الحسين (عليه السلام) إذا ارتأى ذلك ، أو يكون قد أمره بأخذ الحيطة والحذر على أن يستشيره في كلّ صغيرة وكبيرة وان يبعث اليه بتفاصيل الأخبار ، أو ان تكون الإستشارة في الامور الخطيرة والتي تكون تبعاتها ـ لو اتفقت ـ بالغة الاهميَّة ، وليس هناك احتمالات اخرى غير الذي ذكرناه .

وتلاحظون انَّ تمام هذه الإحتمالات لا تنفي مسئولية يزيد عن دم الحسين (عليه السلام) .

فالإحتمال الاول : ـ والذي هو تفويض الأمر لعبيد الله بن زياد ـ وان كان بعيداً كما سيتضح إلا انَّه لو كان هو المتعيّن واقعاً لكان ذلك موجباً لإدانة يزيد ، إذ لا يخفى على يزيد انَّ أحد الخيارات التي يمكن ان يتبناها عبيد الله بن زياد هي قتل الحسين (عليه السلام) بل هو خيار قريب جداً مع الإلتفات الى انَّ الحسين (عليه السلام) قد شرع في الثورة ، وانّ محاربته قد تستوجب قتله وانَّ بقاءه يمثل خطراً على الوجود الاموي ، فلو كان يزيد متنزهاً عن قتل الحسين (عليه السلام) لكان عليه ان يُنبه عبيد الله بن زياد ويمنعه عن اللجوء الى هذا الخيار ، في حين اننا لا نجد في التاريخ من ذلك عيناً ولا أثراً بل ما نجده على عكس ذلك كما سيتضح إن شاء الله تعالى .

وأما الإحتمال الثاني : فلو كان هو المتعين فهو أيضاً لا ينفي الإدانة عن يزيد ، وذلك لأنّ ابن زياد لو امتثل واستشار يزيد في الامور الخطيرة فليس شيء أخطر من قتل الحسين (عليه السلام) والذي ليس له سابقة في الإسلام ، وهل يخفى على مثل ابن زياد ما يترتب من مضاعفات على قتل الحسين (عليه السلام) بعد ان كان مطلعاً على موقعه الديني ومنصبه الإجتماعي ، فمن الُمحتَّم ان لا يستقل عبيد الله بن زياد بهذا الإجراء الخطير ، وحينئذ إن كان ابن زياد قد استشار يزيد في قتل الحسين (عليه السلام) فامضى يزيد ذلك فهذا هو المطلوب إثباته ، وإن لم يكن قد أمضاه على ذلك وانَّ عبيد الله قد استقل بهذا الفعل وانَّ يزيد بن معاوية قد غضب على عبيد الله بن زياد بعد قتله للحسين ـ كما يزعمون ـ فهذا ما لا نجد عليه دليلا من التاريخ ، إذ ما معنى ان يغضب يزيد على ابن زياد والحال انَّه أقرَّه على الولاية(2) ولم يعز له والذي هو أدنى ما يمكن ان يصنعه يزيد تعبيراً عن غضبه ، وسيتضح انَّ هناك ما يؤكد إمضاء يزيد لما فعله عبيد الله بن زياد .

وأما الإحتمال الثالث : فهو المناسب للإعتبارات العقلائية بعد الإلتفات الى خطورة هذه القضية وما يترتب عليها من تبعات ، فالمطمئن به انَّ يزيد بن معاوية حين ولَّى ابن زياد على الكوفة أمره بأن يستشيره في كل ما يتصل بقضية الحسين (عليه السلام) وان يبعث اليه بتفاصيل الأخبار ، وهذا ما يؤكده التاريخ ، واليك هذا النص الذي ينقله الينا الطبري :

« إنَّ عبيد الله بن زياد لمَّا قتل مسلماً وهانئاً بعث برؤسهما مع هانئ بن ابي حيَّة الوادعي والزبير بن الأروح التميمي الى يزيد بن معاوية وأمر كاتبه ان يكتب الى يزيد بن معاوية بما كان من مسلم وهانئ ... اكتب أما بعد : فالحمد لله الذي أخذ لأمير المؤمنين بحقه وكفاه مؤنة عدوه ، اُخبر أمير المؤمنين أكرمه الله انَّ مسلماً بن عقيل لجأ الى دار هانئ بن عروة المرادي وانِّي جعلت عليهما العيون ودسست اليهما الرجال وكدتهما حتى استخرجتهما وأمكن الله منهما ، فقدمتهما وضربت أعناقهما ، وقد بعثت اليك برؤسهما مع هانئ بن ابي حيَّة الهمداني والزبير بن الأروح التميمي ، هما من أهل السمع والطاعة والنصيحة ، فليسألهما أمير المؤمنين عمَّا أحبَّ من أمر ، فإنَّ عندهما علماً وصدقاً وورعاً ، والسلام .

فكتب اليه يزيد : أما بعد فإنك لم تعدُ ان كنت كما اُحب عملت عمل الحازم وصلت صولة الشجاع الرابط الجأش ، فقد أغنيت وكفيت وصدقت ظنّي بك ورأيي فيك ، وقد دعوت رسوليك فسألتهما وناجيتهما فوجدتهما في رأيهما وفضلهما كما ذكرت ، فاستوصِ بهما خيراً .

وانَّه قد بلغني انَّ الحسين بن علي قد توجَّه نحو العراق ، فضع المناظر والمسالح واحترس على الظن وخذ على التهمة ، غير ان لا تقتل إلاّ من قاتلك ، واكتب اليَّ في كل ما يحدث من الخبر والسلام عليك رحمة الله وبركاته »(3) .

هذا النص التاريخي يُوضح تعيُّن الإحتمال الثاني وانَّ يزيد بن معاوية لم يفوِّض الامر الى عبيد الله بن زياد بل أمره بأن يكتب اليه عن شأن الحسين (عليه السلام) « بكلِّ ما يحدث » ، ومن الواضح انَّ ذلك ليس لغرض التعرُّف على الأخبار فحسب وانَّما لغرض التصدي لمعالجتها كما هو شأن كلِّ من هو في موقع يزيد .

وتلاحظون انَّ عبيد الله بن زياد كان يعلم بأنَّه لم يكن مفوَّضاً ، والذي يُعبِّر عن ذلك انَّه حينما بعث برأس هانئ بن عروة مع رأس مسلم بن عقيل رغم انَّه لم يُؤمر بقتل هاني وانما امر بقتل مسلم بن عقيل ـ كما يوضحه النص السابق الذي ذكرناه ـ تلاحظون انَّه برَّر قتل هاني بأنَّه كان قد آوى مسلم بن عقيل ، ولو كان مفوضاً لما كان عليه أن يُبرِّر قتل هاني ، إذ انَّ المبرِّر حينئذ هو الصلاحية المعطاة له من قبل يزيد وانَّ له أن يفعل ما يراه مناسباً ، إذ انَّ ذلك هو مقتضى التفويض .

وكذلك تلاحظون ان ابن زياد ذكر الوسيلة التي توسل بها لغرض العثور على مسلم بن عقيل رغم انَّ ذكر ذلك ليس لازماً لولا انَّه يعلم انَّ يزيد يطلب منه التفصيل ولا يكتفي بالإجمال ، ولو لم تقبلوا بذلك فلا أقل ان ابن زياد كان يشعر بتعلُّق إرادة يزيد بذلك كما انَّ من المحتمل قوياً انه كان يريد ان يُعبِّر عن اخلاصه ليزيد وانَّه لم يألُ جهداً في سبيل معالجة هذه القضية المستعصية والخطيرة .

كما تلاحظون انَّ عبيد الله بن زياد لم يكتفِ بذلك بل انَّه بعث برجلين من أهل الإخلاص والطاعة لبني اميَّة ومن أهل الاطلاع على تفاصيل الاحداث التي وقعت ، وسأل من يزيد أن يستفصل منهما ويسألهما عن تمام المجريات التي مارسها في هذا السبيل .

كما لاحظتم الإهتمام البالغ الذي أبداه يزيد ، وهذا ما تُعبِّر عنه مكاتبته الى عبيد الله بن زياد ، حيث كشفت تلك المكاتبة عن انَّ يزيد قد اختلى برسولي ابن زياد وناجاهما وتعرَّف بواسطتهما على التفاصيل ، وقد رضي عنهما أشد الرضا ، وهذا ما عبَّر عنه ثناؤه عليهما وإيصاء عبيد الله بن زياد بهما خيرا .

ثم انَّ في المكاتبة ما يُعبِّر عن متابعة يزيد لقضية الحسين (عليه السلام) ولم تكن القناة الوحيدة التي يعتمد عليها هي عبيد الله بن زياد بل انَّ له قنوات اخرى تُوصل اليه الأخبار ، وهذا ما يكشف عنه قوله « وانَّه قد بلغني انَّ الحسين بن علي قد توجَّه نحو العراق » فإنَّ هذا الخبر لم يكن في مكاتبة ابن زياد كما انَّ مساق العبارة يؤكد انَّ الخبر لم يكن من الرسولين .

ثم انكم تلاحظون ان يزيد قد بتَّ في قضية الحسين (عليه السلام) وصدَّر أوامر لابن زياد بأن يضع المناظر والمسالح وأن يأخذ على الظنة والتهمة وأن يقتل من يُقاتله ، فلم يأمره بالمقاتلة فحسب والتي لا تستلزم القتل بل أمر بقتل من يقاتل ، وهذا يعني أن الحسين (عليه السلام) إذا قاتله فهو مأمور بقتله وإلاّ كان عليه ان يستثني الحسين (عليه السلام) من هذا الامر الولايتي والذي لا رخصة فيه ، فمتى ما قاتله الحسين فإنَّه مأمور بقتله ، بل انَّ القدر المتيقن من هذا الأمر هو قتل الحسين (عليه السلام) ، إذ انَّ الحديث انَّما هو عن الحسين (عليه السلام) فهو الذي توجَّه للعراق .

ومن المحتمل قويّاً أن يُقاتل ابن زياد ، لان الحسين انَّما هو متوجِّه للكوفة وليس من المعقول ان يسلم عبيد الله الكوفة الى الحسين طواعية ، إذ ان ذلك مناف لإرادة يزيد وما دعاه الى تنصيب ابن زياد إلاّ المحافظة على الكوفة حتى لا تخرج عن الهيمنة الاُموية وتكون في يد الحسين . ويزيد وعبيد الله بن زياد على اطلاع بأن مجيء الحسين (عليه السلام) الى الكوفة انما هو لهذا الغرض .

ثم انكم لاحظتم ان يزيد بن معاوية في هذه المكاتبة قد أثنى على عبيد الله بن زياد ومدحه برباطة الجأش والشجاعة والحزم ، وأخبره بأنّه راض عنه وانَّه واثق بحسن تدبيره للامور وإدارته لشئون الولاية ، وهذا إيعاز واضح من يزيد لعبيد الله في ان يواصل هذا النهج ويسير على هذا المنوال وانَّه لم تكن في إدارة ابن زياد ما تستوجب المناقضة لاغراض يزيد بن معاوية .

كلُّ ذلك يُعبِّر عن اطلاع يزيد على تمام الإجراءات التي كان يُمارسها ابن زياد في هذا السبيل كما يُعبِّر عن متابعته لسياسة ابن زياد وانَّه لم يكن قد نصَّبه وفوَّض اليه الامر وإلا لم يأمره بشيء والذي منه القتل ولم يطلب منه ان يُخبره « عن كل ما يحدث »(4) .

وبما ذكرناه يتضح ان المسئول الأول عن دم الحسين (عليه السلام) هو يزيد بن معاوية وانَّ قرار القتل كان بأمر منه . هذا أولا .





يحيى
يحيى

ذكر تاريخ التسجيل : 18/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 جاوب يا شيعي ممكن  Empty رد: جاوب يا شيعي ممكن

مُساهمة من طرف يحيى الأحد سبتمبر 11, 2011 5:55 pm

الدليل الثاني :

ونستعرض في هذا الدليل النصوص الدالة على تعلُّق إرادة يزيد بقتل الحسين إذا لم يُبايع حتى لو لم يُقاتله .

النص الأوّل : ذكر المؤرخون انَّه حينما مات معاوية وتسلَّم يزيد مقاليد الحكم كان شغله الشاغل هو بيعة الحسين ومجموعة من الشخصيات .

ومبرِّر هذا الاهتمام واضح لمن له أدنى اطلاع على ملابسات الاحداث إبَّان حكم معاوية بعد صلحه للامام الحسين (عليه السلام) .

ونكتفي في المقام بذكر النصوص المعبِّرة عن هذا الإهتمام البالغ وماهي السياسة التي عزم يزيد على ممارستها إذا رفض الحسين بن علي (عليه السلام) البيعة .

في تاريخ اليعقوبي انَّ يزيد « كتب الى الوليد بن عتبة بن ابي سفيان وهو عامل المدينة ، إذا أتاك كتابي هذا فأحضر الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير ، فخذهما بالبيعة لي فإن امتنعا فاضرب أعناقهما وابعث لي برؤسهما ، وخذ الناس بالبيعة فمن امتنع فانفذ فيه الحكم وفي الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير والسلام »(5) .

وتلاحظون انَّ هذا النص صريح في انّ السياسة التي رسا عليها يزيد بن معاوية تجاه الحسين بن علي (عليه السلام) هي التصفية الجسدية إذا لم يُبايع وان الوليد ليس له خيار آخر ، فإمَّا ان يُبايع الحسين وامَّا ان يُقتل .

وهنا قد يُدعى ورود إشكالين على هذا النص .

الإشكال الاول : إنَّ بعض المؤرخين لم يذكر في المكاتبة التي أرسلها يزيد الى الوليد الأمر بالقتل ، وكلُّ ما ذُكر فيها هو الأمر بأخذ البيعة من الحسين وجمع من الشخصيات ، فما ذكره الطبري مثلا هكذا :

« وكتب اليه ـ أي الى الوليد ـ في صحيفة كأنها إذن فأرة ، أما بعد فخذ حسيناً وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذاً شديداً ليس فيه رخصة حتى يُبايعوا ، والسلام »(6) .

والجواب عن هذا الإشكال : انَّه لا منافاة بين النصين ، إذ انَّ النص الذي نقله الطبري لم يشتمل على المنع من قتل الحسين (عليه السلام) إذا لم يُبايع ، غايته انه لم يذكر انَّ يزيد قد أمر الوليد بالقتل في حال عدم البيعة وهذا لا ينفي وجود الامر بذلك ، وذلك لما ثبت في علم الاُصول من انَّه لا تعارض بين الخبرين إذا كان أحدهما مشتملا على الزيادة وكان الآخر ساكتاً عنها ، كما ان من الثابت في علم الاُصول انَّ المقدم في مثل هذه الحالة هو الخبر المشتمل على الزيادة الغير المنافية للخبر الساكت عنها .

مثلا : لو ورد في الأثر انَّ الاكل مفطر للصائم والشرب مفطر للصائم وورد خبر آخر انَّ الأكل الشرب والجماع مفطرات للصائم فإنَّه لا تنافي بين الخبرين أصلا وانَّه لابدَّ من الإلتزام بمفاد الخبر الآخر المشتمل على الزيادة ، إذ لعلَّ المخبر الاول لم يطلع على تمام الخبر أو أنَّه نسي بعض فقراته أو انَّه لم يُرِد ذكر الخبر بتمامه لمبرِّر يراه موجباً لإهمال الزيادة ، وهذا لا يُنافي وثاقة المخبر بخلاف مالو بنينا على انَّ الزيادة ليست صحيحة وليست واردة فإنها تستوجب تكذيب المخبر ، وهذا خلف البناء على وثاقة المخبر . واحتمال ان تكون الزيادة نشأت عن نسيان المخبر ضعيفة جداً خصوصاً في مثل المقام والذي هو الامر بقتل الحسين (عليه السلام) .

الجواب الثاني : انَّه ما معنى الأخذ الشديد الذي أمر به يزيد ـ بحسب نص الطبري ـ ، نقول : انَّ هنا مجموعة من الإحتمالات الثبوتية لهذا الأمر .

الإحتمال الاول : هو انَّ المراد من الأخذ الشديد هو ان يُغلظ لهم القول ويُلح عليهم بالبيعة دون ان يُرتِّب على عدم البيعة أي إجراء عملي .

وهذا الإحتمال بعيد جداً ، إذ ماهو الملزم حينئذ للحسين (عليه السلام) بقبول البيعة والرضوخ لإصرار الوليد بعد ان لم يكن هذا التغليظ القولي مستتبعاً لأي إجراء عملي يستوجب الضغط على الحسين (عليه السلام) وبالتالي يقبل البيعة .

ومع عدم قبول الحسين (عليه السلام) للبيعة باعتبار عدم جود الضاغط الموجب للقبول يكون الغرض من الأمر بالبيعة منتفياً وغير متحقق ، وهذا ما ينافي إرادة يزيد الشديدة في ان يُبايع الحسين (عليه السلام) ، ومن الواضح انَّ الذي لديه إرادة شديدة بشيء لا يتوسل بوسيلة لا تُحقق تلك الإرادة بل لابدَّ أن تكون الوسيلة متناسبة مع حجم الإرادة وطبيعتها خصوصاً وان يزيد يعلم ان الحسين كان رافضاً للبيعة وانَّ معاوية نفسه لم يتمكن من إرغام الحسين على قبول العهد ليزيد كما ذكر المؤرّخون(7) .

كلُّ ذلك يُوضح سقوط هذا الإحتمال وانَّ يزيد لم يرد هذا المعنى من قوله ـ بحسب نقل الطبري « أما بعد فخذ حسيناً ... بالبيعة أخذاً شديداً » .

الإحتمال الثاني : أن يكون المراد من الأمر بالأخذ الشديد هو أن يُمارس مع الحسين (عليه السلام) ضغوطاً لا تصل حد القتل .

وهذا الإحتمال ساقط أيضاً ، وذلك لأنَّ الضغوط التي لا تصل حدَّ القتل لا تعدو عن أحد هذه الوسائل التي يمكن ان يتوسل بها الوليد بن عتبة في مقام إنفاذ أمر يزيد .

فهي إمَّا مصادرة أموال الحسين (عليه السلام) ، وهذا وإن كان يُمثل ضغطاً إلا ان ذلك لا يحسم المشكلة بل يُؤكدها ، إذ انَّ مثل الحسين (عليه السلام) ـ كما هو واضح من ملاحظة سيرته ـ لا يرضخ لمجرَّد هذا الضغط ، وانَّ يزيد من أكثر الناس اطلاعاً على إباء الامام الحسين وسمو نفسه على انَّ هذا النحو من الإجراء لم يكن مألوفاً فمن البعيد أن يخطر في ذهن الوليد هذا المعنى وانَّ مراد يزيد من الأمر بالأخذ الشديد هو هذا النحو من الإجراء ، وهذا ما يتضح من ملاحظة الطريقة التي اعتمدها الوليد في مقام إنفاذ الامر المتوجه اليه من يزيد ، ثم انه ماذا بعد مصادرة أموال الحسين إذا لم يرضخ لهذا الضغط ، ومن هنا لابدَّ من أن يُمارس الوليد ضغطاً آخر .

والضغط المتصوَّر عند ذاك هو حبس الحسين (عليه السلام) وهذا مالا يُمكن أن تقبله عشيرة الحسين(Cool بل ولا تقبله الاعراف السائدة آنذاك ، إذ انَّ مكانة الحسين الاجتماعية والدينية تأبى ذلك وبهذا تظلُّ المشكل ثابتة وغير محسومة فلا يكون الغرض الاُموي حينئذ متحققاً ، وهكذا الحال لو فرض على الحسين (عليه السلام) الإقامة الجبرية فإنَّ المشكلة لا تحسم بذلك وهذا ما يتنافى مع الغرض الاُموي .

ثم انَّ هناك ضغطاً آخر يمكن للوليد ان يُمارسه لغرض إرضاخ الحسين (عليه السلام) على قبول البيعة ، وهو ان ينفيه من المدينة ، وهو من أضعف الإحتمالات التي يمكن أن تخطر في ذهن الوليد ، إذ انَّ ذلك يُعقِّد المشكلة أكثر ، إذ يبقى الحسين (عليه السلام) رافضاً للبيعة ويبقى النظام الاموي متوجساً من وجوده وموقعه وما يمكن ان يتمخض عنه من تبعات .

والذي يؤكد ذلك هو حرص الوليد على عدم خروج الحسين من المدينة ولذلك كان خروجه منها سراً(9) .

وبهذا اتضح انَّ كل الضغوط المتصورة لا تحسم المشكلة بل قد تعقدها ، إذ تظلُّ قضية الحسين عالقة وقد تُضفي عليها الايام تعقيداً وحينها يكون حسمها مستعصياً . واتخاذ خيار القتل وان كان خياراً صعباً إلاّ انَّه أيسر من وجود الحسين وإبائه للبيعة ، إذ انَّ ذلك يُنذر بثورة قد لا يكون علاجها ميسوراً .

على انَّ يزيد بن معاوية حينما أمر الوليد بالأخذ الشديد لم يطلب من الوليد مراجعته في حين ان كلَّ هذه الضغوط قد لا تُنتج النتيجة المطلوبة وهي مبايعة الحسين (عليه السلام) ليزيد مما يُعبِّر عن انَّ يزيد قد أعطى الوليد الصلاحية في اتخاذ كل الخيارات بما فيها القتل وإلاّ لأمره بالمراجعة حينما تفشل كل الضغوط .

فعدم أمره له بالمراجعة يُعبِّر عن انَّ يزيد قد حسم القضية ، على انَّ يزيد لو كان متجافياً عن قتل الحسين (عليه السلام) حين رفض البيعة كان عليه أن يُبيِّن للوليد الإجراء الذي يلزمه اتخاذه حين رفض الحسين للبيعة .

الإحتمال الثالث : ـ من الأمر بالأخذ الشديد ـ هو اعطاء الصلاحية الكاملة للوليد بأن يُمارس مع الحسين تمام الخيارات حين رفضه للبيعة بما في ذلك القتل .

وهذا الإحتمال هو الإحتمال المتعين بعد سقوط الاحتمالين الاولين . ويمكن ابراز مجموعة من القرائن والمؤيدات على تعيُّن هذا الإحتمال .

القرينة الاولى : هو انَّ مروان بن الحكم حينما أمر الوليد بقتل الحسين (عليه السلام) إذا رفض البيعة لم يعتذر اليه الوليد بأن ذلك يُنافي ما أمر به يزيد ولم يُعتذر اليه الوليد بأن يزيد لم يأمر بذلك بل اعتذر اليه بأنَّ قتل الحسين (عليه السلام) حرام وغير جائز شرعاً .

واليك نص الحوار الذي دار بين الوليد ومروان بن الحكم بحسب نقل الطبري « فلمَّا عظم على الوليد هلاك معاوية وما أمر به من أخذ هؤلاء الرهط بالبيعة فزع عند ذلك الى مروان ودعاه ، فلمَّا قرأ عليه كتاب يزيد استرجع وترحم عليه ، واستشاره الوليد في الأمر وقال كيف ترى نصنع قال : فإني أرى أن تبعث الساعة الى هؤلاء النفر فتدعوهم الى البيعة والدخول في الطاعة ، فإن فعلوا قبلت منهم وكففت عنهم وان أبوا قدمتهم فضربت أعناقهم قبل ان يعلموا بموت معاوية ، فإنهم إن علموا بموت معاوية وثب كل امرء منهم في جانب وأظهر الخلاف والمنابذة ، ودعا الى نفسه ...

وجاء حسين فأقرأه الوليد الكتاب فقال حسين ... أما ما سألتني من البيعة فإن مثلي لا يُعطي بيعته سراً ... فقال أجل فإذا خرجت الى الناس فدعوتهم إلى البيعة دعوتنا مع الناس ، فقال الوليد وكان يحب العافية فانصرف على اسم الله ... فقال مروان : والله لئن فارقك الساعة ولم يُبايع لاقدرت منه على مثلها أبداً حتى تكثر القتلى بينكم وبينه ، احبس الرجل ولا يخرج من عندك حتى يُبايع أو تضرب عنقه ...

فقال مروان للوليد عصيتني لا والله لا يمكنك من مثلها من نفسه أبداً ، قال الوليد وبخ غيرك يا مروان انك اخترت لي التي فيها هلاك ديني ، والله ما أحب انّ لي ما طلعت عليه الشمس وغربت عنه من مال الدنيا وملكها وإني قتلت حسيناً ، سبحان الله أقتل حسيناً ان قال لا ابايع ، والله اني لأظن امرءً يُحاسب بدم الحسين لخفيف الميزان عند الله يوم القيامة »(10) .

تلاحظون انَّ الوليد لم يعتذر الى مروان بأن قتل الحسين (عليه السلام) منافياً لأمر يزيد كما انَّه لم يعتذر بأنَّ يزيد لم يأمر بقتل الحسين (عليه السلام) .

ثم انَّ الوليد لم يستبعد خيار القتل ، ولم يعتذر عنه بأنَّه لا تصل النوبة اليه لوجود خيارات اخرى يمكن التوسُّل بها لإرغام الحسين (عليه السلام) على قبول البيعة ، مما يُعبِّر عن انَّه لا خيار يمكن اتخاذه ويكون ناجعاً ومحققاً للغرض ، فإما البيعة أو القتل ولمَّا كان الوليد متحرجاً دينيَّاً من قتل الحسين (عليه السلام) لم يُتعب نفسه ويفكِّر في وسيلة اخرى لإرغام الحسين (عليه السلام)لمعرفته بأن كلّ الوسائل الاخرى غير ناجعة ، فلذلك تلاحظون انَّه لم يُسخِّف رأي مروان حينما قال له انك لا تقدر عليه بعد هذه الساعة ، فكأنما مروان يقول ان علاج المشكلة هو قتل الحسين (عليه السلام) وهو الآن مؤاتياً وبعد هذه الساعة يكون صعباً ، ولم يطرأ في خلدِ مروان غير هذا الخيار كما لم ينقض الوليد هذا الرأي . فالوليد يرى ان هذا الرأي يناسب الغرض إلاّ انَّه ينافي الدين .

كل ذلك يُعبِّر عن انَّ خيار القتل لم يكن مستثنى من الأمر بالأخذ الشديد الذي أصدره يزيد ، وهذا هو الفهم الذي فهمه الوليد ومروان من خطاب يزيد وهما أعرف الناس بملابسات القضية وما تنطوي عليه شخصية يزيد بن معاوية .

القرينة الثانية : ـ على تعيُّن الاحتمال الثالث ـ انّ خيار القتل حال رفض البيعة هو الذي تبادر الى ذهن الحسين بن علي (عليه السلام) وعبد الله بن الزبير حينما دعاهما الوليد .

وهذا ما يُعبِّر عن انَّ الخيارات الاخرى موهومة وان طبيعة القضية وطبيعة السياسة الاُموية تقتضيان تعيُّن هذا الخيار دون غيره . واليك هذا النص التاريخي الذي ينقله لنا الطبري :

« فأرسل ـ أي الوليد ـ عبد الله بن عمرو بن عثمان ... اليهما فوجدهما في المسجد وهما جالسان فأتاهما في ساعة لم يكن الوليد يجلس فيها للناس فقال : أجيبا ، الأميرُ يدعو كما ، فقالا له : انصرف الآن نأتيه ، ثم أقبل أحدهما على الآخر فقال عبد الله بن الزبير للحسين : ظن فيما تراه بعث الينا في هذه الساعة ، فقال حسين : قد ظننت أرى طاغيتهم قد هلك فبعث الينا ليأخذنا بالبيعة قبل ان يفشو في الناس الخبر ، فقال : وأنا ما أظن غيره .

قال : فما تريد أن تصنع ، قال أجمع فتياني الساعة ثم أمشي اليه ، فإذا بلغت الباب احتبستهم عليه ثم دخلت عليه ، قال فإني أخاف عليك إذا دخلت ، قال لا آتيه إلاّ وأنا على الإمتناع قادر ، فقام فجمع اليه مواليه وأهل بيته ثم أقبل يمشي حتى انتهى الى باب الوليد ، وقال لاصحابه اني داخل فإن دعوتكم أو سمعتم صوته قد علا فاقتحموا عليَّ باجمعكم وإلاّ فلا تبرحوا حتى أخرج اليكم »(11) .

فهذا النص يوضح انّ الحسين وكذلك ابن الزبير يعرفان انَّه لا خيار ثالث إمَّا البيعة أو القتل ، ولذلك نجد ان الحسين (عليه السلام) قال للزبير « لا آتيه إلاّ وأنا على الامتناع قادر » وجمع فتيانه وذهب معهم الى بيت الوليد وأمرهم بالإقتحام بمجرد دعوتهم أو سماع صوت الوليد قد ارتفع ، وهذا الإحتراز والحيطة لا مبرِّر له سوى معرفة الحسين انَّ خيار القتل هو الخيار المتعين في حال رفض البيعة ، وهذا الهاجس كان متبلوراً في ذهن ابن الزبير أيضاً كما يُعبِّر عنه قوله « فإني أخاف عليك إذا دخلت عليه » ، وقد أكد الحسين (عليه السلام) هذا الهاجس بجوابه لابن الزبير والذي نقلناه لك .

ثم انَّ الهاجس كان مستقراً في نفس ابن الزبير ، فلذلك لم يذهب الى الوليد بل تحرَّز باصحابه ثم خرج بعد ذلك من المدينة سراً وذهب الى مكة المكرمة ، وحينما دخلها قال « اني عائذ » ، وهاك نص الطبري في ذلك :

« وأما ابن الزبير فقال الآن آتيكم ثم أتى داره فكمن فيها فبعث اليه الوليد فوجده مجتمعاً في أصحابه متحرزاً فالحَّ عليه بكثرة الرسل .. فقال لا تعجلوني فإني آتيكم ... فشتموه وصاحوا به يا ابن الكاهلية والله لتأتين الامير أو ليقتلنك ... وخرج ابن الزبير من تحت الليل فأخذ طريق الفرع .. وتجنَّب الطريق الاعظم مخافة الطلب وتوجه نحو مكة .. ومضى ابن الزبير حتى أتى مكة وعليها عمرو بن سعيد فلما دخل مكة قال : إنّما أنا عائذ .. »(12) .

وبما ذكرناه يتضح ان خيار القتل هو المتبادر في حال رفض البيعة .

ويمكن تأكيد ماذكرناه بما نقله الطبري عن أبي مخنف قال :

« وحدثني عبد الملك بن نوفل عن ابي سعد المقبري قال : نظرت الى الحسين داخلا مسجد المدينة وهو يتمثل بقول ابن مفرَّغ :

لا ذعرت السوام في فلق***الصبح ولا دُعيت يزيدا

يوم اعطي من المهابة ضيماً***والمنايا يرصدنني ان أحيدا »(13)

وكذلك يمكن تأكيده بقول الحسين (عليه السلام) حينما خرج من المدينة سراً ] فخرج منها خائفاً يترقب [(14) (15) .

القرينة الثالثة : ـ على تعيين الاحتمال الثالث ـ انَّ يزيد بن معاوية قد عزل الوليد بن عتبة عن المدينة في شهر رمضان(16) من نفس السنة التي تولَّى فيها مقاليد الحكم أي لم يمض على إقراره(17) على الولاية من قبل يزيد أكثر من شهرين ، حيث انَّ يزيد قد تولَّى مقاليد الحكم في نهاية رجب(18) ، وقد ورد في كتب المؤرخين بما فيهم الطبري انَّ يزيد قد أقرَّ جميع ولاة أبيه معاوية على مناصبهم ، ترى ماهو منشأ ذلك ؟

نقول : ان من المحتمل قريباً انَّ المنشأ لعزل الوليد عن ولاية المدينة هو نفسه المنشأ الذي دعا يزيد الى عزل النعمان بن بشير عن الكوفة ، حيث نقلنا لك سابقاً عن الطبري وكذلك غيره انَّ السبب في عزل يزيد للنعمان هو قضية الحسين (عليه السلام)(19) وان المخلصين ليزيد كتبوا ليزيد انَّ النعمان ضعيف أو يتضعف .

ومن الظريف انَّ الإعتذار(20) الذي اعتذر به النعمان عن التصدي لقضية الحسين هو نفسه الاعتذار الذي اعتذر به الوليد وهو انَّ مواجهة الحسين وقتله مناف للدين .

ترى ماهو الموجب لأن يعزل يزيد أحد ولاة أبيه بعدما أقرَّه خصوصاً وان الفاصلة الزمنية بين اقراره وعزله قصيرة جداً ، وكيف اتضح وبهذه السرعة ليزيد انَّ هذا الرجل الاموي والذي لا يُشك في اخلاصه لهذه الدولة وأهليته لهذا المنصب في نظر رأس الدولة وقطب رحاها وهو معاوية ، غير مؤهل للإستمرار في الولاية .

كلّ ذلك يُعزِّز انَّ المنشأ لعزل الوليد انَّما هي قضية الحسين ، وانَّ يزيد رأى انَّ الوليد لم يمتثل أمره في شأن الحسين (عليه السلام) ، في حين اننا نرى انَّ الوليد قد بعث الى الحسين بمجرَّد وصول الكتاب اليه وطلب منه البيعة ثم شدد على الحسين (عليه السلام) وحاول منعه من الخروج من المدينة كما نقل الطبري بل نقل الطبري انَّه كان أشد على الحسين (عليه السلام) منه على ابن الزبير(21) ، تُرى ماهو المبرِّر الذي أوجب استضعاف يزيد للوليد بعد ان كان قد امتثل أمره في شأن الحسين (عليه السلام) .

وهذا السؤال يبقى ملحاً وليس له جواب سوى ماذكرناه من انَّ يزيد قد أمر الوليد بقتل الحسين (عليه السلام) إذا رفض البيعة وانَّ ذلك هو مقصوده من الأمر بالأخذ الشديد وانَّ الوليد كان يفهم ذلك جيداً(22) .

ولعلَّ تنصيب يزيد لعمرو بن سعيد الأشدق(23) يُعزِّز ماذكرناه حيث انَّ هذا الرجل كان أمضى في قضية الحسين من الوليد ، وكانت سريرته متسانخة تماماً مع سريرة يزيد ، كما تُعبِّر عن ذلك سيرته فهو الذي قال عندما سمع واعية الحسين (عليه السلام) في المدينة في بيوتات بني هاشم قال شامتاً ضاحكاً :

عجَّت نساء بني زياد عجة***كعجيج نسوتنا غداة الارنب

يحيى
يحيى

ذكر تاريخ التسجيل : 18/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 جاوب يا شيعي ممكن  Empty رد: جاوب يا شيعي ممكن

مُساهمة من طرف يحيى الأحد سبتمبر 11, 2011 5:56 pm

الإشكال الثاني : ـ على نص اليعقوبي ـ هو انَّه لو كان يزيد قد أمر الوليد بقتل الحسين (عليه السلام) إذا لم يُبايع ، فلماذا لم يحتج مروان عليه بذلك ، ولماذا قال له عندما لم يقتل الحسين (عليه السلام) حين رفض البيعة « عصيتني » ولم يقل عصيت يزيد ، فلو كان يزيد قد أمر الوليد حقاً بقتل الحسين لكان المناسب ان يحتج مروان على الوليد بأن عدم قتل الحسين (عليه السلام) يخالف أمر يزيد .

والجواب عن هذا الإشكال :

انَّ المقصود من قول مروان للوليد « عصيتني » هو انَّ الوليد لم يُبادر في قتل الحسين حين رفض البيعة وقبل ان يفشو موت معاوية ويأخذ الحسين (عليه السلام) لنفسه الحيطة والتحرُّز . وهذا المقدار لم يرد في رسالة يزيد الى الوليد ، ولذلك لا يمكن لمروان ان ينسب معصية الوليد الى يزيد ، إذ انَّ يزيد لم يأمر بهذه الكيفية الخاصة التي اقترحها مروان .

ومن هنا ناسب ان يقول مروان للوليد « عصيتني » . وحتى يتضح ما ذكرناه ننقل لك نص الحوار الذي دار بين الوليد ومروان كما نقله الطبري :

« فلما عظم على الوليد هلاك معاوية وما أمر به من أخذ هؤلاء الرهط بالبيعة فزع عند ذلك الى مروان ودعاه فلمَّا قرأ عليه كتاب يزيد ... وقال كيف ترى نصنع قال : فإنّي أرى ان تبعث الساعة الى هؤلاء فتدعوهم الى البيعة والدخول في الطاعة ، فإن فعلوا قبلت منهم وكففت عنهم وإن أبوا قدمتهم فضربت أعناقهم قبل يعلموا بموت معاوية ، فإنهم إن علموا بموت معاوية وثب كل امرء منهم في جانب وأظهر الخلاف والمنابذة » ثم انه لمَّا جاء الحسين الى الوليد وأبا ان يُبايع قال مروان للوليد كما نقل الطبري « والله لئن فارقك الساعة ولم يبايع لاقدرت منه على مثلها أبداً حتى تكثر القتلى بينكم وبينه احبس الرجل ولا يخرج من عندك حتى يُبايع أو تضرب عنقه » ثم لما خرج الحسين من مجلس الوليد قال مروان للوليد : « عصيتني لا والله لا يمكنك من مثلها من نفسه أبداً »(27) .

وواضح من سياق هذا النص ان مراده من قوله « عصيتني » هو انك عصيتني في استثمار هذه الفرصة والذي يدلُّ على ذلك انّه قال بعد قوله « عصيتني » « لا والله لا يمكنك من مثلها من نفسه » .

وبالتأمل في النص الذي نقلناه عن الطبري يتضح انَّ مروان لم يخطر في باله انَّ الوليد لن يمتثل أمر يزيد في قتل الحسين (عليه السلام) فمروان حينما اقترح على الوليد بأن يقتل الحسين في أول فرصة سانحة ـ وقبل ان ينتشر موت معاوية ويأخذ الحسين (عليه السلام) لنفسه الحيطة والحذر ـ فمروان حينما اقترح عليه ذلك لم يبد الوليد أي معارضة بل بادر في دعوة الحسين (عليه السلام) في ساعة لم يكن يجلس فيها وكأنه استجاب لاقتراح مروان .

وحتى بعد ان جرت المشادة الكلامية بين مروان والحسين (عليه السلام) في مجلس الوليد لم يظهر على الوليد ما يكشف عن انه متجاف عن قتل الحسين (عليه السلام) بنحو مطلق(28) . ومن هنا لا مبرِّر لأن يقول مروان انك عصيت أمر يزيد ، نعم هو عصى أمر مروان حيث لم يستثمر هذه الفرصة السانحة .

قد تقول انَّ مروان اطلع بعد ذلك على انَّ الوليد لن يقتل الحسين (عليه السلام)ولن يمتثل أمر يزيد .

إلاّ انَّه يُقال انَّ مروان انَّما اطلع على ذلك بعد ان اعتذر الوليد عن قتل الحسين (عليه السلام) بأن ذلك غير جائز شرعاً ، وحينئذ لا مجال لأن يجيبه مروان بأنَّ ذلك مخالف لأمر يزيد بعد ان اعتذر الوليد عن قتل الحسين (عليه السلام) بأنه مخالف لأمر الله جلَّ وعلا ، ولذلك سكت مروان وهو غير حامد ، واليك نص الحوار الذي دار بين مروان والوليد في ذلك بحسب نقل الطبري :

« فقال مروان للوليد عصيتني ، لا والله لا يمكِّنك من مثلها من نفسه أبداً ، قال الوليد وبِّخ غيرك يا مروان انك اخترت لي التي فيها هلاك ديني ، والله ما احب انّ لي ما طلعت عليه الشمس وغربت عنه من مال الدنيا وملكها واني قتلت حسيناً ، سبحان الله أقتل حسيناً ان قال لا ابايع ، والله اني لأظن امرءً يحاسب بدم الحسين لخفيف الميزان عند الله يوم القيامة ، فقال مروان : فإذا كان هذا رأيك فقد أصبت فيما صنعت ، يقول هذا له وهو غير الحامد له على رأيه »(29) .

وتلاحظون انَّ مروان استحى من جواب الوليد وأظهر خلاف ما يُبطن ، وحينئذ لا مجال لأن يقول للوليد انك خالفت أمر يزيد ، إذ أنَّ جواب الوليد كان حاسماً وانَّ الرد عليه بأن ذلك مخالف لامر يزيد يعني الخروج عن الدين وهذا مالا يسع مروان اظهاره ولذلك أحجم عن الجواب وهو غير حامد .

هذا تمام الكلام في النص الاول الدال على انَّ إرادة يزيد كانت متعلقة بقتل الحسين (عليه السلام) متى مارفض البيعة .

ويمكن تأكيد نص اليعقوبي الذي نقلناه لك بما نقله أبو المؤيد بن أحمد المكي الخوارزمي في مقتل الحسين (عليه السلام) من انّ يزيد كتب للوليد بعد ان سمع برفض الحسين للبيعة « أما بعد ، فإذا ورد عليك كتابي هذا فخذ البيعة ثانية على ـ أهل المدينة توكيداً منك عليهم ... وليكن مع جواب كتابي هذا رأس الحسين فإن فعلت ذلك جعلت لك أعنَّة الخيل ... والحظ الأوفر ، والسلام »(30) .

النص الثاني : ماذكره الطبري عن بعض الرواة قال « سمعت الحسين بن علي وهو بمكة وهو واقف مع عبد الله بن الزبير ... ثم التفت الينا الحسين فقال أتدرون ما يقول ابن الزبير ، فقلنا لا ندري جعلنا الله فداك فقال : قال : أقِمْ في هذا المسجد أجمع لك الناس ، ثم قال الحسين (عليه السلام) : والله لإنْ اقتل خارجاً منها بشبر أحب اليَّ من ان اقتل داخلا منها بشبر وأيم الله لو كنت في حجر هامَّة من هذه الهوام لاستخرجوني حتى يقضوا فيَّ حاجتهم ، والله ليعتدن عليَّ كما اعتدت اليهود في يوم السبت »(31) .

وتلاحظون انَّ هذا النص صريح في انَّ الحسين كان عارفاً بما انطوت عليه الدولة الاُموية والتي على رأسها يزيد بن معاوية ، وانَّ إرادتهم قد تعلقت بقتل الحسين (عليه السلام) حتى ولو اختبأ في جحر هامَّة ، وهو أبلغ تعبير عن مدى الإرادة الشديدة التي تنطوي عليها نفوس بني اميَّة وانَّهم لا يتركونه وشأنه حتى ولو لم يخرج بالثورة عليهم ، فمبرِّر عزمهم على قتله ليس أكثر من عدم البيعة ليزيد .

ولذلك تجد انَّ الحسين (عليه السلام) أقسم بأنَّ قتله حتمي وليس الخروج بالثورة على يزيد هو المبرِّر الوحيد لاستحلال دمه ، ولذلك قال (عليه السلام) انّه عازم على الخروج حتى لا تهتك بقتله حرمة بيت الله الحرام فهو يأبى أن يكون الكبش الذي يُستباح به بيت الله الحرام ، ولذلك فضَّل ان يُقتل خارج الحرم ولو بشبر .

ومن الواضح انَّ هذا الجزم عند الحسين (عليه السلام) والذي كشف عنه بقسمه المتكرر لم ينشأ جزافاً ، فهو صاحب القضية ، ولذلك يكون أعرف الناس بملابساتها ، ولا يُناسب شأن الحسين ومقامه الديني أن ينسب الى يزيد والى بني امية شيئاً بغير علم .

والذي يؤكد هذا الأمر انَّ عمرو بن سعيد الاشدق حينما عرف بخروج الحسين (عليه السلام) من مكة المكرمة احتال على ذلك بإعطائه الأمان(32) ، وما ذلك إلا لأنَّ الحسين (عليه السلام) لم يكن آمناً في مكة وانَّما هو الوقت والفرصة المؤاتية لقتله إلاّ انه حينما يخرج الحسين من مكة تكون فرصة اغتياله مستعصية جداً .

وقد تقول انّه ما كان لعمرو الاشدق ان يُعطي الحسين (عليه السلام) أماناً لولا انّه كان يعلم بقبول يزيد بذلك الامان .

إلا انَّه يقال : انَّ الحسين كان أعرف ببني اميَّة وانَّ ذلك لم يكن أكثر من مناورة قد تنجح وتصرف الحسين عن الخروج من مكة وعندها تكون فرصة اغتياله مؤاتية كما انَّ بقاءه في مكة كان أفضل من خروجه إلى العراق وتحرزه بشيعته هناك ، إذ انَّ المفترض انَّهم لن يسلموه حتى تكثر القتلى بينهم وبين بني امية .

وهناك بعض النصوص التاريخية تُشير الى انَّ اعطاء عمرو بن سعيد الاشدق الامان للحسين (عليه السلام) انَّما كان بعد طلبه والعجز عن صرفه عن الخروج من مكة المكرمة ، فقد ذكر ابن قتيبة في كتاب الامامة والسياسة ماهذا نصه :

« فلما انصرف عمرو بلغه انَّ الحسين خرج ، فقال : اركبوا كل بعير بين السماء والارض فاطلبوه ، قال : فكان الناس يعجبون من قوله هذا قال : فطلبوه فلم يُدركوه »(33) .

وقد تقول انَّة لو كانت إرادة يزيد وبني اميَّة هي قتل الحسين (عليه السلام) في مكة فلماذا نصحه عبد الله بن جعفر وكذلك ابن عباس ومحمد بن الحنفية بعدم الخروج من مكة وهم ممن لا يُشك في اخلاصهم للحسين (عليه السلام) فهل كانوا لا يعلمون بأن حياة الحسين (عليه السلام) في خطر إذا بقي في مكة المكرمة وهل أرادوا ان يُستباح بالحسين حرمة البيت الحرام .

فنقول انَّه ليس من الضروري أن يكونوا على اطلاع تام بما عزمت عليه بنو اميَّة(34) ـ وعلى رأسهم يزيد ـ من قتل الحسين (عليه السلام) ، فلا مجال لهذا الإشكال بعد أن صرح الحسين (عليه السلام) بما عزمت عليه بنو اميَّة من قتله وأكد ذلك بتكرار قسمه كما نقلنا لك نصّ كلامه (عليه السلام) .

يحيى
يحيى

ذكر تاريخ التسجيل : 18/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 جاوب يا شيعي ممكن  Empty رد: جاوب يا شيعي ممكن

مُساهمة من طرف يحيى الأحد سبتمبر 11, 2011 6:00 pm

إنَّ من له أدنى اطلاع على التاريخ لا يستبعد على يزيد ان يقدم على قتل الامام الحسين (عليه السلام) ، فلم يكن ليزيد أيُّ تحرج عن هتك حرمات الله جلَّ وعلا فقد ذكر المؤرخون انَّ يزيد كان مستهتراً يميل الى الطرب ويتعاطى الخمر ويلعب مع القرود والفهود .

ومن أجل ان نوثق لك ماذكرناه نذكر بعض النصوص المتصلة بذلك :

النص الاول : ماذكره المسعودي في مروج الذهب :

« وكان يزيد صاحب طرب وجوارح وكلاب وقرود وفهود ومنادمة على الشراب ... وغلب على أصحاب يزيد وعماله ما كان يفعله من الفسوق وفي أيامه ظهر الغناء بمكة والمدينة واستعملت الملاهي واظهر الناس شرب الشراب ... »(104) .

النص الثاني : ماذكره الطبري وكذلك غيره :

« وبعث الى يزيد وفداً من أهل المدينة فيهم عبد الله بن حنظلة الغسيل الانصاري ... ورجالا من أشراف أهل المدينة فقدموا على يزيد بن معاوية فأكرمهم ... فلمَّا قدم اولئك النفر الوفد المدينة قاموا فيهم فأظهروا شتم يزيد وعتبه وقالوا إنا قدمنا من عند رجل ليس له دين ويشرب الخمر ويعزف بالطنابير ويُضرب عنده القيان ويلعب باالكلاب ويسامر الخراب والفتيان ، وإنا نشهد انا قد خلعناه فتابعهم الناس »(105) .

النص الثالث : ماذكره ابن الاثير في الكامل قال :

« وقال عمر بن سبيئة : حج يزيد في حياة أبيه ، فلمَّا بلغ المدينة جلس على شراب ... فقال يزيد :

ألا يصاح للعجب***دعوتك ذا ولم تجبِ

الى الفتيات والشهو***ات والصهباء والطربِ

وباطية مكللة***عليها سادة العربِ

وفيهن التي تبلت***فؤادك ثم لم تتبِ(106)

النص الرابع : مانقله ابن قتيبة في الامامة والسياسة قال : « وذكروا ان عتبة بن مسعود قال مرَّ بنا نعي معاوية بن ابي سفيان ونحن في المسجد الحرام قال فقمنا فأتينا ابن عباس ... قال فما برحنا حتى جاء رسول خالد فقال يقول لك الامير لابدَّ ان تأتينا ... قال فقلت له أتبايع ليزيد وهو يشرب الخمر ويلهو بالقيان ويستهتر بالفواحش قال ـ ابن عباس ـ مهْ وكم بعده آت ممن يشرب الخمر »(107) .

النص الخامس : ماذكره الطبري وكذلك ابن الاثير في الكامل : « لمَّا أراد معاوية أن يُبايع ليزيد كتب الى زياد يستشيره ، فبعث زياد الى عبيد الله بن كعب فقال ... انَّ أمير المؤمنين كتب اليَّ يزعم انَّه عزم على بيعة يزيد وهو يتخوَّف نفرة الناس ... ويزيد صاحب رسلة وتهاون مع ماقد أولع به من الصيد ، فالقَ أمير المؤمنين مؤدياً عني فاخبره عن فعلات يزيد ، فقال له : رويدك ... فقال عبيد ... وألقى انا يزيد سراً من معاوية فاخبره عنك ... وانَّك تخوَّف خلاف الناس لهنات ينقمونها عليه »(108) .

النص السادس : ماذكره ابن قتيبة في الامامة والسياسة عن الامام الحسين (عليه السلام) انَّه قال لمعاوية ابن ابي سفيان حينما دعاه للبيعة ليزيد بولاية العهد . قال الحسين (عليه السلام) « وهيهات هيهات يا معاوية : فضح الصبح فحمة الدجى وبهرت الشمس أنوار السرج ... وفهمت ماذكرته عن يزيد من اكتماله وسياسته لامة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، تريد ان توهم الناس في يزيد ، كأنك تصف محجوباً أو تنعت غائباً أو تخبر عما كان مما احتويته بعلم خاص ، وقد دلَّ يزيد من نفسه على موقع رأيه ، فخذ ليزيد فيما أخذ فيه ، من استقرائه الكلاب المهارشة عند التهارش والحمام السبق لا ترابهن والقيان ذوات المعازف ، وضرب الملاهي تجده باصراً ودع عنك ما تحاول ... »(109) .

وقال الحسين (عليه السلام) لمعاوية في موضع آخر : « هذا الافك والزور ، يزيد شارب الخمر ومشتري اللهو ... »(110) .

النص السابع : ماذكره جلال الدين السيوطي في تاريخ الخلفاء « وكان سبب خلع أهل المدينة ان يزيد أسرف في المعاصي .

وأخرج الواقدي من طرق انَّ عبد الله بن حنظلة الغسيل قال : والله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا ان نرمى بالحجارة من السماء انه رجل ينكح امهات الأولاد ، والبنات والأخوات ، ويشرب الخمر ويدع الصلاة .

قال الذهبي : ولما فعل يزيد باهل المدينة مافعل ـ مع شرب الخمر واتيانه المنكر ـ اشتد عليه الناس »(111) .

هذه بعض النصوص التي توثق ماذكرناه من انَّ يزيد كان جريئاً على هتك حرمات الله جلَّ وعلا ، ومن كان هذا دأبه لا يستبعد منه التورط بأيِّ موبقة مهما عظمت ، فقد وصفه أشراف أهل المدينة وعلى رأسهم عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة بأنه « لا دين له » .

ثم انَّ بعض النصوص التي ذكرناها تكشف عن انَّ أمر يزيد لم يكن مستوراً بل انَّ الناس كانت تعرف منه هذه الخصال ، وهذا ما يُعبِّر عن ان يزيد كان مستهتراً ومتجاهراً بالفسق .

يحيى
يحيى

ذكر تاريخ التسجيل : 18/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 جاوب يا شيعي ممكن  Empty رد: جاوب يا شيعي ممكن

مُساهمة من طرف يحيى الأحد سبتمبر 11, 2011 6:01 pm

المؤيد الثاني : وقعة الحرة

وهي من الوقائع الشهيرة التي حدثت في عهد يزيد بن معاوية ، وقد ذكرها كل المؤرخين وأجمعوا على انَّ أهل الشام قتلوا في هذه الواقعة جمعاً كبيراً من الصحابة ومن أبناء المهاجرين والانصار واستباحوا المدينة المنورة ثلاث أيام بايعاز من يزيد بن معاوية(112) .

وسبب هذه الواقعة هو انَّ أهل المدينة خلعوا يزيد بن معاوية(113)وعللوا ذلك بفسق يزيد وانَّه لا دين له وانَّه يشرب الخمر ويضرب عنده القيان .

وحتى نوثق ماذكرناه ننقل بعض مانص عليه المؤرخون في شأن هذه الواقعة :

النص الاول : ماذكره ابن الاثير في الكامل ، قال :

« كان أول وقعة الحرة ما تقدم من خلع يزيد ... فبعث الى مسلم بن عقبة المرِّي وهو الذي سمي مسرفاً وهو شيخ كبير مريض فاخبره الخبر ... أمر مسلماً بالمسير اليهم ، فنادى في الناس بالتجهز الى الحجاز وان يأخذوا عطاءهم ومعونة مائة دينار ، فانتدب لذلك اثنا عشر ألفاً ، وخرج يزيد يعرضهم وهو متقلِّد سيفاً ... وسار الجيش وعليهم مسلم ، فقال له يزيد ... ادع القوم ثلاثاً فإن أجابوك وإلا فقاتلهم ، فإذا ظهرت عليهم فابحها ثلاثاً ، فكلُّ مافيها من مال أو دابَّة أو سلاح أو طعام فهو للجند ، فإذا مضت الثلاثة فاكفف عن الناس ... وقال : ـ مسلم بن عقبة ـ يا أهل الشام قاتلوا ... وانهزم الناس ... وأباح مسلم المدينة ثلاثاً يقتلون الناس ويأخذون المتاع والأموال ، فافزع ذلك من بها من الصحابة ... ودعا مسلم الناس الى البيعة ليزيد على انهم خول له يحكم في دمائهم وأموالهم وأهليهم ما شاء فمن امتنع قتله ... وكانت وقعة الحرة لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة ثلاثة وستين »(114) .

وذكر الطبري ما يقارب هذا النص(115) .

النص الثاني : ماذكره اليعقوبي : « فلمَّا انتهى الخبر الى يزيد بن معاوية وجه مسلم بن عقبة فاقدمه من فلسطين وهو مريض ـ ثم قص عليه القصة ، فقال يا أمير المؤمنين وجهني اليهم ، فو الله لأدعنَّ أسفلها اعلاها يعني مدينة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فوجهه ... الى المدينة فأوقع بأهلها وقعة الحرة ... فلم يبق بها كثير أحد إلا قتل ، وأباح حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى ولدت الابكار لا يُعرف من أولدهن ثم أخذ الناس ان يبايعوا على انهم عبيد يزيد بن معاوية ، فكان الرجل من قريش يؤتى به فيقال بايع آية انك عبد قِنٌ ليزيد ، فيقول : لا ، فيضرب عنقه »(116) .

النص الثالث : ماذكره ابن قتيبة في الامامة والسياسة :

« فلمَّا أجمع رأي يزيد على إرسال الجيوش ... فدعا مسلم بن عقبة ، فقال له : سر الى هذه المدينة بهذه الجيوش ... فإن صدوك أو قاتلوك فاقتل من ظفرت به منهم وانهبها ثلاثاً ، فقال مسلم بن عقبة ... لست بآخذ من كل ما عهدت إلا بحرفين ... أقبل من المقبل الطائع واقتل المدبر العاصي فقال يزيد ... فإذا قدمت المدينة فمن عاقك عن دخولها أو نصب لك الحرب فالسيف السيف أجهز على جريحهم وأقبل على مدبرهم وإياك ان تُبقي عليهم ... فمضت الجيوش ... وجعل مسلم يقول : من جاء برأس رجل فله كذا كذا ، وجعل يُغري قوماً لادين لهم ... فما تركوا في المنازل من أثاث ولا حُلي ولا فراش إلا نقض صوفه حتى الحمام والدجاج كانوا يذبحونها »(117) .

النص الرابع : ماذكره ابن قتيبة أيضاً « انه قتل يوم الحرة من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثمانون رجلا ولم يبقَ بدري بعد ذلك ومن قريش والانصار سبع مئة ومن سائر الناس من الموالي والعرب والتابعين عشرة آلاف »(118) .

النص الخامس : ماذكره جلال الدين السيوطي في تاريخ الخلفاء :

« وفي سنة ثلاث وستين بلغه أنَّ أهل المدينة خرجوا عليه وخلعوه ، فأرسل اليهم جيشاً كثيفاً وأمرهم بقتالهم ثم المسير الى مكة لقتال ابن الزبير ، فجاءوا وكانت وقعة الحرة على باب طيبة ، وما أدراك ما وقعة الحرة ؟ ذكرها الحسن مرةً فقال : واللهِ ما كادَ ينجو منهم أحد ، قتل فيها خلق من الصحابة رضي الله عنهم ومن غيرهم ، ونهبت المدينة ، وافتضَّ فيها ألف عذْراء ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ; قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : « من أخاف أهل المدينة أخافه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين » رواه مسلم »(119) .

النص السادس : ماذكره ابن قتيبة : « انَّ مسلماً لما فرغ من قتال أهل المدينة ونهبها كتب الى يزيد سلام عليك يا أمير المؤمنين ... فما صليت الظهر .. الا في مسجدهم بعد القتل الذريع والانهاب العظيم ... وأتبعنا مدبرهم وأجهزنا على جريحهم وانهبناهم ثلاثاً كما قال أمير المؤمنين أعز الله نصره »(120) .

النص السابع : مانقله سبط بن الجوزي عن المدايني في كتاب الحرة عن الزهري قال : « كان القتلى يوم الحرة سبعمائة من وجوه الناس من قريش والأنصار والمهاجرين ووجوه الموالي ، وأما من لم يُعرف من عبد أو حر أو امرأة فعشرة آلاف ، وخاض الناس في الدماء حتى وصلت الدماء الى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وامتلأت الروضة والمسجد ، قال مجاهد : التجأ الناس الى حجرة رسول الله ومنبره والسيف يعمل فيهم ... وذكر المدايني عن أبي قرة قال : قال هشام بن حسان : ولدت الف امرأة بعد الحرة من غير زوج وغير المدايني يقول عشرة آلاف امرأة »(121) .

هذه بعض النصوص التي ذكرها المؤرخون في شأن واقعة الحرة ، ولولا خوف الإطالة لذكرنا لك الكثير من العظائم التي ارتكبت في تلك الواقعة .

وقد لاحظتم انَّ ذلك كان بأمر يزيد بن معاوية ، فهو الذي أمر مسلم بن عقبة بإباحة المدينة المنورة ثلاثة أيام ، وهو الذي أمر بالإجهاز على الجريح ومتابعة المدبر .

ومن كانت هذه جرءته على هتك حرمات الله جل وعلا كيف يُنتظر منه التحرُّج من قتل الحسين بن علي (عليه السلام) .



المؤيد الثالث : غزو مكة المكرمة

وهذا آخر حدث ختم به يزيد بن معاوية حياته المليئة بالفظائع وعظائم الامور ، فقد نص المؤرخون على انَّ يزيد بن معاوية أمر مسلم بن عقبة المرِّي بأن يغزو مكة بعد ان رفض عمرو بن سعيد الأشدق وكذلك عبيد الله بن زياد انجاز هذه المهمة(122) .

وبعد ان فرغ مسلم بن عقبة من غزو المدينة المنورة واباحتها ثلاثاً سار الى مكة إلا انَّه مات في الطريق وتولَّى القيام بهذه المهمة الحصين بن نمير ، فسار بالجند الى مكة المكرمة وحاصرها وضربها بالمنجنيق واحترق من جراء ذلك طرفاً من الكعبة الشريفة .

واليك بعض ما نص عليه المؤرخون في ذلك :

النص الأول : ماذكره ابن قتيبة في الامامة والسياسة « ... فقال يزيد : فسر على بركة الله ... إن حدث بك حدث فأمر الجيوش الى حصين بن نمير فانهض باسم الله الى الزبير واتخذ المدينة طريقاً .. »(123) .

النص الثاني : ماذكره ابن الاثير في الكامل « فلمَّا فرغ مسلم من قتال أهل المدينة ونهبها شخص بمن معه نحو مكة يُريد ابن الزبير ... فلما انتهى الى المشلل نزل به الموت ... فلما مات سار الحصين بالناس ، فقدم مكة ... ثم أقاموا يقاتلونه بقية المحرم وصفر حتى مضت ثلاثة أيام من شهر ربيع رموا البيت بالمجانيق وحرقوه بالنار ... وأقام الناس يحاصرون ابن الزبير ... »(124) .

وذكر الطبري نحواً من ذلك(125) .

النص الثالث : ماذكره ابن قتيبة في الامامة والسياسة :

« وأقبل ابن نمير حتى نزل مكة وأرسل خيلا فأخذت أسفلها ، ونصب عليها الحرادات والمجانيق ، وفرض على أصحابه عشرة آلاف صخرة في كلِّ يوم يرمونها بها »(126) .

النص الرابع : ماذكره اليعقوبي في تاريخه : « وقدم الحصين بن نمير مكة فناوش ابن الزبير الحرب في الحرم ورماه بالنيران حتى أحرق الكعبة »(127) .

النص الخامس : ماذكره السيوطي في تاريخ الخلفاء قال : « قال الذهبي : ولمَّا فعل يزيد بأهل المدينة مافعل ... وسار جيش الحرة الى مكة لقتال ابن الزبير ... وأتو مكة ، فحاصروا ابن الزبير وقاتلوه ورموه بالمنجنيق ... واحترقت من شرارة نيرانهم أستار الكعبة وسقفها وقرنا الكبش الذي فَدَى الله به اسماعيل ، وكانا في السقف ... »(128) .

هذا بعض ماذكره المؤرخون في شأن غزو يزيد لمكة المكرمة واحراقه للكعبة و ضربها بالمنجنيق .

وتلاحظون انَّه ليس من مبرر لذلك سوى الحرص على استقرار سلطانه ، وهذا ما يُهوِّن العظيم ويبيح الدم الحرام والبلد الحرام والشهر الحرام ، فليس على يزيد من حريجة في دينه بعد ان كان هذا مرامه !!!

وقد اعتذر عن ذلك بقوله « يا أهل الشام فإنَّ أهل المدينة أخرجوا قومنا ، والله لإنْ تقع الخضراء على الغبراء أحب اليَّ من ذلك »(129) !!!



المؤيد الرابع : سياسة يزيد العامة

ومن الشواهد المؤكدة على عدم تجافي يزيد بن معاوية عن قتل الحسين (عليه السلام) هي سياسته العامة التي انتهجها مع الرعية إبَّان خلافته ، فلم يكن من ولاته وقادة جنده إلا من هو معروف بالفسق والبطش ، وكان يأخذ على الظنة والتهمة ، ولقد قتل الأخيار والابرار ، وسمل العيون وصلب مناوئيه على جذوع النخل ، ولم يكن يتحرَّج عن هتك حرمة مهما عظمت في سبيل تشييد ملكه وسلطانه .

ومن كان هذا شأنه فلا يُنتظر من التوقف في قتل الحسين (عليه السلام) بعد ان كان وجوده يعني اضطراب سلطانه وانسلاب هيبته وهذا ما تنوء به نفوس الجبابرة .

وحتى نوثق ماذكرناه ننقل بعض كلمات المؤرخين المعبِّرة عن طبيعة السياسة التعسفية التي انتهجها يزيد في الرعية .

النص الأوّل : ماذكره المسعودي في مروج الذهب : « وغلب على أصحاب يزيد وعمَّاله ما كان يفعله من الفسوق »(130) ، وقال في موضع آخر : « ولمَّا شمل الناس جورُ يزيد وعماله وعمَّهم ظلمه ، وما ظهر من فسقه من قتله ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنصاره وما أظهر من شرب الخمور وسيره سيرة فرعون بل كان فرعون أعدل منه في رعيته وأنصف منه لخاصته وعامته ... »(131) .

النص الثاني : ماذكره الطبري « انَّ الحسين خطب أصحابه وأصحاب الحر بالبيضة فحمد الله وأثنا عليه ، ثم قال : أيها الناس إنَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)قال : « من رأى سلطاناً جائراً مستحلا لحرم الله ناكثاً لعهد الله مخالفاً لسنةِ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يعمل في عباد الله بالاثم والعدوان ، فلم يُغيِّر عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله ان يُدخله مدخله » ألا وانَّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطلوا ال حدود واستأثروا بالفيء وأحلّوا حرام الله وحرَّموا حلاله ، وأنا أحق من غيَّر .. »(132
يحيى
يحيى

ذكر تاريخ التسجيل : 18/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 جاوب يا شيعي ممكن  Empty رد: جاوب يا شيعي ممكن

مُساهمة من طرف يحيى الأحد سبتمبر 11, 2011 6:06 pm

اخت وردة هذا جواب لاستفسارك حول ثورة الحسين
___________________________________________--
أننا حين نتحدث عن أمر تاريخي كواقعة الحسين عليه السلام. فإننا يمكن أن نتمثل بهذا المثل وهو قولهم (يرى الحاضر ما لا يرى الغائب)(3) . ومن الواضح انهم كانوا حاضرين ونحن غائبون، وهم مشاهدون ونحن غير مشاهدين. إذن فليس من حقنا أن نعترض على أية واقعة تاريخية لم نشاهدها ولم نحط بها خيراً. اَذ لعل أهلها والقائمين بحوادثها قد علموا ما لم يعلم من القرائن والحوادث والعلاقات وشخصوا التكليف لهم بأن يفعلوا كذا أو يتركوه وليس لنا أن نفتح أفواهنا ضدهم بشيء ونحن غير ملمين بالموضوع من جميع جهاته. مع انهم لا شك كمعاصرين للأحداث وملاحظين لها حال وقوعها : انهم ملمون بها من جميع جهاتها.

الأمر الرابع : أن عدداً من الأمور النظرية والعلمية، مما يتعذر على عقولنا ادراك واقعياتها، يمكن من الناحية المنطقية طرح أفكار محدودة تحمل محتملات معقولة على شكل (أطروحات) نحاول أن نجمع القرائن على صحتها من ناحية، وندفع بها الاَستدلال المضاد من ناحية أخرى. أن المشكك حين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( وهذا لتعريف ذكره نصاً سماحة المؤلف في أحدى محاضرات التفسير
(3) مجمع الأمثال ح2 ص509 ، بتصرف.


يطعن في أي أمر انما يطعن في حكمة فاعله وصوابه، ويحاول أن يستدل بهذا على ذلك. ومن هنا تأتي الأطروحة أو تلك لأجل حمل الفاعل على الصحة والصواب وأن فعله قابل للقبول. ومعناه ان الأستدلال الذي اراده الخصم قد فشل. إذ بدخول الأحتمال يبطل الأستدلال. لأن الأستدلال من الناحية المنطقية يحتاج إلى الجزم بنتيجته؛ وهذه الأطروحات تخلخل هذا الجانب وتطيح به، ومعه يسري الفساد إلى نتيجة الأستدلال نفسها.

وهذا التكوين النطري(4) ، يمكن تطبيقه على كثير من حوادث التاريخ، بالنسبة إلى كثير من المعروفين السابقين وخاصة ما اذا كانوا معصومين. بل المعصومون أولى بالصحة في هذا الصدد، وأوكد من حيث قبول أفعالهم وأقوالهم، بعد ثبوت عصمتهم ببرهان ليس الآن محل ذكره. فإن لم نكن نعرف وجه الحكمة الحقيقية من بعض أمورهم فلا أقل من وجود أطروحة أو أكثر لحملها على الصحة. مما يبطل الإستدلال والتشكيك ضدهم جزماً.

الأمر الخامس : ان الهدف أو الحكمة من كل قول أو فعل وارد عن معصوم أو غيره. لا ينحصر أن يكون هدفاً واحداً، بل يمكن أن يكون متعدداً، سواء ما نعلمه من الأهداف أو ما نحتمله منها. أو الأهداف التي تكون بالحكمة الألهية. والمهم الآن امكان تعدد الأهداف لأي تصرف. ومن هنا يمكن أن تتعدد الأطروحات المحتملة المصححة لتلك التصرفات.

الأمر السادس : أنه ثبت في الفلسفة أن أي شيء في الخليقة فإن لوجوده نحواً من الحكمة والهدف أو قل : العلة الغائية(5)، كما يعبرون هناك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(4) التكوين النظري : أي وجود صورة ذهنية بدون الألتفات إلى أنها موجودة في الخارج أم لا.
(5) العلة الغائية : وهي السبب الذي لأجله يحصل الفعل. فيقول العلاّمة الحلي في كشف المراد (ان كل =



وكل موجود مشمول لذلك، سواء كان أنساناً أم حيواناًٍ أم جماداً أم ملائكه أم غيرها من الأمور. لا يشذ عن ذلك حتى الأفعال الأختيارية للفاعلين المختارين من الناس أو غيرهم. فإنها بالرغم من أنها اختيارية منسوبة لأصحابها ويستحقون عليها المدح أو القدح، إلا انها بصفتها خلقاً من خلق الله سبحانه فهي منسوبة إليه جل جلاله. ومن ثم يكون إيجادها – طبقاً لتلك القاعدة – ذا حكمة وعله غائية.

ومن هنا يمكن القول أو يثبت الأمر، أن أي فعل من أفعالنا فهو له نحوان من المقاصد : نحو يعود إلى الفاعل نفسه ونحو يعود إلى الخالق جل جلاله لا يختلف في ذلك فعل الأنسان البسيط عن العظيم والعالم عن الجاهل ولامعصوم عن غير المعصوم وهكذا.

فمثلاً، يمكن القول : ان الحسين عليه السلام انما قام بحركته العظيمة، من أجل غرضه الشخصي. بينه وبين نفسه، وذلك لأجل قيامه بواجب من الواجبات الموكولة إليه والمكلف بها. تماماً كما لو صلينا صلاة الظهر امتثالاً لأمر الله سبحانه علينا وجوباً من ناحية وطمعاً بالثواب الناتج منها من ناحية اخرى. وقد أمر الله الحسين عليه السلام، كما سيأتي شرحه، بهذه الحركة، فهو يمتثل هذا الأمر. متوخياً الثواب العظيم. والمقامات العليا التي ذخرها الله سبحانه له والتي لن ينالها إلا بالشهادة.

ومحل الشاهد الان، هو أن التساؤلات عن حركة الحسين عليه السلام، انما هو من قبيل التساؤلات عن الحكمة الالهية فيها، وليس عن الأغراض الخاصة بالحسين عليه السلام منها كما شرحناه ومن هنا يكون الأعتراض عليها أعني هذه الحركة، والطعن في أهدافها، انما هو طعن بالحكمة الألهية مباشرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

= فاعل بالقصد والأرادة فأنه انما يفعل لغرض وغاية ما وإلا لكان عابثاً فإن الفاعل للبيت يتصور الإستكنان أولاً فيتجلد او إلى ايجاد البيت ثم بوجد الأستكنان بحصول البيت) . نقذ ص 95 ط قم.



وليس في اَغراض الحسين عليه السلام منها. لأن أغراضه الشخصية لم تكن – بكل بساطة – الا الأمتثال وتحصيل الثواب. شأنه في ذلك شأن أي مؤمن آخر يمتثل عملاً واجباً أو مستحباً.

الأمر السابع : أننا لا ينبغي، ونحن ننظر إلى فهم التاريخ الأسلامي، أن ننظر إلى القادة المعصومين سلام الله عليهم كقادة دنيويين ، كما عليه تفكير طبقة من الناس، يدّعون التمسك بالفكر الديني ولكنهم متأثرون بالأتجاه المادي الدنيوي. فهم يعتبرون المعصومين قادة دنيويين كبراء. بل هم بهذه الصفة خير من خير القادة الموجودين خلال العصور كلها. في اتصافهم بعمق التفكير وحصافة الرأي وشجاعة التنفيذ ونحو ذلك. ومعه يكونون هم المسؤولون عن أهداف حركاتهم وأقوالهم وأفعالهم ولا تكون تلك الأمور منسوبة إلى الحكمة الإلهية بأي حال.

إلا انني أعتبر ذلك خطأ لا يغتفر، بل لا بد في النظر إليهم كقادة، من أخذ كل الأصول الدينية والعقائد الصحيحة بنظر الأعتبار. وقد ثبت أنهم معصومون مسددون من قبل الله سبحانه. فالسؤال عن الحكمة لا بد وان يكون راجعاً إلى الحكمة الإلهية لا إلى آرائهم الشخصية مهما كانت مهمة.

وأوضح دليل على ذلك : هو أننا إذا أعتبرناهم قادة دنيويين، فإننا ينبغي ان تعترف بفشهلم في كثير من المهمات التي قاموا بها فعلاً. وتكون كثير من أفعالهم خالية من الحكمة والمصلحة، بل تكون واضحة الفشل من الناحية الدنيوية. فمثلاً أن الأمام الحسين عليه السلام قد خرج إلى الكوفة وبالتالي إلى كربلاء وهو يعلم انه سوف يموت وان عائلته سوف تسبى. وليس الأمر منحصراً به. بل يعلم بذلك عدد مهم من الناس. ومن هنا نصحه المتعددون أن



يعيد النظر في عمله ويستدرك مهمته(6). ولكنه مع ذلك كان مهتماً بها مقبلاً عليها، مهما كانت النتائج. فلو نظرنا إليها نظراً دنيوياً لكانت في نظرنا حركة فاشلة تماماً. واذا جردنا من الأمام الحسين عليه السلام قائداً دنيوياً كان رأيه خالياً من الرشد والحكمة، وحاشاه.

إذن، فالأمر لا بد عائد إلى الأمر الإلهي والحكمة الإلهية، والله سبحانه يريد بإيجاد هذه الحركة أهدافاً تعدل هذه التضحيات الجسام التي قدمها هذا
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(6) ونذكر لك بعضاً من الذين كانوا مشفقين على الحسين (ع) ونصحوه بعدم الخروج وهم:
أولاً : المسوّر بن مخرمة بن نوفل القرشي الزهري – تاريخ أبن عساكر ج13 ص69
ثانياً : عبد الله بن عباس – وسيلة المال في عد مناقب الآل ص 687 مقاتل الطالبين
الكامل لابن الأهير ج3 ص276
ثالثاً : عبد الله بن جعفر – تاريخ الطبري ج6 ص219 – البداية والنهاية ج8 ص163 - البحار ج44 ص366 .
رابعاً : أبو بكر المخزومي بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي القرشي وهو أحد الفقهاء السبعة ولد في خلافة عمر وكان يقال له راهب قريش لكثرة صلاته وكان مكفوفاً وهو من سادات قريش توفي سنة 95 هـ - مروج الذهب ج3 ص6 . الطبري ج6 ص216 .
خامساً : عبد الله بن جعدة – أنساب الأشراف ج1 ق1 .
سادساً : جابر بن عبد الله – تاريخ الأسلام للذهبي ج1 ص342.
سابعاً : عبد الله بن مطيع – العقد الفريد ج3 ص133 - البحار للمجلسي ج44 ص371 .
ثامناً : عمرو بن سعيد – تاريخ ابن عساكر ج13 ص70 .
تاسعاً : محمد بن الحنفية – تاريخ الأسلام للذهبي ج1 ص342 ج3 ص276 البحار ج44 ص331
عاشراً : السيدة أم سلمة – أسرار الشهادة للدربندي ص192 البحار ج44ص331 .
الحادي عشر : عبد الله بن الزبير – تاريخ أبن عساكر ج13 ص67 - البحار ج44 ص364 .
الثاني عشر : عبد الله بن سيمان والمنذر بن المشمعل الأستيان – البحار للمجلسي ج44 ص373
- الكامل لابن الأثر ج4 ص17
- اسرار الشهادة ص230.
الثالث عشر : الطرمّاح بن الحكم – البحار للمجلسي ج44 ص369 أسرار الشهادة ص226 .
الرابع عشر : عبد الله بن عمر - أسرار الشهادة ص220 منير الأحزان لأبن لما الحلي – اللهوف لأبن طاووس البحر ج44 ص365 .




الأمام العظيم سلام الله عليه، والأمام نفسه مؤيّد ومسَدّد من قبل الله سبحانه، ومن هنا استطاع أن يعلم بنحو أو آخر بالأمر الإلهي المتوجه إليه بإيجاد هذه الحركة. اما بالأمر الموروث إليه من قبل جده رسول الله صلى الله عليه وآله. أو بالعلم اللدنّي (7) أو التسديد الإلهي الموجود لديه كواحد من المعصومين عليهم السلام.

وهنا يمكن أين يُستدل ببعض الأدلة الدينية على امكان النظر إلى المعصومين (ع) كقادة دنيويين، نذكر منها أهمها، كما يلي:-
الدليل الأول : قوله تعالى ( وشاورهم في الأمر)8 . الدالة على أن النبي (ص) مأمور بمشاورة أصحابه في اموره، وهو انما يحتاج إلى هذه المشاورة بصفته قائداً دنيوياً أو لو كان مؤيداً ومسدداً لما احتاج إلى هذه المشاورة. ثم أنه اذا ثبت ذلك للنبي (ص) بنص الأية الكريمة، ثبت في غيره من المعصومين بطريق أولى، بصفته خيرهم وأعظمهم. ويمكن الجواب على ذلك من وجوه نذكر بعضها:-

الجواب الأول : أننا اذا أمكننا أن نجرد من أي قائد معصوم قائداً دنيوياً، فلا يمكن أن يكون ذلك محتملاً في حق النبي (ص). لأن ذلك الأتجاه الفكري، اذا حصل تشكيكه في كون سائر المعصومين ذوي تأييد وتسديد ألهيين، فانه لا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(7) العلم المدّني : وهو علم ربّاني لهامي والعلم المدني هو الذي لا واسطة في حصوله بين النفس وبين الباري عزوجل. وها هو كالضوء من سراج الغيب يقع على قلب صاف فارغ لطيف (تفسير القاسمي ج11 ص 4097 نقلاً عن الغزالي) ونجد مصداق هذا العلم في قوله تعالى (فوجدا عبداً من عبادنا ءاتيناه رحمة من عندنا وعلّمناه من لّدنا علما) الكهف اية 65 أي علم لا صنعة فيه للأسباب العادية كالحس والفكر حتى يحصل من طريق الأكتساب والدليل على ذلك قوله (من لدنا) فهو علم وهبي غير اكتسابي يختص به أولياءه وآخر الأيات تدل على أنه كان علماً بتأويل الحوادث ((الميزان ج 13 ص342)).
(Cool آل عمران آية 159.



يمكن ذلك في نبي الأسلام (ص). لأن ذلك الأتجاه الفكري يعترف بالأسلام، واعترافه هذا معناه الأعتراف بنزول الوحي على النبي (ص) في القرآن وغير القرآن، و لا نعني من التسديد الإلهي إلا ذلك. واذا نفينا ذلك، فمعناه نفي نزول الوحي على النبي (ص)، بصفته قائداً دنيوياً كما يعتبرون، اذن، فسوف يكون ذلك كفراً بالإسلام وخروجاً عنه. وبالتالي فلا يمكن أن يجتمع الأيمان بالأسلام مع افتراض أن يكون النبي (ص) قائداً دنيوياً غير مسدد. ومن الواضح أن هذه الأية الكريمة التي ذكرها المستدل نازلة على النبي (ص) فانه لا يكون غيره اولى بذلك منه، كما ذكره في الأستدلال.

الجواب الثاني : أننا يمكن أن نناقش دلالة الآية على ذلك من عدة وجوه:-

الوجه الأول : ان الآية الكريمة بنفسها دالة على أن هؤلاء الذين يكون النبي (ص) مأموراً بمشاورتهم، هم أناس واطئون من الناحية الثقافية والأيمانية، ومن الواضح أن مشاورة مثل هذه الطبقة لا تكون منتجة للنتائج العظيمة التي يتوخاها المستدل. ودلالتها على ذلك في عدد من فقراتها كما سنرى. فانه تعالي يقول ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك. فأعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر. فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين) (9) .

فأولاً : قوله : (فبما رحمة من الله لنت لهم) يعني لولا هذه الرحمة المتزايدة، كما استحقاقهم هو الغضب عليهم وانتقاد تصرفاتهم والجزع من

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(9) آل عمران أية 159


معاشرتهم.

ثانياً : قوله : (لا نفضوا من حولك) بعنوان أن النبي اذا كان غليظ القلب فسوف يقسو عليهم بالنصيحة والتوجيه اذن فسوف يضيقون به ذرعاً.

ويتركونه. وهذا الدليل على ايمان متدن. اذا لو كان الأيمان عالياً لكان اللازم لهم اتباع النبي (ص) على كل حال حتى لو ضرب ظهورهم أو أعناقهم.
ثالثاً : قوله : (فاعف عنهم) الدال على أنهم مذنبون في حقه يحتاجون إلى العفو عنهم.
رابعاً : قوله : ( واستغفر لهم) الدال أنهم مذنبون أمام الله سبحانه يحتاجون إلى استغفار. وهذا هو فرقه عن الوجه السابق.
وبالعفو عنهم والأستغفار لهم سوف تزداد رحمة النبي (ص) وعطفه علهيم. وبالتالي فأن الأحجى والأرجح به (ص) أن لا يعامهلم حسب استحقاقهم بالعدل بل حسب مقتضيات الرحمة الإلهية، فان ذلك أفضل للمصلحة العامة.

وعلى أي حال. فمشاورتهم وهم بهذا المستوى المتدني، لا ينتج نتائج القيادة النبوية، ولا يكون مطابقاً للحكمة الحقيقية على أي حال.

ومن هنا لا يكون قوله : (فإذا عزمت) يعني نتيجة للمشاورة معهم، بل نتيجة للأسباب الحقيقية لذلك العزم بما فيها لاوحي الإلهي.

الوجه الثاني : للجواب على الأستدلال بالأية الكريمة:
أن قوله تعالى : ( وشاورهم في الأمر) ليس بمعنى المشاورة الحقيقية التي يريد أن يفهمها المستدل. بل هي شكل من أشكال التخطيط السلوكي يجعله الله سبحانه للنبي (ص) بقوله تعالى : (فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في

الأمر). لكي ينال النبي (ص) مصالح عامة عديدة، يمكن أن نفهم منها مايلي:
أولاً : أن يهديهم بسلوك الرحمة والشفقة معهم.
ثانياً ك أن يكفي شرّذي الشر منهم.
ثالثاً : ان مشاورتهم نحو من الأختبار والأمتحان لهم، ليرى النبي (ص) عملياً أنهم ناصحون له في الأراء التي سيبدونها والأقتراحات التي يقولونها أم لا.
رابعاً : ان مشاورتهم نحو من التدريب لهم على هذا الأسلوب حين يكونون هم محتاجون إلى مشاورة غيرهم، فلا ينبغي أن يتكبروا عن ذلك بعد أن كان نبيهم (ص) يتخذ هذا الأسلوب بنفسه. وهم لا شك أنهم محتاجون إلى المشاورة في تاريخ حياتهم الطويل، لانهم ليسوا معصومين، وقد يصبحون موجودين في زمان ومكان خال من معصوم يمكنهم الأهتداء برأيه والأستعانة بتسديده، كما كانوا يعتمدون على النبي (ص).

الوجه الثالث : ان هذا الأمر في هذه الآية الكريمة يمكن أن يكون وارداً بعنوان ((اياك أعني فاسمعي يا جاره))(10) يعني ان يكون المخاطب بها النبي (ص) والمراد غيره. وعندنا عدد من الموارد القرآنية على هذا النحو كقوله تعالى (عبس وتولى أن جآءه الأعمى وما يدريك لعلّه يزّكى أو يذّكّر فتنفعه
____________________
(10) يضرب هذا المثل لمن يتكلم بكم ويريد به شئيا غيره وأول من قام ذلك سهل بن مالك الفزاري. ذلك أنه مر ببعض أحياء طّي فسأل عن سيد الحي فقيل له حارث بن لأم . فأم رحله فلم يصبه شاهداً فقالت له أخته أنزل في الرحب والسعة فوقع في نفسه منها شيء فدلس بقباء الخباء يوماً وهي تسمع كلامه فجعل ينشد ويقول
يا أخت خير البدو والحضارة كيف ترين في فتى فزارة
أصبح يهوى حرةً معطارة أياك أعني فاسمعي يا جارة
مجمع الأمثال ج1 ص83 – بتصرف – الفاخر لأبي طالب المفضل ص 158 – بتصرف- .



الذكرى)(11) . إلى آخر المورد. وكقوله تعالى : ( ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين)(12) . إلى غير ذلك من الموارد.

الوجه الرابع : أننا لو تنزلنا عن قبول الوجوه السابقة ، فمعنى ذلك : أن ظاهر القرآن الكريم دال على حاجة النبي (ص) إلى مشاورة غيره من البشر. وليس مؤيداً ولا مسدّدا بالوحي الإلهي والحكمة الإلهية. فيكون هذا الظهور غير محتمل دينياً على الأطلاق. وكل ظهور قرآني أو غيره ينافي القواعد العامة العقلية أو النقلية. فانه يسقط عن الحجية ولا بد من تأويله بحيث يوافق تلك القواعد. فإننا اذا تنزلنا وقبلنا في حق أي معصوم أنه قائد دنيوي، فلا يمكن ذلك بالنسبة إلى النبي (ص) قائد بني الأسلام، والقول بذلك خروج عن دينه الحنيف.

وبهذا ينتهي الحديث عن الأستدلال بالآية الكريمة.

الدليل الثاني : لإمكان أن نحمل القائد المعصوم على أنه قائد دنيوي : أننا مكلفون بعرض محاسن الدين الأسلامي للكفار والفساق والدنيويين عموماً – لو صح التعبير – ومن الواضح أن هذه الطبقات لا تؤمن بالمعصوم معصوماً، بل غاية ما يستطاع اقناعهم به هو كونه قائداً دنيوياً فذا حكمياً رشيداً ناجحاً في قيادته. فاذا توقف عرض محاسن الأسلام عليهم على هذا النحو من التفكير أصبح صحيحاً ومتعيناً.
________________________


(11) سورة عبس آية (1-4)
(12) سورة الحاقة آية (44-46).



وجواب هذا الدليل: أن الصحيح – رغم كل ذلك – ليس هو ذلك. فان هؤلاء غير المتدينين بالأسلام، والمشار إليهم في الدليل يمكن تقسيمهم إلى عدة أقسام في حدود ما ينفعنا في المقام.

القسم الأول: أن يكون الفرد دنيوياً، ولكنه موافق لنا في المذهب فلا يحتاج إلا إلى تفهيمه بحقيقة عقيدته وصفات قادته في صدر الأسلام.
القسم الثاني : أن يكون الفرد دنيوياً، ولكنه يتخذ أي مذهب آخر من مذاهب الأسلام الرئيسية. فيتم تفهيمه بالحقيقة عن طريق عرض التواريخ الواردة إلينا من جميع علماء وقادة الأسلام الأوائل. من حيث ان كل المذاهب تعتقد بالضرورة لقادتها كرامات ومعجزات وتأييدات الهية ونحو ذلك. مما يكاد أن يكون بالغاً حد التواتر، فالأمر ليس خاصاً بمذهب دون مذهب، بل هو أمر متفق عليه بين سائر المذاهب. فحيث أن كل المذاهب تعتقد به، فلا ضير على أي مذهب أن يعتقد به.
القسم الثالث: أن يكون الفرد دنيوياً، ولكنه يعتنق ديناً آخر غير الأسلام، وأهمّه النصرانية واليهودّية. فمثل ذلك يتم تفهيمه بالحقيقة عن طريق عرض التواريخ الواردة في دينه نفسه عن قادته الأوائل من حيث أن دينه قائم على ذلك بل كل الأديان قائمة عليه، وهو أمر متسالم بينها، على أن جميع الأنبياء والأولياء وأضرابهم أصحاب معجزات وكرامات وألهامات وتسديدات، فلا ضير على أي شخص اذا اعتقد ذلك في قادة دينه.

وهذه التوراة وهذا الأنجيل الموجودان طافحان بذلك في عشرات بل مئات المواضع منها. كما هو واضح لمن يراجعها. والنسخ منها متوفرة في كل العالم بلغات عديدة والرجوع إليها سهل. مما يوفر علينا مهمة الأستشهاد السريع على ذلك بل الأمر يتعدى النصرانية واليهودية إلى غيرها من الأديان


كالبوذية والهندوسية والسيك وغيرهم، فإنهم جميعاً يؤمنون لقادتهم بشكل وآخر حياة مليئة بالكرامات والتسديدات، ومن ثمّ فهم ليسوا من قبيل البشر الأعتياديين على أي حال.

القسم الرابع : أن يكون الفرد دنيوياً، ولكنه ملحد لا يعتقد أي دين. فمثل هذا الفرد أو هذا المستوى لا يمكن البدء معه بالتفاصيل، بل لا بد من البدء معه بالبرهان على أصل العقيدة لنصل معه بالتدريج إلى التفاصيل.

واذا تم كل ذلك، لم يبق دليل على امكان التنزّل عن الأعتقاد بالعصمة لقادتنا المعصومين عليهم السلام، وكذلك ثبوت التأييد والتسديد الإلهي لهم.

كما ثبت وجوده بالدليل، وليس هنا محل تفصيله. اذن، مقتضى الأدب الأسلامي الواحب أمامهم هو التسليم لأقوالهم وأفعالهم بالحكمة. وانها مطابقة للصواب والحكمة الإلهية. والتوقيع لهم على ورقة بيضاء – كما يعبرون – ليكتبوا فيها ما يشاؤون. وهذا من مداليل وجوب التسليم المأمور به في الآية الكريمة. وهو قوله تعالى : ( أن الله وملآئكته يصلُون على النَبيِ يآ أيّها الّذين آمنوا صلُوا عليه وسلّموا تسليماً)(13) .

واذا ثبت لنا بنص القرآن الكريم عن النبي (ص) أنه (ليس لك من الأمر شيء)(14) وأن (الأمر كلّه لله)(15) مع أنه خير الخلق وأفضلهم وأولاهم بالولاية. وقد نص القرآن الكريم على الأطراء عليه ووصفه بأوصاف عالية


_________________________

(13) سورة الأحزاب آية 56.
(14) سورة آل عمران أية 128
(15) سورة آل عمران أية 154


جداً، فهي في العديد من أياته، كقوله : ( وإنَك لعلى خلق عظيم)(16) وقوله ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى)(17) وقوله : (سيؤتينا الله من فضله ورسوله)(18) وقوله (مطاع ثم أمين)(19) وقوله (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول)(20) وقوله ( محمد رسول الله ) (21) إلى غير ذلك. فمن تكون له هذه المزايا العظيمة وغيرها مما نعرف أو لا نعرف، يستحق حسب فهمنا أن يكون الأمر بيده. ومع ذلك فان الله سبحانه ينص على نفي ذلك: (ليس لك من الأمر شيء) (22) واذا كان خير الخلق كذلك فغيره أولى بذلك.

اذن، فليس شيء من تصرفات المعصومين عليهم السلام مما يرتبط بالمصالح العامة، مؤكل إليهم و لا ناتجاً عن رأيهم. وانما هو وارد إليهم من الحكمة الإلهية. أما عن طريق جدهم النبي (ص) أو عن طريق التسديد الإلهي الخاص بأي واحد منهم.


¬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(16) سورة القلم أية 4
(17) سورة النجم آية 3 -4
(18) سورة التوبة آية 59
(19) سورة التكوير آية 21
(20) سورة النساء آية 59
(21) سورة الفتح آية 29
(22) سورة آل عمران آية 128














يحيى
يحيى

ذكر تاريخ التسجيل : 18/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 جاوب يا شيعي ممكن  Empty رد: جاوب يا شيعي ممكن

مُساهمة من طرف ورده السنه الأحد سبتمبر 11, 2011 11:47 pm

إن الكتب شيعيه وليست سنيه

وكتبكم حجه عليكم وليست علينا

علق علي هذه
من أمرك أيها الشيعي أن تفعل هذه الأفعال في عاشوراء؟
إن قلت الله ورسوله أمراني بهذا سأقول لك أين الدليل؟
وإن قلت لي لم يأمرك أحد سأقول لك هذه بدعة
وإن قلت أهل البيت أمروني سأطالبك أن تثبت من فعل هذا منهم؟
وإن قلت أني أعبر عن حبي لأهل البيت فسأقول لك إذاً كل المعممين يكرهون أهل البيت لأننا لانراهم يلطمون وأهل البيت يكرهون بعضهم بعضاً لأنه لا يوجد أحد منهم لطم وطبر على الآخر


ورده السنه

انثى تاريخ التسجيل : 11/09/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 جاوب يا شيعي ممكن  Empty رد: جاوب يا شيعي ممكن

مُساهمة من طرف خطاب السنه الإثنين سبتمبر 12, 2011 12:36 am

الاخ يحي

هداك الله واصلح بالك

خذ من كتبك مايثبت عدم علاقه يزيد بقتل الحسين وان من قتل الحسين هم شيعته كما بينا ذلك في مواضيع سبقت ووثائق من كتبكم اخي

 جاوب يا شيعي ممكن  Al-hseen

فهذا دليل من كتبك أن يزيدا لم يقتل ولم يأمر ايضا بقتل الحسين




وهنا ايضا دليل ان من قتل الحسين هم شيعته ومن كتبكم

فلا تكتب شيئا لا تفقه فيه شئ البته واقرا كتبك قبل ان تناقش وحاول ان يكون كلامك مختصرا اخي يحي لكي يتسنى لنا النقاش عوضا عن القص واللصق

 جاوب يا شيعي ممكن  Muntaha1_copy جاوب يا شيعي ممكن  Muntaha



خطاب السنه

ذكر تاريخ التسجيل : 03/07/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 جاوب يا شيعي ممكن  Empty رد: جاوب يا شيعي ممكن

مُساهمة من طرف يحيى الإثنين سبتمبر 12, 2011 3:42 am

خوان انا اتعجب من امركم بعد كل هذه النصوص التاريخية المتفق عليها من قبل الموءرخين ثم تقولون هذا الكلام ؟؟؟انا قررت ان لا اناقشكم (مع تقديري لكم ) لانكم تعتزون وتجدون صعوبة عاطفية قي ترك شيء الفتموه منذ نعومة الاصابع ونشاءتم عليه ؟؟ماذا عساي ان اقول (اللهم اهدنا فيمن هديت ) اعذروني ان تكلمت معكم بكلام لا يروق لكم فانني والله ما اردت الا خير (بس شسوي ماكو قسمة وحض يفعل الله ما يريد)
يحيى
يحيى

ذكر تاريخ التسجيل : 18/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 جاوب يا شيعي ممكن  Empty رد: جاوب يا شيعي ممكن

مُساهمة من طرف ابوعمر الإثنين سبتمبر 12, 2011 8:29 am

اي نصوص الله يهدينا وياك كله تأليف واخرطي على الصحابه
ولو بحبشت تكتشف ان فيه تنـــــــــــــاقض كثيرر...........
وجايبه لنا بعد بنصدقك يعني ..
انتم تكذبون الكذبه وتصدقونها ....
...........................
وبعدين تعال انت متى ناقشت من عرفتك وانت تنسخ وتلصق ..
الشيعه من يعرفون الابت توب لازم اول شغله يتعلمها كلك يمين عشان النسخ واللصق..

وفعلا من شب على شئ شاب عليه



ابوعمر

ذكر تاريخ التسجيل : 10/07/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 جاوب يا شيعي ممكن  Empty رد: جاوب يا شيعي ممكن

مُساهمة من طرف يحيى الإثنين سبتمبر 12, 2011 9:19 am

عني انتة اتريد اتناقش ابموضوع ودليلك يتالف من سبعين الف كلمة (شلون تحفضهة ) وانتة اتناقش بالطريقة لو اتناقش بحقيقة الدليل (مو مهم الطريقة )المهم الدليل والبرهان
يحيى
يحيى

ذكر تاريخ التسجيل : 18/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 جاوب يا شيعي ممكن  Empty رد: جاوب يا شيعي ممكن

مُساهمة من طرف خطاب السنه الإثنين سبتمبر 12, 2011 11:06 am

وانا اتتيتك بالدليل من كتبك
فلماذا يوم رأيت الحقيقه قررت الأنسحاب

ونصيحتي لك يحي
اكشف عن تقيتك وتكلم بماءتشاء فقد بان الخافي

إن كنت تريد النقاش اهلا وسهلا بك وإن كنت غير راضي بطريقه النقاش فأيضا أهلا بك

اما النسخ واللصق لا يفيد ولو كنا نريد ان نلصق وننسخ لما تأخرنا ولكن خير الكلام ماقل ودل ولكي يفهمه جميع الاعضاء

انتهى
خطاب السنه


عدل سابقا من قبل خطاب السنه في الثلاثاء سبتمبر 13, 2011 8:49 am عدل 1 مرات

خطاب السنه

ذكر تاريخ التسجيل : 03/07/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 جاوب يا شيعي ممكن  Empty رد: جاوب يا شيعي ممكن

مُساهمة من طرف ابوعمر الإثنين سبتمبر 12, 2011 12:09 pm



الهدايه من الله ...........

الله يصلح الحال بس..


عدل سابقا من قبل ابوعمر في الأحد أكتوبر 02, 2011 7:50 pm عدل 2 مرات

ابوعمر

ذكر تاريخ التسجيل : 10/07/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 جاوب يا شيعي ممكن  Empty رد: جاوب يا شيعي ممكن

مُساهمة من طرف يحيى الإثنين سبتمبر 12, 2011 7:33 pm

خوان بربكم كيف لم يقتل يزيد الامام الحسين وهذا شيء تاريخي معروف لا غبار عليه ؟كيف تنكروه ؟واليكم هذا النص ؟
_________________________________-
ثم أدخل ثقل الحسين عليه السلام ونساؤه ومن تخلف من أهله على يزيد، وهم مقرنون (131) في الحبال.

فلما وقفوا بين يديه وهم على تلك الحال قال له علي بن الحسين عليهما السلام: «أنشدك الله يا يزيد، ما ظنك برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لو رآنا على هذه الصفة (132)»، فأمر يزيد بالحبال فقطعت.

ثم وضع رأس الحسين عليه السلام بين يديه، وأجلس النساء خلفه لئلا ينظرن إليه، فرآه علي بن الحسين عليه السلام فلم يأكل الرؤوس بعد ذلك أبداً.

وأما زينب، فإنها لما رأته أهوت إلى جيبها فشقته، ثم نادت بصوت حزين يقرح القلوب: يا حسيناه، يا حبيب رسول الله، يا بن مكة ومنى، يا بن فاطمة الزهراء سيدة النساء، يا بن بنت المصطفى.

قال الراوي (133): فأبكت والله كل من كان حاضراً في المجلس، ويزيد ساكت.

ثم جعلت امرأة من بني هاشم كانت في دار يزيد تندب الحسين عليه السلام وتنادي:

____________

(130) قال الراوي، لم يرد في ر.

(131) ر: مقرنين، بدلاً من: وهم مقرنون.

(132) ب: الحالة.

(133) الراوي، من ع.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 214
--------------------------------------------------------------------------------

يا حسيناه، يا حبيباه، يا سيداه، يا سيد أهل بيتاه، يا بن محمداه، يا ربيع الأرامل واليتامى، يا قتيل أولاد الأدعياء.

قال الراوي (134): فأبكت كل من سمعها.

قال: ثم دعا يزيد بقضيب خيزران، فجعل ينكث به ثنايا الحسين عليه السلام.

فأقبل عليه أبو برزة الأسلمي (135) وقال: ويحك يا يزيد، أتنكت بقضيبك ثغر الحسين عليه السلام ابن فاطمة؟! أشهد لقد رأيت النبي صلى الله عليه وآله يرشف ثناياه وثنايا أخيه الحسن ويقول: أنتما سيدا شباب أهل الجنة، قتل الله قاتليكما ولعنه وأعد له جهنم وساءت مصيراً.

قال الراوي (136): فغضب يزيد وأمر بإخراجه، فأخرج سحباً.

قال: وجعل يزيد لعنه الله ليتمثل بأبيات ابن الزبعري (137) ويقول:


ليــت أشياخـــي ببدر شهـــدوا * جــزع(138)الخــزرج من وقع الأسل
فأهلوا(139)واستهلــــوا فرحـــاً * ثم قالوا: يــــا يزيــــد لا تشـل
قــــد قتلنا القرم مــن ساداتهــم * وعــدلنــاه ببــدر فـــــاعتدل


____________

يحيى
يحيى

ذكر تاريخ التسجيل : 18/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 جاوب يا شيعي ممكن  Empty رد: جاوب يا شيعي ممكن

مُساهمة من طرف خطاب السنه الإثنين سبتمبر 12, 2011 7:46 pm

انا أكلمك من كتبك فهل تكذب كتبك ..؟

أنا اتيت بك بشئ من كتبك تثبت ان يزيدا لم يكن له علاقه بمقتل الحسين

بل هو شمر بن ذي الجوشن وعبيدالله ابن زياد ...؟

هل تعرف ان شمر بن ذي الجوشن كان من شيعه علي هو عبيدالله بن زياد ؟؟

هل تعرف ان من قتل الحسين هم شيعته ...؟

كيف يثبت علمائك ان الحسين قتله شيعته وانت تاتي وتنفيها ؟؟

وكيف يثبت علمائك ان يزيدا ليس له علاقه بمقتل الحسين وتاتي انت وتنفيها ؟.

خطاب السنه

ذكر تاريخ التسجيل : 03/07/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 جاوب يا شيعي ممكن  Empty رد: جاوب يا شيعي ممكن

مُساهمة من طرف ابوعمر الإثنين سبتمبر 12, 2011 8:22 pm

اثبات ايضا للاخ يحيى ومن كتبه وثائق
ان يزيد ماله دخل في مقتل الحسين ..

والله انكم ياشيعه اغبياء كتبكم تفضحكم ....
لاكن سبحان الله يبين الحق ..
http://www.dawahmemo.com/pages/16husain/

.................................................................
الحسين يترحم على معاوية والشيعة يلعنونه
ايضا من كتب الشيعه .....!

ابوعمر

ذكر تاريخ التسجيل : 10/07/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 جاوب يا شيعي ممكن  Empty رد: جاوب يا شيعي ممكن

مُساهمة من طرف سني مرعب الشيعة الإثنين سبتمبر 12, 2011 8:26 pm

أخي أبوعمر .. لوتشرح لهم من هنا لحد سنوات ماراح يفهمون .. هذولاء خلاص سحروهم المعممين الضالين سلبوا عقولهم ..

الحمدلله على نعمة الإسلام

سني مرعب الشيعة

ذكر تاريخ التسجيل : 12/09/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 جاوب يا شيعي ممكن  Empty رد: جاوب يا شيعي ممكن

مُساهمة من طرف ابوعمر الإثنين سبتمبر 12, 2011 8:32 pm

اي والله صدقت وناخوك ..
هم لهم اصلا عقول عشان يفهمون ...
شف ثلاثه مرفوع عنهم القلم ..

1-الصغير
2-المجنون
واخيرا
.
.
.3-الشيعي

الحمدلله عدد ماكان ومايكون وعدد الحركات والسكون اني ماني بشيعي ...
ربي لك الحمد والمنه ..

ابوعمر

ذكر تاريخ التسجيل : 10/07/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 جاوب يا شيعي ممكن  Empty رد: جاوب يا شيعي ممكن

مُساهمة من طرف خطاب السنه الإثنين سبتمبر 12, 2011 11:12 pm

الاخ يحي

أنت ملزوم بالتالي

أئتني بسند صحيح من امهات كتبكم تثبت ان يزيدا أمر او كان له يد في قتال الحسين وقتله ... ولا تأتي بروايات ساقطه ومكذوبه لأننا سوف نبين لك مافيها ولكن قد اهون عليك وأقول

لا يوجد في امهات كتبكم مايثبت بالسند الصحيح أن يزيدا قتل الحسين او امر بقتله

بل هو شمر بن ذي الجوشن وعبيدالله بن زياد

أنتظرك وانتظر ردك لكي يستوعب عقلك مانقول

خطاب السنه

ذكر تاريخ التسجيل : 03/07/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 جاوب يا شيعي ممكن  Empty رد: جاوب يا شيعي ممكن

مُساهمة من طرف يحيى الثلاثاء سبتمبر 13, 2011 11:01 am

مع شديد الاسف ذكرت لكم المصادر التاريخية لافعال يزيد في وقعة الحرة و اباحته الكعبة ؟لكنكم تردون بغير اجوبة السؤال ؟لا اعرف لماذا (مع جل احترامي لعقليتكم)

؟وانا اقول هذه اجوبة التاريخ التي لا اختلاف فيها (سنة وشيعة )فكيف تنكرونها ؟انا اجلكم من الجهل والسذاجة ؟ هل هية العاطفة ام صعوبة تقبل حقيقة يزيد ؟
_______________________________________-
اخوتي لنقراء هذه النصوص بعقل وبامانتكم العقلية ؟
-_________________________________
لم يكن فيمَن ساهم في قتل الحسين (ع) أحد مِن الشيعة، فإنَّ لمفهوم التشيُّع معنى واضحًا ومحدَّدًا ولم يكن هذا المفهوم ينطبق على واحدٍ ممَّن شارك في قتل الحسين (ع) فضلاً عن دعوى أنَّ كلّ مَنْ شارك في قتله كان مِن الشيعة.

فهذه الدعوى تعدُّ جناية على التاريخ ومجافاة للحقيقة وتضليلاً للرأي العامّ، ولا يخفى على كلِّ مَنْ له أدنى معرفة بوقائع التاريخ أنَّ منشأ هذه الدعوى هو الأضغان الكامنة في القلوب والحيرة في تفسير واقع استعصى على القوم تبريره بما يتناسب والمتبنَّيات التي تمسَّكوا بها وجهدوا مِن أجل الانتصار لها فجنحت بهم عن الحقِّ فظهروا في مظهرٍ يأبى كلُّ عاقل أنْ يظهر به، فلا لمآربهم بلغوا ولا بصوابهم احتفظوا، فهم كالتي نقضت غزلها مِن بعد قوَّة أنكاثًا.

فتلك كمائن القلوب لا تدع لواجدها سبيلاً لإخفائها، ورغم ذلك فنحن سنجيب عن هذه الشبهة وذلك بواسطة إيقاف القارئ على هويَّة مَنْ شارك في قتل الحسين (ع) فنقول إنَّه يمكن تصنيفهم إلى أربع طوائف:

الطائفة الأولى: كانوا مٍِن الخوارج أو مَن ينحو نحوهم في الاعتقاد بخروج الحسين (ع) عن الإسلام أو أنَّه كان مخطئًا وعاصيًا –والعياذ بالله-، ويتَّضح ذلك مِن ملاحظة كلمات بعض مَنْ شارك في المعسكر الأموي الذي قاتل الحسين (ع) يوم العاشر، ونذكر لذلك بعض النماذج:

النموذج الأوَّل: ما ذكره ابن الأثير في الكامل وذكره آخرون أيضًا أنَّ القوم لمَّا أقبلوا يزحفون نحو الحسين (ع) كان فيهم عبد الله بن حوزة التميمي، فصاح أفيكم حسين؟ وفي الثالثة قال أصحاب الحسين (ع): هذا الحسين فما تريد منه؟ قال: يا حسين أبشر بالنار، قال الحسين (ع): كذبت بل أقدم على ربٍّ غفور كريم مطاع شفيع فمَن أنت؟ قال أنا ابن حوزة فرفع الحسين (ع) يديه حتَّى بان بياض إبطيه وقال: اللهمَّ حزه إلى النار، فغضب ابن حوزة وأقحم الفرس إليه...".

هذا نموذج يعبِّر عن رأي بعض مَن كان في معسكر عمر بن سعد في الحسين (ع) وأنَّه بنظرهم مستحقٌّ للنار. وليس ثمَّة أحد مِن المسلمين يرى هذا الرأي سوى الخوارج ومَن ينحو نحوهم.

النموذج الثاني: ما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية "وكان عمرو بن الحجَّاج –وهو مِن القوَّاد في المعسكر الأموي الذي قاتل الحسين (ع)- قال لأصحابه يوم العاشر "قاتلوا مَن مرق عن الدين وفارق الجماعة، فصاح الحسين (ع) "ويحك يا عمرو أعليَّ تحرِّض الناس؟ أنحن مرقنا مِن الدين وأنت تقيم عليه؟ ستعلمون إذا فارقت أرواحنا أجسادنا مَن أولى بصلي النار".

وهذا النموذج أبلغ مِن الأوَّل حيث صرَّح فيه ابن الحجَّاج عن رأيه في الحسين (ع) وأصحابه وأنَّهم مرقوا مِن الدين، ويبدو أنَّ هذا الشعار كان يستهوي القوم وإلاَّ لما استعمله ابن الحجَّاج لتحفيز العزائم، وهو ما يعبِّر عن أنَّ شريحة كبيرة في المعسكر الأموي كانت ترى هذا الرأي في الحسين (ع).

النموذج الثالث: ما ذكره الطبري في تاريخه وروى عن الضحَّاك المشرقي قال: لمَّا أقبلوا نحونا فنظروا إلى النار تضطرم في الحطب والقصب الذي كنَّا ألهبنا فيه النار.. إذ أقبل رجل يركض على فرس كامل الأداة.. فنادى بأعلى صوته: "يا حسين استعجلت النار في الدنيا قبل نار القيامة" فقال الحسين (ع): "مَن هذا كأنَّه شمر بن ذي الجوشن فقالوا نعم أصلحك الله هو هو...".

وهذا النموذج يعبِّر عمَّا ذكرناه مِن أنَّ رأي بعض مَن شارك في قتل الحسين (ع) هو رأي الخوارج.

النموذج الرابع: وروي عن الضحَّاك بن عبد الله المشرقي قال: "فلمَّا أمسى حسين وأصحابه قاموا الليل كلّه يصلُّون ويستغفرون ويدعون ويتضرَّعون قال فتمرُّ بنا خيل لهم تحرسنا وأنَّ حسينًا ليقرأ (( ولا يحسبنَّ الذين كفروا أنَّما نملي لهم خير لأنفسهم إنَّما نملي لهم ليزدادوا إثمًا ولهم عذاب مهين، ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتَّى يميز الخبيث مِن الطيِّب )) فسمعها رجل مِن تلك الخيل التي كانت تحرسنا فقال نحن وربِّ الكعبة الطيِّبون ميزنا منكم..."

وهذا النموذج يعبِّر عن أنَّ بعض مَنْ كان في المعسكر الأموي يرون أنَّهم على صوابٍ في موقفهم وأنَّهم الطيِّبون وأنَّ مَنْ يواجهونهم هم الخبيثون وهو ما يعبِّر عن رؤيتهم في قتل الحسين (ع) وأنَّه مِن الطاعات والقربات.

النموذج الخامس: قال حميد بن مسلم: "... فلمَّا رأى ذلك أبو ثمامة عمرو بن عبد الله الصائدي قال للحسين: يا أبا عبد الله نفسي لك الفداء... وأحبُّ أنْ ألقى ربِّي وقد صلَّيتُ هذه الصلاة التي دنا وقتها قال فرفع الحسين رأسه ثمَّ قال ذكرت الصلاة جعلك الله مِن الذاكرين نعم هذا أوَّل وقتها ثمَّ قال سلوهم أنْ يكفُّوا عنَّا حتَّى نصلِّي فقال لهم الحصين بن تميم إنَّها لا تقبل فقال له حبيب بن مظاهر لا تقبل! زعمت الصلاة مِن آل رسول الله لا تقبل...".

هذا نموذج آخر يعبِّر عن رأيهم في الحسين (ع) وموقفه.

النموذج السادس: ما رواه الطبري أنَّ حميد بن مسلم قال: ثمَّ أنَّ عمر بن سعد نهض إليه عشيَّة الخميس لتسع مضين مِن المحرَّم ونادى: يا خيل الله اركبي وأبشري...".

وهذا النصُّ مِن أبلغ النصوص على ما ندَّعيه، فعمر بن سعد وإنْ لم يكن يعتقد بما يقول إلاَّ أنَّه استخدم هذا الشعار لتعبئة جيشه واستنهاض عزائمهم لمعرفته بما انطوت عليه ضمائرهم مِن اعتقاد بأنَّ حرب الحسين (ع) يقع في سياق الطاعات والقربات، وليس مَنْ يعتقد ذلك إلاَّ الخوارج أو مَنْ ينحو نحوهم.

وثمَّة نماذج أخرى يقف عليها مَن يطَّلع على المصادر التي تصدَّت لتفاصيل مقتل الحسين (ع).

الطائفة الثانية: كانوا ممَّن غرَّتهم الدنيا وطمعوا في الحظوة مِن يزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد، وهؤلاء وإنْ كان منهم مَن يعرف مقام الحسين (ع) وأنَّه لا يحلُّ لهم استباحة دمه إلاَّ أنَّهم لا يكترثون بذلك، ويمكن الاستشهاد لذلك بمجموعة مِن المواقف التي ذكرها المؤرِّخون:

الموقف الأوَّل: ما ذكره الطبري وابن الأثير في الكامل وابن الجوزي في المنتظم، وغيرهم "إنَّ عمر بن سعد تقدَّم نحو عسكر الحسين (ع) ورمى بسهم وقال: اشهدوا لي عند الأمير أنِّي أوَّل مَن رمى ثمَّ رمى الناس...".

هذا الموقف يعبِّر أبلغ تعبير عن مدى حرص ابن سعد على أنْ يكون في الموقع القريب مِن ابن زياد وأيَّ شيء يبتغيه ابن سعد مِن ذلك غير الدنيا التي توهَّم أنَّ أزمَّتها بيد ابن زيادٍ وأميره يزيد بن معاوية، فهو يخشى أنْ يتَّهمه ابن زياد بالتلكُّؤ ويطمح بأنْ يبلغ أكمل الرضا بموقفه هذا.

ولذلك بالغ في أنْ يتمثَّل أوامر ابن زياد على أكمل وجه، حيث أمره فيما أمره "أمَّا بعد... فإنْ قتل حسينًا فأوطئ الخيل صدره وظهره ولست أرى أنَّه يضرُّ بعد الموت ولكن عليَّ قول قلته لو قتلته لفعلت هذا به فإنْ أنت فعلت هذا به جزيناك جزاء السامع المطيع، وإنْ أبيت فاعتزل عملنا...".

وقد امتثل ابن سعد ذلك، فقد ذكر المؤرِّخون منهم الطبري وابن الأثير وابن كثير "ونادى ابن سعد ألا مَن ينتدب إلى الحسين فيوطئ الخيل صدره وظهره فقام عشرة... فداسوا بخيولهم جسد الحسين "(ع) ثمَّ أمر بقطع رأسه ورؤوس أصحابه وسرح بهم إلى ابن زياد...".

كلُّ ذلك حرصًا مِنه على الدنيا وخشيةً مِن زوال حطامها مِنه.

ولقد ذكر المؤرِّخون الحوار الذي دار بين ابن سعد وابن زياد حيث كان قد أمَّره على أربعة آلاف يسير بهم إلى "دستبي" لأنَّ الديلم قد غلبوا عليها وكتب له عهدًا بولاية الري وثغر دستبي والديلم، فلمَّا بلغ الحسين (ع) كربلاء أمره بأنْ يخرج بالجيش إلى كربلاء فاستعفاه فاستردَّ ابن زياد العهد مِنه واستمهله ليلته... وعند الصباح أتى بان زياد وقال إنَّك وليتني هذا العمل وسمع به الناس فأنفذني له وابعث إلى الحسين مَن لست أغنى في الحرب مِنه، فقال ابن زياد لست أستأمرك فيمَن أريد أنْ أبعث فإنْ سرت بجندنا وإلاَّ فابعث إلينا عهدنا فلمَّا رآه ملحًّا قال إنِّي سائر".

الموقف الثاني: ذكره ابن الأثير في الكامل قال: قال مسروق بن وائل الحضرمي: "كنت في أوَّل الخيل التي تقدَّمت لحرب الحسين لعلِّي أصيب رأس الحسين (ع) فأحظى به عند بان زياد...".

الموقف الثالث: ما ذكره الطبري أنَّ خولِّي جاء برأس الحسين (ع) إلى القصر فوجد باب القصر مغلقًا فأتى منزله فوضعه تحت اجَّانه، وكانت له زوجة اسمها النوار بنت مالك فقالت له ما الخبر؟ ما عندك؟! قال خولِّي: "جئتك بغنى الدهر هذا رأس الحسين معك في الدار...".

الموقف الرابع: وفي العقد الفريد أنَّ خولي بن يزيد الأصبحي جاء بالرأس الشريف إلى ابن زياد وقال له:

املأ ركابي فضَّة أو ذهبـا



إنِّي قتلتُ السيِّد المحجَّبــا


وذكر ابن الأثير أنَّ الذي قال ذلك هو سنان بن أنس، وفي كشف الغمَّة ومقتل الخوارزمي هو بشر بن مالك، وفي بعض المصادر أنَّ القائل هو الشمر.

الموقف الخامس: ذكره الخوارزمي في مقتل الحسين أنَّ الذين وطأوا جسد الحسين (ع) وهم عشرة أقبلوا إلى ابن زياد يقدمهم أسير بن مالك وهو يرتجز:

نحن رضننا الصدر بعد الظهر

بكلِّ يعبوبٍ شديد الأسـر


فأمر لهم بجائزة يسيرة.

الموقف السادس: ذكره الطبري وجمع مِن المؤرِّخين قال: " ولمَّا قتل الحسين بن علي (ع) جيء برأسه وبرؤوس مَن قتل معه مِن أهل بيته وشيعته وأنصاره إلى عبيد الله بن زياد فجاءت كندة بثلاثة عشر رأسًا وصاحبهم شمر بن ذي الجوشن، وجاءت تميم بسبعة عشر رأسًا

يحيى
يحيى

ذكر تاريخ التسجيل : 18/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 جاوب يا شيعي ممكن  Empty رد: جاوب يا شيعي ممكن

مُساهمة من طرف يحيى الثلاثاء سبتمبر 13, 2011 11:06 am

الطائفة الثالثة: كانوا ممَّن يحملون ضغنًا وحقدًا على الحسين (ع) فكانت مشاركتهم بدافع التشفِّي والانتصار لأضغانٍ كانوا يكتوون بها.

ويمكن الاستشهاد لذلك بمجموعة مِن المواقف تناقلتها كتب التأريخ:

النموذج الأوَّل: ما ذكره الطبري وغيره أنَّ عليّ بن الحسين الأكبر لمَّا كان في المعركة أبصره مرَّة بن منقذ العبدي فقال: "عليَّ آثام العرب إنْ لم أثكل أباه به فطعنه بالرمح في ظهره وضربه بالسيف على رأسه ففلق هامته".

هذا الموقف كما تلاحظون يعبِّر عن مستوى الغيظ الذي يحمله هذا الرجل على الحسين (ع)، فكان الدافع مِن اغتياله لعلي الأكبر هو إدخال الحزن والأسى في قلب الحسين (ع).

النموذج الثاني: ذكره الطبري وآخرون أنَّ شمر بن ذي الجوشن حمل حتَّى طعن فسطاط الحسين برمحه ونادى عليَّ بالنار حتى أحرق هذا البيت على أهله قال فصاح النساء وخرجن مِن الفسطاط، قال وصاح به الحسين يا ابن ذي الجوشن أنت تدعو بالنار لتحرق بيتي على أهلي! حرَّقك الله بالنار.

ولم يكن عمر بن سعد أحسن حالاً مِن الشمر، فقد أمر كما يذكر الطبري وغيره بإحراق خيم الحسين (ع) فأحرِقت.

ولا أظنُّ أنَّنا بحاجة للتعليق على هذا الموقف فَقَدْ فَقَدَ القوم صوابهم فأخذوا يعبِّرون عمَّا اكتوت به ضمائرهم بأقبح تعبير.

النموذج الرابع: ذكر أبو الفرج الأصفهاني "أنَّ الحسين جعل يطلب الماء وشمر يقول له والله لا ترده أو ترد النار، فقال له رجل ألا ترى إلى الفرات يا حسين كأنَّه بطون الحيَّات! والله لا تذوقه أو تموت عطشًا، فقال: الحسين اللهمَّ أمته عطشًا".

هذه بعض النماذج المعبِّرة عن ما كان يكنُّه قتلة الحسين (ع) مِن ضغن بلغ مداه فأفصحت عنه قسوة لم يعرف التأريخ لها نظير، فلم تكن بشاعة ما ارتكبوه تكافئ مقدار ما انطوت عليه قلوبهم، فكلَّما أوغلوا في القسوة وجدوا أنَّ غليلهم يزداد التهابًا، فعمد بعضهم إلى أطفال الحسين (ع) يذبحونهم ذبحًا، وقصد آخرون جسده الذي أعياه النزف لينهالوا عليه بسيوفهم وهو صريع، فلم يكن لها مِن أثرٍ غير أنَّ وقعها يُبلسم أرواحهم المهترئة فكان بعضهم يركله برجله، وآخر يقطع إصبعه، وثالث يحزُّ معصمه، ورابع يقطع رأسه، وخامس يسلب ثيابه، وآخرون يوطئون الخيل ظهره وصدره ولم يجد بعضهم غير الحجارة يرضخون بها جسده.

فما وجدوا لكلِّ ذلك رواءً لغليلهم فقصدوا حرمه وروَّعوا بناته ونساءه بعد أنْ أحرقوا خيامه وسلبوا متاعه، فكان أحدهم يخرم أذن الطفلة ليلبسها قرطها، ويعدو آخرون بخيولهم خلف أطفال الحسين (ع) ليطأوهم بحوافرها.

فأيُّ منصفٍ يقف على كلِّ هذه المشاهد ثمَّ يجرؤ فينسب هؤلاء إلى شيعة الحسين (ع)، هؤلاء لم يكونوا يتديَّنوا بدين كما أفاد الإمام الحسين (ع) حينما قصدوا رحله وحالوا بينه وبين أهله"ويلكم إنْ لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون يوم المعاد فكونوا في أمر دنيا كم أحرارًا ذوي أحساب...".

الطائفة الرابعة: كانوا ممَّن استبدَّ بهم الخوف مِن بطش يزيد وعبيد الله بن زياد، ونذكر لذلك بعض الأمثلة:

الأوَّل: ما ذكره الدينوري في الأخبار الطوال قال: إنَّ ابن زياد بعث إلى الحصين بن نمير وحجار بن أبجر وشمر بن ذي الجوشن وشبث بن ربعي وأمرهم بمعاونة ابن سعد فاعتلَّ شبث بالمرض فأرسل إليه أنَّ رسولي يخبرني بتمارضك وأخاف أنْ تكون مِن الذين إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنَّا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنَّا معكم إنَّما نحن مستهزئون فإنْ كنت في طاعتنا فأقبل مسرعًا فأتاه بعد العشاء لئلاَّ ينظر إلى وجهه فلا يجد عليه أثر العلَّة ووافقه على ما يريد.

الثاني: روى البلاذري في أنساب الأشراف وقال: لمَّا سرَّح ابن زياد عمر بن سعد أمر الناس فعسكروا في النخيلة وأمر أنْ لا يتخلَّف أحد منهم وصعد المنبر فقرَّض معاوية... ثمَّ قال فأيَّما رجل وجدناه بعد يومنا هذا متخلِّفًا عن العسكر برئت منه الذمَّة... ثمَّ خرج ابن زياد فعسكر... ثمَّ إنَّ ابن زياد استخلف على الكوفة عمرو بن حرث وأمر القعقاع بن سويد بالتطواف بالكوفة فوجد رجلاً مِن همدان قد قدم يطلب ميراثًا له بالكوفة فأتى به ابن زياد فقتله فلم يبقَ محتلم إلاَّ خرج إلى العسكر بالنخيلة.

هذا النصُّ ونصوص أخرى كثيرة تعبِّر عن أنَّ واحدًا مِن دوافع المساهمة في حرب الحسين (ع) هو الهلع الذي انتاب جمعًا مِن أبناء الكوفة مِن بطش ابن زياد ولم يكن هؤلاء مِن الشيعة بل كانوا ممَّن يطمع في العافية، فلو كانت بجنب الحسين لوقفوا معه، ولأنَّها كانت بجانب عبيد الله بن زياد آثروا أنْ يقفوا معه طمعًا في العافية رغم يقينهم بعدم لياقته للإمارة ورغم إدراكهم بجدارة الحسين للزعامة والرياسة.

فهؤلاء لم يكونوا مِن الشيعة إذ أنَّ الشيعة هم مَن اعتقدوا إمامة الحسين (ع) وأنَّه مفترض الطاعة مِن الله عزَّ وجلَّ وأمَّا مجرَّد الميل الذي يكنُّه بعضهم للحسين (ع) أو اعتقادهم بلياقته لإدارة شئون الحكم فهو لا يعبِّر عن تشيُّعهم وإلاَّ كان أكثر المسلمين في عصر يزيد بن معاوية مِن الشيعة، وهذا ما لا يلتزم به مثيروا هذه الشبهة.

وأمَّا أنَّ كثيرًا مِن أبناء الكوفة كانوا قد راسلوا الحسين (ع) ووعدوه بالمؤازرة فهذا وإنْ كان قد وقع إلاَّ أنَّ ذلك لا يعبِّر عن إيمانهم بإمامة الحسين (ع) بالنحو الذي يؤمن به الشيعة، وإنَّما لأنَّهم وجدوا في سياسة معاوية معهم قسوة وضيقًا ولم يكن بنظرهم أحد قادر على تخليصهم مِن سطوة بني أميَّة سوى الحسين (ع)، ذلك لأنَّهم قد عرفوا أنَّ الحسين (ع) قد رفض أشدَّ الرفض دعوة معاوية لمبايعة يزيد على ولاية العهد ثمَّ رفض البيعة ليزيد بعد هلاك معاوية وخرج مِن المدينة إلى مكَّة الشريفة معلنًا رفضه للبيعة، كما أنَّهم يدركون التقدير الذي يحظى به الحسين (ع) في قلوب الناس نظرًا لقرابته مِن رسول الله (ص) ونظرًا لسجاياه المتميِّزة، فهذا هو ما برَّر اختياره دون غيره مِن الصحابة، فالحسين بنظرهم أليق الناس بمنصب الخلافة مِن بني أميَّة وأنَّه لو استلم الحكم لسار فيهم بالعدل والإحسان.

وذلك لا يعبِّر عن إيمانهن بإمامته بالمعنى الذي يؤمن به الشيعة، فالتشيُّع لا يعني الحبَّ للحسين ولأهل البيت (ع) كما لا يعني الإدراك أو الاعتقاد بأنَّ الحسين أليق بالخلافة مِن يزيد ومِن بني أميَّة وإلاَّ لكان أكثر المسلمين شيعة.

نعم التشيُّع يعني الاعتقاد بأنَّ الحسين (ع) هو الإمام المفترض الطاعة مِن قبل الله عزَّ وجلَّ وأنَّه الأليق بمنصب الخلافة على الإطلاق بعد أخيه الحسن (ع) وبعد أبيه عليّ بن أبي طالب (ع)، وأنَّ رسول الله (ص) هو الذي أخبر عن الله عزَّ وجلَّ بأهليَّته وباستحقاقه لذلك كما أخبر عن أهليَّة واستحقاق أبيه عليّ بن أبي طالب (ع) وأخيه الإمام الحسن (ع).

هذا هو معنى التشيُّع وهذا ما يؤمن به الشيعة، ولا يوجد أيُّ نصٍّ تاريخي يشير إلى أنَّ الذين شاركوا في قتل الحسين (ع) هم ممَّن يؤمن بذلك بل إنَّ النصوص التاريخيَّة صريحة في غير ذلك كما اتَّضح بعض ذلك ممَّا بيَّنَّاه.

والحمد لله ربِّ العالمين












يحيى
يحيى

ذكر تاريخ التسجيل : 18/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 جاوب يا شيعي ممكن  Empty رد: جاوب يا شيعي ممكن

مُساهمة من طرف يحيى الثلاثاء سبتمبر 13, 2011 11:11 am

اما من يسال هل حمل راس الحسن (سلام الله عليه ) الى يزيد (عليه اللعنة والعذاب )
__________________________________________________-
فإليك بعض ما نصّ عليه علماء السنّة ومؤرّخوهم دون الشيعة نظرًا لعدم قبول هؤلاء المنكرين لما ترويه الشيعة.

النصّ الأوّل: ذكره الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء، ص 208:

"ولمّا قتل الحسين وبنو أبيه بعث ابن زياد برؤوسهم إلى يزيد فسرَّ بقتلهم أوّلاً ثمَّ ندم لمّا مقته المسلمون على ذلك وأبغضه الناس وحقَّ لهم أنْ يبغضوه".

وتلاحظون أنَّ السيوطي أرسل الخبر إرسال المسلمّات رغم أنَّ ديدنه التعليق على ما ينقله مِن أخبار، ولم يكتفِ بذلك بل أفاد أنَّ المسلمين قد مقتوا يزيد وأنَّ الناس قد أبغضوه لذلك ممّا يعبِّر عن اشتهار الأمر بين المسلمين ثمَّ انّه صحّح ما عليه المسلمون مِن بغض ومقت ليزيد وأفاد "أنَّ ذلك حقّ لهم"، ثمَّ أفاد أنَّ الذي نشأ عنه ندم يزيد إنّما هو بغض الناس ومقتهم له، وهذا معناه أنَّ يزيد لا يرى في قتل الحسين (ع) مِن غضاضة وأنَّ الذي ساءه إنّما هو غضب الناس ومقتهم وذلك يسوء كلّ سلطان، حيث يطمح كلّ سلطان في رضا الناس عنه وأمّا رضا الله فيطمح إليه الأتقياء المؤمنون.

النصّ الثاني: ذكره أبو حنيفة بن داوود الدينوري في كتابه الأخبار الطوال:

"ثمّ إنَّ ابن زياد جهّز علي بن الحسين ومَن كان معه مِن الحرم ووجّه بهم إلى يزيد بن معاوية مع زجر بن قيس ومحقن بن ثعلبة وشمر بن ذي الجوشن فساروا حتّى قدموا الشام ودخلوا على يزيد بن معاوية بمدينة دمشق وأدخل معهم رأس الحسين فرمى به" ص 385.

هذا النصّ الذي يذكره الدينوري يعبِّر عن مستوى الوقاحة التي كان عليها وفد ابن زياد والأقبح مِن ذلك سكوت يزيد وعدم توبيخه لهم وهو يشاهدهم يرمون برأس الحسين (ع) أمامه.

النصّ الثالث: ما ذكره ابن حجر في كتابه الصواعق المحرقة قال: "ولما أنزل ابن زياد رأس الحسين وأصحابه جهّزها مع سبايا آل الحسين إلى يزيد فلمّا وصلت إليه قيل انّه ترحّم عليه وتنكّر لابن زياد وأرسل برأسه وبقيّة بنيه إلى المدينة، وقال سبط ابن الجوزي وغيره المشهور أنّه جمع أهل الشام وجعل ينكت الرأس بالخيزران، وذهب جمع أنّه أظهر الأوّل وأخفى الثاني بقرينة أنّه بالغ في رفعه ابن زياد حتّى أدخله على نسائه. قال ابن الجوزي: "وليس العجب إلاّ مِن ضرب يزيد ثنايا الحسين بالقضيب وحمل آل النبيّ على أقتاب الجمال أي موثّقين في الحبال والنساء مكشّفات الرؤوس والوجوه وذكر أشياء من قبيح فعله..." ص 301.

تلاحظون أنّ هذا النصّ صريح في أنَّ حمل الرأس الشريف وسبايا الحسين إلى يزيد في الشام أمر مسلّم والخلاف إنّما وقع في ردّ الفعل التي أظهرها يزيد، ثمّ أفاد النصّ أنَّ المشهور ذهبوا إلى أنَّ يزيد جمع أهل الشام واخذ ينكت ثنايا الحسين بالخيزران. وفي مقابل قول المشهور ثمّة طائفتان الأولى ادّعت أنَّ يزيد ترحّم على الحسين وتنكّر لابن زياد، والطائفة الثانية أفادت أنّه أظهر الترحّم أمام الناس وأخفى الثاني، أي أنّهم يسلِّمون أنَّ يزيد نكت ثنايا الحسين بالخيزران إلاّ أنَّ ذلك لم يكن أمام الملأ العامّ، وهذا هو معنى قوله "وأخفى الثاني" لأنّ الثاني بحسب ترتيب المصنّف هو قول المشهور، غايته أنّ القول الثالث ينكر على المشهور دعوى أنّه فعل ذلك بعد أنْ جمع أهل الشام. وبذلك تكون الطائفة الثانية وهي المشهور والثالثة متّفقتان على أنَّ يزيد نكت ثنايا الحسين بالخيزران، والاختلاف بينهما إنّما هو مِن جهة أنّ ما فعله يزيد هل كان مِن بعد جمعه لأهل لشام أو أنّه فعل ذلك في مجلسه الخاصّ وأمام خواصّ رجاله.

ثمّ إنّ الطائفة الثالثة التي تدّعي أنّ يزيد أخفى سوء فعله وأظهر الترحّم على الحسين (ع) أنكرت على الطائفة الأولى دعوى أنَّ يزيد تنكّر لابن زياد وأفادت أنّه لو كان حقًّا قد تنكّر لابن زياد فلماذا بالغ في رفعة ابن زياد حتّى أدخله على نسائه. ثمّ إنّ ابن حجر في نهاية ما نقلناه مِن كلامه أفاد بأنَّ ابن الجوزي تعجّب مِن ضرب يزيد ثانيا الحسين بالقضيب ومِن حمل آل النبي (ص) على أقتاب الجمال موثّقين بالحبال.

النصّ الرابع: ما ذكره ابن حجر أيضًا في الصواعق المحرقة ص330:

"اعلم أنَّ أهل السنّة اختلفوا في تكفير يزيد بن معاوية ووليّ عهده مِن بعده فقالت طائفة أنّه كافر لقول سبط ابن الجوزي وغيره "المشهور أنّه لمّا جاءه رأس الحسين رضي الله عنه جمع أهل الشام وجعل ينكت رأسه بالخيزران وينشد أبيات الزبعري: ليت أشياخي ببدر شهدوا... الأبيات المعروفة، وزاد فيها بيتَيْن مشتملَيْن على صريح الكفر، وقال ابن الجوزي فيما حكاه وسبطه عنه ليس العجب مِن قتال ابن زياد للحسين وإنّما العجب مِن خذلان يزيد وضربه بالقضيب ثنايا الحسين وحمله آل رسول الله (ص) سبايا على أقتاب الجمال، وذكر أشياء مِن قبيح ما اشتهر عنه وردّه إلى المدينة وقد تغيّر ريحه ثمّ قال وما كان مقصوده إلاّ الفضيحة وإظهار الرأس أفيجوز أن يفعل هذا بالخوارج والبغاة يكفّنون ويصلّى عليهم ويدفنون ولو لم يكن في قلبه أحقاد جاهليّة وأضغان بدريّة لاحترم الرأس لمّا وصل إليه وكفّنه ودفنه وأحسن إلى آل رسول الله انتهى"... ثمّ إنَّ ابن حجر نقل قول الطائفة الثانية والنافية لكفره ثمّ قال "إنّ الطريقة الثابتة القويمة في شأنه التوقّف فيه وتفويض أمره إلى الله سبحانه وتعالى لأنّه العالم بالخفيّات والمطّلع على مكتومات السرائر وهواجس الضمائر فلا نتعرّض لتكفيره أصلاً لأنّه الأحرى والأسلم وعلى القول بأنّه مسلم فهو فاسق شرّير سكّير جائر..." ص330-331.

تلاحظون أنَّ هذا النصّ صريح أيضًا في أنَّ حمل الرأس الشريف وسبايا الحسين إلى يزيد في الشام أمر مسلّم والاختلاف إنّما وقع بين علماء السنّة في كفره وعدم كفره بعد الفراغ عن فسقه وأنّه شرّير سكّير جائر كما أفاد ابن حجر في ذيل ما نقلناه مِن كلامه.

والذي يؤكّد دعوى التسليم بين علماء السنّة بحمل الرأس الشريف إلى الشام هو أنَّ الطائفة الثانية والتي نفت كفره استدلّت على عدم كفره بأنّ يزيد لمّا رأى رأس الحسين ترحّم عليه وأحسن إلى سبايا الحسين (ع) وذلك يعبّر عن الفراغ مِن وقوع الحدث وأنَّ رأس الحسين قد حمل واقعًا إلى يزيد، إذ لو يكن كذلك لتذرّعت هذه الطائفة بعدم وقوع موجب الكفر أصلاً وأنّ رأس الحسين لم يحمل إلى يزيد فكيف ينكت ثنايا الحسين بالقضيب ويتمثّل بأبيات تعبّر عن الكفر.

فلأنّ هذه الطائفة لم يكن بوسعها إنكار الحدث لذلك تذرّعت بما قيل وهو خلاف المشهور أنّ يزيد قد ترحّم على الحسين وتنكّر لابن زياد، وغفلت هذه الطائفة أنَّ هذا الدليل لم يكن ينبغي التمسّك به، وذلك لوضوح فساده، إذ ما معنى أنْ يتنكّر لابن زياد والحال أنّه استبقاه عاملاً له على عموم العراق وليس على الكوفة وحدها وبالغ في تقريبه، فلو صحّ ما قيل بأنّه شتم ابن زياد فإنَّ ذلك لم يكن إلاّ عن نفاق، إذ لا معنى لشتمه والاستنكار عليه بالقول ثمّ استبقاءه على ولاية العراق والمبالغة في تقريبه إلاّ ذلك.

وهل يستحقّ عامل هذا المقدار مِن الإكبار والحال أنّه ارتكب هذه الموبقة غير المسبوقة لولا أنّ يزيد كان متواطئًا معه خصوصًا إذا التفتنا إلى أنَّ يزيد كان –قبل قضيّة الحسين- واجدًا على ابن زياد وقد همّ بعزله عن البصرة ثمّ لم يكن مِنه إلاّ أنْ أضاف إليه ولاية الكوفة فما حدا ممّا بدا!

ونحن هنا لسنا بصدد استعراض الأدلّة المثبتة لتورُّط يزيد بقتل الحسين، ويمكن لمَن أراد ذلك أنْ يراجع كتابنا قراءة في مقتل الحسين فقد استعرضنا هناك بعض تلك الأدلّة.

النصّ الخامس: ما ذكره ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ قال:

"ثمّ أرسل ابن زياد رأس الحسين ورؤوس أصحابه مع زحر بن قيس إلى الشام على يزيد ومعه جماعة وقيل مع شمر وجماعة معه، وأرسل معه النساء والصبيان وفيهم عليّ بن الحسين قد جعل ابن زياد الغلّ في يديه ورقبته وحملهم على الأقتاب فلم يكلّمهم عليّ بن الحسين في الطريق حتّى بلغوا الشام... ثمّ أذن للناس فدخلوا عليه والرأس بين يديه ومعه قضيب وهو ينكت به ثغره ثمَّ قال: إنّ هذا وإيّانا كما قال الحصين بن الحمام:

أَبَى قومنا أنْ يُنصفونا فأنصفت

قواضبُ في أيماننا تقطرُ الدما

يُفـلقنَ هامًا من رجال أعـزّةٍ

عليـنا وهم كانوا أعقَّ وأظلما


فقال له أبو برزة الأسلمي: "أتنكت بقضيبك في ثغر الحسين، أما لقد أخذ قضيبك في ثغره مأخذًا لربّما رأََيْت رسول الله (ص) يرشفه، أما إنّك يا يزيد تجيء يوم القيامة وابن زياد شفيعك ويجيء هذا ومحمّد شفيعه" ثمّ قام فولّى" ص 447، ج3، الطبعة الثالثة، درا الكتب العلميّة.

تلاحظون أنَّ هذا النصّ كبقيّة النصوص يؤكّد لنا حمل الرأس الشريف وسبايا الحسين إلى يزيد في الشام، ويؤكّد أنّ يزيد أخذ ينكت ثغر الحسين على مرأى مِن الناس بالقضيب وهو يتبختر بقواضبه التي تقطر دمًا وأنّها أخذت له النصَف مِن قومٍ أبَوْا أنْ يُنصفوه، وأنّ هذه القواضب فلّقت هامات رجال عقّوه وظلموه.

النصّ السادس: ما ذكره أبو الفرج الملطي "ثمّ بعث به –برأس الحسين- وبأولاده إلى يزيد بن معاوية فأمر نساءه وبناته فأقمن بدرجة المسجد حيث توقف الأسارى لينظر لناس إليهم" ص111. وذكر قريبًا مِن ذلك اليافعي الشافعي في كتابه مرآة الجنان.

النصّ السابع: ما ذكره أبو المؤيّد أخطب خوارزم في كتابه مقتل الحسين قال:

"إنَّ السبايا لمّا وردت المدينة –مدينة دمشق- أدخلوا مِن باب يقول له "تُوما" ثمّ أتي بهم حتّى أقيموا على درج المسجد الجامع حيث يقام السبي" ج2/69.

وقال ابن العماد في شذرات الذهب "... وحمل رأسه وحرم بيته وزين العابدين معهم إلى دمشق كالسبايا" ج1/275.

وقال ابن حجر العسقلاني في كتابه تهذيب التهذيب "فلمّا قدموا عليه جمع مَن بحضرته مِن أهل الشام ثمّ أدخلوا عليه فهنَّئوه فقام رجل أحمر ونظر إلى وصيفه..." ج2/304.

وفي تاريخ الإسلام لشمس الدين الذهبي "إنَّ عليّ بن الحسين قال ليزيد "أما والله لو رآنا رسول الله مغلولين لأحبّ أن يحلّنا مِن الغلّ..." أحداث 60هـ/19.

ونقل ابن كثير في البداية والنهاية عن ابن عساكر أنَّ رأس الحسين نصب في دمشق ثلاثة أيّام ج8/222، وذكر ذلك أبو المؤيّد أخطب خوارزم في مقتل الحسين.

يحيى
يحيى

ذكر تاريخ التسجيل : 18/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 جاوب يا شيعي ممكن  Empty رد: جاوب يا شيعي ممكن

مُساهمة من طرف يحيى الثلاثاء سبتمبر 13, 2011 11:12 am

النصّ التاسع: وقال أبو بكر الدواداري في كنز الدرر "وأجمع أهل التاريخ لمّا وصل الراس إلى يزيد بن معاوية وضع بين يديه فقرع ثناياه بقضيب... وأنشد أبياتًا مشهورة تداولها الرواة في تاريخهم مِن جملتها ليت أشياخي ببدر شهدوا... وهي خمسة أبيات هذَيْن البيتَيْن منها وثلاثة أبيات لا يحلّ تسطيرها ولا يجوز سماعها..." ج4/93.

وقال أبو المؤيّد أخطب خوارزم في مقتل الحسين أنّ الحاكم قال: "الأبيات التي أنشدها يزيد بن معاوية هي لعبد الله بن الزبعري أنشأها يوم "أحد" لمّا استشهد حمزة عمّ النبيّ (ص) وجماعة مِن المسلمين وهي قصيدة طويلة" ثمّ نقل نصّ القصيدة، ونقل هذا الحدث والأبيات ابن أعثم في كتاب الفتوح ج5/241 والمنتظم لابن الجوزي ج5/343.

النصّ العاشر: ما ذكره الطبري "قال ولمّا جلس يزيد بن معاوية دعا أشراف أهل الشام فأجلسهم حوله ثمّ دعا بعليّ بن الحسين وصبيان الحسين ونساءه فأدخلوا عليه والناس ينظرون فقال يزيد لعليّ أبوك الذي قطع رحمي وجهل حقّي ونازعني سلطاني فصنع الله به ما قد رأيت" ج4/352.

وقال في موضع آخر: "قال فلمّا نظر يزيد رأس الحسين... ثمّ قال أتدرون مِن أين أتى هذا قال أبي عليّ خير مِن أبيه وأمّي فاطمة خير مِن أمّه وجدّي رسول الله خير مِن جدّه وأنا خير مِنه وأحقّ بهذا أمر... فلعمري إنّما أتى مِن قبل فقهه ولم يقرأ "قل اللهمّ مالك الملك تؤتِ الملك مَنْ تشاء وتنزع الملك ممّن تشاء وتعزّ مَن تشاء وتذلّ مَن تشاء بيدك الخير إنّك على كلّ شيء قدير" ج4/355.

وثمَّة نصوص أخرى كثيرة تؤكِّد أنَّ رأس الحسين (ع) حُمل إلى يزيد وأنَّ يزيد قد أساء إلى رأسه الشريف وقرعه بقضيبه إلاَّ أنَّنا أعرضنا عن ذكرها خشية الإطالة، وإنْ شئتَ فراجع ما نقلناه ووثَّقناه في كتابنا قراءة في مقتل الحسين (ع).



والحمد لله ربِّ العالمين












يحيى
يحيى

ذكر تاريخ التسجيل : 18/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 جاوب يا شيعي ممكن  Empty رد: جاوب يا شيعي ممكن

مُساهمة من طرف ابوعمر الثلاثاء سبتمبر 13, 2011 12:40 pm

ياخي انت منين تفهم يعني تكذب كتبك الحقيقه باينه من كتبك
فلا تعب نفسك وتلف وتدور .....

طيب وايش رايك في هذا كمان .....
إن الحقيقة المفاجئة أننا نجد العديد من كتب الشيعة تقرر وتؤكد أن شيعة الحسين هم الذين قتلوا الحسين . فقد قال السيد محسن الأمين بايع الحسين عشرون ألفاً من أهل العراق ، غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه { أعيان الشيعة 34:1 }.

وكانو تعساً الحسين يناديهم قبل أن يقتلوه : ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار ، و أنما تقدم على جند مجندة؟ تباً لكم أيها الجماعة حين على استصرختمونا والهين ، فشحذتم علينا سيفاً كان بأيدينا ، وحششتم ناراً أضرمناها على عدوكم وعدونا ، فأصبحتم ألباً أوليائكم و سحقاً ، و يداً على أعدائكم . استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الذباب ، و تهافتم إلينا كتهافت الفراش ثم نقضتموها سفهاً ، بعداً لطواغيت هذه الأمة { الاحتجاج للطبرسي }.

ثم ناداهم الحر بن يزيد ، أحد أصحاب الحسين وهو واقف في كربلاء فقال لهم أدعوتم هذا العبد الصالح ، حتى إذا جاءكم أسلمتموه ، ثم عدوتم عليه لتقتلوه فصار كالأسير في أيديكم ؟ لا سقاكم الله يوم الظمأ { الإرشاد للمفيد 234 ، إعلام الورى بأعلام الهدى 242}.

وهنا دعا الحسين على شيعته قائلاً : اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً ( أي شيعاً وأحزاباً ) واجعلهم طرائق قددا ، و لا ترض الولاة عنهم أبدا ، فإنهم دعونا لينصرونا ، ثم عدوا علينا فقتلونا { الإرشاد للمفيد 241 ، إعلام الورى للطبرسي 949، كشف الغمة 18:2و38 } .

ويذكر المؤرخ الشيعي اليعقوبي في تاريخه أنه لما دخل علي بن الحسين الكوفة رأى نساءها يبكين ويصرخن فقال : هؤلاء يبكين علينا فمن قتلنا ؟ أي من قتلنا غيرهم { تاريخ اليعقوبي 235:1 } .

ولما تنازل الحسن لمعاوية وصالحه ، نادى شيعة الحسين الذين قتلوا الحسين وغدروا به قائلاً : ياأهل الكوفة : ذهلت نفسي عنكم لثلاث : مقتلكم لأبي ، وسلبكم ثقلي ، وطعنكم في بطني و إني قد بايعت معاوية فاسمعوا و أطيعوا ، فطعنه رجل من بني أسد في فخذه فشقه حتى بلغ العظم { كشف الغمة540، الإرشاد للمفيد190، الفصول المهمة 162، مروج الذهب للمسعودي 431:1} .


ايضا ..
أثبته أئمة الشيعة الرافضة من أن الذين زعموا محبة الحسين هم من خَذَله !

وقال الإمام الحسين رضي الله عنه في دعائه على شيعته :
اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً، واجعلهم طرائق قدداً ، ولا ترض الولاة عنهم أبداً، فإنـهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا . (الإرشاد للمفيد 241).
ودعا عليهم مرة أخرى ، فقال :
لكنكم استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الدّبا ، وتـهافتم كتهافت الفراش ، ثم نقضتموها ، سفهاً وبعداً ، وسحقاً لطواغيت هذه الأمة وبقية الأحزاب ونَبَذة الكتاب ، ثم انتم هؤلاء تتخاذلون عنا وتقتلوننا ، ألا لعنة الله على الظالمين . (الاحتجاج للطبرسي 2/24) .
وقال السيد محسن الأمين :
بَايَع الحسين من أهل العراق عشرون ألفاً ، غَدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم ، وقتلوه . (أعيان الشيعة/القسم الأول 34) .
وقال الإمام زين العابدين لأهل الكوفة :
هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه ، وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق ثم قاتلتموه وخذلتموه ؟ بأي عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول لكم : قاتلتم عِترتي وانتهكتم حرمتي ، فلستم من أمتي . (الاحتجاج 2/32).
وقال أيضا :
إن هؤلاء يبكون علينا فمن قتلنا غيرهم ؟! (الاحتجاج 2/29).

وقالت فاطمة الصغرى في خطبة لها في أهل الكوفة :
يا أهل الكوفة ، يا أهل الغدر والمكر والخيلاء ، إنا أهل البيت ابتلانا الله بكم ، وابتلاكم بنا فجعل بلاءنا حسناً . فكفرتمونا وكذبتمونا ورأيتم قتالنا حلالاً وأموالنا نـهباً . كما قتلتم جدنا بالأمس ، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت . تباً لكم ! فانتظروا اللعنة والعذاب فكأن قد حلّ بكم … ألا لعنة الله على الظالمين . تباً لكم يأهل الكوفة ، كم قرأت لرسول الله صلى الله عليه وآله قبلكم ، ثم غدرتم بأخيه علي بن أبي طالب وجدي ، وبنيه وعترته الطيبين .
فَرَدّ علينا أحد أهل الكوفة [ ممن يدّعون محبة آل البيت ] فقال :
نحن قتلنا علياً وبني علي *** بسيوف هندية ورماحِ
وسبينا نساءهم سبي تركٍ *** ونطحناهمُ فأيُّ نطاحِ (الاحتجاج 2/28) .

وقالت زينب بنت أمير المؤمنين لأهل الكوفة :
أما بعد يا أهل الكوفة ، يا أهل الختل والغدر والخذل . إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً ، هل فيكم إلا الصلف والعجب والشنف والكذب ؟ أتبكون أخي ؟ أجل والله فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً فقد ابليتم بِعارِها . وأنى ترخصون قتل سليل خاتم النبوة . (الاحتجاج 2/29-30).

هذا ما أثبتته مصادر الرافضة قبل غيرهم !

وقد علِم الإمام الحسن بن علي رضي الله عنه بأن الذين يدّعون محبة الحسين إنما هم كَذّبَـة .
فقد قال لأخيه الحسين رضي الله عنه :
يا أخي إن أبانا رحمه الله تعالى لما قُبض رسول الله استشرف لهذا الأمر ورجا أن يكون صاحبه ، فصرفه الله عنه ، ووليها أبو بكر ، فلما حضرت أبا بكر الوفاة تشوّف لها أيضا فصُرفت عنه إلى عمر ، فلما احتضر عمر جعلها شورى بين ستة هو أحدهم ، فلم يشك أنها لا تعدوه فصُرفت عنه إلى عثمان ، فلما هلك عثمان بُويع ثم نُوزع حتى جرّد السيف وطلبها فما صَفَـا لَه شيء منها ، وإني والله ما أرى أن يجمع الله فينا أهل البيت النبوة والخلافة ، فلا أعرفن ما استخفّك سفهاء أهل الكوفه فأخرجوك .
فهذه كتب الشيعة بأرقام صفحاتها تبين بجلاء أن الذين زعموا تشييع الحسين ونصرته هم أنفسهم الذين قتلوه ثم ذرفوا عليه الدموع ، وتظاهروا بالبكاء ، ولايزالون يمشون في جنازة من قتلوه إلى يومنا هذا ، ولو كان هذا البكاء يعكس شدة المحبة لأهل البيت فلماذا لايكون البكاء من باب أولى على حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن الفظاعة التي قتل بها لا تقل عن الطريقة التي ارتكبت في حق الحسين رضي الله عنه حيث بقر بطن حمزة واستؤصلت كبده ، فلماذا لايقيمون لموته مأتماً سنوياً يلطمون فيه وجوههم ويمزقون ثيابهم ، ويضربون أنفسهم بالسيوف والخناجر ؟ أليس هذا من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ؟ بل لماذا لايكون هذا البكاء على موت النبي صلى الله عليه وسلم ؟! فإن المصيبة بموته تفوق كل شيء ؟ أم أن الحسين أفضل من جده لأنه تزوج ابنة كسرى الفارسية؟

وأما أهل السنة فما أخرجوه من داره ولا وَعدوه بالنُّصرة ، ولا زعموا أن الكوفة بل العراق كلها تحت أمره ..
ما كان أهل السنة أهل ثورة وفِتنة !
وإنما كان ذلك في أهل الرفض ، فهم الذين يَزعمون أنهم أهل ثورة !
ويَنسبُون ذلك إلى بعض الصحابة ، كعمّار بن ياسر والحسين بن علي رضي الله عنهم .

فهل علِمت مَن قَتَل الحسين ؟ ومن الذي أخرجه ثم خذَله ؟
شهِد بهذه الحقيقة علماء الرافضة قبل غيرهم .


ابوعمر

ذكر تاريخ التسجيل : 10/07/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 1 من اصل 2 1, 2  الصفحة التالية

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى