منتديات نور الشيعه
يا هلا وغلا بل الجميع

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات نور الشيعه
يا هلا وغلا بل الجميع
منتديات نور الشيعه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إمامة أهل البيت (عليهم السلام) في القرآن الكريم(وبلسان اهل السنة )دليل لامناقشة فية

اذهب الى الأسفل

إمامة أهل البيت (عليهم السلام) في القرآن الكريم(وبلسان اهل السنة )دليل لامناقشة فية Empty إمامة أهل البيت (عليهم السلام) في القرآن الكريم(وبلسان اهل السنة )دليل لامناقشة فية

مُساهمة من طرف دكتور مهدي الخميس نوفمبر 17, 2011 12:01 am

مامة أهل البيت (عليهم السلام) في القرآن الكريم


أوّلاً: آية التطهير

وهي قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}(1).

أخرج مسلم في صحيحه عن عائشة زوجة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قالت:

خرج النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليه مُرْطٌ مُرَحَّل(2) من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثمّ جاء الحسين فدخل معه، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها، ثمّ جاء عليّ فأدخله، ثمّ قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}"(3).

كما أخرج الترمذي حديثاً عن أُمّ سلمة زوجة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي المعروفة بالتقوى والفضل، قالت: إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) جلّل الحسن

____________

1- الأحزاب (33): 33.

2- المُرْط: كساء من صوف، وربما كان من شعر، وربما كان من خزّ، والمُرَحَّل: الذي نُقش فيه تصاوير الرحال، أو هو الذي فيه علم، انظر غريب الحديث لابن قتيبة 2: 160. والنهاية في غريب الحديث 2: 210، لسان العرب 11: 278 (مرط).

3- صحيح مسلم 7: 130، باب فضائل أهل بيت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم).

الصفحة 40
والحسين وعليّ وفاطمة كساءً ثمّ قال: "اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي، أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً"، فقالت أُمّ سلمة: وأنا معهم يا رسول اللّه؟ قال: "إنّكِ إلى خير"(1).

يظهر لنا من خلال حديث زوجَتي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ عائشة وأُمّ سلمة ـ أنّ المعنيين في آية التطهير هم أهل بيت النبيّ وهم: عليّ وفاطمة وولدهما الحسن والحسين (عليهما السلام).

ولكنّ البعض يقول غير ذلك!

على مائدة البحث:

1 ـ مصداق الآية

يعتقد البعض أنّ هذه الآية ـ آية التطهير ـ نزلت في نساء النبيّ; بحجّة وقوعها في سياق الآيات التي يخاطب اللّه بها زوجات نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) في سورة الأحزاب.

فيقول سبحانه: {يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَد مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ

____________

1- سنن الترمذي 5: 360، حديث 3963.

الصفحة 41
اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيرًا}(1).

صحيح أنّ آية التطهير وقعت ضمن الآيات المخاطبة لنساء النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، لكن لا يعني هذا اختصاصها بهنّ; وذلك لعدّة أسباب، نذكر منها:

1 ـ تعتبر آية التطهير إحدى الآيات التي تثبت عصمة أهل البيت، كما سيأتي لاحقاً، وعليه يلزم القول بعصمة نساء النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، في حين لم يقلْ أحد بعصمتهن، بل على العكس، فلو راجعنا التاريخ لوجدنا أنّ منهنّ من ارتكبت ما ينافي صفة العصمة تماماً.

2 ـ في الآيات التي تتقدّم على آية التطهير كان الخطاب موجّه لنساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بضمير التأنيث وهو (نون النسوة) كما في: (لستن، اتقيتن، تخضعن...)، بينما يتحوّل الخطاب في آية التطهير إلى علامة التذكير وهي (الميم) كما في: (عنكم، ويطهّركم)، فلو كانت الآية تخاطب نساء النبيّ فلا حاجة للتغيير في ضمائر الخطاب من نون النسوة إلى ميم الجمع، ولكنّ التغيير موجود، فاختلاف المعنى وبالتالي اختلاف المخاطبين موجود أيضاً.

3 ـ إنّ نساء النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنفسهنّ يروين اختصاص آية التطهير، بأهل البيت (عليهم السلام)، ويصرّحن برفض النبيّ طلبهنّ في الدخول معهم تحت الكساء، إذ كأنّه يقول: لا تقربي.. إنّك على خير... إلخ فلماذا

____________

1- الأحزاب (33): 32 ـ 34.

الصفحة 42
ننسب لهنّ ما لم يدّعينه لأنفسهن؟!.

4 ـ بسبب قلّة من شهد حديث الكساء، فقد حرص النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)على انتشار هذا الخبر بين المسلمين; ليعلموا مكانة أهل البيت (عليهم السلام) وموقعهم من اللّه ورسوله.

حيث روى أنس بن مالك: أنّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) بقي لمدّة ستّة أشهر يمرّ بباب فاطمة (عليها السلام) عند خروجه لصلاة الفجر ويقول: "الصلاة يا أهل البيت {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}"(1).

5 ـ أمّا بالنسبة للاحتجاج بوحدة السياق الذي أوجب الاعتقاد بنزولها في نساء النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فلا قيمة له; وذلك أنّ هناك الكثير من الآيات التي تتضمّن موضوعاً معيّناً ثمّ يدخل عليه ومن دون فاصل موضوع آخر يختلف تماماً عن الموضوع السابق، ومن ثمّ يُتابَع الموضوع الأوّل بحيث يكون الموضوع المقحم بمثابة جملة اعتراضيّة يختلف مضمونها عمّا قبلها وبعدها.

ومثال ذلك قوله سبحانه: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ

____________

1- مسند أحمد 3: 259 و285، في مسند أنس بن مالك، سنن الترمذي 5: 31، حديث 3259، المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري 3: 158.

الصفحة 43
وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَة غَيْرَ مُتَجَانِف لإِثْم فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}(1).

تتحدّث هذه الآية في صدرها وذيلها عمّا يحرم وما يحلّ أكله، بينما أُقحمت في وسطها آية ليس لها أيّة علاقة بقضية الأكل حلاله وحرامه، بل إنّها تتحدّث عن يأس الكفّار من دين الإسلام وإكمال اللّه لهذا الدين وإتمام النعمة على المسلمين... فلو اقتطعنا هذا المقطع (اليوم يئس..... ورضيت لكم الإسلام ديناً) لبقي صدر الآية وذيلها متلائمين تماماً كأن لم يحدث شيء، وهذا النمط يطلق عليه علماء اللغة العربية اسم (الجملة الاعتراضية).

وإنّ الكلام السابق نفسه ينطبق على آية التطهير وما قبلها وما بعدها من الآيات حيث أُقحمت إقحاماً بينها، مع أنّها تحمل موضوعاً مختلفاً وتعني أشخاصاً غير نساء النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم).

إذاً، نزلت آية التطهير بحقّ أهل بيت النبيّ وهم: علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وليس نساءه.

فقد جاء في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم قال:... فقلنا: مَن أهل

____________

1- المائدة (5): 3.

الصفحة 44
بيته، نساؤه؟ قال: لا، وأيم اللّه إنّ المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثمّ يطلّقها فترجع إلى أبيها وقومها، أهل بيته أصله وعصبته الذين حُرموا الصدقة بعده(1).

ثانياً: آية الطاعة

وهي قوله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}(2) توجّه هذه الآية نداءً للمسلمين بأنّ:

أوّلاً: {أَطِيعُواْ اللّهَ} حيث تبدأ بإصدار أمر الطاعة ـ أوّلاً ـ للّه سبحانه والإذعان لأوامره، إذ إنّه مُوجد هذا الكون ومدبّره، وأنّ القيادات كلّها منه وإليه، وهو سبحانه المنظّم والمشرّع لهذا الكون.

ثانياً: {وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ} تضيف الآية أمراً ثانياً لكنّه من سنخ الأوّل، وهو أمر بطاعة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي هو سفير اللّه في أرضه ومبلّغ رسالته، وواسطته مع خلقه، والذي أمره أمر اللّه ونهيه نهي اللّه، المعصوم من كلّ خطأ وزلل، حتى قال تعالى فيه: {وَمَا يَنطِقُ

____________

1- صحيح مسلم 7: 123، باب فضائل علي (عليه السلام).

2- النساء (4): 59.

الصفحة 45
عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}(1).

إنّ طاعة الرسول واجبة حيث تكتسب وجوبها من كونه رسولاً للّه، وكون اللّه أمرَ بطاعته، إذ قال: {... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا...}(2).

وبهذا تكون طاعته طاعةً للّه، ومخالفته مخالفةً للّه، يقول سبحانه: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً}(3).

ثالثاً: {وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} يأتي الأمر الثالث، وهو أيضاً من سنخ الأوّل والثاني، وهو الأمر بطاعة أُولي الأمر الذين جاء ترتيبهم في الآية بعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبهذا يتعيّن المرجع الحقيقي للمؤمنين بعد رسول اللّه، وهم أُولوا الأمر الذين أمر اللّه بطاعتهم.

وجوب عصمة أُولي الأمر:

هل تعتقد أنّ كلّ من استطاع الاستيلاء على مركز القيادة والإمساك بزمام الأُمور، بغض النظر عن الوسيلة، وبغض النظر عن الصفات التي يتمتّع بها، هل تعتقد أنّه أصبح من أُولي الأمر الذين

____________

1- النجم (53): 3 ـ 4.

2- الحشر (59): 7.

3- النساء (4): 80.

الصفحة 46
أوجب اللّه طاعتهم في الآية السابقة؟

بالتأكيد لا...

على الرغم من تفشّي هذا المفهوم في أواسط المسلمين!

لكنّنا إن قلنا بهذا المفهوم للزم من قولنا هذا حصول التناقض في الآية نفسها.

كيف؟

ذلك فيما إذا أصدر الحاكم (أي وليّ الأمر) أمراً يخالف شريعة اللّه وسنّة نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكثيراً ما يحدث، فإنّ منشأ التعارض سيكون كما يلي:

أوّلاً: تقول الآية في بدايتها: {أَطِيعُواْ اللّهَ} وهو أمر بوجوب طاعة اللّه سبحانه.

ثانياً: وتقول في ذيلها: {وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} وهو أمر إلهي بوجوب طاعة أُولي الأمر مطلقاً.

ولكنّ وليّ الأمر أصدر أمراً مخالفاً لأمر اللّه، فأيّهما نلتزم؟

أنلتزم أمر اللّه ونعصي أُولي الأمر المخالفين لأمر اللّه؟ ومع ذلك فلن تتحقّق الطاعة المفروضة من اللّه; لأنّه أمرَنا بطاعة أُولي الأمر مطلقاً.

أم نلتزم أمر أُولي الأمر المخالفين لأمر اللّه ونعصيه؟ فنكون بذلك قد جوّزنا فعل المعصية برخصة من اللّه تعالى; لأنّه أمرنا بطاعة أُولي
الصفحة 47
الأمر، وهذا ما لا يقبله العقل!

إذاً، لم يبق أمامنا إلاّ القول بأنّ اللّه عندما قرن طاعة أُولي الأمر بطاعته وطاعة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد عنى أشخاصاً مميّزين ومحدّدين، يستحيل عليهم أن يأمروا بما يخالف أمر اللّه بأيّ شكل من الأشكال; لأنّ أمر اللّه وأمرهم هو في الحقيقة أمر واحد لا اختلاف ولا تناقض بينهما، وإلاّ لوقعنا بشبهة التناقض التي تكلّمنا عنها آنفاً.

وبهذا تثبت عصمة أُولي الأمر ووجوب طاعتهم.

من هم أُولوا الأمر؟

إنّ العصمة هي قوّة باطنيّة تحول دون وقوع المعصوم في المعاصي أو الأخطاء مع الالتفات إلى قدرته على فعلها، إذ أنّها ليست قوّة جبريّة تمنعه من ارتكاب المعاصي، بل إنّه يجتنب المعاصي بمحض إرادته، ذلك أنّ العصمة نابعة من معرفته باللّه وإطّلاعه على نتائج ارتكابه لأيّ فعل، سواء كان صالحاً أو طالحاً، لذلك فإنّ الشيعة يرون العصمة شرطاً أساسيّاً لولاية أُمور المسلمين.

وهذا الشرط ـ العصمة ـ لم يتوفّر إلاّ في أهل البيت (عليهم السلام) حيث عرفوا اللّه واطّلعوا على واقعية الأُمور وحقائقها وسيظهروا على أنفسهم بشكل كامل، وبلغوا مرتبة العصمة.

إذاً، فأولو الأمر الذين ثبت وجوب عصمتهم وطاعتهم هم أهل البيت (عليهم السلام) الذي ثبتت عصمتهم.

الصفحة 48

ثالثاً: آية الولاية

وهي قوله عزّ وجلّ: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}(1).

لقد اتفق علماء اللغة على أنّ (إنّما) تفيد الحصر، بل هي من أقوى أدوات الحصر.

وعليه فإنّ ولاية المسلمين انحصرت في الثلاثة المتسلسلين في الآية حسب الأولويّة، وهم: اللّه جلّ وعلا، ثمّ رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثمّ الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون.

أمّا بالنسبة لولاية (اللّه) فهو خالقنا وبارئنا ومصوّرنا في الأرحام، وهو مدبّر أُمورنا، ومرشدنا، فكيف لا يكون أولى بأنفسنا منّا؟!

وأمّا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو هادينا وقائدنا، وهو أيضاً أولى منّا بأنفسنا، وذلك لقوله عزّ من قائل: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ}(2).

ولكن يبقى الكلام حول الأولياء الذين جاء ترتيبهم بعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) واقترنت ولايتهم بولاية اللّه ورسوله، وعرّفتهم الآية ـ آية الولاية ـ بإيتائهم الزكاة وهم في حالة الركوع، حيث قال سبحانه: {وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}.

فمن هؤلاء؟

____________

1- المائدة (5): 55.

2- الأحزاب (33): 6.

الصفحة 49

ماذا قال العلماء والمفسّرون؟

1 ـ روى الفخر الرازي في تفسيره: رُوي عن عطاء، عن ابن عباس: أنّها ـ آية الولاية ـ نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام)، روي أنّ عبد اللّه بن سلام قال: لمّا نزلت هذه الآية قلت: يا رسول اللّه أنا رأيت عليّاً تصدّق بخاتمه على محتاج وهو راكع، فنحن نتولاّه(1).

2 ـ وجاء في الكشّاف للزمخشري قال:... وإنّما نزلت في علي كرّم اللّه وجهه حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه كأن كان مرجاً (أي غير مستعص) في خنصره، فلم يتكلّف لخلعه كثير عمل تفسد به الصلاة...(2).

3 ـ قال السيوطي في الدر المنثور: أخرج الخطيب في المتفق عن ابن عباس، قال: تصدّق علي بخاتمه وهو راكع، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "من أعطاك هذا الخاتم؟" فقال: "ذاك الراكع".

فأنزل اللّه: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}"(3).

هذا، وقد ذكر العلاّمة الأميني في موسوعته (الغدير) أسماء ستّة وستّين عالماً من علماء أهل السنّة قالوا بنزول هذه الآية في الإمام علي (عليه السلام)، ولكن بطرق وألفاظ متعدّدة، فراجع(4).

____________

1- التفسير الكبير للفخر الرازي 12: 26.

2- الكشّاف 1: 682.

3- الدر المنثور 2: 293.

4- الغدير 3: 156.

الصفحة 50

تساؤل:

ثمّة تساؤل قد يقع في ذهن القارئ الكريم، وهو:

طالما نزلت هذه الآية في الإمام علي (عليه السلام) فلماذا جاءت بصيغة الجمع، بينما المخاطَب هو فرد واحد؟

يجيبنا العلاّمة الزمخشري على هذا التساؤل فيقول:

فإنّ قلت: كيف صحّ أن يكون لعليّ رضي اللّه عنه واللفظ جماعة؟

قلت: جيء به على لفظ الجمع وإن كان السبب فيه رجلٌ واحدٌ ليرغب الناس في مثل فعله فينالوا مثل ثوابه...(1).

ونقول أيضاً:

إنّ أهل اللغة يعدّون مخاطبة الفرد بصيغة الجمع لغرض التفخيم والتعظيم.

فقد ذكر الطبرسي في تفسيره: إنّ النكتة من إطلاق لفظ الجمع على أمير المؤمنين (عليه السلام) تفخيمه وتعظيمه، ذلك أنّ أهل اللغة يعبّرون بلفظ الجمع عن الواحد على سبيل التعظيم، وقال: وذلك أشهر في كلامهم من أن يحتاج إلى الاستدلال عليه(2).

كما أنّه قد نزل الكثير من الآيات الكريمة بصيغة الجمع على

____________

1- الكشّاف 1: 682.

2- مجمع البيان 3: 364.

الصفحة 51
لسان اللّه سبحانه، مع أنّنا جميعاً نؤمن ونقرّ أنّه واحد لا شريك له.

ومثال ذلك قوله سبحانه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}(1).

وقوله تعالى: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء}(2).

وقوله عزّ وجلّ: {اِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}(3).

فمَن نزّل الذكر؟ ومَن الذي حفظه؟ ومَن الذي أنزل من السماء ماء؟ و.. و.. سوى اللّه وحده.

الخلاصة:

بعد أن ثبت نزول آية الولاية في الإمام علي (عليه السلام)، وأنّه وليّ المؤمنين بعد رسول اللّه، بقي أن نقول: إنّه لا يخفى على القارئ الكريم أن معنى (الولاية) في هذه الآية هو الأولويّة بالتصرّف، وليس المحبّة والنصرة وإن كانت تأتي بهذا المعنى ولكن في غير هذا الموضع.

وذلك أنّ الولاية هنا قد انحصرت في (اللّه ورسوله والإمام علي) بينما تأتي بمعنى المحبّة والنصرة بشكل عامّ ولا يختصّ بها أحد دون الآخر، كقوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْض}(4).

____________

1- الحجر (15): 9.

2- ق (50): 9.

3- الكوثر (108): 1.

4- التوبة (9): 71.

الصفحة 52

اللهم صلي على محمد وال محمد


_________________
يمكنكم التعرف على الوهابية في العالم كلة من خلال غبائهم وقذارتهم



إمامة أهل البيت (عليهم السلام) في القرآن الكريم(وبلسان اهل السنة )دليل لامناقشة فية 7hlr5v73v7un
[/size][/size]
إمامة أهل البيت (عليهم السلام) في القرآن الكريم(وبلسان اهل السنة )دليل لامناقشة فية 18
دكتور مهدي
دكتور مهدي
عضو مبدع
عضو مبدع

ذكر تاريخ التسجيل : 06/09/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى