منتديات نور الشيعه
يا هلا وغلا بل الجميع

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات نور الشيعه
يا هلا وغلا بل الجميع
منتديات نور الشيعه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

توتر حديث الغدير

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

توتر حديث الغدير Empty توتر حديث الغدير

مُساهمة من طرف دكتور مهدي الجمعة ديسمبر 16, 2011 6:05 pm

أما إدعاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب أنه لا يصح من حديث الغدير إلاّ قوله
(صلى الله عليه وسلم) : « من كنت مولاه » فهذا مما يدعو إلى العجب من قلّة
إطلاع الشيخ وقصر باعه في علوم الحديث ، لان أئمة الحديث وحفّاظه قد صحّحوا
من الحديث أكثر مما يدعيه الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، فقد نقل الحافظ ابن
كثير الدمشقي عن الحافظ شمس الدين الذهبي قوله : وصدر الحديث متواتر أتيقن
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)قاله ، وأما « اللهم وال من والاه »
فزيادة قوية الاسناد(2) .

كما اعترف بتواتره الحافظ ابن الجزري بروايته عن أبي ليلى ، قال سمعت
علياً (رضي الله عنه) بالرحبة ينشد الناس : من سمع النبي (صلى الله عليه
وسلم) يقول : « من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من
عاداه » فقام اثنا عشر بدرياً فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله (صلى الله عليه
وسلم) يقول ذلك . هذا حديث حسن من هذا الوجه ، صحيح من وجوه كثيرة ، متواتر
عن أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه) ، وهو متواتر أيضاً عن النبي (صلى
الله عليه وسلم) ، رواه


____________


(1) الدر المنثور 3/117 ، فتح القدير 2/60 .

(2) البداية والنهاية 5/214 .



الصفحة 20

الجم الغفير عن الجم الغفير ، ولا عبرة بمن حاول تضعيفه ممن لا اطلاع له في هذا العلم(1) .
وقال الحافظ ابن حجر الهيتمي المكي : وقول بعضهم إن زيادة « اللهم وال من
والاه » إلى آخره موضوعة ، مردود ، فقد ورد ذلك عن طرق صحّح الذهبي كثيراً
منها(2) .

ثم قال : قال (صلى الله عليه وسلم) يوم غدير خم : « من كنت مولاه فعلي
مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه » الحديث . وقد مرّ في حادي عشر
الشُبه ، وأنه رواه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ثلاثون صحابياً ، وأن
كثيراً من طرقه صحيح أو حسن(3) .

كما أثبت تواتر حديث الغدير وصحة تكملته عدد كبير من الحفاظ الثقات .

ومن أراد المزيد من التفصيل فعليه بكتاب ( الغدير ) للعلامة الاميني (رحمه
الله) وكتاب ( نفحات الازهار ) للسيد علي الميلاني دام ظله ، إذ يجد فيهما
أسماء الحفاظ والعلماء الذين أخرجوا الحديث بمختلف طرقه .


____________


(1) أسنى المطالب : 48 .

(2) الصواعق المحرقة : 64 .

(3) الصواعق المحرقة : 187 ـ 188 .







الصفحة 21

النص على الخلافة

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب :



وليس في قوله « من كنت مولاه » أن النص على خلافته متصلة ، ولو كان نصاً
لادعاها علي (رضي الله عنه) ، لانه أعلم بالمراد ، ودعوى ادعائها باطل
ضرورة ، ودعوى علمه يكون نصاً على خلافته وترك ادعائها تقية أبطل من أن
يبطل .
ما أقبح ملّة قوم يرمون إمامهم بالجبن والخور والضعف في الدين مع أنه من أشجع الناس وأقواهم...(1) .

لاشك أن إدعاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب لا يستند على الواقع ،
فالمطلع على السنة النبوية في كتب أهل السنة نفسها ، يجد من الشواهد
الصحيحة ما يدعم قول الامامية بأن حديث الغدير هو استخلاف مباشر من النبي
(صلى الله عليه وآله وسلم) لامير المؤمنين بلا فصل .

وقد وردت في مصادر الشيعة روايات صحيحة تثبت الخلافة لامير المؤمنين (عليه
السلام) ولاولاده المعصومين بأسمائهم ، لكنني سأُعرض عن تلك الروايات
مكتفياً بالشواهد التي وردت في كتب


____________


(1) رسالة في الردّ على الرافضة : 7 .



الصفحة 22

أهل السنة التي أخرجها حفاظهم ومحدثوهم واعترفوا بصحتها لان فيها الكفاية :
1 ـ أخرج أبو داود الطيالسي بسند صحيح قال : حدثنا أبو عوانة ، عن أبي بلج
، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عباس : أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال لعلي : « أنت ولي كل مؤمن من بعدي »(1) .

2 ـ أخرج هذا الحديث ابن عبد البر بنفس السند وقال : هذا إسناد لا مطعن فيه لاحد لصحته وثقة نقلته(2) .

3 ـ أخرج ابن أبي شيبة الحديث من طريق آخر قال : حدثنا عفان ، قال :
حدثنا جعفر بن سليمان ، قال : حدثني يزيد الرشك ، عن مطرف ، عن عمران بن
حصين قال : بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سرية واستعمل عليهم علياً ،
فصنع علي شيئاً أنكروه ، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه
وسلم) أن يعلموه ، وكانوا إذا قدموا من سفر بدؤا برسول الله (صلى الله عليه
وسلم) فسلّموا عليه ونظروا إليه ثم ينصرفون إلى رحالهم . قال : فلما قدمت
السرية سلّموا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)فقام أحد الاربعة فقال :
يا رسول الله ، ألم تر أن علياً صنع كذا وكذا ؟ فأقبل رسول الله (صلى الله
عليه وسلم) ـ يُعرف في وجهه الغضب ـ فقال : « ما تريدون من علي ؟ ما


____________


(1) مسند الطيالسي : 360 رقم الحديث 2752 .

(2) الاستيعاب 3/1091 .



الصفحة 23

تريدون من علي ؟ علي مني وأنا من علي ، وعلي ولي كل مؤمن بعدي »(1) .
4 ـ أخرجه أحمد بن حنبل بنفس السند وفيه : « دعوا علياً ، دعوا علياً ، إن علياً مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي »(2) .

5 ـ أخرجه الترمذي وقال : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلاّ من حديث جعفر بن سليمان(3) .

6 ـ وأخرجه النسائي بنفس السند(4) .

7 ـ الحافظ أبو يعلى الموصلي(5) .

8 ـ الطبري ، كما في كنز العمال(6) .

9 ـ ابن حبان ، كما عن الرياض النضرة(7) .

10 ـ الطبراني(Cool .


____________


(1) المصنف 12/80 .

(2) مسند أحمد 4/438 ، 5/356 .

(3) جامع الترمذي 5/632 .

(4) الخصائص : 109 .

(5) مسند أبي يعلى 1/293 رقم 355 ، وقال محققه : رجاله رجال الصحيح .

(6) كنز العمال 13/142 ( ش وابن جرير وصححه ) .

(7) الرياض النضرة 3/129 .

(Cool المعجم الكبير 18/128 ـ 129 ، الاوسط 5/425 .



الصفحة 24

11 ـ الحاكم(1) .
12 ـ أخرج الخطيب البغدادي الحديث بطريق آخر قال : أخبرنا أبو محمد
عبدالله بن علي بن عياض بن أبي عقيل القاضي ـ بصور ـ أخبرنا محمد بن أحمد
بن جميع الغساني ، أخبرنا أبو عبدالله محمد بن مخلد العطاء ـ ببغداد ـ
حدثنا أحمد بن غالب بن الاجلح بن عبد السلام ـ أبو العباس ـ حدثنا محمد بن
يحيى بن الضريس ، حدثنا عيسى بن عبدالله بن عمر بن علي بن أبي طالب ، حدثني
أبي عبدالله بن عمر ، عن أبيه ، عن جده علي بن أبي طالب قال : قال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) : « سألت الله فيك خمساً فأعطاني أربعاً ومنعني
واحدة :

سألته فأعطاني فيك : أنك أول من تنشق الارض عنه يوم القيامة ، وأنت معي
معك لواء الحمد ، وأنت تحمله ، وأعطاني أنك ولي المؤمنين من بعدي »(2) .

13 ـ الحافظ ابن عساكر(3) .


____________


(1) المستدرك على الصحيحين 3/110 .

(2) تاريخ بغداد 4/339 .

(3) تاريخ دمشق 42/102 .







الصفحة 25

14 ـ الحافظ ابن الاثير(1) .
15 ـ المتقي الهندي ، وفيه « علي مني وأنا من علي ، وعلي ولي كل مؤمن بعدي » وقال : ( ش عن عمران بن حصين ، صحيح )(2) .

فهذه النصوص الصحيحة وغيرها ـ ممّا لم أذكره ـ تقطع بولاية أمير المؤمنين
(عليه السلام) على المسلمين كافة بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ،
وهذا يقتضي عدم الفصل ، لانه لم يرد استثناء أحد من الدخول في الولاية
قطعاً ، رغم أن البعض حاول أن يدعي أن لفظة بعدي تعني البعدية المطلقة ولا
يراد بها البعدية المباشرة بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) .

ولكن ـ وكما يقول الاستاذ مروان خليفات ـ ماذا نفعل بلفظ ( كل ) في قول
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : « وهو ولي كل مؤمن بعدي » ؟ أليست هي من
ألفاظ العموم ؟ إذاً فعلي ولي كل مؤمن بعد النبي (صلى الله عليه وآله
وسلم) ، وإن كان فيهم أبوبكر وعمر وعثمان(3) .


قعود أمير المؤمنين (عليه السلام)

أما لماذا قعد أمير المؤمنين (عليه السلام) عن حقه ولم يطالب القوم به ؟


____________


(1) أُسد الغابة 3/604 .

(2) كنز العمال 11/608 .

(3) وركبت السفينة : 495 .



الصفحة 26

فالواقع يثبت أنه لم يقعد عنه في بداية الامر ، لان في امتناعه عن مبايعة
أبي بكر مدة ستة أشهر دليلاً على ذلك ، وقد أثبت ذلك معظم المؤرخين
والمحدثين ، ويكفينا في هذا المقام الاستشهاد برواية الصحيحين ـ باعتبارهما
أقوى مصادر أهل السنة ـ لاثبات ذلك مما اتفق الشيخان على إخراجه ، واللفظ
للبخاري :
عن عائشة ، أن فاطمة بنت النبي (صلى الله عليه وسلم) أرسلت إلى أبي بكر
تسأله ميراثها من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مما أفاء عليه بالمدينة
وفدك وما بقي من خمس خيبر ، فقال أبوبكر : إن رسول الله (صلى الله عليه
وسلم) قال : « لانورث ما تركنا صدقة » ، إنما يأكل آل محمد (عليهم السلام)
في هذا المال وإني والله لا أغير شيئاً من صدقة رسول الله (صلى الله عليه
وسلم) عن حالها التي كان عليها في عهد رسول الله (صلى الله عليه
وسلم)ولاعملن فيها بما عمل به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، فأبى
أبوبكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئاً ، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك
فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت ، وعاشت بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) ستة
أشهر ، فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلاً ولم يؤذن بها أبا بكر ، وصلى
عليها ، وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة ، فلما توفيت استنكر علي وجوه
الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الاشهر ، فأرسل
إلى أبي بكر أن ائتنا ولا يأتنا أحد معك ، كراهية لمحضر عمر ، فقال عمر :
لا والله لا تدخل عليهم



الصفحة 27

وحدك ، فقال أبوبكر : وما عسيتهم أن يفعلوا بي ، والله لاتينهم ، فدخل
عليهم أبوبكر ، فتشهد علي فقال : إنا قد عرفنا فضلك وما أعطاك الله ، ولم
ننفس عليك خيراً ساقه الله إليك ، ولكنك استبددت علينا بالامر ، وكنا نرى
لقرابتنا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نصيباً ، حتى فاضت عينا أبي
بكر ، فلما تكلم أبو بكر قال : والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله (صلى الله
عليه وسلم)أحب إلي أن أصل من قرابتي ، وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه
الاموال فلم آل فيها عن الخير ، ولم أترك أمراً رأيت رسول الله (صلى الله
عليه وسلم)يصنعه فيها إلاّ صنعته ، فقال علي لابي بكر : موعدك العشية
للبيعة ، فلما صلى أبوبكر الظهر رقى على المنبر فتشهد وذكر شأن علي وتخلفه
عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه ، ثم استغفر وتشهد علي فعظم حق أبي بكر
وحدث أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر ولا إنكاراً للذي فضله
الله به ، ولكنا نرى لنا في هذا الامر نصيباً ، فاستبد علينا ، فوجدنا في
أنفسنا ، فسر بذلك المسلمون وقالوا : أصبت ، وكان المسلمون إلى علي قريباً
حين راجع الامر بالمعروف(1) .
الملاحظ على هذه الرواية ، أن فيها اعترافاً صريحاً بأن أمير


____________


(1) صحيح البخاري 5/177 ـ 178 باب غزوة خيبر ، صحيح مسلم 3/1380 كتاب الجهاد والسير .



الصفحة 28

المؤمنين (عليه السلام)لم يبايع أبا بكر طيلة ستة أشهر ، وليست قضية ميراث
الزهراء (عليها السلام) من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هي السبب في
تأخر بيعة أمير المؤمنين لابي بكر ـ كما يوحي كلام أبي بكر بذلك وكما ادعى
البعض ـ إذ أن كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) يؤكد أن السبب هو استبداد
أبي بكر بالامر من مستحقيه الحقيقيين .
أما لماذا بايع أمير المؤمنين في نهاية الامر ; فلانه نظر إلى مصلحة
الاسلام العليا فقدمها على حقه خوفاً من ذهاب الاسلام كله بحدوث فتنة لا
تبقي ولا تذر ، ففضل التضحية بشطر الامر بدلاً من التضحية بكله ، وقد بين
سيدنا الامام شرف الدين (قدس سره) الامر بشكل جلي حيث قال :

السلف الصالح لم يتسنَّ له أن يقهرهم يومئذ على التعبد بالنص فرقاً من
انقلابهم إذا قاومهم وخشية من سوء عواقب الاختلاف في تلك الحال ، وقد ظهر
النفاق بموت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقويت بفقده شوكة
المنافقين وعتت نفوس الكافرين وتضعضعت أركان الدين ، وانخلعت قلوب المسلمين
وأصبحوا بعده كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية بين ذئاب عادية ووحوش
ضارية ، وارتدت طوائف من العرب ، وهمت بالردة أُخرى... فأشفق علي (عليه
السلام) في ذلك الظرف أن يظهر إرادة القيام بأمر الناس مخافة البائقة وفساد
العاجلة ،



الصفحة 29

والقلوب على ما وصفنا ، والمنافقون على ما ذكرنا ، يعضون عليهم الانامل من
الغيظ ، وأهل الردة على ما بينا ، والاُمم الكافرة على ما قدمنا ، والانصار
قد خالفوا المهاجرين وانحازوا عنهم يقولون منا أمير ومنكم أمير ، فدعاه
النظر للدين إلى الكف عن طلب الخلافة والتجافي عن الاُمور ، علماً منه أنّ
طلبها والحال هذه يستوجب الخطر بالاُمة والتغرير في الدين ، فاختار الكف
إيثاراً للاسلام وتقديماً للصالح العام وتفضيلاً للاجلة على العاجلة . غير
أنه قعد في بيته ـ ولم يبايع حتى أخرجوه كرهاً ـ احتفاظاً بحقه واحتجاجاً
على من عدل عنه ، ولو أسرع إلى البيعة ما تمت له حجة ولا سطع له برهان ،
لكنه جمع فيما فعل بين حفظ الدين ، والاحتفاظ بحقه من إمرة المؤمنين ، فدل
هذا على أصالة رأيه ورجاحة حلمه وسعة صدره وإيثاره المصلحة العامة ، ومتى
سخت نفس امرئ عن هذا الخطب الجليل والامر الجزيل ، ينزل من الله تعالى
بغاية منازل الدين ، وإنما كانت غايته من فعل أربح الحالين له وأعود
المقصودين عليه ، بالقرب من الله عزوجل(1) .
أما قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب بأن في ذلك اتهاماً من


____________


(1) المراجعات : 450 ـ 451 ، المراجعة 84 .



الصفحة 30

الشيعة لامامهم بالجبن ـ والعياذ بالله ـ فنقول : لقد كان لامير المؤمنين
(عليه السلام) في هارون (عليه السلام) أسوة حسنة حين قال كما في قوله تعالى
(قَالَ يا ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ استَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي)(1) .
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : « فنظرت فاذا ليس لي معين إلاّ أهل
بيتي فضننت بهم عن الموت وأغضيت على القذى وشربت على الشجا وصبرت على أخذ
الكظم وعلى أمرّ من طعم العلقم »(2) .




____________


(1) سورة الاعراف

_________________
يمكنكم التعرف على الوهابية في العالم كلة من خلال غبائهم وقذارتهم



توتر حديث الغدير 7hlr5v73v7un
[/size][/size]
توتر حديث الغدير 18
دكتور مهدي
دكتور مهدي
عضو مبدع
عضو مبدع

ذكر تاريخ التسجيل : 06/09/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

توتر حديث الغدير Empty رد: توتر حديث الغدير

مُساهمة من طرف صدى السنه السبت ديسمبر 17, 2011 5:46 pm

لم يقل احد بعدم صحة حديث الغدير فيما عدى الزيادات ((اللهم والي من والاه وعادي من عاداه))
ولكن الفهم الخاطيء الرافضي للحديث هو موقع الخلاف
فأنتم تقولون مولاه هنا بمعنى الخلافه والامامه وهذا يخالف ما قاله امير المؤمنين في نهج البلاغه((انما الشورى للمهاجرين والا نصار فاءذا اجتمعو على رجل وسموه اماما كان ذلك لله عز وجل رضا))
يعني نصدق اياتكم العظمى اللي يقولون الامامه تنصيب الاهي ولا نصدق علي رضي
الله عنه لما قال انما الشورى للمهاجرين والانصار
واذا قلت هذه الخطبه لا تعني رضا علي بخلافة ابو بكر وعمر وعثمان ما تفسيرك لقول
علي ((كان ذلك لله عز وجل رضا )) يعني الله عز وجل رضي بالخلفاء الراشدين وعلي ما رضي تناقض عجيب
انت اوردت الاحاديث التي لا نختلف عليها اصلا لكنك لم تجرؤ على نقل وجه الاستدلال
من هذه الاحاديث عند اهل السنه والتي هي المحبه والنصره
انا سأسئلك سؤال ماذا تقول في قوله صلى الله عليه وسلم((علي ولي كل مؤمن بعدي))هل علي وليك في هذا الحديث اذا قلت ان ولي بمعنى امام فهو الان ليس وليك لان امامته انتهت بموته واذا قلت ولي بمعنى
محبه ونصره فهو وليك وولي كل مؤمن الى قيام الساعه وهذا مصداق لقوله صلى الله عليه وسلم ففي الحديث اطلاق لكل المؤمنين وليس في الحديث اداة حصر لزمان او مكان معين

صدى السنه

انثى تاريخ التسجيل : 15/12/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

توتر حديث الغدير Empty رد: توتر حديث الغدير

مُساهمة من طرف دكتور مهدي الأحد ديسمبر 18, 2011 3:43 pm

ولكن الفهم الخاطيء الرافضي للحديث
نعم انا رافضي وافتخر ان اكون رافضي
لان رفضت ان اسير على الباطل
كذلك رفضت ان اسير على نهج المارقين والخوارج
شكرا لان هذا وسام لي وانا افتخر
يجب أن يعلم الجميع بأنّه (إذا
ورد الأثر بطل النظر)، فلا يجوز التقديم بين يدي الله ورسوله(صلّى الله
عليه وآله وسلّم)، ولا اجتهاد في معرض النصّ.
ومع ذلك نقول: إنّ كلّ
الروايات تذكر بأنّها كانت: صدقة؛ فإنّ سائلاً سأل المسلمين فلم يعطه أحد،
فأشار إليه أمير المؤمنين(عليه السلام) أن خذ الخاتم، فأخذه، فنزلت الآية
الكريمة في حقّه. فلا علاقة للزكاة الواجبة هنا، ولم يدّع أحد ورود سبب
نزول الآية في الزكاة، فلا مجال للخوض في شروطها وتوفّرها أو عدمها هنا،
خصوصاً أنّ أكثر الروايات تذكر بأنّ الصلاة أيضاً كانت صلاة نافلة وتطوّع
قبل الظهر.
وقد أطلق الله تعالى في كتابه: الزكاة، والصلاة، والحجّ، والصيام،
والصدقة، على الواجبة والمستحبّة، فلا ضير في إطلاق الزكاة وإرادة الصدقة
المستحبّة، أو خصوص الزكاة الواجبة، أو الأعمّ منهما، مثل قوله تعالى: ((
وَمَا آتَيتم من رباً ليَربوَ في أَموَال النَّاس فَلا يَربو عندَ اللَّه
وَمَا آتَيتم من زَكَاة تريدونَ وَجهَ اللَّه فأولَئكَ هم المضعفونَ ))
(الروم:39)، وقوله تعالى: (( وَأَوصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمتُ حَيّاً )) (مريم:31).
وسنذكر من قال بنزول الآية الكريمة في حقّ عليّ(عليه السلام) من مصادر أهل السُنّة المعتبرة باختصار:

أولاً: ابن جزي الكلبي في تفسيره (التسهيل لعلوم التنزيل)، قال: (( (( وَهُم رَاكِعُونَ ))، قيل: نزلت في عليّ بن أبي طالب(رضي الله عنه)؛ فإنّه سأله سائل وهو راكع في الصلاة فأعطاه خاتمه))(1).

ثانياً: الرازي في تفسيره، قال: ((القول
الثاني: إنّ المراد من هذه الآية شخص معيّن. وعلى هذا ففيه أقوال: روى
عكرمة (الخارجي الناصبي كعادته) أنّ هذه الآية نزلت في أبي بكر، والثاني:
روى عطاء، عن ابن عبّاس: أنّها نزلت في عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) )).
ثمّ ذكر روايتين في تصدّق عليّ(عليه السلام) على الفقير عن عبد الله بن سلام، وأبي ذرّ(2).

ثالثاً: السيوطي في (الدرّ المنثور)، قال:
((أخرج الخطيب في (المتفق) عن ابن عبّاس، قال: تصدّق عليّ بخاتمه وهو
راكع، فقال النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) للسائل: (من أعطاك هذا
الخاتم؟) قال: ذاك الراكع، فأنزل الله: (( إِنَّمَا
وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ
الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ ))
(المائدة:55).
وأخرج عبد الرزّاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وأبو الشيخ، وابن مردويه، عن ابن عبّاس في قوله: ((
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ
يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ ))
، قال: نزلت في عليّ بن أبي طالب.
وأخرج
الطبراني في (الأوسط)، وابن مردويه، عن عمّار بن ياسر، قال: وقف بعليّ
سائل وهو راكع في صلاة تطوّع (نقول: وهذا يدلّ على أنّ الصلاة والزكاة كانت
تطوّعاً لا واجباً)، فنزع خاتمه فأعطاه السائل، فأتى رسول الله(صلّى الله
عليه وآله وسلّم) فأعلمه ذلك، فنزلت على النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)
هذه الآية: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ
وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ
وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ ))
، فقرأها رسول الله(صلّى
الله عليه وآله وسلّم) على أصحابه، ثمّ قال: (من كنت مولاه فعليّ مولاه،
اللّهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه).
وأخرج أبو الشيخ، وابن مردويه، عن عليّ بن أبي طالب، قال: (نزلت هذه الآية على رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في بيته (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ))إلى
آخر الآية، فخرج رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) فدخل المسجد وجاء
الناس يصلّون بين راكع وساجد وقائم يصلّي، فإذا سائل، فقال: (يا سائل! هل
أعطاك أحد شيئاً؟) قال: لا، إلاّ ذاك الراكع - لعليّ بن أبي طالب ـ. أعطاني
خاتمه.
وأخرج ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، وابن عساكر، عن سلمة بن كهيل، قال: تصدّق عليّ بخاتمه وهو راكع فنزلت: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ )).. الآية.
وأخرج ابن جرير، عن مجاهد في قوله: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ )).. الآية، نزلت في عليّ بن أبي طالب؛ تصدّق وهو راكع.
وأخرج ابن جرير، عن السدّي وعتبة بن حكيم مثله.
(نقول: ولم يقل أحد: أدّى الزكاة فكلّ الروايات تقول.. تصدّق عليّ(عليه السلام) ).
وأخرج
ابن مردويه من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، قال: أتى عبد الله
بن سلام ورهط معه من أهل الكتاب نبيّ الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) عند
الظهر، فقالوا: يا رسول الله! أنّ بيوتنا قاصية لا نجد من يجالسنا
ويخاطبنا دون هذا المسجد، وإنّ قومنا لمّا رأونا قد صدّقنا الله ورسوله،
وتركنا دينهم، أظهروا العداوة، وأقسموا أن لا يخالطونا ولا يؤاكلونا، فشقّ
ذلك علينا، فبينا هم يشكون ذلك إلى رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)
إذ نزلت هذه الآية على رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): ((
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ
يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ ))
،
ونودي بالصلاة، صلاة الظهر، وخرج رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)،
فقال: (أعطاك أحد شيئاً؟) قال: نعم. قال: (من؟) قال: ذلك الرجل القائم.
قال: على أي حال أعطاكه؟ قال: وهو راكع. قال: وذاك عليّ بن أبي طالب، فكبّر
رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) عند ذلك، وهو يقول: (( وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزبَ اللّهِ هُمُ الغَالِبُونَ )) (المائدة:56).
وأخرج
الطبراني، وابن مردويه، وأبو نعيم، عن أبي رافع، قال: دخلت على رسول
الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهو نائم يوحى إليه، فإذا حيّة في جانب
البيت، فكرهت أن أبيت عليها فأوقظ النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وخفت
أنّه يوحى إليه، فاضطجعت بين الحيّة وبين النبيّ(صلّى الله عليه وآله
وسلّم)، لئن كان منها سوء كان فيّ دونه، فمكثت ساعة، فاستيقظ النبيّ(صلّى
الله عليه وآله وسلّم) وهو يقول: ( (( إِنَّمَا
وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ
الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ ))
، الحمد لله الذي أتم لعليّ نعمه، وهيأ لعليّ بفضل الله إياه).
وأخرج ابن مردويه، عن ابن عبّاس، قال: كان عليّ بن أبي طالب قائماً يصلّي، فمرّ سائل وهو راكع، فأعطاه خاتمه، فنزلت هذه الآية: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ )).. الآية، قال: نزلت في الذين آمنوا وعليّ بن أبي طالب أوّلهم))(3).

رابعاً: الزمخشري في كشافه، قال: (( (( وَهُم رَاكِعُونَ ))، الواو فيه للحال؛ أي: يعملون ذلك في حال الركوع، وهو الخشوع والإخبات والتواضع لله إذا صلّوا وإذا زكّوا.
وقيل:
هو حال من يؤتون الزكاة، بمعنى: يؤتونها في حال ركوعهم في الصلاة، وأنّها
نزلت في عليّ(كرم الله وجهه) حين سأله سائل وهو راكع في صلاته، فطرح له
خاتمه، كأنّه كان مَرجاً في خنصره (أي سهل الحركة)، فلم يتكلّف لخلعه كثيرَ
عمل تفسد بمثله صلاته)).
(ودافع الرجل عن مجيء الآية بالجمع ونزولها في عليّ(عليه السلام) )(4).

خامساً: ابن عطية الأندلسي في (المحرّر
الوجيز): ((ولكن اتّفقَ أنَّ عليّاً بن أبي طالب أعطى صدقة وهو راكع))،
ونقل ذلك عن السدّي ومجاهد، وذكر رواية في نزولها في عليّ(عليه السلام)،
ثمّ ردّ هذا القول على عادتهم، ورجّح غيره كغيره!!(5)

سادساً: أبو السعود في تفسيره، قال:
((وروي أنّها نزلت في عليّ(رضي الله عنه) حين سأله سائل وهو راكع، فطرح
عليه خاتمه، كأنّه كان مَرجاً في خنصره، غير محتاج في إخراجه إلى كثير عمل
يؤدّي إلى فساد الصلاة، ولفظ الجمع حينئذ لترغيب الناس في مثل فعله(رضي
الله عنه)، وفيه دلالة على أنّ صدقة التطوّع تسمّى: زكاة))(6).

سابعاً: ابن أبي حاتم في تفسيره: نقل بسنده عن عقبة بن أبي حكيم، وسلمة بن كهيل، في سبب نزول الآية الكريمة في عليّ(عليه السلام)(7).

ثامناً: ابن كثير في تفسيره، قال: ((حتى
أنّ بعضهم ذكر في هذا أثراً عن عليّ بن أبي طالب أنّ هذه الآية نزلت فيه،
وذلك أنّه مرّ به سائل في حال ركوعه فأعطاه خاتمه)).
ثمّ نقل عن ابن أبي حاتم روايتيه في أنّها نزلت في عليّ(عليه السلام)، ولم يعلق على إسنادها مع أنّهما صحيحتان.
ثمّ نقل قول ابن جرير عن مجاهد.
ونقل
عن عبد الرزّاق بسنده عن ابن عبّاس، أنّها نزلت في عليّ(عليه السلام)،
ولكنّه ضعّف سندها.. وعن ابن مردويه بسنده عن الضحّاك، عن ابن عبّاس،
وضعّفه بعدم إدراك الضحّاك لابن عبّاس، ثمّ ذكر طريقاً ثالثاً عن أبي صالح،
عن ابن عبّاس به، وعلّق بقوله: ((وهذا إسناد لا يفرح به)).
ثمّ قال:
((ثمّ رواه ابن مردويه من حديث عليّ بن أبي طالب نفسه، وعمّار بن ياسر،
وأبي رافع، وليس يصحّ شيء منها بالكلّية، لضعف أسانيدها، وجهالة رجالها)).
ثمّ قال: ((ثمّ روى بإسناده (ابن مردويه) عن ميمون بن مهران، عن ابن عبّاس، في قوله: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ))، نزلت في المؤمنين، وعليّ بن أبي طالب أوّلهم)).
ثمّ
ذكر عن ابن جرير، بسنده عن أبي جعفر(عليه السلام)، أنّه سأله عبد الملك عن
هذه الآية، قلنا: من الذين آمنوا؟ قال: الذين آمنوا. قلنا: بلغنا أنّها
نزلت في عليّ بن أبي طالب، قال: (عليّ من الذين آمنوا).
وقال أسباط عن السدّي: نزلت هذه الآية في جميع المؤمنين ولكن عليّ بن أبي طالب مَرَّ به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه(Cool.

تاسعاً: البغوي في تفسيره، نقل عن ابن عبّاس والسدّي: أنّ قوله تعالى: (( وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ )) أراد به عليّاً بن أبي طالب(رضي الله عنه)؛ مرّ به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه(9).

عاشراً: البيضاوي في تفسيره، قال: (( (( وَهُم رَاكِعُونَ )):
متخشعون في صلاتهم وزكاتهم، وقيل: هو حال مخصوصة بـ(يؤتون)، أو يؤتون
الزكاة في حال ركوعهم في الصلاة حرصاً على الإحسان ومسارعة إليه، وإنّها
نزلت في عليّ(رضي الله عنه) حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح له
خاتمه، واستدلّ بها الشيعة على إمامته زاعمين أنّ المراد بالوليّ المتولّي
للأمور، والمستحق للتصرّف فيها، والظاهر ما ذكرناه، مع أنّ حمل الجمع على
الواحد أيضاً خلاف الظاهر.
(نقول: ولكن سبب النزول يغنينا عن الظاهر).
ثمّ
قال: وإن صحّ أنّه نزل فيه، فلعلّه جيء بلفظ الجمع لترغيب الناس في مثل
فعله فيندرجوا فيه، وعلى هذا، يكون دليلاً على أنّ الفعل القليل في الصلاة
لا يبطلها، وأنّ صدقة التطوع تسمّى: زكاة))(10).
(وهذه الجملة الأخيرة فيها ردّ على أسئلتكم ومن علمائهم).

الحادي عشر: السمرقندي في تفسيره نصّ على ذلك ورجّحه، فقال: ((ثمّ قال تعالى: (( الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ ))،
قال ابن عبّاس: وذلك أنّ بلالاً لمّا أذّن وخرج رسول الله(صلّى الله عليه
وآله وسلّم) والناس في المسجد يصلّون بين قائم وراكع وساجد، فإذا هو بمسكين
يسأل الناس، فدعاه رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وقال: هل أعطاك
أحد شيئاً؟ قال: نعم، قال: ماذا؟ قال: خاتم فضة، قال: ومن أعطاك؟ قال: ذلك
المصلّي، قال: في أي حال أعطاك؟ قال: أعطاني وهو راكع.. فنظر، فإذا هو عليّ
بن أبي طالب(رضي الله عنه)، فقرأ رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)
على عبد الله بن سلام: (( الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ ))،
يعني: يتصدّقون في حال ركوعهم؛ حيث أشار عليّ بخاتمه إلى المسكين حتى نزع
من أصبعه وهو في ركوعه، ويقال: يراد به جميع المسلمين أنّهم يصلّون ويؤدّون
الزكاة))(11).

الثاني عشر: السمعاني في تفسيره، قال: (( (( وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ ))
يعني مصلّون، إلاّ أنّه خصّ الركوع تشريفاً، وقيل: معناه خاضعون، وقال
السدّي ـ. وهو رواية عن مجاهد -: إنّ هذا أنزل في عليّ بن أبي طالب، كان في
الركوع ومسكين يطوف في المسجد، فنزع خاتمه ودفع إليه، فهذا معنى قوله: (( وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ )) ))(12).

الثالث عشر: ابن جرير الطبري - شيخ
المفسّرين - في تفسيره، ذكر ذلك في أوّل آرائه في تأويل الآية، ومن عادته
تقديم الرأي الراجح، فقال: ((وأمّا قوله: (( وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ ))،
فإنّ أهل التأويل اختلفوا في المعنى به، فقال بعضهم: عُني به عليّ بن أبي
طالب، وقال بعضهم: عُني به جميع المؤمنين. ذكر من قال ذلك:
(ثمّ نقل بأسانيده) عن السدّي، وعن عتبة بن أبي حكيم، وعن مجاهد: أنّها نزلت في عليّ))(13).

الرابع عشر: القرطبي - خاتمة المفسّرين -
في تفسيره، قال: ((وقال ابن عبّاس: نزلت في أبي بكر!! وقال في رواية أُخرى:
نزلت في عليّ بن أبي طالب(رضي الله عنه)، وقاله مجاهد والسدّي، وحملهم على
ذلك قوله تعالى: (( الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ ))..
وهي
المسألة الثانية: وذلك أنّ سائلاً سأل في مسجد رسول الله(صلّى الله عليه
وآله وسلّم) فلم يعطه أحد شيئاً، وكان عليّ في الصلاة في الركوع وفي يمينه
خاتم، فأشار إلى السائل بيده حتى أخذه، قال الكيا الطبري: وهذا يدلّ على
أنّ العمل القليل لا يبطل الصلاة؛ فإنّ التصدّق بالخاتم في الركوع عمل جاء
به في الصلاة ولم تبطل به الصلاة.
وقوله: (( وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ
وَهُم رَاكِعُونَ )) يدلّ على أنّ صدقة التطوّع تسمّى: زكاة، فإنّ عليّاً
تصدّق بخاتمه في الركوع، وهو نظير قوله تعالى: (( وَمَا آتَيتُم مِن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُضعِفُونَ )) (الروم:39)، وقد انتظم الفرض والنفل فصار اسم الزكاة شاملاً للفرض والنفل، كاسم الصدقة وكاسم الصلاة ينتظم الأمرين)).
ثمّ قال القرطبي بعد استبعاده لقول الطبري: ((وقال ابن خويز منداد: قوله تعالى: (( وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ ))
تضمّنت جواز العمل اليسير في الصلاة، وذلك أنّ هذا خرج مخرج المدح، وأقل
ما في باب المدح أن يكون مباحاً، وقد روي أنّ عليّ بن أبي طالب(رضي الله
عنه) أعطى السائل شيئاً وهو في الصلاة، وقد يجوز أن يكون هذه صلاة تطوّع،
وذلك أنّه مكروه في الفرض))(14).

الخامس عشر: النسفي في تفسيره، قال: ((والواو في (( وَهُم رَاكِعُونَ ))
للحال، أي: يؤتونها في حال ركوعهم في الصلاة. قيل: أنّها نزلت في عليّ(رضي
الله عنه) حين سأله سائل وهو راكع في صلاته، فطرح له خاتمه، كأنّه كان
مرجاً في خنصره فلم يتكلّف لخلعه كثير عمل يفسد صلاته، وورد بلفظ الجمع،
وإن كان السبب فيه واحداً؛ ترغيباً للناس في مثل فعله لينالوا مثل ثوابه،
والآية تدلّ على: جواز الصدقة في الصلاة، وعلى أنّ الفعل القليل لا يفسد
الصلاة))(15).
ولم يذكر النسفي غير ذلك في تفسيره للآية الكريمة.

السادس عشر: الآلوسي في تفسيره (روح المعاني)، قال: (( (( وَهُم رَاكِعُونَ )):
حال من فاعل الفعلين، أي: يعملون ما ذكر من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة
وهم خاشعون متواضعون لله تعالى. (نقول: أليس هذا خلافاً للظاهر؟!!)
وقيل: هو حال مخصوصة بإيتاء الزكاة والركوع ركوع الصلاة، والمراد: بيان كمال رغبتهم في الإحسان ومسارعتهم إليه.
وغالب
الأخباريّين على أنّها نزلت في عليّ كرّم الله تعالى وجهه؛ فقد أخرج
الحاكم، وابن مردويه، وغيرهما، عن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما بإسناد
متّصل، قال...(إلى أن قال): فقال لهم النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ))،
ثمّ إنّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) خرج إلى المسجد والناس بين قائم
وراكع، فبصر بسائل فقال: (هل أعطاك أحد شيئاً؟) فقال: نعم خاتم من فضة.
فقال: (من أعطاكه؟) فقال: ذلك القائم. وأومأ إلى عليّ كرّم الله تعالى
وجهه، فقال النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (على أيّ حال أعطاك؟).
فقال: وهو راكع. فكبّر النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ثمّ تلا هذه
الآية.
فأنشأ حسان(رضي الله عنه) يقول:

أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي ***** وكل بطيء في الهدى ومسارع
أيذهب مديحك المحبر ضائعاً ***** وما المدح في جنب الإله بضائع
فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعاً ***** زكاة فدتك النفس ياخير راكــع
فأنزل فيك الله خير ولايــــة ***** وأثبتها إثنا كتاب الشرائـــع(16)

ثمّ قال الآلوسي في تفسير الآيات اللاحقة: هذا، (ومن باب الإشارة في الآيات: ((
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ
يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ ))
، أي: صلاة الشهود والحضور الذاتي، (( وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ )): أي: زكاة وجودهم، (( وَهُم رَاكِعُونَ ))، أي: خاضعون في البقاء بالله.
والآية عند معظم المحدّثين نزلت في عليّ كرّم الله تعالى وجهه))(17).

السابع عشر: ابن الجوزي في تفسيره (زاد المسير)، قال: ((قوله تعالى: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ... ))، اختلفوا في من نزلت على أربعة أقوال:
أحدها:
أنّ عبد الله بن سلام وأصحابه جاؤوا إلى رسول الله(صلّى الله عليه وآله
وسلّم) وقالوا: إنّ قوماً قد أظهروا لنا العداوة، ولا نستطيع أن نجالس
أصحابك، لبعد المنازل. فنزلت هذه الآية، فقالوا: رضينا بالله وبرسوله
وبالمؤمنين، وأذّن بلال بالصلاة، فخرج رسول الله(صلّى الله عليه وآله
وسلّم)، فإذا مسكين يسأل الناس، فقال رسول الله(صلّى الله عليه وآله
وسلّم): (هل أعطاك أحد شيئاً؟) قال: نعم. قال: (ماذا؟) قال: خاتم فضّة،
قال: (من أعطاكه؟) قال: ذاك القائم. فإذا هو عليّ بن أبي طالب، أعطانيه وهو
راكع، فقرأ رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) هذه الآية، رواه أبو
صالح عن ابن عبّاس. وبه قال مقاتل. وقال مجاهد: نزلت في عليّ بن أبي طالب؛
تصدّق وهو راكع.
- ثمّ قال ابن الجوزي -: قوله تعالى: (( وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ ))،
فيه قولان: أحدهما: أنّهم فعلوا ذلك في ركوعهم، وهو تصدّق عليّ(عليه
السلام) بخاتمه في ركوعه. والثاني: إنّ من شأنهم إيتاء الزكاة وفعل الركوع.
وفي
المراد بالركوع ثلاثة أقوال: أحدها: إنّه نفس الركوع؛ على ما روى أبو صالح
عن ابن عبّاس. وقيل: إنّ الآية نزلت وهم في الركوع، والثاني: إنّه صلاة
التطوع... والثالث: إنّه الخضوع والخشوع))(18).

الثامن عشر: الجصّاص في (أحكام القرآن)، قال في باب العمل اليسير في الصلاة: ((قال الله تعالى: ((
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ
يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ ))
، روي عن مجاهد والسدّي وأبي جعفر وعتبة بن أبي حكيم: أنّها نزلت في عليّ بن أبي طالب حين تصدّق بخاتمه وهو راكع...
إلى
أن قال: فإن كان المراد فعل الصدقة في حال الركوع، فإنّه يدلّ على إباحة
العمل اليسير في الصلاة، وقد روي عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)
أخبار في إباحة العمل اليسير فيها، فمنها: أنّه خلع نعليه في الصلاة.
ومنها: أنّه مسّ لحيته، وأنّه أشار بيده. ومنها حديث ابن عبّاس: أنّه قام
على يسار النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) فأخذ ذؤابته وأداره إلى يمينه.
ومنها: أنّه كان يصلّي وهو حامل أمامة بنت أبي العاص بن ربيع، فإذا سجد
وضعها وإذا رفع رأسه حملها.
فدلالة الآية ظاهرة في إباحة الصدقة في
الصلاة؛ لأنّه إن كان المراد: الركوع، فكان تقديره: ((الذين يتصدّقون في
حال الركوع))، فقد دلّت على إباحة الصدقة في هذه الحال.
وإن كان المراد:
وهم يصلّون؛ فقد دلّت على إباحتها في سائر أحوال الصلاة، فكيفما تصرفت
الحال فالآية دالّة على: إباحة الصدقة في الصلاة))(19).
وهناك المزيد، وفيما نقلناه عنهم كفاية.
ودمتم في رعاية الله

(1) تفسير التسهيل لعلوم التنزيل 1: 181 قوله تعالى: (( وَهُم رَاكِعُونَ )).
(2) تفسير الرازي 12: 26 قوله تعالى: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ... )).
(3) الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور 2: 293 قوله تعالى: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ... )).
(4) الكشّاف 1: 624 قوله تعالى: (( وَهُم رَاكِعُونَ )).
(5) المحرّر الوجيز في تفسير كتاب الله العزيز 2: 208 سورة المائدة: 55 ــ 57.
(6) تفسير أبي السعود 3: 52 قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا... )).
(7) تفسير ابن أبي حاتم 4: 1162 حديث (6549) (6551).
(Cool تفسير ابن كثير 2: 73 قوله تعالى: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ... )).
(9) تفسير البغوي 2: 47 سورة المائدة: 55.
(10) تفسير البيضاوي 2: 229ــ340 قوله تعالى: (( وَهُم رَاكِعُونَ )).
(11) تفسير السمرقندي 1: 424 سورة المائدة: 55 ــ 56.
(12) تفسير السمعاني 2: 47 قوله تعالى: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ... )).
(13) تفسير ابن جرير 6: 388 القول في تأويل قوله تعالى: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ... )).
(14) تفسير القرطبي 6: 221ــ222 قوله تعالى: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ... )).
(15) تفسير النسفي 1: 289 سورة المائدة: 55 ــ 59.
(16) تفسير روح المعاني 6: 167 قوله تعالى: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ... )).
(17) تفسير روح المعاني 6: 167 سورة المائدة: 59 ــ 66.
(18) زاد المسير 2: 292 قوله تعالى: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ... )).
(19) أحكام القرآن 2: 557 باب (العمل اليسير في الصلاة).





اليكي دليل قاطع ومن كتبكي كي لاتتفوهين باي كلام ولا اي مماطلة


_________________
يمكنكم التعرف على الوهابية في العالم كلة من خلال غبائهم وقذارتهم



توتر حديث الغدير 7hlr5v73v7un
[/size][/size]
توتر حديث الغدير 18
دكتور مهدي
دكتور مهدي
عضو مبدع
عضو مبدع

ذكر تاريخ التسجيل : 06/09/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

توتر حديث الغدير Empty رد: توتر حديث الغدير

مُساهمة من طرف دكتور مهدي الإثنين ديسمبر 19, 2011 6:07 pm

هههههههههههههههههههه
هههههههههههههههههههههههههههههه
هههههههههههههههههههههههههههههههههه

_________________
يمكنكم التعرف على الوهابية في العالم كلة من خلال غبائهم وقذارتهم



توتر حديث الغدير 7hlr5v73v7un
[/size][/size]
توتر حديث الغدير 18
دكتور مهدي
دكتور مهدي
عضو مبدع
عضو مبدع

ذكر تاريخ التسجيل : 06/09/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى